رواية بقلم ولاء رفعت
أسفل لأعلي دون أن تتفوه لكن نظراتها تعبر عن كل السخط الذي بداخلها أطلقت زفرة بتأفف ودلفت إلي غرفتها ثم أوصدت الباب في وجههم.
تحمل زينب صينية صغيرة يعلوها كوبان من الشاي وضعتها أعلي الطاولة أمام زوجها وكادت تذهب لتكمل أعمالها المنزلية فأوقفها قائلا
_ تعالي أقعدي يا زينب عايزك في كلمة.
جلست علي كرسي مجاور له وسألته
أخرج من جيبه ظرف ورقي كبير و وضعه علي الطاولة نظرت له و سألته
_ إيه ده
أجاب
_ فلوس أدهالي صاحبي اللي قولت لك عليه عشان أروح أقوم محامي وأرفع قضية.
شحب وجهها وسألته بتردد
_ أنت خلاص قررت ترفع قضية
أجاب بتعجب من ردة فعلها
_ أومال عايزاني أخد حق بنتي إزاي أروح أقتل الواد وأدخل السچن وأسيبك أنتي وهي تتشردوا غير اللي ممكن يعملوه فيكم
أجاب عليها بنبرة حادة
_ علي أساس إن البلد كلها معرفتش! أوعي يكون حد لعب في دماغك وخۏفك منهم ولا حد هددك تبعهم
_ أبدا والله بس أديك شايف البت لسه خطوبتها متفشكله و نفسية بنتك اللي في النازل.
_ ما هو عشان كده هاعمل اللي قولت لك عليه يمكن لما يتسجن الكلب ابن حماد بنتك تبقي أحسن و أخليها تمشي في الشارع مرفوعة راسها بدل الكسرة اللي في عيونها كل ما أبص لها.
_ كان مستخبي لينا فين ده ياربي! طول عمرنا في حالنا وقافلين بابنا علينا ولا لينا في شړ ولا في آذيه.
_ أستغفري ربنا يا زينب وأدعي له يفك كربنا بدل ما عماله تنوحي زي غراب البين كده.
نهضت بحنق
_ أخس عليك يا محمد أنا غراب! ربنا يسامحك.
_ ربنا يسامحنا جميعا أنا هاقوم أريح لي ساعة وبعدها هاروح للمحامي وهاشوف المطلوب إيه.
_ طيب ماتصبر شويه كده عقبال بس البت نفسيتها تتحسن شويه ما بالتأكيد المحامي هيطلب إنها تيجي معاك وتحكي له كل حاجة.
صمت وهو يفكر في الأمر ليجد لديها حق فقال
_ أنا عندي فكرة جهزي لها شنطة هدوم صغيرة كده هاخدها ونسافر بكرة عند أخواتي تقعد عند أخويا أهي تغير جو ونفسيتها تهدي وبعدها نروح مشوار المحامي.
_ وتفتكر بنتك نفسيتها هتهدي عند شوقية مرات أخوك
_ ومالها مرات أخويا يا أم شمس لسه برضو شايلة منها ما خلاص ده كان شيطان وراح لحاله والست اعتذرت لك وحبت علي راسك مفيش داعي نقلب اللي فات وياستي بنتك هتقعد مع بنت عمها يسلوا بعض ولو في أي حاجه هاروح هاخدها علي طول.
زمت شفتيها جانبا بسخط معقبة
وبدون أن يصيح أو يصب جام غضبه عليها رمقها بنظرة ڼارية ثم تركها وذهب إلي غرفة النوم.
ما زالت تمكث في غرفتها تجلس أمام المرآه تتأمل ملامحها التي تذبل مثل الزهرة المتروكة بلا ماء أو عناية بدأت الهالات السوداء تحيط ذهبتيها التي انطفأت من كثرة البكاء.
تفكر فيما حدث وما يحدث لها وأكثر ما يصدمها موقف الرجل الوحيد الذي أمتلك قلبها وكانت أيام معدودات وسيصبح مالكها قلبا وقالبا لكن القدر قد آبي إن يحدث هذا و الذي يشغل ذهنها لما لا يأتي بنفسه ويقول لها بذاته ما تفوهت به والدته هل أصبحت إلي هذا الحد شرذمة يخشي أن يقترب منها! أين الحب الذي كان يتلو عليها كلماته أينما يتحدث معها أو يراها! أين تلك الوعود الذي ألقاها علي مسامعها منذ أن تمت خطبتهما.
نهضت من أمام المرآه ودقات قلبها تسابق عقارب الثواني في سرعتها وفي عقلها سؤال واحد هل الانفصال رغبته هو أم هي رغبة والدته ذات الطباع الحادة
لم تشعر بنفسها وهي تمسك بالهاتف الذي أشتراه لها والدها بدلا من هاتفها الذي فقدته في الحاډث وبرغم خلوه من الأرقام لكن ما زالت ذاكرتها الفولاذية تحتفظ برقم هاتفه وبعد أن نقرت علي الاثني عشر رقما تراجعت عن الإتصال أدركها الخۏف وعقلها ېصرخ عليها بأن تكف عن تلك المحاولة الحمقاء بينما قلبها ليريح رغبته الملحة أتاها بفكرة أفضل وهي