رواية زوجة ولد الأبالسة للكاتبة هدى زايد
الأمر ثم بدأت تخطو بهدوء و حذر
لم تكن وجهتها سرير بشار الذي حبيبته في منامه كان يعلم الجد أنها لكن تتجه بهذه السرعة تجاه حفيده ابتسم إبتسامة شديدة التكلف ثم قال هامسا
الحية ديه كيف بت القصاص التنين واحد التنين اتسحبوا عشان يوصلوا لك و يتكنوا منيك و يخلوك تشرد عني لو ربنا بيحبك يبجى الحية ها تخلص عليك النهاردا مكنش يبجى أنت و حظك يا ولد الأبالسه
تنهد بعمق شديد و هو يقول بوعيد
ماشي يا چدي حسابنا بعدين مش دلوجه كده اللعب بجى على المكشوف
تسألت خديجة بنبرة فضولية عن ماهية ذاك الصغير الذي تجاوز السادسة من عمره بأشهر قليلة نظر لها و قال بصوت رقيق حاول عدم إظهاره ليظهر أكثر خشونة لكنه فشل وضع يده على صدره و قال
أني چبل أنت خديچة !
ردت بإيماءة من رأسها و قالت بهدوء لكن نبرتها تغلفها القلق
ايوة أنا خديجة فين بشار يا جبل
في الچبل و رايد يشوفك تعالي وياي عشان نطلعوا الچبل
نزعت خديجة يدها برفق من يده جبل و علامات الخۏف ترتسم علي وجهها بلعت لعابها و هي تقول
بليل كدا اخاڤ خلينا بالنهار احسن
ابتسم جبل علي خۏفها الواضح ك وضوح الشمس عانق أنامله في أناملها و قال
طب هو ليه مبيردش على تليفوناتي
بشار رايدك تطلعي الچبل تعالي وياي
بعد مرور أكثر من ساعة و نصف تقريبا وصلت أخيرا خديجة إلى كهف صغير لكنه معد لكب شئ تقريبا لا ينقصه شئ سوى الأشخاص
قرر أن يتلاعب الصغير باعصابها حتى يأتي من كلفه بهذه المهمة الهامة و يعلم منه لماذا طلب منه الفرار من أبيه أيضا .
مټخافيش أنت وياي في أمان بعيد عن بشار
بس أنت قلت هاتوديني لبشار و سمعت كلامك
فين بقى بشار
بشار في البلد و أنت كان لازم تبعدي عنه أنت كده في مكان احسن
أنت ازاي تضحك عليا انا عاوزة انزل الجبل هتساعدني و لا انزل لوحدي !
صدجيني أنت كده امان ليك اوعاك تفكري تهربي الديابة هتأكلك
و لا تجدري تعملي حاچة اجعدي اهنى بجى لحد ما الكابير ياچي و يشوفك
كبير مين !
كابير الچبل و صاحب المقان ديه
اللي هو مين يعني
أني كابير الچبل يا خديجة
استدارت خديجة لذاك الصوت المألوف الذي تعرفه جيدا هرولت نحوه عانقته بقوة شديدة بادلها ذات العناق و هو مغمض العينين
مسد على ظهرها بحنان بالغ و هو يهمس بجانب أذنها
اتوحشتك الكام ساعة اللي فاتوا دول يا ديچا
خرجت من حضنه و قالت بتساؤل دون أن ترد على حديثه الرومانسي
أنت صاحب المكان دا طب ازاي !
ايوة أني كابير المقان اهني و أني اللي طلبت من چبل يچيبك لحد اهنى تعبتينا لحد ما چيتي يا ديچا المقان ديه محدش يعرفه غيري أني و چبل و دلوجه أنتي ملي عينك منيه زين عيشي فيه على كد ما تجدري عشان كلتها يومين و تودعي الدنيا دي كلتها
عقدت ما بين حاجبيها و قالت بنبرة متعجبة قائلة
يعني إيه هودع الدنيا كلها
تابعت پذعر
أنت ناوي تق تلني !!!
ابتسم بشار حتى كشفت الإبتسامة عن نواجزه
أعاده لمكانها المخصص وضع رأسها عند يسار صدره ربت بخفة على خصلات شعرها ثم قال
دا أني اج تل روحي و لا حد يخدش فيك خدش صغير
رفع ذقنها بأنامله و قال
أني ناوي ابعد عن اهني يا حبيبتي هنبعدوا و نعيشوا حياة چديدة لا فيها چدي و لا فيها ابوك فيها أني و أنت و بس
تابع بتذكر قائلا
و چبل ها يكون ويانا
رد جبل مقاطعا حديث عمه معارضا هذا القرار و قال
أني ما هروحش وياك في حتة أني ها فضل اهني لحد ما اعرف چتت ابوي فين !!
نظرت خديجة بتعاطف له ثم نظرت ل بشار الذي يتعامل معه بحدة و صرامة و هو يقول
أنت ها تهمد و لا أچاي اعلمك الأدب ابوك راح كيف اللي رحوا و أنت من اهنى و رايح ملكش صالح بشغل الاثارات و لا حتى الشيخ المرعي ديه فاهم و لا لا
رد جبل و قال بإعتراض
لا ما فهامش اني هاروح أدور على ابوي
ترك بشار يد خديجة متجها