الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 17 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


حيلة أمك 
_ ولا حد يقدر يتعرض لي ده أنا كنت دفنت اللي يفكر يقرب لي مكانه.
_ هو ده اللي فالح فيه بلطجة ووساخة عيني عينك وأنا أغرم ډم قلبي من ورا بلاويك ياريتني ما خلفتك يا أخي.
ألقي بالمحرمة علي المائدة وأردف
_ خلفة عار.
ثم ذهب إلي الداخل فاقتربت هدي من نجلها و ربتت تحميل عليه
_ ملكش دعوة بكلامه أنت عارف أبوك لما الجنونة بتجيله روح أغسل إيدك وتعالي كل عملالك الأكل اللي بتحبه.

أبعد يدها وقال
_ مش عايز أطفح.
و توجه إلي باب المنزل مرة أخري صاحت والدته
_ رايح فين يا ولاه
أجاب بتهكم و سخط
_ رايح في داهية يمكن جوزك يرتاح مني.
و في إحدى الحدائق العامة في المدينة يربت محمد علي يد ابنته التي قالت
_ تعالي نروح يا بابا إيه اللي خلاك توافق إني أقابله
أجاب والدها
_ عشان كان لازم تقابليه وتواجهيه وتسمعيها منه وده يرتاح.
أشار لها لدي موضع قلبها أثرت الصمت وتمسكت بيده كأنها تستمد منه القوة التي تحاول أن ترسمها علي ملامح وجهها الشاحب.
أقبل عليهما ليجدهما في إنتظاره فكان مرتديا نظارة شمسية ليخفي خلفها نظرات الحزن والإنكسار توقف لدي الطاولة وقال
_ سلام عليكم يا عم محمد.
و مد يده ليصافحه الآخر مجيبا السلام
_ وعليكم السلام يا أحمد.
سحب كرسي وجلس يسألهما
_ تشربوا إيه
أجاب الأخر
_ شكرا يا بني أنا طلبت لنا وليك عصير ليمون.
كانت شمس تنظر نحو مياه النيل تتفادي النظر إليه تنهد والدها و قال لكسر توتر الأجواء
_ بص يا أحمد يابني أنا كان بإمكاني أرفض المقابلة دي لكن راحة بنتي عندي أهم حاجة أنا هاسيبكم تتكلموا علي راحتكم عشان دي هاتكون أخر مرة تشوفها.
نهض وقبل أن يبتعد ربت علي يد ابنته فشعر برجفة وبرودة أناملها أنحني بالقرب من سمعها
_ أطمني أنا هاقعد في الطرابيزة اللي وراكي خليكي قوية.
أعتدل وذهب ليجلس علي مقربة منهما جاء النادل و وضع أمامهما كأسين من عصير الليمون ثم ذهب إلي محمد بعدما أشار له ليعطيه الكأس الثالثة.
و بعد أن هربت الكلمات من لسانه تنفس بعمق وأطلق زفرة حتي بدأ يتحدث
_ عامله إيه
رمقته بتعجب وكأن نبت له رأس آخر فأدركت إنه لم يجد كلمات يتفوه بها أجابت بسخرية
_ أسعد واحدة في العالم.
أنتبه لسخريتها من سؤاله فتنهد بنفاذ صبر وقال
_ أنا عارف اللي بتمري بيه وإيه اللي بتفكري فيه خصوصا من ناحيتي بس أحب أقولك أنا حالي أصعب منك حطي نفسك في مكاني و أقلبي اللي حصل.
_ أصعب مني! ده علي أساس أنت حصلك اللي حصلي! أتبهدلت زيي! سيرتك علي كل لسان اللي يسوي و اللي مايسواش!
انتهت كلماتها بصيحه فأمسك بيدها ليسكتها قائلا
_ وطي صوتك وأهدي.
جذبت يدها ورمقته شزرا وقالت إليه بتحذير
_ إياك إيدك تلمس إيدي تاني.
أومأ له وقال
_ مكنتش أقصد.
_ طيب ياريت تنجز وتقولي كنت عايز تقابلني ليه
أبتسم پألم ثم أجاب
_ عشان أجاوبك علي رسالتك أنا عارف إن ماما أسلوبها حاد وبالتأكيد عكت الدنيا مع مامتك.
قالت بنبرة هجوم مباغت
_ مامتك مش هتتكلم كده غير لما تكون واثقة إن دي رغبتك من أمتي وأنت بتمشي بكلامها! من غير ماتبرر خلاص عرفت الإجابة بس ده اسمها عندي ندالة.
قال باستنكار وتحذير
_ أنا مش ندل يا شمس و بقولها لك للمرة التانية حطي نفسك مكاني في كل خطوة أسمع فيها غمز ولمز ونظرات شفقة وتريئة من عيون الناس أنا كان بإمكاني أروح أمسك الحيوان اللي عامل فيكي كده وأخنقه بإيدي بس وبعدين قوليلي هانقدر نكمل في وسط الناس إزاي ومش هاقدر أستحمل نظراتهم ولو حد أتكلم مش هابطل خناق وضړب في ده وده ونقضيها محاضر مش هاقدر لو أتجوزنا وكل ما أجي ألمسك أفتك...
صمت ليزدرد لعابه فقالت بصوت مخټنق
_ ما تكمل قول.
نهضت ورفعت رأسها بشموخ وقالت بنبرة مليئة بالقوة وكبرياء أنثي
_ أنا بقي اللي بقولها لك عارف يا أحمد حتي لو كنت هاتكمل معايا أنا مكنتش هاكمل معاك وكنت بعت أمي ليكم بالشبكة وكل حاجة جبتهالي عارف ليه لأن كنت منتظرة اللي ياخدلي حقي ويدافع عني مش بابا كنت منتظره اللي المفروض هابقي مراته وعرضه وشرفه هو اللي ياخد لي حقي مش
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 43 صفحات