بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 1 من 216 صفحات
_ الفصل الأول _
دقائق طويلة قاربت على النصف ساعة وهي تقف بشرفة المنزل تستند بمرفقيها على سور الشرفة وعيناها معلقة على بوابة المنزل الكبيرة منتظرة على أحر من الجمر وصول والدها لقد طال غيابه هذه المرة عنهم ولم تراه منذ اسبوعين .. وعندما علمت من أمها أن اليوم هو يوم عودته قفزت فرحا وسعادة وأخذت تجهز كل ما ستخبره به من أحداث حدثت طوال الفترة الماضية تخرج الألعاب الجديدة التي قامت بشرائها حتى تريه إياها عندما يعود ورسوماتها الطفولية التي قامت برسمها بألوان مختلفة وجميلة اهداهم إليها عمها ! .
_ بابا جه .. بابا جه
لم تبالي لتنبيهات أمها الصارمة بأن تهدأ من ركضها حتى لا تسقط .. فتحت باب المنزل ورأته وهو يتجه نحوها وابتسامة مشرقة وعريضة تعلو وجهه بعدما نزل من سيارته ركضت نحوه وارتمت بين ذراعيه ليحملها هو ويدور بها ويمطرها بوابل من قبلاته المشتاقة هامسا
إجابته بصوت طفولي سعيد به بعض الكلمات الغير مترتبة
_ وأنت كمان شوحتني يا بابا !!
قهقه عاليا ثم انحنى عليها يطبع قبلاته الحانية على وجنتيها ليشبع شوقه منها بينما هي فقالت بطفولية
_ تعالي هوريك حجات حلوة اشتريتها
حملها على ذراعيه واستقام واقفا وهو يتجه بها إلى داخل المنزل متمتما پصدمة مازحا
انحنت على وجنته وطبعت قبلة لطيفة متمتمة برقة
_ لا متزعلش عشان خاطري مش هشتري حاجة تاني من غيرك يابابا
ډفن وجهه بين رقبتها يدغدغها بفمه ويقول بمشاكسة وضحك
_ حبيبة قلب بابا
تعالت ضحكاتها وهي تحاول الإفلات من بين مشاكسة أبيها لها ولكن باتت محاولاتها كلها بالفشل .
_ عدنان أنا ليا ساعة بكلمك وأنت مش معايا خالص !!
تنهد الصعداء بحنق وتمتم بعبوس
_ معلش يافريدة سرحت شوية
لوت فمها بغيظ وهتفت
_ في جلنار مش كدا !
ظهرت الحدة على محياه بمجرد ذكرها لاسم زوجته الثانية وهتف پغضب
_ لا في بنتي يافريدة اللي هتجن وأعرف خدتها وهربت بيها على فين
_ بنتك هتلاقيها ياحبيبي متقلقش
ثم استكملت بنظرات ڼارية وشيطانية
_ بس الأهم إنك متسيبش الهانم من غير عقاپ على عملتها دي الله اعلم خدت بنتك وهربت مع مين !
رمقها بنظرة مرعبة فهمت أنها حصلت على مبتغاها تماما وهو إشعال النيران في صدره حتى لا تتسنى لجلنار فرصة في الدفاع عن نفسها عندما يجدها ! .
انتهت من حمامها الصباحي الدافئ وخرجت ثم وقفت أمام المرآة تسرح شعرها وتجففه كانت تملك عينان بندقية ساحرة وشعر أسود طويل وملامح وجه رقيقة وصغيرة لا تناسب أم أبدا بل فتاة مراهقة مازالت في سنها الثامن عشر حتى جسدها الممشوق والمثير يعطيها لمسة أنوثية مذهلة .
رغم مرور أربع سنوات على زواجها ولكنها لا تزال محتفظة بنضارتها وجمالها لم تترك الهموم والحزن يؤثر عليها ويغير من طبيعتها ووجهها وقفت صامدة أمام أقوى الظروف ولا تزال بقوتها .. لم يكن بالنسبة لها زواج بالمعنى الحقيقي بل هو صفقة عمل كما وصفها أبيها نشأت الرازي رجل الأعمال المشهور والكبير عندما تسنت له الفرصة حتى يحافظ على علاقاته العملية وصفقاته وأمواله مع إمبراطورية الشافعي الضخمة لم يتركها تضيع هباء .. وكانت موافقتها على الزواج من عدنان الشافعي أحد نجاح مخططاته في الوصول لمستوى مرموق وأكبر يرضي به اهوائه وجشعه أجبرها على الموافقة من رجل متزوج ويرغب في الزواج مرة أخرى حتى يحصل على الطفل الذي لم يحصل عليه من زوجته الأولى وكانت هي الوسيلة لحصوله على الطفل وحتى الآن هي بالنسبة له ليست سوى آلة تزوجها للإنجاب فقط ووالدها يرضى بهذه الوضع المهين الذى وضعها به ولكن السجينة خرجت عن طوع سجانها بعدما طفح كيلها وقررت أن تعلن تمردها ولا تقبل بالإهانة ! .
جلنار الرازي .. المرأة صاحبة الجمال الصارخ كما وصفها بعض الرجال ترعرعت ونشأت في بلاد الغرب حتى أصبحت تأخذ من طباعهم وحتى جمالها يقارب لجمالهم المثير طالما وصفتها قريناتها من النساء بصاحبة الأنف المرتفع ! .. أي المتعجرفة .
انتهت من ارتداء ملابسها وهتفت بصوت مرتفع بعض الشيء
_ هنا تعالي يلا ياحبيبتي عشان تلبسي
ركضت الصغيرة نحو والدتها وكانت هي قد ارتدت ملابسها كاملة معادا حذائها فقالت جلنار بضحكة مندهشة
_ إنتي لبستي وحدك شطورة
ياحبيبتي