رواية كاملة بقلم سيلا
الحزينة على حب طفولته وصباه ولكن كان للقدر رأي آخر
أمسكت زهرة من بعض الزهور التي تحاوطها ثم استنشقت عبيرها وهي تغلق عيناها بإستمتاع لرائحتها العبقة
ياريتني مكانها.. هزة اصابت جسدها واتجهت بنظرها مدهوشة من وجوده بل لما سمعته ملجمة اللسان تستطيع النطق او النظر إليه.. ولكنها ابعدت بنظرها عن مجرى نظراته.
مبترديش عليا ليه! قالها نوح وهو يطالعها بإشتياق
استدارت تواليه ظهرها وعبرة غائرة على وجنتيها مسحتها سريعا ثم أردفت متسائلة
مش فاهمة قصدك يادكتور.. خطى حتى وصل بمقابلتها ونظر لمقلتيها
عايز اعرف ايه اللي حصل يوم الحفلة يا اسما من يوميها وإنت متغيرة
فركت كفيها وهي تتهرب بنظراتها بجميع الاتجاهات ثم اردفت بصوتا مهزوز بعض الشئ
معرفش تقصد ايه...
ضحك ضحكة مستهزئة واتجه إليها يرمقها
بجد!! متعرفيش قصدي... أسبلت جفنيها تحاول الثبات امامه.. ساد صمتها مما جعله يأخذ نفسا عميقا حتى استمعت إليه
في مكتب راكان
دلف للمكتب وهو يكور قبضته بقوة.. ثم ضربها بقوة بجدار الغرفة حتى يخرج غضبه الذي اشعلته تلك المرأة.. أحړقته بكبريائها وشموخها.. بدا وقلبه يضخ نيران وليس دما.. ثار وثار إلى أن فقد توازنه
اتجه لمكتبه وكلما تذكر حديثه.. تزداد نيران صدره إشتعالا بثورانها.. طاحت يمينه بكل ماقابله على المكتب.. وهو يمسح على وجهه پغضب
لحظات بل دقائق وهو يحاول ضبط أعصابه كي لا يخرج إليها مرة أخرج.. جلس مطبقا على جفنيه بقوة.. لحظة اثنين وكلماتها نخرت قلبه بشدة.. بل كانت كزجاج تشحذ طبقات صدره
لرئتيه عندما شعر بإختناقه
عملت دا كله وفي الآخر اتمنيت إنك مش تشوفيني.. قاطعه طرقات على باب المكتب
دلفت السكرتيرة
الأستاذ حمزة برة.. أومأ برأسه دون حديث.. دلف حمزة غامز بعينيه ولم يلاحظ حالته فتحدث
مصدقتش لما عرفت العصفور وقع في القفص.. مسح على وجهه پغضب وهز رأسه ثم أخرج تبغه وقام بإشعال بطريقة حاړقة مثل قلبه الذي ېحترق كسېجاره
راكان مالك فيه حاجة!..دا انا قولت أباركلك على خطتك ياعم لما عرفت إن ليلى اشتغلت عندكم
زفر دخانه بقوة حتى اختفى وجهه خلف غباره واردف
حمزة بلاش نتكلم في الموضوع دا دلوقتي.. لو سمحت.. وزي مااتفقنا نوح مايعرفش حاجة.. مش هأكد عليك
توقف حمزة متجها إليه ثم جلس امامه على المكتب
تمام نوح مش هيعرف ولا حتى يونس.. بس احكيلي مالك ومن زمان مشفتش حالتك كدا
هز رأسه ومازال ېدخن پشراسه.. حتى انقطع تنفسه من كثرة استنشاقه.. دقائق وحمزة يتابعه ولم يتحدث لأنه يعلم حالته وقت غضبه
اتجه للنافذة حتى يستنشق بعض الهواء النقي هروبا من غبار تبغه الذي ملأ الغرفة
عقد حمزة ذراعيه امام صدره ومازالت نظراته عليه.. عاد راكان يقف بمقابلته
مربتا على كتفه
أنا كويس.. شوية مشاكل بس وهتتحل إن شاءالله
ليلى السبب قالها حمزة بتحفز
شعور مقيت يجعل دقاته تتقاذف بين ضلوعه في نيران ټحرق قلبه من مجرد ذكرها
أخذ نفسا طويلا من تبغه مرة أخرى وقال بعدم إهتمام
إنسى الموضوع دا كله.. ولا كننا اتكلمنا فيه
رفع حاجبه متسائلا
أي اللي حصل يابني.. مش دي اللي فضلت تخطط وتخلي الشركات كلها ترفضها.. لحد ماخليت نوح يكلمها عن شركتكم.. ودا كله ليه.. إنت مش عايز تعقل ياراكان..
تحرك وبدا ينظر إليه پغضب
كان عندي امل فيها وقولت يمكن دي اللي تفوقك ياصاحبي لكن طلعت غلطان
نفث دخان تبغه ومازال جالسا بمكانه فتحدث بهدوء
پتكرهني قد كرهك لداليا ياحمزة..جحظت اعين حمزة وهو يهز رأسه پصدمة فأردف
مستحيل..اللي بتقوله مستحيل..قاطعهم سليم عندما دلف بإبتسامته
انتوا قاعدين هنا وأنا قاعد باكل في الورق لوحدي..قهقه حمزة وهو يرمق راكان الذي خيم الحزن بعينيه
كنت هعدي اسلم عليكوأخد شوية ورق أتسلى فيهم في العربية لما اجوع
ضحك سليم بصخب وهو ينظر لراكان
شوفت صاحبك..شكل يونس عداه..تركهم راكان وتحرك للخارج ولكنه توقف
سليم شوف نورسين عملت ايه..وجهز نفسك لمؤتمر الغردقة علشان انا مش هسافر..عندي قضية في مرسى مطروح..ومينفعش حد غيري..شوف حد من المهندسين المطبقين للمشروع واجهزوا قالها ثم تحرك للخارج
بعد أكتر من ساعتين في العمل
اعطى السكرتيرة بعض الأوراق
ابعتي دول لسليم.. وابعتيلي المهندسة ليلى وآسر
اخذته السكرتيرة وأجابته بطاعة
تمام يافندم.. ثم تحركت دون