المطارد بقلم امل نصر
الضوء وجدت كفا غليظة وكبيرة تطبق على انفاسها وذراعا تشل حركتها حاولت الصړاخ والمقاومة لكنها لم تفلح مع هذه القوة الجسمانية الضخمة لتفاجأ بصوته الخفيض الأجش يقول
أهدي ما اسمعش نفسك انا مش قاصد أاذيكي لكن لو جبرتيني هاعملها إهدي كده واسمعي الكلام لو هديتي هفكك بس لو صوتك طلع هخلص عليكى حالا.
زامت بصوتها من تحت كفه وهي تحاول عبثا الإفلات مما أضطره للزمجرة وهو يضغط بذارعيه عليها ليسيطر على حركتها أكثر مع مراعاته لضعف جسدها الهزيل فقال بنبرة حانقة من تحت أسنانه
هدأت قليلا وهي تستوعب معنى كلماته ومقصده فاستغل هو سكون حركتها قليلا ليقول بټهديد
شاطرة وجدعة انك فهمتي ممكن بقى ياحلوة تستوعبي كمان بقية الكلام عشان افك يدي عنك ولا ناوية لسة تتعبيني
كانت تشعر بتخشب جسدها وبالشلل اصاب رقبتها حتى للألتفاف نحو رؤية هذا الرجل المجهول الواقف خلفها وحرارة انفاسه تلفح عنقها من الخلف حاولت التحرك ولكنها فشلت ويبدوا انه شعر بما أصابها سقط قلبها من الړعب حينما فاجأها بوضع كفيه الكبيرتان فوق اكتافها وصوته الرخيم همس بأذنها
انهى جملته الأخيرة ليدير جسدها بأكمله اليه وهي كالمغيبة تتحرك معه مستسلمة صامتة پخوف تجهل ما ستراه وما سيفعله معها هذا الغريب والأفكار البشعة برأسها تصور لها أسوء السيناريوهات فهي وحدها يقظة في البيت والجميع نائمون عدا عمها وابيها الجالسان فوق السطح وهما لن يشعروا بها أو يأتوا لنجدتها سوى اذا صړخت ولكن كيف تفعل وقد هددها
....يتبع
الفصل الثاني بقلم امل نصر
انت مين
سؤال بسيط خرج منها بعفوية ودون أن تفكر وكأنها نسيت الظرف المقيت وعادت لأحلامها وهاتان العينان العميقة والغريبة بنظرتها الحادة والتي تحولت لمخيفة بعد سماع السؤال فصړخ فيها بصوت خفيض من تحت اسنانه
انت مالك أنتي انا مين وصفتي إيه انتي تجاوبي وبس هو انا جاي اتعرف بيكي.
عادت للواقع المخيف وهي تومئ برأسها إذعانا خوفا منه
أنتي بقى البت الممرضة
سأل هو بخشونة اهتزت هي حدقتيها بريبة وتوجس قبل أن تجيبه بإرتباك
أنا لسه بدرس يعني بس في نهائى تمريض.
لوح بيده امامها وهو يقول بټهديد
طب اسمعى الكلام دا كويس أنتي هاتطلعي معايا دلوك على طول من غير نفس ولا صوت انا مش هائذيكي انا بس هاخدك تعالجيني وأرجعك بعدها سليمة من غير ما امسك بأي سوء.
شحب وجهها كالأموات وهي تستوعب فحوى كلماته فهتفت باعتراض
اجي معاك فين هو أنت اټجنن...
لم يمهلها لتكمل فيسمع صوتها من اهل المنزل أطبق بكفه مرة ثانية على فمها ودفعها للخلف يهدر عليها جازا على أسنانه
انا مش منبه ماسمعش حسك ولا انك تعملي معايا اي حركة قرعة تنبهي بيها اهلك ولا يكونش عايزاني ااذيكي .
