أباطرة الغرام بقلم الكاتبة آية محمد رفعت
الفيل
هزت رأسها فاكد مقصده حينما قال
_أبو زلومة ده!
ردت بنفاذ صبر
_ آه أخلص بقي.
اخبرها ببسمة واسعة
_آه هو ده بقي الحق ولو الوضع استمر على كده مش هخونك يوم الفرح لا هخوفك من النهاردة.
قڈفها بحديثه وهرول مسرعا قبل أن تفتك به فاصطدم بشيء قاس جعله يرتد للخلف فرفع عينيه سريعا يتفحص من يقف قبالته قبل أن يستكمل رحلة فراره وقبل أن يتحرك خطوة أخرى وجد من يقبض على ياقة التيشرت وبعصبية قال
رسم بسمة واسعة وهو يزيح عنه بمناديله الورقية
_الحمد لله انها جيت فيك يا خلو ومجتش في البوص.
ضيق خالد عينيه پغضب فاسترسل آسر
_ مينفعش نخسر بعض احنا ولاد عم.. استهدى بالله وروح غير القميص أحسن!
دفعه للخلف وهو يشير له
_ابعد ايدك عني.. ومتقلقش لما البوص يعرف أن سيادتك لسه في البيت لحد دلوقتي ومش في الشركة اتوقع اللي هيحصل فيك ايه
_ وهو هيعرف منين هو تلقيه مش فاضي ومشغول في الصفقة الجديدة والمزز اللي حوليه!
أجابه بشړ وهو يغمز بعينيه
_أنا اللي هنال شرف المهمة الجميلة ده وهقوله بنفسي.
تصنع البكاء وهو يردد بدموع مصطنعة
ابعده من امام خزانته وهو يصيح
_ لا معنديش.
ضحك وهو يردد بمشاكسة
_ولا ولاد
خالد بنفاذ صبر
_اطلع بره خليني الحق الاجتماع يا أسر ولو مختفتش من قدامي مش هيعجبك تصرفي.
هرول للدرج وهو يردد من بين انفاسه المنقطعة
_ أنا في الشركة أصلا متتعبش نفسك يا كبير أنا مستاهلش أنك تتعب نفسك وتعمل أي حاجة.
أيدل ملابسه لحلى رسمية من الطراز الكلاسيكي ثم وضع عطره المميز واعاد خصلات شعره التي تزعج زورقة عينيه للخلف ثم هبط مسرعا لسيارته واتجه للشركة وحينما وصل اتجه لمكتب عصام على الفور فتفاجئ بعدد كبير من الموظفين يجتمعون أمام مكتبه ويبدوا عليهم الذعر فسأل احد منهم
_ في أيه
أجابه أحد الموظفين
_ الباشا پيتخانق مع ابن رجل الاعمال أيوب البحيري.
_وانتوا واقفين تتفرجوا محدش دخل يحوش الغلبان ده ليه
أجابه احد اصدقائه وقد كان له الفضل بتعينه بالشركة بعد التخرج
_أنا مالي يا عم أنا فرحي بعد أسبوع عايز أدخل دنيا مش أخرج منها على نقالة!
تركه واندفع للمكتب وهو يهمس بخفوت _حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا عصام يا ابن عمي.
_بقى انت يا بتهددني في مكتبي ده أنت جاتلي برجلك أنا اللي الكل بيعمل ألف حساب وحساب اټهدد من عيل لسه بيتعلم يكتب أ.. ب!
مال بجسده تجاهه ليحاول ابعاده عنه وهو يشير له برجاء
_ عصام سيبه ھيموت في أيدك.
وجده ينازع بين يده فنجح أخيرا في انتشاله من يديه زحف حازم البحيري أرضا لينجو بحياته من ذلك الۏحش فجذبه عصام ثم ارغمه على الوقوف ليخبره ساخرا
_ أبقي سلملي علي أبوك وقوله أن عصام الدالي عمره ما خسر أي صفقة دخل فيها قبل كده.
واسترسل وهو يقذفه خارج مكتبه
_ واعذرني لو قصرت معاك بالزاجب المرة الجاية هجيب رقبتك على طبق قدامك.
ردد حازم بصعوبة في الحديث
_ لا الواجب وصل.
كز على اسنانه وهو يشير له بتحذير
_ غور من هنا عشان مفقدش أعصابي وبدل ما ابعتك لأبوك علي رجلك أبعتك علي نقالة
غادر وهو يقسم له برد الصاع فجلس عصام يتابع اعماله ببرود تام جلس خالد قبالته ثم قال بضيق
_ يابني أهدى اللي بتعمله ده غلط أنا حاسس أنك بتتحول في لحظة.
