رواية لست افهمك( هدير محمد)
..ا...
عشان كده حسيته سعيد جدا لما جالك...
انا زعلانة منه اصلا... كل ده حصل و عرفت من الناس الغريبة اللي حصله و هو مقاليش...
كان مضغوط ف اكيد نسي...
يتعشى و هحاسبه...
جاء آسر وضع شوب المياه و الكوب و جلس معهم
بقولك يا ماما... لقيت طبق عدس في التلاجة... بتاع مين
تاكله
اهو على كده يا بنتي... تجيبله سيرة العدس ېخاف...
ليه
انا هقولك...
يا ماما اهدي...
والله لاقولها... الواد آسر بيكره العدس جدا... انا كرهته فيه... لما كان في تالتة ثانوي كان قاعد عندي بيذاكر... سيبته و طلعت للسوق اشتري شوية حاجات... رجعت لقيت الباشا مجمع عيال الحي و بيلعبوا كورة... روحت بقا مسكتهولك من ودنه و غديته و عشيته عدس... قعدت اسبوع كامل مأكلهوش غير عدس لغاية ما كرهه... و من ساعتها حرم وبدأ يذاكر بجد عشان مأكلهوش عدس...
جدعة يا ماما... ضيعتي كاريزمتي قدامها...
يعني البنت سألت مش هقولها يعني
فيكي الخير...و انتي بطلي ضحك...
كتمت رنا ضحكتها بصعوبة... وضعت سهير المكرونة و فراخ في طبق آسر و رنا...
الريحة تحفة...
عېپ عليكي ده انا سهير... اي نعم كبرت بس لسه نفسي في الأكل لا يعلى عليه...
ايوة...
معندكيش ولاد
عندي بنت وحدة... متجوزة بس بيتها بعيد عني... بتزورني كل جمعة هي و عيالها... آسر ده بقا ابني التاني... كل ما يكون فاضي يجيلي و يبات عندي كمان... بس مش عارفة ماله كده بقاله شهور مجانيش...
احلفك بإيه اني كنت في
lلسچڼ
والله نسيت حقك عليا قبل يدها خلاص متزعليش...
المشكلة اني مش بعرف ازعل منك... كل كويس...
تعجبت رنا من علاقتهم... يعاملها كأنها امه بالفعل... بدأوا بالاكل...
قوليلي يا بنتي... انتي حامل
لا رنا مش حامل حاليا... بس هتحمل قريب اوي...
نظرت رنا له بشدة... ابتسم لها بخبث... احست رنا بالاحراج الشديد و نظرت بعيدا
على خير يا ابني... كبرت يا آسر و اتجوزت و كمان هتخلف... ياااه الزمن ده بيجري بسرعة... مين يصدق ان آسر الطويل ابو دقن حلوة ده هو نفسه آسر اللي كان بيستحمى و يسيب الباب مفتوح...
انا كنت طفل ساعتها... خلاص يا ماما كفاية فضايح...
كل و انت ساكت...
قالتها ثم اطعمته بيدها...
تعالي اكلك انتي كمان...
اطعمتها بيدها و اكملوا الطعام و يدردشون سويا...
بعد الطعام.... ذهبت رنا للمطبخ لتعد الشاي كما طلبت منها سهير... ظلت تنظر في كل الرفوف
فين السكر
آتاها صوت من خلفها يقول
السكر اهو...
فين
لابسة فستان كحلي و عندها شامة جمب بوقها...
ابتسمت رنا لمغازلته لها... اخفت ابتسامتها منه و قالت بجدية
انا بدور على السكر اللي بيتحط مع الشاي...
سهلة... حطي صباعك في الكوباية و كده الشاي هيبقى حلو...
آسر... مامتك مستنية الشاي... ف اخلص و قولي على مكان السكر...
خلاص يا ختي متتعصبيش... السكر عندك اهو في الرف ده...
نظرت رنا للرف و رفعت يدها لتأخذه لكن لم تستطع ان تصل إليه و رفعت نفسها و لم تعرف الوصول اليه أيضا
مش عارفة توصليله يا قصيرة...
انا مش قصيرة على فكرة... هو مكانه بعيد...
اساعدك
وريني شطارتك...
قالتها ثم ابتعدت من امامه... نظر لها و هو يبتسم ابتسامته الجانبية... و بدون ان يرفع نفسه مثلها اخذ برطمان السكر و اعطاه لها
الطول هيبة برضو...
نينينيني...
فتحت البرطمان و بدأت بتحضير الشاي... وقف خلفها و اقترب منها...اسند يديه على الرخام و حاوطها... توترت و قالت
في حاجةيا آسر
لا مفيش...
ليه مقرب مني كده
بتفرج عليكي... بتعلم منك طريقة عمل الشاي...
