الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 23 من 142 صفحات

موقع أيام نيوز

ان أهلى هيوافقوا اقعد استناك كل ده لحد ما تجيب مكتب وبعدين تجيب شقه ونفرشها بالمرتب اللى بتاخده من مكتب الاستاذ حمدى
قال باستنكار وشقه ليه مش أحنا متفقين هنعيش هنا مع ماماوهى معندهاش مانع ابدا وهنيجى على نفسنا شويه وممكن اوى نأجر شقه تنفع مكتب مش لازم نشترى يعنى كفايه الايجار وبكده يبقى جمعنا بين الجواز والمكتب فى نفس الوقت
صمتت وطال صمتها فحثها قائلا ردى عليا
مطت شفتيها وقالت بضيق أنا لازم أمشى دلوقتى انا أتأخرت أوى
صاحت أمها فى وجهها وهى تقول مش أنا قلتلك الواد ده هيفضل طول عمره فقرىانتى اللى صممتى تتخطبى ليه مش عارفه وفى الاخر كلامى طلع هو اللى صح وعاوز ياخدك تعيشى معاه عند أمه فى الحاره وتستنى بقى لما يبقى يفتح مكتب
بللت العبرات وجنتيها وقالت بأختناق كفايه يا ماما كفايه اللى انا فيه كفايه
دخل والدها غرفتها وهو يتسائل بأنزعاج فى ايه پتزعقوا كده ليه
قصت عليه دنيا ماحدث لفارس فقال وايه المشكله يابنتى هو لو مكنش وكيل نيابه مينفعش يعنى
قالت من بين دموعها مش قصدى يا بابا بس انا كنت متعشمه كده كل حاجه راحت
نظر إليها بجديه قائلا ازاى يعنى كل حاجه راحت الولد كويس وراجل وبيحبك وعنده عزيمه كويسه وأنا متوقعله مستقبل كويس وبكره تقولى بابا قال ومش لازم يا ستى يعنى المستقبل ده يبقى فى النيابه وبعدين أنتى كان لازم تقفى جانبه وتسانديه مش تقعدي تقطمى فيه كده
أمسكت والدتها يدها التى تحمل خاتم الخطبه وحاولت نزع خاتم الخطبه وهى تقول بصياح وڠضب 
أسمعى أنتى من بكره ترجعيله شبكته مش عاوزين منه حاجه
قبضت دنيا اصابعها وهى تقول پبكاء
لا يا ماما انا بحب فارس ومش هسيبه
ويوم الجمعة ذهب فارس لصلاة الجمعه فى المسجد الذى أعتاد أرتياده يوم الجمعه والصلاة فيه وكان فى داخله يتمنى لقاء الشيخ بلال ليتكلم معه ويحكى له ما يجيش بصدره لعله يجد لديه الراحة التى يتلمسها فى كلماته دائماوبالفعل عقب أنتهاء الصلاة قام يبحث عنه ووجده فى ركن من المسجد يتحدث الى بعض الاخوه ويتمازح معهم بود ويهاديهم ببعض أعواد الاراك وزجاجات المسک الصغيرة التى يحملها دائما فى جييبه والتى تبعث له دائما رائحة محببه لكل من يقف بجواره أو يمر بجانبه
وقف ينتظره حتى أنتهى من حديثه معهم وعندما لمحه بلال ابتسم ابتسامته الوضاءه المعهوده منه دائما كلما رآه واقبل عليه فرحا وصافحه بحراره قائلا
واحشنى والله يا فارس أيه يابنى مبقناش نشوفك ليه
لا يعلم فارس لماذا كلما نظر الى وجه بلال شعر بالسکينة والوقار أنسابت عبراته بلطف وهدوء وقال بصوت خفيض 
أنا محتاجك أوى يا بلال
جلسا سويا إلى أحد اركان المسجد وقال بلال وقد هاله رؤية فارس وعبراته ويستمع الى صوت آلمه وأحزانه ويأسه وأطرق براسه أسفا وهو يسمع منه تجاوزاته التى كانت تحدث بينه وبين خطيبته دنيا ومخالفته لوعده معه من قبل ظل يستمع إليه فى انصات شديد حتى أنتهى 
كان فارس يظن أن بلال سيجيبه ببعض الكلمات التى تواسيه وتذكره بأجر الصابرين ولكنه وجده يبتسم قائلا 
أنا هحكيلك حكاية يا فارس
عاوزك تسمعها بقلبك قبل ودنك أتفقنا
أومأ فارس برأسه وهو يقول سامعك
بدأ الشيخ بلال فى سرد هذه الحكايه عن أحد التابعين قائلا
رجل يدعى أبا نصر الصياد يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد 
مشى في الطريق ذات يوم مهموما مغموما يسأل الله تعالى الڤرج والرزق الحلال فزوجته وابنه يتضوران جوعا 
مر على شيخه أحمد بن مسكين يقول له أنا متعب يا سيدي 
وقرأ التابعي في وجه تلميذه ما يعانيه فقال له اتبعني إلى البحر
فانطلقا إليه وقال له الشيخ راغبا في لجوء مريده إلى الله تعالى صل ركعتين على نية التيسير واسأل الله تعالى الرزق الحلال الطيب فصلى ثم قال له سم الله فكل شيئ بأمر الله فقالها ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة قال له بعها واشتر بثمنها طعاما لأهلك 
فانطلق إلى السوق يبيعها واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يعود إلى الشيخ فيقدم إحداهما له اعترافا بصنيعه
رد الشيخ الفطيرة قائلا هي لك ولعيالك ثم أردف لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة 
وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها فنظرا إلى الفطيرتين في يده
وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعا فماذا افعل 
ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيهما فقدمهما لها قائلا 
الفطيرتان لكما 
ظهر الفرح والسرور على محياها وسعد ابنها سعادة رقصت لها أسارير وجهه 
وعاد أبو نصر يفكر بولده وزوجته
ما إن سار حتى سمع رجلا ينادي من يدل على أبي نصر الصياد 
فدله الناس على الرجل فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالا منذ عشرين سنة ثم ماټ خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 142 صفحات