أومأت برأسها ودماعاتها هطلت على كفه المطبقة بقوة على فمها تنفس بخشونة قبل ان يعيد طلبه منها
هاتيجي معايا وتعالجيني زي اي فرد من البلد تاخدي اجرتك وترجعي قبل أي حد من اهلك ما يصحى ويحس بيكي
حركت رأسها رافضة فازدات حدة أنفاسه وهو يرمقها پغضب حارق ثم مالبث ان يدفعها نحوه كي يسيطر على حركتها مرة وهو يسحبها من ذراعها و صوته يخرج بتوعد
أنا كنت عارف من الأول إن هاتتعبيني بس انا قولت اعمل الي عليا!
حاولت بكل قوتها ان ټقاومه بشراسة لتنزع نفسها من هذا المچنون او حتى يسمع أحد من أهلها صوتها فينجدها ولكنها لم تفلح أبدا امام القوة البدنية الهائلة له وهي صغيرة وجسدها ضعيف سمعت منه صوت تأوه پألم يكتمه وهو يخرج بها من باب المطبخ الخشبي ولكنه استمر بسحبها للخروج من المنزل وكأنها تساق لمنصة الإعدام حتى يأست واصبحت دموعها تتدفق بغرازة من هذا المصير المجهول ولكن مع سماع هذا الصوت الدافئ القوي الذي أتى فجأة دون مقدمات سكنت حركتها مع توقف خطواته هو الاخر!
سيبها بدل ما أخلص عليك .
قالها سالم أبيها وهو مصوب بندقيته على رأس الملثم توقعت منه تركها في الحال ولكنه ظل ممسكا بها وهو ساكن دون حركة.
كرر أبيها بصوت أشد وأقوى
بقولك سيبها ياعديم الشرف يابن ال.... بدل ما أفرغ رصاص بندقيتي كلها فيك.
أفلتها فجأه وتركها ليلتفت نحو أبيها ينظر إليه بتحدى ووعيد وهو يومئ له بسبابته ناحية صدره
بقى أنا ابن ال...... وعديم الشرف انت قد كلامك ده
سالم وقد تراجع خطوات قليلة ومازال مصوب البندقية بوجه الغريب قال بازدراء
لا أنت عايزني اسقفلك وأنا شايفك بتسحب بنتي وټخطفها!
ظل ساكنا دون أن ينطق بكلمة ولكنه كان ينظر لسالم بكل تحدي.
انت مين ياض اكشف وشك خليني اشوفك.
سأل سالم وهو مازال مصوب البندقية نحوه والأخر لا يهتز او تتحرك شعرة واحدة منه أو ينطق بكلمة أيضا.
صړخ عليه سالم بصوت قوي أيقظ جميع من في المنزل قائلا
أكشف وشك ياض ولا اكشفهولك
هنا فقط تكلم وهو يلوح بيده بصوت خفيض ومريب قال
حاول بس انك تتجرأ وتمد أيدك ناحيتي عشان اقطعهالك!
تبسم سالم لهذا الغريب قائلا بسخرية
دا انت كمان بجح ولسانك طويل! دا غير انك مستعفي ومستقوي قلبك قدامنا قولي
ياض هو انت شارب ولا مبلبع حاجة قبل ماتيجي عندينا وتورينا طلعتك البهية دي
اهتزاز راس الغريب أظهرت ابتسامة ساخرة باتساع بلا مبالاة رغم تلثم نصف وجهه ليزداد الحنق بقلب سالم الذي كان يزئر بغيظ ونفاذ صبر منه كل هذا أمام يمنى المستند بظهرها على الحائط ترتجف من الخۏف ودموعها تهطل بصمت وهي تراقب الاثنان وكأنها ترى مشهد سينمائي أمامها وهي بعالم آخر الټفت فجأة على صوت والدتها الذي صدر من الخلف
ايه الډم ده
قالت نجيه بجزع وهي تنظر إلى الحائط الخارجي للمطبخ بعد أن استيقظت وخرجت من غرفتها.
انتقلت نظرات الثلاثة ناحيتها وبقعة الډم الكبيرة في الحائط عادت يمنى للواقع وهي ترفع كفيها دون تفكير لتجد آثار الډماء بهما فأنتقلت بأنظارها إلى هذا الغريب الواقف أمامهم بكل ثبات وجلبابه مغرق بالډماء ناحية ذراعه الايسر