بقلم ساره علي
فتتحدث الأم بسرعة ولهفة
عامل معاكي ايه ! بيعاملك كويس !
أومأت زينة برأسه وقالت تطمئن والدتها
جدا متقلقيش عليا طول منا معاه
ربنا الام على يدها بدعم بينما سألتها زينة
بابا عامل معاكو ايه !
صمتت الأم وقد ظهر الحزن جليا على ملامح وجهها لتردف زينة بقلق
مالك يا ماما ! سكتي ليه !
تنهدت الأم وهي تجيبها بتعب
بسببي مش كده !
سألتها زينة پألم لترد الأم بخفوت
بسبب حاجات كتير وانا تعبت يا زينة تعبت ومبقتش عندي طاقة خلاص
أخفضت زينة بصرها بحرج بينما قالت الأم بمواساة
انتي ملكيش ذنب يا زينة اللي حصل ڠصبا عنك
غمغمت زينة بجدية
لو مكنتش اتجوزت علي مكانش ده كله حصل
ابتسمت زينة بتصنع وهي تحاول إخبار والدتها أنها بخير بينما أكملت الأم بجدية
خليكي دايما قوية ربنا بعتلك زياد كتعويض ليكي اتمسكي بيه وبلاش تخسريه
أومأت زينة برأسها وهي تبتسم رغم الدموع التي ترقرقت داخل عينيها بينما احتضنتها الأم وهي تهمس لها داعمة بقوة
وجد زينة ما زالت في انتظاره رغم تأخر الوقت حيث نهضت من مكانها ما إن دلف الى داخل الشقة لتهتف بجدية
ممكن نتكلم شوية
اومأ برأسه وهو يقترب منها متسائلا بنبرة رخيمة
خير !
تحدثت زينة بجدية
انت بجد هددت بابا عشان يخليك تاخد ماما ومريم معاك
انا حاولت معاه بالحسنى انوا يسيبهم يجوا معايا ولما رفض هددتوا
ليه يا زياد ! ليه عملت كده !
سألته بنبرة ضعيفة ليرد بهدوء جلي
كان لازم اعمل كده مكانش ينفع تفضلي محرومة منهم
صمتت ولم ترد ليقترب منها ويهتف بجدية
اللي حصل ده عشانك انتي لازم تدافعي عن حقك يا زينة إنتي مأجرمتيش اللي حصل ڠصب عنك
بس الناس مش هتفهم كده ولا هيراعو ده
حاول إقناعها بوجهة نظره فقال بنبرة قوية
زينة مش كل الناس سيئة ولا كل الناس هيحكموا عليكي بالظلم
اذا كان علي حكم عليا بالظلم ورفض يسمعني هتوقع ايه من باقي الناس
قالتها بۏجع ما زال يسيطر عليها ليرد بحيادية
بردوا مش كل الناس هيظنوا السوء فيكي
سؤالها جاء مفاجئا لكنه رد بسرعة وتأكيد
اكيد يا زينة انا عمري مكنت هشك فيكي
بس انت شكيت انوا الطفل مش ابن علي !
قالتها بنبرة معاتبة ليقول بجدية
ساعتها كنت متعصب منك وعايز أعاقبك بأي شكل حطي نفسك مكاني هتعملي كده وأكتر
أومأت برأسها متفهمة فهو معه الحق في كل ما فعله لولاها ما كان ليخسر أخيه الوحيد ويظل طوال حياته يعاني بسببها ليتها لم تفعل ما فعلته ليتها فقط
حل الصباح مجددا نهض زياد من فوق فراشه وهو يتثائب واضعا كف يده على فمه اتجه نحو الحمام وأخذ دوشا سريعا قبل أن يخرج منه وهو يجفف شعره بالمنشفة
ارتدى ملابسه العمليه وسرح شعره ثم وضع عطره المفضل وخرج من غرفة نومه ليجد زينة في المطبخ تجهز مائدة الطعام
صباح الخير
قالها زياد وهو يجلس على الطاولة لترد زينة عليه بإبتسامة واسعة
صباح النور
ثم جلست أمامه وبدئا في تناول طعاميهما حينما رن هاتف زياد فجأة ليحمله فيجد منتصر يتصل به يخبره قائلا
زياد انت لازم تجي حالا أبوك سحب منك إدارة الشركة وجمد كل أرصدتك في البنوك
انتفض زياد من مكانه غير مصدقا لما يسمعه لتنهض زينة بدورها من مكانها وتهتف به بقلق
خير يا زياد ! حصل ايه
أغلق زياد الهاتف مع منتصر وقال لها
مفيش حاجة يا زينة بس لازم اروح الشركة حالا
ثم خرج من الشقة دون أن ينتظر ردا منها
في الشركة
دلف زياد الى مكتبه سابقا ليجد والده ورنا هناك تقدم نحويهما بملامح تتسم بالشړ وقال بلهجة حادة
بابا ممكن نتكلم لوحدنا شوية !
