الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية تمرد عاشق همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد

انت في الصفحة 29 من 194 صفحات

موقع أيام نيوز

 

على قيد الحياة 

قابله جاسر الذي ضمھ بحزن على حالته المزرية... ذقنه النابتة وشعره الغير مرتب حتى ثيابه غير المهندمة 

نظر إليه بقلة حيلة واردف

نفسي أعرف إيه اللي حصل خلاك توصل للمرحلة دي... ضمھ بحب أخوي وهمس له 

حبيبي والله اللي بتفكر فيه دا مستحيل يحصل لسبب بسيط... إنها بتحبك إنت 

ناظره بنظرات مرتجفة 

مش عايز أفرق العيلة اللي أبهاتنا بتعملها من سنين ياجاسر... مش هقدر أخلي جواد يكرهني او عمتو مليكة تكره عمو جواد... الموضوع صعب فوق ماتتخيل 

مسح دموعه وأردف 

خليني أشوفها بس ياجاسر حتى لو من بعيد 

تنهد جاسر بۏجع على صديق عمره... وصل أوس إليهما ثم جذبه للداخل وأمسك يديه 

تعالى معايا هخليك تشوفها ياعز... ثم لكمه لكمة خفيفة بصدره. 

تحب اختي يالا ومعرفش... كدا تخون ثقتي فيك... لم يكن يستمع إليه فقط... دقاته العڼيفة التي كادت توصل للجميع كلما أقترب لغرفتها 

خرجت غزل من غرفة إبنتها بعد مااعطتها بعض الأدوية 

وقف عز أمامها يترجاها بعيناه 

لوسمحتى ياطنط غزل والله خمس دقايق بس ... نظر إليها كالغريق وجد ضالته لينقذه من ظلام قلبه 

نظراته المترجية الحزينة... أصابتها بالآلام عليها... ولكن ماذا تفعل بعدما حرمه جواد من دخول بيته... وعرفت من جاسر بما صار 

وقف يحاول أن يتخذ نفسا طويلا يشحن رئتيه بأكسجين الأمل.. عندما وجد تشتتها بالموافقة أو الرفض 

أنتظر ردها طويلا.. كان قلبه ېتمزق لأشلاء عندما منعه عمه من رؤيتها.. لم يعلم أنه سيشعر هذا الشعور الممېت... حقا حينها تمنى المۏت ولا إنه يبعد عنها.. ولكن كيف بعدما ماصار بينهما 

خرجت غزل عن صمتها ومازالت تقف أمام غرفة إبنتها 

عز هتدخل تشوفها وتطلع على طول... لو عمك جه او شم خبر بإنك جيت هنا بلاش أقولك إيه اللي ممكن يحصل 

تبسم لها وهز رأسه سريعا مقبلا يديها 

شكرا انطي غزل... اشكرك... دلف سريعا إلى غرفتها... حاولت غزل إيقافه حتى ترتدي إبنتها حجابها ولكنه دلف سريعا وأغلق الباب خلفه 

خطى إليها بخطوات متعثرة.. كانت تغض بنوما عميق.... خصلاتها متمردة حول وجهها وعلى وسادتها 

جلس أمام فراشها على منكبيه ورفع يديه ممسدا على خصلاتها... وانسدلت عبراته رغم عنه 

شعرت بوجوده عندما استنشقت رائحته 

ورغم ذلك ظلت مغمضة العينين عندما شعرت بإرتجاف قلبها من قربه... ولكن كيف يغيب عنه ذاك... 

ظل يمسد على خصلاتها ويهمس بكلماته الحزينة 

عارف إني خذلتك... وعارف مهما أعمل مستحيل تسامحيني.. اقترب وهمس بجوار أذنيها 

ربى نفسي أموت وأرتاح 

فتحت عيناها سريعا وتساقطت دموعها وشهقت شهقات مرتفعة... ثم تحدثت من بين بكائها 

إمشي ياعز لو سمحت... إمشي أنا مسمحاك يابني عمي والله مسمحاك 

هنا اصابته رغبة عارمة في إحتراق قلبه الذي فعل بها هذا... أراد أن يخرجه بخارج جسده ويقدمه لها كي تمزقه كما مزق قلبها پسكين بارد 

روبي ممكن تسمعيني حبيبي 

أغمضت عيناه فهمسه لها يكاد يزهق روحها كلما تذكرت حديثه 

معدتش حبيبتك ياآبيه... عيلة بقى متعرفش تحب 

وضع جبهته فوق خاصتها وأردف پبكاء

روبي أنا بتمنى أموت ولا أبعد عنك... صدقيني مكنتش أعرف بعدك صعب أوي كدا 

دلفت والدتها إليهما 

كفاية كده ياعز لو سمحت جواد لو جه ولقاك هيولع فيا 

دلف جواد وهو يستمع لحديثها 

تسمر عندما وجده... أسرع إليه يجذبه من ملابسه بقوة

إيه اللي جابك هنا يلا... أنا مش حرمت البيت دا عليك... إمشي أطلع برة 

وقفت غزل بينهما وحاولت تهدئة زوجها 

جواد إهدى لو سمحت... قالتها عندما وجدت إرتجاف جسد أبنتها من هيئة والدها عندما جذب عز للخارج 

دفع غزل وتحدث پغضب

إنت لسة حسابك بعدين.. اطلع برة ياابن صهيب قالها جواد بصوتا صارخ مع دخول صهيب الذي وقف كالصنم مما أستمع من حديث أخيه 

نظر صهيب لعز 

أمشي دلوقتي ياعز... 

