رواية مزرعة الدموع كاملة للكاتبة منى سلامة
تفهميني انى لحقت أوحشك يعني
قالت وهى تنظر له بعينين ناعستين
كل ثانية بتكون فيها بعيد عنى بتكون صعبة أوى عليا وبحس انك واحشنى أوى
اتسعت ابتسامة عمر قائلا
لا أنا مش أد كلامك ده
قالت له فى دلال
اعمل حسابك بعد كدة رجلى على رجلك أى مكان هتسافر فيه هتاخدنى معاك فاهم يا باشمهندس
عيون الباشمهندس خلاص السفريه الجاية هتكونى معايا ان شاء الله أنا اصلا هسافر تانى المزرعة وهاخدك معايا لانى نفسي تشوفيها أوى المزرعة دى كبرت على ايدي وليها مكان خاص فى قلبي عشان كدة عايز أخدك هناك أنا واثق انها هتعجبك أوى
طالما عجباك يبقى هتعجبنى يا حبيبى
ابتسم عمر قم قال
قوليلى بأه مناسب بكرة للعزومة اللي اتأجلت دى نفسي انتى وماما تكونوا صحاب وتقربوا من بعض أكتر وكمان عايز أعرفك على عمتى وولادها انتى اتعرفتى عليهم بس يهمنى انكوا تكونوا قريبين من بعض
قالت وقد شعرت ببعض الضيق والضجر لكنها أخفت ذلك سريعا
اتسعت ابتسامة عمر وقد سعده ما قالت
خلاص اتفقى مع بابا وماما عشان منتظرينكوا بكرة ان شاء الله
اوك حبيبى
نظر عمر فى ساعته ثم قال
حبيبتى معلش أنا مضطر امشي دلوقتى
تظاهرت بالضيق وقطبت جبينها قائله
رد بسرعة
طبعا لا ازاى تقولى كدة أنا مبشبعش منك ومن وجودك معايا بس عندى معاد مهم ومش عايز أتأخر
قالت بحدة مصطنعه
معاد ها وشكلها ايه بأه
قال عمر باستغراب
هى مين اللى شكلها ايه
البنت اللي هتقابلها واللي مهتم انك متتأخرش عليها
قال عمر بجدية
نانسي حاجة زى دى مفيهاش هزار انتى عارفانى كويس مش عمر اللى يعمل كدة
عارفه طبعا يا حبيبى وواثقه فيك انا بس بغير عليك
لانت ملامحه وقال
ماشي وأنا مقدر ده لانى عارف ان اللى بيحب حد لازم يغير عليه وعشان أطمنك أنا هقابل واحد صحبى كان زميلى من أيام الجامعة وبعد ما اتخرجنا فضلنا مع بعض اختفى فترة بس رجع ظهر تانى وهنتقابل على الغدا أنا وهو و كرم
ها حبيبى اطمن ان مفيش فى قلبي ولا فى عيوني غيره
قالت بدلال
ايوة اطمنت
خد دى عشان تفكر فيا لحد بكرة
انتهت ياسمين من توضيب بعض الأغراض التى اشترتها لجهازها مؤخرا فى حقيبة سفر رتبتهم بدقة وعناية وهى تنظر الى كل قطعة فى فرح
دخلت ريهام الغرفة وابتسمت عندما رأت وجه أختها الفرح قائله
قالت لها ياسمين ضاحكة
يا مفترية ده انتى هريتيهم من كتر الفرجه عليهم ده انتى حفظتى شكلهم أكتر منى
أقبلت عليها أختها وحضنتها قائله
ربنا يسعدك يا ياسمين انتى طيبة أوى وتستهلى كل خير
عانقتها أختها وقد تأثرت بكلامها وشعرت ياسمين بعينها وقد اغرورقت بالدمع قائله
انتى كمان يا ريهام هتوحشيني اوى مش قادرة اتخيل انى هنام فى مكان انتى مش موجودة فيه
ياسمين بالله عليكي متعيطيش هتخليني أعيط أنا كمان انا اللي مش عارفه هعمل ايه من غيرك
نظرت كل منهما الى الأخرى والدموع فى عينينهما عندما افتح الباب ودخلت أمهما عندما رأتهما هكذا أقبلت عليهما وضمنتهما الى صدرها قائله
حبايب قلبي انتوا الاتنين يارب أفرح بيكوا وبعيالكوا ويهنيكوا ويسعدكوا فى حياتكوا يارب ويرزقك يا ريهام يا بنت سمية بابن الحلال اللى يصونك ويتم فرحك يا ياسمين على خير
قال ذلك ثم قبلت كل منهما على رأسها
التف الأصدقاء عمر و كرم و أيمن حاولة احدى الطاولات فى أحد المطاعم الفخمة قال عمر
فى حزن
ياه يا أيمن كل ده حصلك واحنا منعرفش
شوفت بأه مش قولتلك لما تعرف هتعذرنى
طيب وليه يا أيمن متقلوليش حاجة زى كده مش احنا اخوات يا ابنى ولا ايه
طبعا اخوات يا عمر وأكتر من الإخوات كمان وأنا الحمد لله الديون كلها اتسددت وبشتغل حاليا فى شركة للأسمدة الزراعية
قال كرم
انت أهبل يا ابنى فى حد يعمل عملتك السودة دى
قال أيمن
اللهم طولك يا روح يا ابنى مش هتبطل طولة لسانك دى
________________________________________
طولة لسان ايه وبتاع ايه خلينا فى مصيبتك انت مش عيب واحد شحط طويل عريض زيك وعنده 37 سنة يضحك عليه ويتنصب عليه ويخسر كل اللى وراه واللى أدامه
يعني خسرتهم بمزاجى يا كرم
يا ابنى انت اللى طيب زيادة عن اللزوم ازاى تشارك ناس متعرفهمش وتثق فيهم كدة وتحط فلوسك بين ايديهم
قال أيمن فى حزن
أهو اللي حصل بأه قدر الله وما شاء فعل
قال كرم
ونعم بالله بس برده حاول تغير من طبعك ده واتنحرر كده يا ابنى الطيب فى الزمن ده بيفتكروه أهبل
ما تحترم نفسك يا كرم ايه أهبل دى
ضحك عمر وهو ينظر اليهما قاشلا
انتوا مش هتبطلوا نقار أبدا من أيام