مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل
ما الذي تهزي به أيها العجوز أي ملكة تلك التي سأحضرها من عالم المفسدين
نظر العريف للسيف الذي كان مستقر أعلى رقبته ثم رفع إصبعه يشير صوب جسد مرجان الذي كان يستغل حالة الاستنفار للاختفاء
مرجان ..مرجان هو من اكتشف الأمر وليس أنا
في تلك اللحظة كان مرجان يتحرك وهو يردد داخله يخطط لمستقبله القادم بعيدا عن القصر والمملكة بأكملها
وقبل أن ينهي قائمة أحلامه انتفض جسده وهو يرى جميع حراس الملك يقفون أمامه موجهين له السيوف وهو رفع يده مستسلما يهتف بارتجاف ولهفة
أنا فقط ...فقط ظننت أنني اساعد يا مولاي ظننت أنك ستسعد لمعرفتك مكان الملكة
توقف عن هذا الهراء أي ملكة تلك ! ملكتي ليست من ذلك العالم ولن تكن
أبعد العريف السيف عنه ببطء بطرف إصبعه مبتسما بملاطفة
اسمع أيها المدل.. أيها الملك صراخك بهذا الشكل لن يغير قدرك تقبل الأمر أنت هو المنشود بتلك الرؤية القديمة وملكتك تقبع هناك في عالم المفسدين تنتظرك
الخروج والذهاب لإحضار الملكة يعني أن ألقي نفسي في التهلكة خروجي لعالم هؤلاء المفسدين لهي مخاطرة كبيرة للمملكة
ولا تنس يا مولاي أن خروجك وعودتك سيأخذ منك وقتا غير معلوم والمملكة هنا لا تستطيع البقاء دون الملك كل ذلك الوقت
نظر له إيفان يشعر بالحيرة الشديدة وهدير قوي يضرب صدره عقله يرفض أن تكون ملكته الحبيبة التي انتظرها كل تلك السنين من هؤلاء المفسدين الذين نفروهم منذ مئات السنين ومازالت تأتيهم اخبار فسادهم وحروبهم وقلبه يشتاقها حتى ولو كانت من الأعداء وليس مجرد شخص من عالم آخر ريما هي تختلف هي لا تشبههم بأي شكل ..
ارسلوا لإحضار سالار وباقي القادة وأنت أيها العريف لا تتحرك بعيدا عن القصر فسوف نحتاجك أنت ومساعدك .
صمت وهو يغمض عيونه يتمنى فقط يتمنى إن كان حديث ذلك العجوز صحيحا أن تكون ملكته من الحكمة والهدوء ما يؤهلها لتترأس عرش سفيد وتستطيع أن تدير المملكة معه بكل حكمة وعدل...
لا بقولكم ايه شغل العوق ده مش معايا قولنا اللي عايز فول يقول واللي عايز طعمية يقول لكن مش كل شوية واحد يقولي نص فول ونص طعمية مش تورتة عيد ميلادك هي وهتشكلوها اخلصوا عندي شغل
زفرت وهي تدون في أحد المذكرات الصغيرة ما يقال لها من زملائها فلسوء حظها كان اليوم يومها هي للذهاب وإحضار الفطور للجميع وحينما انتهت وضعت القلم في طيب زيها الطبي تتحرك خارج غرفة الاستراحة
شوية همج مينفعش معاكم غير العين ال ...
وقبل أن تكمل جملتها شعرت بجسدها يصطدم في جسد صلب بعض الشيء لتتراجع فورا مړتعبة ولم تكد تفتح فمها لتعتذر حتى هالتها عيونه التي نظرت لها باهتمام فابتسمت تلقي الدفتر الذي دونت به كل شيء جانبا تعدل من هيئتها
اهلا يا دكتور علي ازي حضرتك
ابتسم لها علي بلطف يقول
أنا بخير الحمدلله اخبارك أنت ايه يا تبارك
شعرت تبارك بقلبها يتراقص فرحا من اهتمامه بها تنظر ارضا بخجل شديد تحاول أن تجد كلمات تجيب بها على سؤاله البسيط العادي رفعت وجهها مجددا لتجيبه لكن قاطعها صوت من داخل الغرفة يقول بصياح
اوعك تنسي الجرجير والمخلل يا تبارك لاحسن والله المرة دي هتبقى بخناق وبسرعة شوية مش ناقصين عطلة
عضت تبارك شفتيها بغيظ شديد ثم رفعت عيونها لعلي الذي ابتسم لها يقول بهدوء شديد
طيب يا تبارك شكلك مشغولة استأذن أنا
وقبل أن تعترض وتوقفه رحل بهدوء كما جاء بهدوء تاركا إياها ترثي ذاتها وحظها السييء الذي يلاحقها بلا هوادة حتى أنها أضحت تظن أن هناك طيف خفي شديد الغيرة يلاحقها كي يبعد عنها كل الرجال وكانت تلك فكرة في غاية الرومانسية للبعض لكن ليس تبارك التي خرجت من المشفى تهمس وتتوعد بالويل
بس لو المح ابن الخړابة اللي مبهدل حياتي هديله علقة اسففه سنانه ومخليش دكتور يعرف يجمعه تاني
__________________________
يتحرك بين الممرات بخطوات مليئة بالهيبة وخلفه جميع مستشاريه وجنوده المخلصين يتوجه صوب غرفة الاجتماعات التي ما فتحت يوما