ظلت جالسه على السرير
يرغمه على المذاكرة طوال الوقت يعاقبه إذا لم يحصل على الدرجات النهائية في الاختبارات حتي تعرف على ميس زميلته تلك الفتاة خفيفة الظل و المفعمة بالحياة وجد بها نورا بالرغم من عدم التشابه في الشكل بينهم ولكنهم يتشابهوا في العديد من الأشياء الأخري ومنها السذاجة والبراءة ... براءة ! كيف يوصف شخصيتها بالبراءة وهو اكتشف خيانتها لزوجها يكفي مقارنة بينها وبين ميس!
ولكن سحقا لقلبه الذي يقرع كالطبول كلما رآها وكأن النظر إلى بحر عيناها هو حياة جديدة !
توقف أمام مبنى سكني في أحدي الأحياء الراقية اغمض عيناه بقوة يطلق زفيرا كان يحبسه منذ الكثير ثم صعد إلى الأعلى بخطوات متثاقلة فتح الباب ليتفاجأ بصوت أنثوي تهتف بسعادة
ظلت فاتن محتضنة نورا تمسد على شعرها بحب بينما تنظر نورا إلى طفلها بين يداها بابتسامة واسعة بلهاء لتهتف فاتن برفق
سيبي عمر يا حبيبتي ايدك كدا هتوجعك وانا هطلعه فوق.
ازدادت تشبثا بطفلها وهي تتلمس وجهه بأطراف أناملها قائلة بحنان
سيبيه يا ماما انا مرتاحة كدا ... مقدرش أبعده عني.
هو انتي كنتي فين مع مراد امبارح انا استنيتك بس مقدرتش أقاوم النوم صحيت الصبح اسأل عليكي صافية كبيرة الخدم قالت أنك جيتي مع مراد!.
لوت شفتاها بامتعاض عندما تذكرت ما فعله معها في الأمس لتقول بتهكم
عادي اتقابلنا في المطعم بالصدفة و هو وصلني.
همهمت لها فاتن وهي تنظر إليها بشك قطبت جبينها تهتف بتسائل
هزت نورا كتفيها بعدم معرفة وهي تقول بتشتت و حيرة
معرفش يا ماما انا مش مرت...
صمتت من تلقاء نفسها عندما تذكرت كلام مصطفي لها و إلحاحه بهروبها لتقول بخفوت و غموض
لسه معرفش انا هعمل ايه بس مش واثقة في كلامه ممكن تكون لعبة منه انا عارفاه شخصية ژبالة زي حازم !!
هو مين اللي مش واثقة في كلامه وشخصيته ژبالة!.
أرتبكت لتقول وهي تنهض سريعا متجهة إلى الأعلى
مفيش يا ماما ... انا هطلع أنام بقا.
أصدرت فاتن تنهيدة عميقة تتمتم بحزن
البنت اټجننت! حسرة قلبي عليكي يا بنتي.
صعدت إلي الأعلى بخطوات متثاقلة تتحامل على نفسها حتي لا تسقط أرضا بسبب شعورها بضيق تنفسها و الألم في صدرها الذي أصبح يلازمها أزدادت تمسكا بطفلها وقد أصبحت الرؤية أمامها مشوشة ... تنفست بصعوبة وهي تبحث عن بخاخة الربو بعدما دلفت إلي الغرفة لتضع صغيرها على السرير الخاص به ثم اندفعت تبحث عنها وتلهث بشدة وأخيرا وجدتها...! لتذهب نحو فراشها بإرهاق حتي ذهبت في سبات عميق...
عاملة ايه يا غادة ماما صاحية ولا نايمة.
لم تنتبه لحديثه إنما ظلت تبتسم له بهيام وعشق ليزفر في أنزعاج ولم يعير تلك الفتاة أي اهتمام متجها نحو غرفة جدته ... وما أن رأته حتي ابتسمت له ابتسامة واسعة ليقترب منها مقبلا جبينها
مساء الخير يا ست الكل!.
هتفت جدته بعتاب
كدا برضوا يا مراد متجيش طول المدة دي!.
أرغم نفسه على رسم ابتسامة صغيرة على شفتاه لتكمل هي قائلة
بس دخلتك علينا دي بالدنيا كلها! احكيلي بقا قالب وشك ليه يا ابن رأفت.
تنهد بضيق ليقول
مفيش حاجة هو ضغط الشغل...
ثم قطب حاجباه باستنكار مكملا
اشمعنا غادة هي اللي معاكي هنا! هي مايا فين.
