الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 25 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


لي زي الهوانم.
نهضت رحاب بتأفف قائلة
_ أستغفر الله العظيم أهو إبتدينا علي الصبح.
نظرت تبحث عن شمس وجدتها تؤدي فرضها في إحدي الأركان و قد أنتهت للتو نهضت وهي تقول بهدوء يشوبه السخرية
_ قومي يا رحاب أتوضي وصلي الضهر وحصليني قبل ما مرات عمي تدخل ترمينا من الشباك.
هزت الأخري رأسها وهي تضحك علي كلماتها فأجابت

_ أنتي بتقولي فيها أمي وأنا عارفها لما بتهب منها ممكن تعملها.
خرجت شمس وتتصنع البسمة تلقي التحية علي زوجة عمها المتسلطة
_ صباح الخير يا مرات عمي.
رفعت الأخري زاوية فمها بتهكم وأجابت
_ قصدك مساء الخير يا عينيا فين المزغودة التانية أدخلي أندهيلها و روحوا حضروا الفطار زمان أعمامك خلصوا صلاة و طالعين علي هنا.
أومأت إليها دون أي رد وذهبت إلي المطبخ خرجت رحاب من الغرفة متجهة نحو المطبخ أيضا فوجدتها تعد الطعام فأخذت تتمتم بصوت لا يسمعه سواهما
_ كل يوم جمعة الموال اللي ما بيخلصش ده ومرتات أعمامي قاعدين هوانم في شققهم مابينزلوش غير لما أعمامي يطلعوا ويجوا ياكلوا علي الجاهز.
قالت الأخري
_ وفيها إيه يا رحاب دول مهما كان ضيوف عندكم مش إلزام ولا فرض عليهم ينزلوا يعملوا الأكل وبتكسبي ثواب في إكرامهم.
أجابت الأخري بسخرية
_ أسكتي يا شمس أنتي ما تعرفيش حاجة لولا بابا هو اللي مجمعهم وحاكم عليهم يوم الجمعه ده مقدس الكل بيتجمع عندنا كان زمان كل واحد بقي في حاله وأنا أرتحت.
_ برضو ما فهمتش قصدك يعني دي حاجة حلوة ولا وحشه بس أنا شايفة لمة العيلة دي أجمل حاجة بتعمل ترابط وبتألف القلوب وتقربهم من بعض وبيفضل الود والحب مابين الأخوات وعيالهم.
أجابت الأخري و تقطع حبات الفلفل
_ ده كان زمان يا شمس أيام ما كنا في البيت القديم في البلد ولما كان جدو وتيتا الله يرحمهم عايشين دلوقت كل واحد فيهم يلا نفسي ما أنكرش إن ماما أسلوبها يطفش مرتات أعمامي منها حبتين أو نقول أربع حبات بس قلبها أبيض.
رمقتها الأخري بإستنكار وفي داخلها قالت
_ أنتي هتقوليلي ده أنا من ساعة ما جيت وهي عماله ترمي لي كلام زي الدبش.
أجفلهم صوت شوقية من الخلف 
_ خلصتم ولا عاملين ترغوا
أجابت شمس
_ أنا عملت البيض والفول والجبنة فاضل الطعمية هقليها قبل الأكل علي طول عشان ماتبردش.
وقالت ابنتها
_ وأنا بعمل السلطة أهو وهاحشي البتنجان بالتتبيلة.
أجابت عليهما وهي تلتقط مفرش حراري كان معلقا علي مشجب معدني في الحائط
_ وأنا هاروح أفرش السفرة عقبال ماتخلصوا وتطلعوا الأطباق شكلهم طالعين علي السلم.
جلس الجميع حول المائدة ويترأسها الحاج محمود فكان وجهه مكفهر ولم ينطق بحرف منذ أن عاد من المسجد بينما أشقائه الآخرين يتبادلون الأحاديث مابين الأخبار والفكاهة و زوجاتهم تتحدثن مع شمس التي تشعر بانقباضة في قلبها لاتعلم ماهية مصدرها لاسيما كلما تلاقت عينيها بعينين عمها محمود لن تجد سوي نظرات الڠضب والتجهم.
نهضت باكرا بعد أن انتهت من طعامها
_ الحمدلله.
قالت لها رشا زوجة عمها حجازي
_ كملي أكلك يا شمس ده أنتي مكملتيش ربع رغيف.
أجابت بخجل
_ أكلت وشبعت الحمدلله دي أكلتي.
فقالت شوقية بأسلوبها الفظ
_ ياختي البنات اليومين دول ماسكين في أبصر إيه اللي أسمه دايت لحد ما بقوا شبه خلة السنان ويقولوا لك دي الموضة.
عقبت السيدة محاسن زوجة عمها الأخر يحيي
_ هم بيحافظوا علي جسمهم بس أهم حاجة يكون تحت إشراف دكتور تغذية عشان ميأثرش علي الصحة.
عقبت رشا
_ فعلا صح مفيش أحسن من الواحد ياخد باله من صحته.
فقالت شوقية عن عمد
_ الكلام ده يا رشا ياختي لواحده زيك كده ولا وراها عيل ولا تيل لكن ياختي إحنا ورانا عيال عايزين صحة من حديد فلازم تاكلي وتتغذي.
أكتسي الشحوب وجه الأخري من كلمات سلفتها اللاذع فنهضت تاركة ما بيدها من طعام وقالت
_ عن إذنك يا شمس أنا طالعة فوق عشان حاسة بصداع أبقي تعالوا أنتي و رحاب نقعد مع بعض شوية.
اومأت لها وقالت
_ حاضر يا طنط.
غادرت رشا المنزل و زوجها يرمق شوقية بامتعاض ثم نظر إلي زوجها ليجده في عالم آخر لكن محاسن لم تصمت لتقول
_ عمرك ما هتبطلي كلامك الچارح ده يا شوقية ده أنتي عيالك علي وش جواز المفروض تعقلي كلامك قبل
 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 43 صفحات