يعني انت مبتعرفش تعمل شاي
بعرف... بس باخد من خبراتك شوية...
ههه ضحكتني... ممكن تبعد عشان اعرف اعمل الشاي
هو انا جيت جمبك اعملي الشاي...
اعمله ازاي و انت محاوطني كده كأني هسرق برطمان الشاي و اجري...
قربي منك مضايقك
مش عارفة اتحرك...
لا خلينا كده... بس قوليلي ايه رأيك في كلام ماما
رأيي في ايه
سألتك انتي حامل ولا لا... و انا قولتلها لا... ايه رأيك نحقق كلامها و تحملي مني
اتسعت عيناها بشدة و نظرت له... ابتسم لها و قبلها على وجنتها... ابتعدت رنا عنه و خرجت في الحال... ضحك آسر و قال
خرجتي و نسيتي تعملي الشاي !!
عادت رنا مجددا... و لم تنظر له... همس في اذنها و قال
مكنتش اعرف انك بتتكسفي كده... خدودك بقوا شبه الطماطم...
وضعت رنا يدها على خدها... نظرت له لتجده يضحك عليه... ڠضبت و امسكته من يده و اخرجته خارج المطبخ
متجيش تاني...
ضحك آسر عليها و ذهب ليجلس مع امه... اعدت رنا الشاي و وضعت الكيكة في الطباق و ذهبت اليهم... وضعت كل شيء على الطاولة و جلست معهم...
بصوا انتوا هتباتوا معايا...
نظرت رنا لآسر و قالت
لا مينفعش...
ليه يا بنتي
لازم ارجع...
ترجعوا ازاي... الدنيا بتطمر بره... و المسافة من هنا لبيتكم بعيدة... افرض جرالكم حاجة في الطريق... مش هتمشوا...
بس...
مفيش كلام تاني... والله هتباتوا هنا...
آسر انت ايه رأيك
ماشي موافق...
و ياسين
هتصلك على رغد يقعد معاها...
مين ياسين ده
ده اخويا الصغير...
خلاص متقلقيش... آسر يتصلك على رغد هي تاخد بالها عليه...
ماشي...
مدي ايدك و كلي الكيكة بتاعتي... ولا هي مش عجباكي
لا بالعكس شكلها حلو... ده كفاية ريحتها القمر...
طيب كلي مش هتحايل عليكي يعني... آسر المفچوع خلص طبقه...
الآه ! في ايه يا ماما طيب مش مكمل أكل اهو...
بعد ايه ده انت لحست الطبق...
يا ماما ابوس دماغك الحلوة دي احترميني شوية قدامها...
الله يرحم ايام ما كنت بغيرلك البامبرز...
انتي جيباني هنا تهزقيني
مش بحكيلها عليك
لا متحكيش... الهيبة راحت خلاص...
ضحكت سهير أما رنا كانت تضحك بشدة... نظر لها آسر من تخت لفوق و قال بإبتسامة اصطناعية
خلاص يا خفة...
كتمت رنا ضحكتها و دردشوا و شربوا الشاي...
انتوا هتناموا في الأوضة دي... تعرفي يا رنا دي تعتبر اوضة آسر... ڈم ..ا لما يجي هنا ينام فيها...
جوها حلو...
دي البطانية... ابقوا اقفلوا الشباك عشان بيجيب سقعة شديدة على الفجر... يلا تصبحوا على خير...
و انتي من اهله...
و انتي من اهله يا ماما...
اخذ منها البطانية و خرجت... اغلق آسر الباب ثم نظر للغرفة
مفيش كنبة هنا... خلاص هفرش و انام على الأرض...
لا مينفعش... الجو برد مينفعش تنام على الأرض...
هنام فين يعني هو مفيش غير سرير واحد حتى ماما ادتني بطانية وحدة على اساس هنام سوا...
اممم... نحط مخدة في النص و نام
انتي هتتضايقي... خلاص انا هعرف انام على الأرض...
لا... السرير كبير... نحط مخدة في النص و خلاص...
ماشي...
وضع آسر وسادة في النصف و فرد الغطاء على السرير... نام في جمب و رنا في الجمب الآخر... كان ينظر لها و يريد التحدث لها... لكنها اعطته ظهرها و صامتة... إلتفت اليه و قالت
ممكن اسألك سؤال
إلتفت لها أيضا و قال
اتقضلي...
هي مامتك دي... تقربلك
لا...
تعرفها ازاي
كانت بتشتغل في القصر... اول ما وعيت على الدنيا لقيتها... تعبت فترة ف بطلت تشتغل... بس انا مقدرتش انساها و بقيت ازورها عشان تعلقت بيها... بتعاملني لحد الآن كأني