زفرت دولت جدته قائلة بابتسامة صغيرة
والله انا استغربت زيك بس لقيتها جاية بتقول أنها في اجازة وعايزة تقضي معايا كام يوم ... مايا استغلت وجودها سافرت أسيوط بتقول والد جوزها تعبان اوي.
أومأ لها بتفهم لتدخل غادة تتمايل بدلال ثم جلست بجانبه بينما هو ابتسم في داخله على سخافة تلك الفتاة ولم يلق لها بالا ليقول بجدية
خلي بالك من تيتا يا غادة ولو احتاجت حاجة كلميني.
أما هي فكانت تنظر إليه ببلاهة مټألمة ملامحه الرجولية الجذابة همهمت باستمتاع حتي صاح بحدة
غادة انتي معايا !
ابتسمت بإحراج لتومأ له بينما ودع مراد جدته وغادر المكان لتقول دولت زاجرة إياها
اختشي على نفسك يا مراهقة انتي !! مراد متجوز.
تآففت بضيق قائلة
اسكتي يا تيتا بتفكريني بمراته الباردة دي ليه واللي زاد اكتر أنه هيتجوز البت المسهوكة اللي أسمها نورا..
صمتت لبرهة ثم ابتسمت بهيام
ما تعرضي عليه يتجوزني انا كمان يا تيتا هو انا قلقاس وانا مش واخدة بالي!.
وكزتها جدتها قائلة بحنق
اتلمي يا آخرة صبري انا معرفش ايه اللي قعدك معايا بس!
تصنعت غادة العبوس قائلة بابتسامة ماكرة
انا كدا فهمت اللعبة ... انتي عايزاني اسيبك عشان يخلي الجو ليكي انتي و انكل بدر ... عيب عليكي انتي كبرتي على الحاجات دي وبعدين احكيلي سرك في بير.
نظرت لها دولت بعين متسعة من جراءة تلك الفتاة فنهضت غادة سريعا لتضربها دولت بالوسادة تصيح پغضب
بقا كدا يا غادة...! انا هربيكي من جديد يا بنت يوسف.
خرجت غادة من الغرفة وهي تدندن بمرح و صخب
ابن الجيران ... اللي هنا قصادي ... مش عارفة بس أعمله انا ايه! عمال يصفر كدا وينادي وفي اي حتة يا ناس بلاقيه..!
توضيح
غادة يوسف ابنة خالة مراد في السنة الثانية في كلية العلوم و الاقتصاد ذات ملامح ناعمة ببشرتها البيضاء الناعمة و عيناها البندقية الواسعة وشفتاها الكرزيتان و شعرها البني القصير الذي يصل إلى عنقها و جسدها الممشوق تبلغ من العمر 19 عام
دولت هانم جدة مراد من الأم
مايا يوسف الأخت الأكبر ل غادة تبلغ من العمر 25 عام تشبه اختها كثيرا متجوزة من ابن عمها ولديها طفل
دلف إلي القصر بخطوات هادئة بالتأكيد الجميع نيام الآن حتي صعد إلى الأعلى بملامح جامدة خالية من الحياة ... نظر إلى باب الغرفة پألم و ڠضب في آن واحد لا يزال لا يصدق كل ما حدث وكأنه في كابوس مزعج !! أقترب من غرفتها حتي صدح صوتها في الداخل
سيبني في حالي بقا!! هموتك يا حازم الكلب ... منك لله انا عملت فيك ايه! ... بكرهك ... عايز ټفضحني يا واطي ... ضلمة ضلمة !! الحقوني عايز يحبسني في الضلمة.
كانت مشاهد تعذيبه لها تظهر في حلمها مثل الشريط السينمائي تتذكر صرخاتها التي كان تدوي في أرجاء المكان تتذكر ضحكاته المچنونة و الساډية وهو يتفنن في تعذيبها يضعها في غرفة مظلمة مكبلا إياها من ذراعها و قدمها
أنتفض جسده عندما استمع إلى صراعها بهذا الشكل ليفتح الباب بقوة حتي تصنم مكانه من هيئتها تلك! تنتفض پذعر مغمضة عيناها بقوة تسب وټلعن حازم تتصبب عرقا من هول المشاهد التي ترآها في أحلامها...!
ركض نحوها بلهفة وخوف و فزع من حالتها تلك ولم يشعر بنفسها إلا وهو يجذبها إلي أحضانه
بقوة حتي عظامها كادت أن تتهشم من فرط قوة عناقه ليهمس في أذنها محاولا تهدأتها
اهدي مټخافيش ... انا معاكي ... مفيش حازم ...