كاليندا ـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
جعلتها تشيح وجهها وغير قادرة علي التحدث وقفت رحاب أمامها رفعت وجهها من طرف ذقنها.
_ شمس أنا آسفة وحقك عليا لو سؤالي زعلك وخلاكي ټعيطي بس أعذريني أنا سألتك عشان عارفة اللي كان مابينك أنتي و أحمد مكنتش مجرد خطوبة ده حب عمره سنين فاكرة لما كنتي بترغي معايا بالساعات عنه و عن نظرات حبه ليكي لحد ما جه طلب إيديكي كل ده راح إزاي
_والله عال سايبيني طالع عيني في شغل الشقة وعمايل الأكل والهوانم قاعدين يتساهروا.
تأففت ابنتها وقالت
_ مش الشقة دي لسه عملاها لك أول إمبارح ومخليها لك فلة.
_وأنتي بتسمي شغل الطلسئة ده ترويق قومي منك ليها وقسموا الشغل علي بعض وتلموا السجاد والمشايات وتغسلوها في المدخل.
أجابت ابنتها بسخرية
_إيه كل ده يا ماما هو العيد بكرة وإحنا ما نعرفش!
لكزتها والدتها پعنف وقالت
_ لاء يا حلوة يا أم لسانين أهل خطيبة أخوكي محمد جايين بعد بكرة وبعدين هنا كل واحد لازم يخدم نفسه أنا مش الخدامة اللي جبهالكم أبوكم.
_ معلش يا شمس أستنيني أخلص اللي ورايا وجاية لك ما تنميش بقي.
صاحت شوقية بإعتراض وكأن حدثت کاړثة
_ ده مين دي اللي تستناكي وما تنمش! مش بنت زيها زيك وده بيت عمها مش حد غريب ده غير إنها مش ضيفة وقعدتها هتطول يعني زيها زينا في البيت وتروق وتكنس وتمسح وتغسل زينا ولا ما بتعمليش مع أمك كده يا شمس
_طبعا بساعد ماما ومن غير ما تقولي يا طنط كنت هساعد رحاب.
_طيب يلا بقي خلصوا بسرعة قبل ما عمك ما يطلع من الدكان وأكون أنا خلصت الغدا.
ذهبت شوقية فأقتربت إبنتها من شمس تربت عليها
_ حقك عليا أنا يا شمس لو كلام ماما زعلك هي شديدة وقوية بس قلبها طيب.
هزت الأخرى رأسها بابتسامة ساخرة
و بعد عناء يوم من الأعمال الشاقة تمددت كلتيهما علي التخت زفرت رحاب بتعب وقالت
_اه يا وسطي اللي أتقطم في غسيل السجاجيد وأنا كان مالي ومال أهل خطيبة أخويا اللي جايين.
قالت شمس بتعب أيضا
_ معلش إحنا برضو كنا بنعمل كدة برضو أيام ما كنت مخطوبة.
إستدارت إليها الأخري بانتباه وقالت
_ فكرتيني صح قوليلي بقي سبب فسخ خطوبتك ولو ده هيضايقك خلاص أعتبريني مسألتش.
زفرت من التعب الجسدي والنفسي فأجابت
_ هقولك بس أوعديني اللي هاحكيهولك سر ما بينا لحد ما أرتب أموري وأخد حقي.
و في الغرفة المقابلة تتمدد شوقية بجوار زوجها الذي يتصنع النوم هروبا من وصلة ثرثرتها التي تنتهي پألم شديد في الرأس لم يزول ولو بألف فنجان قهوة.
_ آه ياني جسمي أتدغدغ من شغل طول النهار.
تمتم محمود دون أن يوضح كلماته إليها
_ اللي يسمعك مايشوفش البنات اللي طلعتي عينيهم النهاردة وفاكراني مش عارف ولية مفترية أعوذب بالله.
مالت عليه وسألته
_ بتقول حاجة يا حاج
أجاب بصوت مصتنع يغلبه النعاس
_ بقول أذكار قبل النوم.
_ اممم طيب كنت عايزاك في موضوع كدة بخصوص بنت أخوك.
سألها بسخرية دون يلتفت إليها
_مالها لحقتي تزهقي من قاعدتها
أجابت باستنكار
_ لاء بالعكس جت في وقتها أهي هي والبت رحاب يشيلوا عني شغل الشقة شوية أنا خلاص عضمتي كبرت ومابقتش قادرة علي طلباتكم زي الأول.
تمتم مرة أخري
_ده أنتي عليكي صحة تهد جبال كلنا هانموت وأنتي اللي هاتفضلي عايشة في الآخر.
لكزته في كتفه
_ بصي لي كده وأنتبه ليا.
أستدار إليها بتأفف
_ أخلصي يا شوقية عشان أنا صاحي من الفجر وعايز أتخمد.
أجابت بامتعاض
_ مابراحة عليا يا حاج اللي هاقوله لك فيه خير لينا ولأخوك بص بقي وأسمعني للآخر الولاه حمدي خلاص قرب يخلص الجيش بعد خمس شهور ونازل أجازة الأسبوع الجاي وبما أن شمس خلاص فسخت خطوبتها إيه رأيك ما نخطبها للولاه ونبني لهم شقة الدور الخامس و أهي بنت اخوك ومتربية علي إيدينا.
رفع إحدي حاجبيه الكثيفين وقال بتهكم
_أنتي قصدك تجوزيها لإبنك ومنها تبقي ليكي خدامة صح
_ أنا ماقولتش كده وفيها إيه لما تخدمني أنا هابقي حماتها غير ما أنا أصلا مرات عمها الكبير.
تنهد بسأم وضجر منها
_ أسمعيني أنتي كويس يا شوقية أنا عارف وأنتي عارفة إن زينب عمرها ما هتديكي بنتها وخصوصا بعد اللي عملتيه فيها