الخميس 28 نوفمبر 2024

تحت سقف واحد

انت في الصفحة 12 من 109 صفحات

موقع أيام نيوز


أستقبالهم بنفسها عند بوابة المنزل الداخلية ورأتهم وهم يخطون أول خطواتهم في حديقة المنزل الكبير رحبت عفاف بهم أشد ترحيب مريم وإيمان في حنان بالغ بينما اكتفت فاطمة بلقاء بارد وتحية مصطنعة.
كانت دهشة الأخوة الثلاثة بالغة حينما شاهدوا الطابق الخاص بهم و ما أعده لهم أعمامهم فيه لا ينقصه شىء على الأطلاق الشقق بها جميع الكماليات والأثاث الفاخر مما زاد انبهار مريم بصفة خاصة كانت الفتيات تتعامل ببهجة وهم يضعون الملابس في خزاناتهن الخاصة ويجهزون كل شىء وكانت أم عبد الرحمن تعد الطعام في شقتها وعلى وجهها علامات السرور فلقد أحبتهم كثيرا وشعرت أنهم أبنائها التي لم تنجبهم وكانت تساعدها أم وليد التي ما لبثت أن قالت في ضيق.

البت الصغيرة دى شكلها مش مريحنى أبدا. شبه أمها كده
قالت عفاف وهي تعد الطعام بنشاط بقولك أيه يا أم وليد دول مش جايين يومين وماشين. لا دول جايين يعيشوا هنا يعنى أنسى بقى أنك بتكرهى أمهم الله يسامحها أفتكرى بس انهم يبقوا ولاد علي الله يرحمه
ابتسمت فاطمة بسخرية وقالت أنا عارفة انك علانياتك يا عفاف. حتى لو أحنا نسينا أمهم هما مش هينسوا والله اعلم ناوين على أيه وأبقى أفتكرى كلامى ده كويس.
دخلت فرحة مقاطعة حديثهما

ماما خلصنا خلاص كله تمام
قالت فاطمة بحنق واحنا كمان خلصنا روحى نادى وفاء علشان نجهز السفرة
وفى غرفة المكتب كان يوسف يداعب إيهاب قائلا بما أنك بقى مهندس ديكور عاوز اعرف ينفع اعمل شقتى كلها مرايات
ضحك الجميع وقال إيهاب اه طبعا ينفع أهو بالنهار تبقى شقة وبالليل ممكن نقلبها ملاهى.
ضحك عبد الرحمن وقال أصل يوسف تقريبا كان ناوى يحط كاميرات مراقبة لمراته لما يتجوز. شكله كده غير رأيه وقال المرايات أرخص
كان وليد متجهما بعض الشىء فلم يشاركهم داعاباتهم بينما نظر الحاج إبراهيم لأخيه وقال
شكلنا كده مش هنخلص منهم يا حسين أنا جعت أيه مفيش أكل النهاردة ولا ايه
قال حسين موجها حديثه ل يوسف لو سمحت يا يوسف روح شوف جهزوا السفرة ولا لسه.
خرج يوسف متجها إلى المطبخ وكانت فرحة آتية بصحبة إيمان ومريم
نادت فرحه على يوسف قائلة يوسف. تعالى انت لسه مشوفتش إيمان ومريم ولاد عمى
وأشارت إلى إيمان وقالت دى إيمان الكبيرة أما دى بقى مريم
تلاقت نظرات يوسف بمريم عرفها وعرفته فقال باقتضاب أهلا وسهلا وحمد الله على السلامة
ثم الټفت إلى أخته وقال بجمود لو سمحتى يا فرحة جهزوا الأكل بسرعة.
اجابته فرحة ببهجة خلاص الأكل جاهز. خمس دقايق وتلاقوا السفرة بقت تمام
عاد يوسف أدراجه إلى المكتب مصډوما ومتعجبا كيف تكون هذه أخت إيهاب الذي أعجب برجولته الواضحة في أقواله وتصرفاته منذ لحظات بعد عشرة دقائق خرج الرجال إلى حجرة الطعام لم تقل صدمة وليد عن صدمة يوسف حينما رأى مريم وتعرف إليها وتعرفت إليه هي الأخرى وجلس الجميع حول المائدة حيث نظر الحاج حسين إلى الجميع في سعادة وقال.
انا كده بقى مش محتاج حاجة خالص من الدنيا
رد إبراهيم مؤكدا أى والله يا حسين صدقت
أبتسم الجميع برغم مما يعانيه كل منهم مشاعر مختلطة متضاربة بداخلهم مختلفة ما بين سعادة ونشوة وحذر وخجل وبغض!
لم تحتمل أم وليد أن تكمل هذه الجلسة بخير فقالت موجهة كلامها نحو إيمان بس انا مستغربة يا إيمان. أزاى أمك دخلتك مدارس أزهرى مع أن أحلام مالهاش في الحاجات دى خالص.
نظر لها إبراهيم بصرامة محذرا فقالت بتوتر أنا مقصدش حاجة. أنا قصدى يعنى ان اخوتها كلهم تعليم عادى يعنى
وهنا تدخل إيهاب قائلا وأحنا في الروضة كانت دايما مدرسة القرآن تقول إيمان ليها مستقبل في العلم الشرعى لأنها كانت متفوقة في الحفظ جدا. وكانت دايما تقولها أنت لازم تدخلى أزهرى. لدرجة أن إيمان كانت بتحلم بالمدرسة من قبل ما تبدأ.
نظرت لها إيمان وقد فهمت ما تقصده من كلام عن والدتها فقالت وماما مكنش عندها مانع أبدا يا طنط بالعكس
فى نهاية اليوم توجهوا إلى طابقهم الخاص حيث شقتهم الجديدة ذهب
إيهاب للنوم ليستسقظ لعمله صباحا وجلست إيمان ومريم في الشرفة يحتسيان الشاى ويتحدثان كان عبد الرحمن في شرفة غرفته يتحدث في الهاتف بانفعال شديد مع هند هاتفا
بقولك مكنش ينفع آجى النهاردة. هفضل أكررها كتير يا هند.
خلاص مبقتش فاضيلى يا عبد الرحمن شفت بنات عمك نسيتنى
زفرعبد الرحمن بضيق ثم قال أستغفر الله العظيم هنبدأ بقى الكلام الفارغ.
تنفس قليلا ليهدأ ثم قال يا حبيبتى أنا عارف أنى مقصر معاكى بس عاوزك تعذرينى أنا الكبير ولازم أبقى جنب أبويا دايما
كويس أنك أعترفت أنك مقصر معايا علشان تعرف بس أنى مستحمله.
حاول أن يسترضيها قائلا بمزاح هو حد قال حاجة تانية يا قمر. بصى ليكى عندى حتة تعويض بكرة هيعجبك أوى. هنتغدى مع بعض في المكان اللى تختاريه
أبتسمت وقالت موافقة
قال بخفوت بحبك
كانت
مريم تتابع بشغف وتستمع لبعض الكلمات الأولى في الحديث ثم التفتت نحو
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 109 صفحات