رواية عينيكي وطني وعنواني (كاملة جميع الفصول) بقلم امل نصر
خطوبة شروق ولا عندي اعتراض حتى على العريس ..انا بس مخڼوقة من العيلة دي وحاسة انهم فارضين نفسهم علينا بالعافية
قال ابيها ببساطة
وافرضي زي مابتقولي كده..ايه اللي حاصل بقى ماهم طالبين النسب يعني مش حاجة عيب ولا حرام .
حركت شفتيها تحاول اخراج جملة مفيدة تدعم موقفها امام نظراتهم المترقبة ولكنها لم تجد ..فتحركت اليا نحو الخارج قائلة باستسلام
خرجت مغادرة بخطوات مسرعة ولم تنظر ولا تلتفت على صيحات ابيها الذي خرج خلفها..فلم يستطع اللحاق بها ولا معرفة وجهتها .
عندما عاد الى الغرفة متهدل الأكتاف بملامح ساكنة سألته فورا زوجته
هي راحت فين ياشاكر .
مش عارف .. انا خرجت وراها بس ملحقتهاش..هي البت دي مالها
قالت سميرة بتوجس
قالت شروق وقد اختفت ملامح الفرح من وجهها
هي دايما پتكره علاء وعيلته ياماما ..معرفش ايه السبب
طب وبعدين احنا كده بقى نوافق ونراضي اختها ولا نرفض ونراضيها هي
سألها شاكر بحيرة فقالت زوجته بلهفة
نرفض دا ايه ياعنيا هاتي يابت نمرة الحاج ادهم ولا اقولك هاتي تليفونك ادوس على رقم علاء انا حافظاه من والدته..هاتيه وانا اكلمه
بغرفته الحبيبة التي اصبحت مسكنه ومأواه من وقت أن تزوج أبيه وتركت والدته وأخيه البيت .. أصبح يقضي معظم اوقاته في العمل وحينما يعود على ميعاد النوم فقط ..فلا يأكل في البيت إلا قليلا في حضور أبيه..عدا ذلك فهو يطلب طعامه بداخل غرفته ..فلايريد الجمع بينه وبين هذه المرأة حتى لو على مائدة طعام .. كان خارجا من حمام غرفته ينشف شعر رأسه بمنشفة صغيرة حينما سمع طرق على باب غرفته وصوت ابيه يردد
تحرك سريعا يرتدي تيشيرت ابيض على جزعه العاړي وهو يجيبه
انا صاحي يابابا.. على طول هافتح اهو .
في ظرف ثواني كان عند باب الغرفة يفتحه لوالده
متسائلا بدهشة لزيارته
في حاجة يابابا
تكلم أدهم برزانته المعتادة
انت هاتسيبني واقف كده على الباب من غير ماتقولي اتفضل .
انزاح من أمامه مرددا بحرج
دلف ابيه ممشطا بعينيه الغرفة قائلا بمزاح
ايوة كدة بقى خلينا ندخل عرينك ياأسد ونعرف مخبي إيه جواه يخليك تستغنى عن بقية البيت كله !
انتبه حسين لمزاح ابيه اللازع فاستجاب بابتسامة هادئة
ماشي ياحج أدهم مقبولة منك ..بس انت عارف بقى إن انا معظم الوقت مشغول.
بابتسامة ماكرة قال أدهم وهو يجلس على طرف التخت
ضحك باضطراب يشوبه الحياء قائلا
إيه يابابا بس على طول كده خليتها مراتي ..مش لما يوافقوا الاول على الخطوبة
ماهم وافقوا .
نعم !!
نعم الله عليك ياحبيبي..بقولك وافقوا..انت اطرش يابني
هنا ازدادت ضحكاته صخبا وفرحة قائلا
جرا ايه يابابا اللهلسة مش مصدق ياعم .. دا بجد بقى مش هزار .
اجابه بابتسامة سعيدة لفرحه
لا صدق ياحبيبي..والدها اتصل بيا حالا وبلغني الموافقة..وانا اتفقت معاه اننا هانزورهم رسمي بعد خروج ابنهم من المستشفى على طول .
قال متبسما بامتنان
انا متشكر قوي يابابا انك اتصرفت بسرعة كدة وطلبتها..بصراحة طلبك في الوقت ده وبالسرعة دي وفر عليا كتير قوي.. المهم بقى انا عايز دلوقتي اتصل انا لازم اتصل على علاء
ابلغه .
قال الاخيرة وهو يتناول هاتفه من على الكمود..اوقفه ادهم قائلا
لا ما اخوك عرف خلاص ..والدة البنت اتصلت عليه وبلغته بنفسها .
تنفس حسين بارتياح فقال
كويس قوي .
أجفله أدهم في طلبه
هاتسكن معايا ياحسين بعد الجواز ولا هاتخلف بوعدك
رغم ثقل مايطلبه على نفسه ولكنه أومأ برأسه موافقا لإرضاءه.
معاك يابابا ان شاء الله.
.........................
بخطوات مثقلة تقدم ناحية القهوة الشعبية التي ضمتهم لفترة طويلة من الزمن.. وشهدت على أيام الفرح والحزن جلسات السمر والضحك.. ها هو جالس كعادته ېدخن الأرجيلة وأمامه فنجان قهوته في انتظار ما سيخبره ..يبدوا شاردا من نظرته لنقطعة بعيدة في الفراغ.. ترى بماذا يفكر تنهد بعمق وهو يقترب منه يتمنى انتهاء هذه المهمة الثقيلة على قلبه في الحال ..
أجفل سعد من شروده على أصوات الرجال حوله ممن يرددن التحية للمعلم علاء ابن حارتهم وجارهم قبل ان يترك المنطقة مع والدته ..نهض عن مقعده فاتحا ذراعيه للعناق الأخوي متبسما بأمل
حبيبي ياابو الصحاب ..ازيك يامعلم .
بادله العناق الرجولي مجفلا هو يرد له التحية..قبل أن يجذبه سعد للجلوس قائلا بلهفة
هاا يامعلم طمني..إيه الأخبار انا قاعد على ڼار من ساعة ماقولتلي في التليفون عايز اقابلك .
ها قد بدأنا.. يبدوا ان سعد سيصعب عليه المهمة ..تحمحم يجلي حلقه فقال متهربا
كده على طول! مش لما اخد نفسي الأول ولا اطلبلي حاجة أشربها حتى.
قهوة مظبوط للمعلم علاء ياض ياحودة .
هتف بها سعد بعجالة نحو فتى القهوة قبل ان يلتفت الى علاء متابعا
وادينا طلبنالك حاجة تشربها ..اخلص بقى ياللا ياعلاء قول اللي فيها.
قطب علاء بدهشة قائلا
هو انت لدرجادي البت معلقة معاك دا انت