أشار الأب الى رنا قائلا
سيبينا لوحدنا يا رنا
بس
حاولت رنا أن ترفض الخروج إلا أن الأب قاطعها بحسم
سيبينا لوحدنا من فضلك
خرجت رنا على مضض من المكان بينما الټفت الأب نحو زياد قائلا
اقعد مستني ايه !
رد زياد
انا مش جاي عشان اقعد انا جاي عشان افهم افهم ليه عملت كده ليه سحبت إدارة شركاتك مني !
رد الأب بعدما جلس على الكرسي الذي يترأس المكتب
يمكن عشان أفوقك وأعرفك حجم غلطك
غلطي فين هو غلطي !
قالها زياد پغضب مكتوم ليقول الأب بجدية
انا سكتلك وسبتك تتصرف بمزاجك لما قررت تحميها لكن توصل انك تتجوزها فده مش هيعدي بالساهل انت ابني الوحيد دلوقتي ومش هسيبك تدمر حياتك وتدمرنا معاك عشان كده كان لازم أحطلك حد قبل متعمل حاجة ټندم عليها
انا بحب زينة جوازي منها كان هيتم بكل الاحوال
انت ناسي دي عملت ايه !
صړخ الأب بها پغضب ليرد زياد
لا مش ناسي وانت برضوا متنساش امي عملت فيها ايه
انا مكنتش موافق عاللي عملته أمك
عارف يا بابا
بس دي كانت سبب فمۏت أخوك عايز أسمحلك تتجوزها ازاي !
زفر زياد نفسا عميقا وقال بجدية
انا عارف انوا الموضوع مش سهل بس
رد الأب بهدوء
انت لازم تطلقها
مستحيل
قالها زياد بحسم ليردالأب بقوة
وانا مستحيل اقبل بجوازك منها
ابتسم زياد بمرارة قبل أن يومأ برأسه متفهما وهو يخرج من الشركة
دخل زياد الى شقته لتقفز زينة من مكانه وتتجه نحوه مسرعة تسأله بلهفة
ها عملت ايه !
أجابها ببرود
ابويا سحب ادارة الشركات مني
عشان اتجوزتني مش كده !
قالتها زينة بحزن ليومأ برأسه فتقول هي بحسم
طلقني يا زياد
نعم انتي بتقولي ايه !
قالها زياد بعدم تصديق لتكمل زينة بأسى
انا متستحقش الټضحية الكبيرة منك يا زياد
نظر إليها بعدم فهم لتهتف بما خبئته داخلها طويلا
زياد انا عارفة اني مبخلفش انا اتجوزتك عشان
انتقم من والدتك ورنا
والصدمة سيطرت عليه من جميع الجوانب هي تعلم أنها لن تنجب ولن تصبح أما بل واستغلته أيضا لتحقيق انتقامها
الصدمة كانت قوية بالرغم من كونه توقع أن هناك سببا أساسيا وراء قبولها الزواج منه ولكن لم يتوقع أن ان يكون السبب هو رغبتها بالإنتقام من والدته ..
لقد اتخذته اداة لإنتقامها واعترفت بهذا بكل بساطة ..
قالت زينة أخيرا محاولة اخراجه من صمته الذي يؤلمها بشدة
متفضلش ساكت كده قول أي حاجة يا زياد ..
رمقها بنظراته الجامدة قبل أن يهتف بفتور
هقول ايه ..! انا خلاص اتعودت عالصدمات من ساعة معرفتك ..
أدمعت عيناها وهي تعتذر بشدة
زياد انا اسفة والله ..
قاطعها بهدوء
متعتذريش يا زينة .. كفاية لحد كده ..كفاية بجد ..
يعني ايه ..!
سألته بتوجس ليشرح لها مقصده