الثلاثة يشتغلونها
ساعتها قلبه ينكر اللى شافته عينيه..كان لازم يقول فيه حاجة غلط..رحمة مش ممكن تخونى..كان لازم يفضل سندى..لكنه وقف معاهم ضدى ..مش قادرة أسامحه رغم إنى سامحت جدى على قسوته علية زمان وإديتله أعذار..لكن هو ..مش قادرة أسامحه أو أديله عذر..يمكن فى يوم قلبى يسامح..لكن دلوقت ورغم إنى عارفة إنى لسة بحبه بس قلبى مش قادر ينسى او يسامح ..فاهمنى
هو أنا إيه اللى بقوله ده..وإنت أصلا فى دنيا تانية ياهاشم..الظاهر إنى لازم أسمع الكلام وألم شعرى وانا معاك ياحبيبى..بس تعالى كدة يابطل لما نغسل وشك و نغير هدومك ..قبل ما حد يشوفك وإنت كدة..مع إنك برده سكر وأحلى من السكر كمان.
عشتى مع يحيي اللى حلمت أعيشه معاه يارحمة. أنا..اللى مطمنى إنك لسة مسامحتيهوش وده معناه إنه لسة مقربلكيش..
ومعتقدش هتعيشى لغاية ما تشوفى اليوم اللى هتسامحيه فيه ويقربلك يابنت بهيرة.
لتبتعد عائدة إلى حجرتها تعلو شفتيها إبتسامة شيطانية وهي تنتظر وصول الحاج صالح ورجال عائلة الشناوي.....جميعا.
خرج الطبيب من حجرة شروق تصاحبه نهاد التى أغلقت الحجرة خلفها..ثم إلتفتت إليه قائلة
طمنى يادكتور رأفت..شروق أخبارها إيه
دكتور رأفت
تنهد رأفت وقلبه يقول
عمر رأفت ونبضه.
مدام شروق بخير يا نهاد..الإغماءة اللى حصلتلها دى طبيعية..نتيجة للحمل..هي بس ضعيفة حبتين ومحتاجة فيتامينات وتاخد بالها من صحتها
شوية..أنا كتبتلها على الفيتامينات اللى هتحتاجلها وبإذن الله مع المتابعة هتكون كويسة وزي الفل كمان.
ظهرت إبتسامة على شفتيها خلبت لبه وهي تقول
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يادكتور..وأنا آسفة يعنى لو تعبتك وخرجتك من عيادتك وانا عارفة أد إيه إنت مشغول.
تعبك راحة .
ثم مال قليلا ينظر إلى عمق عينيها قائلا
بس مش ناوية توافقى على طلبى وتريحى قلبى بقى يانهاد
تراجعت نهاد خطوة للخلف وهي تطرق برأسها أرضا تقول بصوت خجول تشوبه بعض المرارة
أنا قلتلك رأيي قبل كدة يادكتور..ياريت تنسى الموضوع ده خالص وتشوف واحدة تليق بحضرتك..وبعيلتك.
لترفع رأسها تواجه عيناه وهي تستطرد قائلة
واحدة تشرفك
يارأفت.
رقص قلبه طربا رغم مرارة كلماتها ..فلأول مرة تنطق بإسمه دون ألقاب..إلى جانب دموع عيونها الحبيسة داخل مقلتيها..واللتان أشعرتاه بأنها تكن له بعض المشاعر..مما زاد الأمل فى قلبه بأنها ستوافق..إن أشعرها بأنه حقا
يعشقها ولا يهمه كل تلك الأسباب البالية والتى تسيطر على عقلها وتمنعها من أن تحظى بفرصة أخرى فى الحياة..فرصة للسعادة..لذا نظر إلى عينيها الجميلتين وهو يقول بحنان
إرتباطك بية شرف لية يانهاد..إنتى مكسب لأي عيلة بأدبك وأخلاقك وذوقك وعطفك ..إنتى نسيتى ماما كان جرالها إيه بعد ۏفاة اختى ناهد الله يرحمها وإزاي رجعتيها لنفسها ولحياتها ولينا من تانى..نسيتى بتحبك أد إيه ..دى بقت بتعتبرك زي بنتها بالظبط..انتى مش بس أخدتى ملامح من ناهد..إنتى خدتى روحها..وأد ما أهلى كانوا بيحبوا أختى حبوكى انتى كمان..يعنى مستحيل هيعارضوا جوازنا.
سقطت دموعها وهي تقول
وأنا كمان بحبهم زي أهلى اللى ماتوا وسابونى لوحدى..بحب حنيتهم وروحهم الطيبة المتواضعة ..بس رغم تواضعهم يوم ما هتقولهم إنك عايز تتجوزنى مش هيرضوا..إزاي بس يرضوا لإبنهم الوحيد إنه يتجوز من واحدة زيي بسيطة وعلى أد حالها وكمان.. مطلقة
.ويعلم علم اليقين أنها سترفض أن يلمسها .. ليقول بحنان
هيرضوا لإنهم عارفين إن الفقر مش عيب..هيرضوا لإنهم عارفين إن الجواز قسمة ونصيب وكل واحد بياخد نصيبه..هيرضوا لإنهم بيحبوكى وبيعتبروكى زي بنتهم بالظبط..هيرضوا لإنهم عارفين إنك ملاك برئ تايه فى الدنيا ومحتاج أمان..وعارفين برده إن إبنهم هو الوحيد اللى يقدر يحميكى يحافظ عليكى..هيرضوا لإنهم متأكدين إن إبنهم مش بس بيحبك ..لأ ده بېموت فيكى كمان.
تأملت عيونه العاشقة بعيون ظهر فيهم عشقه أخيرا..عشقه الذى أخفته بين ضلوعها..خوفا من أن تضعف..وكادت أن تعلنها صريحة.. أحبك وسأتزوجك..ولكنها لم تستطع أن تتفوه بتلك الكلمات..فمازالت ترى أن رأفت ..هذا الطبيب العظيم سليل تلك العائلة العريقة يستحق أكثر من تلك الممرضة المطلقة والتى دعستها الحياة مرارا وتكرارا..فلم تعد ترى فى نفسها سوى حطام إمرأة..لتطرق برأسها قائلة فى حزن
كلام جميل ..بس تطبيقه مستحيل..هنتجوز وټندم بعدين ..صدقنى.
قال رأفت
نهاد أنا مستح.....
قاطعته نهاد وهي تنظر إليه مشيرة بيدها إليه بالصمت قائلة
أرجوك يادكتور..من فضلك نقفل الكلام فى الموضوع ده.
تأمل قرنيتها العسليتين الدامعتين وهو يقول بتصميم
مش هقفل ..مستحيل أفقد الأمل..أنا معاكى يانهاد ويا توافقى ياتوافقى..الأيام أدامنا طويلة..وأنا صبرى أطول.
رغما عنها ظللت عيونها إبتسامة فرح لم تظهر