الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية تمرد عاشق همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 34 من 194 صفحات

موقع أيام نيوز

 

بعمل مرسم مش معرض بس بابا رافض فزقيت عليه حضرة الضابط

تمام قالها وتحرك للخارج ولكنه توقف

جنى حاولي تخرجي ربى شوية روحوا النادي 

هزت رأسها وتحركت للداخل سريعا دلفت الغرفة وجدتها تعمل بأحد الأبحاث الخاصة بكليتها

جلست بجوارها

خير فيه حاجة قولتي تعالي وجيت..تركت قلمها وتربعت على فراشها تنظر إلى جنى 

تعرفي انا بحبك اوي ياجنى اكتر حد في ولاد عمي انسدلت عبرة غادرة إزالتها سريعا ونظرت إليها بعيون مبتسمة

بعتبرك اقرب واحدة ليا بعد جاسر واخوكي..قالتها بشفتين مرتجفتين

مسحت جنى عبراتها وأردفت بصوت حنون

وانت ياربى اغلى شخص عندي في ولاد عمي كلهم طبعا أنت وعز غير أي حد 

احتضنت وجهها وازالت عبراتها المتحجرة بعيناها متسائلة

عز بيحبك صدقيني معرفش هو عمل كدا ليه حاولت افهم منه معرفتش حاجة وكمان حاولت مع جاسر برضو مااستفدتش بس ال متأكدة منه هو أنه بيحبك والله

تسطحت على الفراش تحتضن نفسها كالجنين

مش عارفة اعيش من غيره ياجنى ياريتني عملت ذيك ومحبتوش قلبي بيوجعني اوي يابنت عمي 

استندت جنى على مرفقيها تمسد على خصلاتها وأردفت 

مع اني مفهمتش كلامك بس قلبي وجعني عليكوا انتوا الأتنين 

هو هناك ھيموت ويسمع صوتك وأنت هنا قلبك واجعك عليه 

رفعت ربى عيناها المترقرقة بالدموع وتساءلت

هو كويس ياجنى بياكل ولا لا 

ابتسمت لها وتسطحت بجوارها 

تفتكري هيكون له نفس لحاجة وانت زعلانة منه يخربيت الحب وسنينه يابنتي ...دنت مضيقة عيناها 

انا لازم اخد تحصين مناعة من الحب مش عايزة احب ولا اتحب ياأختي 

ابتسمت ربى لحركاتها ثم اعتدلت تمسك كفيها

يابختك يابنت عمي عرفتي تحصني نفسك وماتوقعيش لقمة صائغة لاولادك عمك المهووسين

رفعت حاجبها ساخرة 

انا احب من عيلة المجانين دي طيب هو واحد بس ال عاقل ولما حب واحدة جننته

لکمتها بكتفها قائلة

نعم دا جاسر صحباتي كلهم هيموتوا عليه ونفسهم بس يقربوا مني عشان يكلموه

قهقهت جنى بصوتها الناعم ټضرب كفيها ببعضهما ثم استدت على ركبتيها

اهو دا بالذات محرم عليا زي تفاحة آدم كدا 

قطبت ربى جبينها متسائلة

محرم ليه هو انت تطولي ياختي طب والله لو مش اخويا كنت حبيته يابت

جلست أمامها تنظر لأحد المراجع 

بقولك أنت بتعملي ايه

استدارت تنظر للذي تنظر إليه

دي مراجع بعمل منها ابحاث 

مردتيش عليا يعني ياجنجون

اتجهت ببصرها متسائلة

عن ايه حبيبتي !

جاسر!!..ضيقت عيناها وأردفت

مش فاهمة قصدك

يعني مفيش مشاعر بينكم..جحظت عيناها قائلة

هو كل ال يشوفني الايام دي يسالني..قطبت ربى حاجبها متسائلة

مين ال سألك تاني 

ابتسمت وهي تضع خصلاتها خلف أذنها

الدكتورة غزل تخيلي مفكرة أننا ممكن يكون بينا مشاعر

تسطحت تضع يديها حولها على الفراش واطلقت ضحكاتها

يالهوي انا وجاسر دا جاسر زيه زي عز يابنتي دا انا بدورله على عروسة 

تسطحت ربى بجوارها تنظر إليها

بس ال يشوفكم يقول غير كدا..اعتدلت متكأة على مرفقيها

تعرفي انا بحب جاسر فوق ماتتخيلي وبحس بحاجة ناقصة لو غاب يوم عن البيت بس دا حب اخوي بدليل مش حاسة بغياب عز اهو فاهمة قصدي ال بينا مشاعر اخوية

استمعوا لطرقات على باب الغرفة اعتدلت تضع حجابها بعدما استمعوا لصوته

دلف وهو يوزع نظراته بينهما ثم اقترب منهما ورسم ابتسامة 

بترغوا في ايه سامع صوت ضحكاتكم لتحت 

دنى يطبع قبلة على رأس ربى 

عاملة ايه حبيبة اخوكي 

رفعت راسها له واجابته بابتسامة 

كويسة حبيبي..انت عامل ايه 

تراجعت جنى للخلف عندما اقترب منها 

انت هتعمل ايه 

ايه مش اختي هبوسك زي ربى قالها بمغذى 

لکمته بصدره قائلة

جاسر اتلم قال ابوسك زي اختي..نزلت سريعا متجهة للخارج 

قليل الادب تحت السواهي دواهي..ظل ينظر لتحركها حتى اختفت عن ناظريه متجها لأخته 

ربى جنى اختي بلاش انت وماما تخنقوها بكلماتكم دي وكويس أن الموضوع دا اتفتح عشان اخد بالي قالها وتحرك سريعا للخارج 

