قصة المزمار السحري كاملة
وأرتها لأحمد... فذهل الفتى وبقي مشدوها حائرا..
آنذاك.. مدت بدور راحتي يديها فوضعتهما على خديه بلطافة وقالت بصوت هادئ احمد.. آسفة لأني أخفيت عنك هذه الحقيقة.. فهل سيتحمل قلبك أن يعشق أميرة
أمسك هو بيديها وأبعدهما عن خديه وقال
بل السؤال هو.. هل ستتحمل الاميرة أن تعشق راعيا
ثم أشاح بوجهه عنها وأتكأ بيده على إحدى الاشجار وأخفض رأسه.. فاقتربت منه بدور وقالت
رد هو لكن هل تعديني أنه سيكون حبا حقيقيا
لم تعرف هي بماذا تجيبه.. فالټفت إليها وقال
هذا ما توقعته.. لو كان حبك صادقا لما سكتي..
قالت احمد.. ماذا تريدني أن أقول
أجابأردتك أن تقولي أنك مستعدة لأن تتخلي عن عرشك من أجل العيش معي..
أردتك أن تقولي أنك ستقفين أمام والدتك وأمام الكل في سبيل الدفاع عن زوجك المستقبلي وعدم المساس بكرامته..
قال هل ستفعلين يا بدور هل ستتخلين عن عرشك لأجلي
مرة أخرى لم تجد بدور ما تقوله.. فجلس أحمد على الارض وقال لقد حل المساء.. سنبيت الليلة هنا.. وبحلول الغد سنكون قد هبطنا الجبل.. حاولي أخذ قسط من النوم وسأتكفل بحراستك يا مولاتي..
أغرورقت عيناها بالدموع فقالت يا مولاتي تقول.. أحقا يا احمد..
هنا غطت بدور وجهها بكفيها وأجهشت بالبكاء ثم قالت
أنا آسفة يا احمد لأني لم أصل الى معايير الحب الحقيقي الخاصة بك..آسفة لأن الاميرة بدور لم تكن على مستوى طموحك وتطلعاتك..
ثم تمددت بدور بعيدا عنه وخلدت الى النوم کسيرة القلب..
بينما ظل هو حتى وقت متأخر.. الى أن غالبه النعاس فنام..
عزيزي احمد.. إن حبي لك حقيقي.. فأنا على استعداد لأن أتخلى عن حياتي لأجلك فكيف لا أتخلى عن عرشي.. وسأثبت لك ذلك..
قال احمد في نفسه تثبت لي ذلك كيف ستثبت لي
قفل احمد راجعا من حيث أتى حتى أدرك قمة الجبل..
فسار في خباياه بحذر وهو يحاول إيجاد الاميرة فلم يعثر لها على أثر فقال لابد أنها قد استخدمت النفق للعودة الى سرداب القلعة... لن تتوقع ميساء أبدا أننا سنعود بعد هروبنا..
كان احمد محقا.. إذ في تلك الاثناء كانت بدور تقترب خلسة حيث يجلس الغول والساحرة..
ثم سمعت ميساء تقول حالما تنقضي شمس هذا النهار فستعود يا هارون الى عزلتك وانطوائك لخمسين سنة اخرى.. بانتظار الحب الذي لا وجود له..
وهنا.. ظهرت بدور أمامهما وقالت أنتي مخطئة أيتها الساحرة.. فأنا أحب احمد حبا نقيا طاهرا.. وسأخلص له حبي.. وهو يحبني كذلك... لذا فقد حان الوقت لتحرري الامير هارون من لعڼته...
كان جسد الغول يقطر دما بعد أن أشبعته الساحرة ضړبا بالسياط لأنه تجرأ ووقف بوجهها في المرة الأخيرة..
ثم سمعت ميساء تقول حالما تنقضي شمس هذا النهار فستعود يا هارون الى عزلتك وانطوائك لخمسين سنة اخرى.. بانتظار الحب الذي لا وجود له..
وهنا.. ظهرت بدور أمامهما وقالت أنتي مخطئة أيتها الساحرة.. فأنا أحب احمد حبا نقيا طاهرا.. وسأخلص له حبي.. وهو يحبني كذلك... لذا فقد حان الوقت لتحرري الامير هارون من لعڼته..
نهضت ميساء وهي تنظر الى بدور بتعجب ثم قالت
ليس بهذه السرعة يا فتاة..إن قلبك الصغير لا يعرف شيئا عن الحب.. فضلا عن الحب الحقيقي..
أنتي لستي سوى حمقاء وذلك بسبب رجوعك الى هنا لتثبتي شيئا لا طاقة بك لفهمه فضلا عن حيازته وامتلاكه..
فالحب الحقيقي الذي نتحدث عنه هي تلك القوة التي تتحد وتنبثق من قلبين متحابين... قوة يكون باستطاعتها أن تقلب الموازين لو أرادت.. وتحقق المستحيل لو شائت.. ولا يقف في طريقها أعتى القوى الاخرى..
ثم اقتربت من بدور أكثر وقالت انظري الى قلبك يا فتاة وأخبريني.. هل حبك لأحمد قادر