رواية نسمة مالك كاملة
أقرب مستشفى بل خطي بالسيارة حتي توقف أمام باب إستقبال الحوادث مباشرة اندفعت رقية خارج السيارة تصرخ بعويل شق سكون الليل و أيقظ جميع العالمين الذين تأهبوا حين وصل لسمعهم صرخاتها تردد بتوسل..
حد يلحقناااا..
لحسن الحظ أن قسم الإستقبال كان خالي من المړضي لا يوجد سوي الأطباء وطاقم التمريض الذين تجمعوا حولهم بلهفة يفحصون عبد الحميد و زوجته أمام أعين إسلام الباكية..
نطق بها إحدي الأطباء بأمر و هو يدفع السرير المستلقي عليه عبد الحميد و طبيب أخر توجهه بسرير مني نحو غرفة العمليات..
يله يا إسلام روح دور على أختك..
قالتها رقية وهي تدفعه برفق للخارج بينما تحرك إسلام على مضض و عينيه معلقة بوالديه حتي اختفوا عن نظره..
نظر لزوجته لبرهة يستجديها بنظرته أن لا تتركه هو الآن ضائع بكل ما تحمل الكلمة من معني تفهمت زوجته نظرته هذه فلم تستطيع كبح عبرتها و اڼفجرت باكية وقد تحولت شهقاتها إلى نحيب عال..
مش هسيبك.. والله ما هسيبك يا حبيبي متخفش أنا معاك و في ضهرك لحد ما نعدي من المحڼة دي سوا..
تشبثت أصابع إسلام بها بقوة و أخذ نفس عميق ملأ رئتيه برئحتها مرددا..
هدور على آية و هرجعلك بيها بعون الله..
ابتعدت برأسها عنه بضعة انشات حتي تتمكن من النظر بعينيه و حركت رأسها له بالايجاب..
هرول اسلامراكضا لخارج المستشفى استقل سيارته و تحرك بها هذه المرة بسرعة چنونية و عينيه تدور بالطريق بحثا عن شقيقته الوحيده..
.......................................... سبحان الله .......
.. نوح..
لمح شخص يقف بمنتصف الطريق المظلم كانت الأمطار تنهمر بغزارة أمام عينيه فلم يتمكن من تحديد هوية ذلك الواقف في الظلام حتي اقترب منه و ساعده ضوء دراجته على رؤيته..
متنزلش يا نوح.. دي أكيد حركة من عيال صيع علشان يقلبوا الناس على الطريق..
قالها نور شقيقة الذي صف سيارته بجوار دراجة نوح..
لم يستمع نوح لحديثه و هبط من فوق دراجته و سار نحو آية و هو يتأمل هيئتها بنظرات منذهلة كانت آية ترتدي إحدي منامتها الشتوية حافية القدمينشعرها الأسود تقطر منه المياه مختلطة بدموعها التي تنهمر على وجنتيها..
قالها نوح و هو يقترب منها خطوة تلو الأخرى بحذر بينما آية تسمرت محلها لا تقوى على فعل أي شيء سوي البكاء بضعف و قلة حيلة..
كان الذعر ظاهر على ملامحها المجهدة بوضوح جسدها ينتفض بقوة مما دفع نوح لخلع معطفه الجلدي على الفور حتي يلبسها إياه و لكنها ارتعدت أكثر بفعلته هذه و هرولت بوهن مبتعدة عنه
أنا عايز أساعدك.. متخفيش مني..
ضوء سيارة مسرعة تسير عكس إتجاه الطريق الواقفين عليه تقترب منهما جعلت نوح يحملها بلمح البصر و ركض بها على جانب الطريق بينما توقفت السيارة على اخر لحظة قبل ان تصتدم بدراجة نوح و دوي صوت إسلام صارخا بلهفة حين لمح شقيقته ...
شيل أيدك من عليها ..
صوته جعل آية ترتجف پعنف بين ذراعي نوح و دون إرادتها تمسكت بكنزته بقبضة يدها و همست بصوت مرتعش قائله..
خبيني منه.. هيموتني زيهم..
متخفيش.. مش هسيبك.. قالها نوح وهو ينزلها و يدفعها برفق حتي أصبحت خلف ظهره و وقف أمامها كالسد المنيع اخذ وضع الھجوم لمعركة دامية..
انتهي الفصل..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..
الفصل السادس..
بالمستشفى..
الجميع يعمل على قدم وساق لإنقاذ عبد الحميد و زوجته يبذلون قصاري جهدهم خاصة أن حالتهما شديدة الخطۏرة..
محتاجين ناس تتبرع پالدم حالا يا مدام..
أردفت بها إحدي الممرضات التي خرجت من العمليات و تحدثت ل رقية الجالسة على مقعد حاملة صغيرها النائم تدعوا من صميم قلبها بلا توقف..
خدي مني الډم اللي أنتي عايزاه..
نطقت بها رقية پبكاء و هبت واقفة و اقتربت منها و
تابعت بلهفة..
طمنيني عليهم ربنا ميوجعش قلبك على غالي..
إزداردت لعابها بصعوبة مكملة..
هيعيشوا..
إحنا هنعمل اللي علينا و الباقي على ربنا.. ادعيلهم و خصوصا باباكي لأن حالته صعبة أوي ..
قالتها الممرضة و هي تسير برفقتها نحو غرفة مخصصة للتبرع بالډماء و بدأت تجهزها بنفسها مغمغمة..
عايزين ناس تانية تتبرع معاكي.. مش هتقدري تتبرعي لوحدك للاتنين..
تنهدت رقية بتعب و همست بصوت مرتجف..
هكلم جوزي يجي دلوقتي..
الممرضة بعملية.. أيوه كلميه.. علشان المستشفى هتبلغ البوليس و هيبقي في تحقيق معاكم في اللي حصل..
جملتها هذه جعلت قلب رقية ينتفض أنتفاضة مرتعدة من شدة خۏفها على زوجها..
.................................لا حول ولا قوة الا بالله .....
إسلام..
جن جنونه عندما رأي شقيقته تستنجد بالغريب منه