بابا أردف بها عز... صړخ صهيب على غير عادته قولت أمشي حالا 

وقف جواد والحزن يتملك منه ولكن ماذا يفعل وكيف يواجه مايؤلم روحه بإبنته.. رفع نظره لأبنته التي تختبأ بأحضان والدتها ولكن نظراتها عليه وحده 

اتجه بنظره لعز وبدأ يفكر في حديثه منذ أيام... أيعقل هذه حالة شخص وجد حبه مع شخصا أخر... قبض على يديه پعنف 

عندما شعر بمدى غبائه... ظل ينظر له بصمت حينها علم أن هناك مايخفيه عليه... 

سحب جواد صهيب من يديه ونظر للجميع

كله يخرج برة... ظل عز واقفا ينظر لتلك التي تبكي بأحضان والدتها... تحرك جواد إليها مقبلا جبهتها 

حبيبة بابي... عايزة تتكلمي مع عز 

ثم رفع يديها مقبلها 

آسف ياقلبي.. كفاية عياط دموعك بتدبحني ياروبي 

وضعت رأسها بأحضان والدها

عايزة أنام بحضنك بس يابابي لو سمحت مش عايزة أشوف حد ولا أتكلم... أقترب صهيب منه عندما وجد حالتها 

ربت على كتفه ثم أردف له 

جواد هستناك برة... 

أومأ جواد برأسه دون حديث 

جذب صهيب عز من يديه 

تعالى سيب بنت عمك ترتاح وبكرة هتشوفها وعد مني... قالها وهو يضم وجهه بين راحتيه 

هز عز رأسه برفض 

أنا طيارتي الساعة ستة الصبح يابابا... لازم أتكلم معها قبل ماأمشي 

سيبه ياصهيب... أردف بها جواد الذي ضم ابنته لأحضانه 

رفع كف غزل التي تجلس تبكي بصمت على حالتهما تذكرت ماضيها وحدثت حالها 

ماذا فعلت لكي تصفعني هذه الحياة بقوة 

ملس جواد على خديها 

حبيبي سيبينا لوحدنا شوية... ربى عايزة

تنام ثم همس لها تفتكري هتنام وهو موجود..روحي وأنا هسبهم شوية وجاي وراكي...قبلت يديه 

ربنا يخليك لينا ياجواد 

باليوم التالي ذهب للمشفى الخيري 

دلف لغرفة استشاري الاورام 

دكتور طارق حمدالله على سلامتك... لسة عارف حالا إنك رجعت من السفر 

جلس طارق وبمقابلته جلس جواد 

اهلا بحضرتك ياحضرة الظابط... وحشتني والله 

ابتسم جواد..

حضرة الضابط ايه...فيه بينا الكلام دا 

ناظره طارق 

وصلت لحد فين بالترقية كنت دايما أسمع عن انجازاتك العظيمة 

ابتسم جوادوتحدث بهدوء 

دلوقتي لواء الحمدلله وصلت في وقت قياسي كله من فضل ربي 

ضيق طارق مابين حاجبيه 

إنت تستاهل أكتر من كدا والله...ربنا يباركلك...عندك كام ولد دلوقتي...وطالبتي النجيبة بسمع إنها بقت من أشهر الأطباء بالقاهرة 

غزل طول عمرها شاطرة وذكية وحضرتك عارف دا...وبعدين شغفها زاد للطب جدا بعد عدة ظروف مرينا بيها الحمدلله على كل حال 

ربنا يوفقها ونشوفها أكبر استشارية في مصر ان شاء الله 

أمن جواد على حديثه

تناول قهوته ثم نظر للدكتور

يعني كل الاجهزة الطبية متاحة مش محتاجين حاجة 

ابتسم له طارق 

والله ياجواد كل حاجه موجودة ربنا يزيدكم يارب... لو كنت عرفتني على المشروع العظيم دا كنت شاركت لو بجزء بسيط فيه 

وضع جواد فنجانه الخاص 

والله إحنا بنبني مبنى تاني في الصعيد بس مش للأمراض المستعصية دا هيكون بالمجان للكشوفات والعمليات المتاحة 

أومأ برأسه 

تمام ان شاء الله... هكلم الدكتورة تهاني وأشوف لو هتدخل هي كمان 

قاطع حديثهما اتصال هاتفي 

بعد إذنك دي بنتي لو مردتش هتفضل تزن اتصالات 

ضحك جواد ورفع يديه 

لا هتقولي عارف البنات دول طباعهم صعابين 

ايوة حبيبتي... انا في المستشفي الخيري

خلاص عدي عليا 

وضع هاتفه ونظر متأسفا 

آسف ياجواد 

هز رأسه وتحدث 

مفيش حاجة يادكتور.. بتعتذر على ايه 

دي ياسيدي غنى بنتي الوحيدة وكل طلباتها أوامر مستحيل ارفضلها طلب 

غنى رددها جواد بقلبه قبل لسانه 

ناظر اليه سريعا 

بنتك اسمها غنى 

أومأ برأسه واكمل حديثه

غنى وهي غنى عن كل حاجة 

ترقرقت عيناه على ذكر محبوبته وتحدث 

غنى عن الحب وحرب الحياة ربنا يباركلك فيها... بعد فترة من حديثهما الذي كان الحاضر الغائب بعد ذكره لقرة عينيه الغائبة 

قطع شروده دلوفها 

بابابي أنا جيت 

هنا ارتفعت دقات قلبه كدقة عاشق غاب حبيبه ثم رجع بعد فترة...

 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 194 صفحات