رواية جوازة ابريل بقلمي نورهان محسن
صحتك ايه بتاخدي ادويتك ولا لا يا ابريل انا ببقي قاعدة هنا وقلبي قلقني عليكي
هزت ابريل رأسها علي الفور مؤكدة لها اطمني عليا انتي عارفاني قد ايه منظمة في كل حاجة ومهتمة بصحتي علي الاخر
ردت تحية بإريحية جدعة انا بستريح لما بتسمعي الكلام .. وياريتك سمعتي كلامي وماكنتيش ضړبتي شعرك في الخلاط كدا بقيتي شبه الفر نجا خالص
أدارت ابريل رأسها تتطلع فى المرآة على هيأتها وهى تحرك خصلات شعرها بأطراف أصابعها وأضافت بعبوس لطيف وبعدين مالو شعري .. بذمتك يا توحا مش حلو الاصفر ولايق عليا اكتر من البني
قالتها ابريل بإستفهام لتجيبها تحية بإبتسامة حنونة حلوة وزي البدر .. بس اللون الرباني اللي مولودة بيه كان مالو ..
_ ويخليكي ليا يارب ..
سألتها مستفسرة ها امك ماكلمتكيش !
تغيرت تعابير وجهها بعد سؤال جدتها لكنها سرعان ما ردت بنبرة عادية لا يا ستي
اخذت ابريل نفسا طويلا ثم تمتمت بهدوء حاضر يا توحا..
أردفت ابريل سريعا تزامنا مع نهوضها ستي .. هقفل معاكي عشان ماتأخرش خدي بالك علي نفسك
بمجرد أن قالت تحية جملتها الأخيرة أرسلت لها ابريل في الهواء ثم نقرت على الشاشة لإغلاق المحادثة بينهما لتلتفت إلى المرآة ثم أمسكت بالفرشاة الصغيرة ببعض التوتر لتبدأ بوضع ثمة من مساحيق التجميل على بشرتها.
خطرت كلمة جدتها أمك على ذهنها عدة مرات لتبتسم بعفوية ساخرة فالأمومة هي علاقة روحية ترابطية تتكون من أحاسيس ومشاعر تشعر بها المرأة تجاه أطفالها ولكن تلك العلاقة لم تكن موجودة بينها وبين والدتها قط رغم أنها ابنتها الكبرى لكنها تعاملها دائما على أنها خطئا جثيما حدث في حياتها فظلت تكافح بكل طاقتها لإبعادها عنها وقد اعتادت على ذلك الشعور لكنها لم تستطع التغلب على عقدة النبذ التي مرت بها منذ أن وعت تلك الحياة وجدت والديها منفصلين عن بعضهما البعض حيث كانت والدتها الزوجة الثانية لأبيها الذي تزوج من امرأة أخرى بدون علم زوجته وعندما كانت حاملا بها طلقها الأب حتى لا يفقد زوجته الأولى ثم تزوجت والدتها من رجل آخر وهي لا تزال طفلة لم تبلغ عامين من العمر لتترك مسؤوليتها الكاملة لأبيها ووالدتها المسنين بينما يرسل لها والدها مبلغا شهريا دون أن يكلف عناء الطريق ويأتي لرؤيتها كما الحال مع والدتها التي لا تسأل عنها إلا نادرا بعد تلقيها توبيخا من والدها لإهمالها فى ابنتها وكثيرا ما يحاولون إقناعها بتربيتها مع أخواتها الثلاث الصغار في الإسماعيلية ربما تتحسن صحتها الهزيلة لكن ما هو بعيد عن العين بعيد عن القلب ومع مرور السنين نسوا أن لديهم طفلة صغيرة مفترضا أن يسألوا عنها أما هي فقد عاشت متجنبة التفكير فيهم تصب تركيزها على الدراسة والإهتمام بصحتها الضعيفة فقط.
فى محافظة الفيوم
تحديدا داخل اسطبل الخيول
إنكمشت ملامحه بذهول مستفهما بصوت أجش يا خبر ابيض انتي لسه بټعيطي يا دكتورة لميس!
اشاحت لميس وجهها بعيدا عن ذلك الرجل الذي بدا أنه في الخمسين من عمره وازالت بمحرمة ورقية دموعها العالقة على وجنتيها المقتحنة بالډماء لتقول بصوت متحشرج لا انا تمام .. بس زي ما تقول كدا اول مرة ليها رهبة شوية
فرحت لميس كثيرا بمدحه على أدائها لتنفرج شفتاها بابتسامة أظهرت جمال غمازة ذقنها لتهتف بامتنان ميرسي جدا يا دكتور كله بتوجيهات حضرتك
بادلها الإبتسامة متمتما ربنا يكرمك يلا هستأذن انا
ادارت لميس عينيها نحو الكوب الممتلئ فوق الطاولة القريبة منهم متسائلة بتعجب مش هتشرب شايك يا دكتور!
هز رأسه سلبا ليقول بلطف مرة تانية .. سلامو عليكو
سلام ورحمة الله وبركاته
قالت لميس بإحترم تزامنا مع خروجه من المكان ورفعت ذراعيها لضبط شعرها الذي ربطته من الخلف مثل ذيل الحصان ثم بعد لحظات قليلة وجدت رجلا عجوزا يقترب منها