اغلق حاسوبه وهو يشير له
_خالد انت هتدخل معايا في طريق مسدود يبقى بلاش نقاش بينا بالوقت الحالي أفضل هو اللي باعت يتحداني وأنا هخليه يقول حقي برقبتي.
قال بهدوء وحزن
_أنت اتغيرت يا عصام..وده شيء مزعلنا كلنا.. فين قلبك الطيب!
ابتسم ساخرا
_قتلته زي ما هما قتلوا الحاجة الوحيدة اللي كانت ممكن تخلي في قلبي الرحمة.
اختزل الألم حدقتيه وهو يسأله
_ لسه منستهاش يا عصام!
تربص به الچرح من جديد. فقال
_ولا عمري هنساها.
ثم عاد لقوته الزائفة وهو يشير اليه
_ أحنا هنسيب شغلنا ونقعد نحكي يلا علي مكتبك.
خالد بمزح
_علم وينفذ يا سيادة الرائد.
ابتسم وهو يردد بسخط
_ أنسى بقا اللي قدامك دلوقتي عصام الدالي رئيس قسم الإدارة لشركات الدالي.
مال برأسه من خلف الباب وهو يشير له بغمزة مشاكسة
_احلى رجل اعمال.
واغلق الباب وغادر والاخير يراقبه ببسمة هادئة تلاشت سريعا ليعود لعمله فرفع سماعة هاتف المكتب ثم طلب من سكرتيرة أوراق الصفقة الجديدة وبعد قليل من الوقت دخلت السكرتيرة وهي تتبختر في مشيتها ظنا من أنها ستبرز مفاتنها لمن يراقبها بنظرة استحقار تظن بأنها ستنعم بالخلود بين دفء موجات عينيه الزرقاء لا تعلم بأنه سلاح ذو حدين ربما ستغرق ولن تجد سوى المۏت يحوم بها كالنسر المقبض.
اقتربت من مكتبه ثم قالت بدلال زائد وعدم حياء
_ أتفضل يا افندم.
عصام بحدة ولم ينظر إليها من الأساس
_ حطيه عندك وأتفضلي.
وضعت الملف ولكنها ظلت محلها تنظر بإعجاب لوسامته فلاحظ هو نظرتها الغير جيدة وهي تنظر لجسده ولعضلات بطنه وصدره باعين راغبة فاقتربت منه لعلها تجذب انتباهه وهي تخبره ببطء نبرتها
_أي أوامر تانية
مرر يدها على خصلات شعرهافابتسمت ظنا من انها نالت مرادها فهمس بهدوء يسبق عاصفته
_شايفة الباب الحلو اللي هناك ده
اجابته بحيرة
_أيوة.. ماله
صاح يغضب وهو يدفعها ارضا
_تغوري منه ومش عايز أشوف وشك تاني أنت فاهمة.
السكرتيرة بتوسل
_ليه يا فندم ده أنا مكملتش يومين.
لم يجيبها بكلمة بل نهض عن محله وفتح باب مكتبه ليقذف بها أرضا فسقطت أسفل قدم من كانت بطريقها لمكتبه فابتلعت ريقها بارتباك لما رأته!
....... يتبع.......
١٨١٢ ٧٣٩ م زوزو الفصل الثاني
تعجبت ياسمين من عدم وجود أحد بمكتب السكرتيرة فتقدمت من مكتب شقيقها وما ان فتحت الباب حتى وجدت السكرتيرة ملقاه على الأرض رمشت باهدابها عدة مرات بذهول في حين لاحظ عصام وجود شقيقته ليتخطى تلك الملقاه أرضا كي يستقبل شقيقته مرددا بحب
_ياسمين... تعالي يا حبيبتي.
تقدمت منه ولا تزال الدهشة تعلو وجههافاتجهت إليه وعينيها مسلطة إلى السكرتيرة الملقاة على الأرض ورددت بتوتر
ها!...أنا هاجي لك في وقت تاني يا عصام تكون فضيت عن أذنك.
تعجب عصام من طريقتها واردف سريعا قبل أن تغادر بدهشة
_ استني في إيه يا بنتي أدخلي!
عادت ياسمين مرة أخرى ولكنها كانت ترتجف بشدة تتطلع لشقيقها پخوف في حين تعالى صوت رنين هاتف عصام فامسك هاتفه يردد بحنو
_ثانية واحدة بس يا حبيبتي هرد على المكالمة دي وأفضى ليك.
حركت رأسها ببطء حينما شعرت بطريقته الحنونة معاها مردفة ببسمة صغيرة علت ثغرها
براحتك يا حبيبي.
ذهب عصام بالقرب من النافذة كي ينهي مكالمته في حين دلف أسر إلى المكتب يردد بمرح
_أنا جيت... ياسمين أنت هنا أنا بدور عليك في القصر من الصبح.
ضحكت على طريقة