نظرت إليه ربى بشرود ثم اردفت

يابختكم على الأقل متوجعتوش من بعض

صباحا ببيت المزرعة 

استيقظ يبحث بعيناه عنها ولكنه لم يجدها 

اتجه للخزانة وأخرج ألبوما من الصور 

ينظر بتمعن الى صورهما 

صور ابنته الغائبة بصغرها... فقد جمعهما وأتى بهما إلى هنا حتى لا تراهم غزل 

ملس على وجهها بحنين.. ينظر هنا ويتذكر هناك... مسح وجهه پغضب وانسدلت دمعة خائڼة لم يقو السيطرة على نفسه 

وضع يديه على صدره يمسده بهدوء عندما شعر بتثاقل عليه... كأن يزيح صخرة عملاقة من فوقه 

أغمض عبناه عندما داهمته صورتها التي لم تتزحزح عن خاطره لحظة 

ظل لدقائق حتى سيطر على نفسه ثم اتجه وهبط للأسفل بعدما أدى فريضته من صلاة الضحى.. وجلس يدعو ربه ليزيل همه ويفرج كرباته 

وجدها تجلس بحديقة المنزل... تستجم برائحة الزهور الربيعية المنعشة ناهيك عن الخضرة التي تحاوط المنزل من جميع الجهات 

جلس بجوارها ينظر إليها بإشتياق.. 

صباح الحب ياحبي.. دا إحنا زعلانين وجينا نعمل يوجا نهرب من جوزه حبيب

عمره... 

ظلت كما هي على وضعها ولكن هناك رجفة بجسدها بالكامل من أنفاسه القريبة 

تمدد وتسطح على العشب الأخضر واضعا رأسه على ساقيها ممسكا يديها ومقبلها 

فتحت عيناها تنظر لعيناه بقوة 

بتهرب من إيه ياجواد 

إرتجفت أوصاله من نظراتها المتفحصة له 

ولكنه إعتدل يجلس أمامها مضيقا عيناه 

وتظاهر بعدم فهمه لحديثها رغم إدراكه الجيد لما ترمي إليه 

مش فاهم تقصدي إيه يازوزو 

رفعت يديه ووضعتها بين راحتيها 

لو محستش بجوزي... وحسيت أد إيه إن فيه حاجة تعباه وبيحاول يخبيها يبقى اللي بينا دا مش حب 

أغمض عيناه ساحبا نفسا ثقيلا ثم نظر إليها

مفيش حبيبي... مشكلة كبيرة في الشغل.. 

قصدك على سفرك لفرنسا 

اومأ برأسه هاربا من نظراتها 

وصل صهيب إليهما 

صباحو ياعشاق اليمامة 

ابتسمت له غزل 

صباحو ياابو عز 

حزن عندما ذكرت غاليه 

رمقها جواد بنظرة فهمتها... هبت واقفة 

هروح أجهزلكم فطار بما أن دكتورنا العظيم هيفطر معانا 

جلس صهيب بجوار جواد... ظل ينظر له وهو يبتعد بنظراته عنه 

مالك ياجواد بتهرب من إيه 

نظر إليه متسائلا 

سيف عامل إيه... كلمته 

مط شفتيه رفع حاجبه بسخرية 

بيسلم عليك... ماتلفش وتدور 

نظر إليه نظرة غريق وجد ضالته وتحدث

شوفت شبيهة غزل... شوفت غنى 

ضيق عيناه عندما لم يفهم حديثه

إنت مچنون على الصبح ولا شارب حاجة 

اتخذ نفسا طويلا 

ياريت ياصهيب أكون مچنون ولا بتهيئلي 

رمقه بنظرة محاولا إستكشاف حالة إخيه 

أيعقل أنه أعاد لتلك الحالة الذي سيطرت عليه بعد خطڤ إبنته 

فهم جواد نظرات صهيب 

صهيب أنا مش مچنون.. بقولك قابلت غنى وتخيل طلعت بنت مين... بنت دكتور غزل ولسة راجع من تركيا بقاله كام شهر 

تمزق قلب صهيب لأشلاء في تلك اللحظة عندما وجد دموع إخيها التي تساقطت فجأة... ثم أكمل جواد حديثه

إحساس غريب لما شوفتها... ولا قربت مني ياصهيب عندي إحساس كبير إنها بنتي... ماهو مش معقول يكون الشبه كبير أوي كدا... طيب أنا هتلاشى الشبه... بس الصوت كمان... غير إسمها 

انكمشت ملامح صهيب بحزن ولمعت عيناه بدموع الألم على أخيه.. فهاهو تحمل مالا يتحمله قلبا 

مش يمكن شبه بس ياجواد... مش بيقولوا يخلق من الشبه أربعين 

دا اللي بحاول أقنع نفسي بيه ياصهيب 

بس لازم اتأكد علشان أريح قلبي وعقلي 

شاهد صهيب مجيئ غزل وتسائل

غزل تعرف حاجة 

هز رأسه برفض

مستحيل أقولها حاجة مش عايز أعشمها وترجع تنصدم

بعد إسبوع 

كان ينتظرها أمام منزلها بعد رجوعه من سفريته 

رأته واقف متكأ على سيارته... يضع نظراته فوق شعره... إتجهت إليه 

بقالي إسبوع بحاول أكلمك... مبتردش وبعتلك خمسين رسالة 

إقترب منها متعمد ينظر إليها بصمت وإشتياق قلبه الذي يخفيه بمهارة أمامها 

إي ياجملية وحشتك ولا إيه... قالها يتفحصها بنظره 

لکمته بصدره وأردفت پغضب 

وحشك أسد ياكلك وهو جعان 

قهقه بصوت مرتفع مردفا

يالهوي على

 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 194 صفحات