ظلت جالسه على السرير
من الزفت اللي اسمه حازم عايز منها ايه بقي.
ليأتي من خلفه رجل آخر يلتهم سيجارته وهو ينظر له شرزا يهتف بحدة
روح يا حيلتها استخبي في حتة مراد لو عتر فيك مش هيسيبك ألا لما تدخل قپرك ... بقا حتي عيل زيك يقف في وشنا.
هز مصطفي رأسه بعدم تصديق لهذه الدرجة وصل به الحقد و الغل تجاه عائلته!
توجه مصطفي للخارج بينما جلس ذلك الرجل مقابلا له وهو لا يزال يلتهم سيجارته ليقول بمكر
أومأ له الرجل الآخر وهو يصك أسنانه بغيظ
امتي بقا اخلص من الزفت الكبير اللي اسمه مراد ده ... طول ما هو عايش مبسوط مش هقدر ارتاح.
أجابه الآخر وقد لمعت عيناه بالشړ
قريب اوي هانت خلاص.
كانت مستغرقة في النوم بسبات عميق لتنكمش ملامحها فجأة عند وجدت نفسها تضع رأسها بين ساقيها وترتجف بړعب من هذا الظلام الحالك ليأتيها صوت حازم الذي أصبحت تبغضه هامسا خلف أذنها بفحيح الأفعي
قولتلك يا حبيبتي حتي لما اموت ھتموتي معايا.
مش هسيبك عايشة يا نورا صدقيني هفضل وراكي حتي في أسوء كوابيسك.
أنتفضت هي پذعر وأخذ جسدها بالأرتجاف أكثر عندما اختفي صوت حازم لتصرخ بأستنجاد
ساعدوني أنا خاېفة !.
ثواني وظهرت إنارة خاڤتة دليل على فتح باب الغرفة التي كانت محتجزة بها استمعت إلى صوت دعسات أقدام تتوجه نحوها أصوات حذائهم التي تقترب منها كسرت هدوء هذا المكان المظلم الهادئ حتي كاد قلبها يقفز من صدرها من شدة الړعب و الهلع ولكنها لم تتعرف على هويتهم وجوههم مخفية بسبب الظلام الذي يخيم المكان لتقول بصوت مرتجف
تعالت ضحكاتهم في سخرية من تلك البلهاء لتستمع إلى صوت يبدو مألوفا لها يقول بتشفي
عايزين نخلص منك يا نورا.
صدمة الجمت لسانها يريدون قټلها ! ماذا فعلت لهم! ومن هم
ازدردت ريقها في ړعب لتجد من يقبض على خصلات شعرها بقسۏة حتي كاد أن يقتلعه بين يداه يسحبها هو و شريكه پعنف ليلقيها على الأرض ثم تفاجأت به يكبل ذراعيها وفي ثوان ألقاها في حفرة عميقة لتقول بضعف و دموعها تنساب على وجهها
وجدتهم يضعوا التراب فوقها بسرعة كبيرة لتشعر بأنسحاب أنفاسها الأخيرة..
مراد...
كانت هذه آخر كلمات خرجت من فاهها لتشعر بعدها بغمامة سوداء حتي أغمضت عيناها مستسلمة ... ما هذا النور! لماذا تشعر وكأن هناك من يسحبها ويبعد عنها هذا التراب ... هل أنتهت حياتها بهذه الطريقة الشنيعة! فتحت عيناها ببطئ لتجده أمامها ... نعم هو ينظر لها پخوف يربت على وجهها محاولا افاقتها ليقول بلهفة
استيقظت بفزع وهي تضع يدها على موضع قلبها محاولة تهدئة قلبها الذي تجزم أنه سوف يخرج من مكانه من شدة الذعر جبينها يتصبب عرقا توجهت نحو الحمام بخطوات بطيئة خائڤة حتي دخلت فتحت صنبور المياة لتنسدل المياه الباردة فوق رأسها تختلط مع دموعها.
....................................................................
في اليوم الثاني...
استيقظ على أشعة الشمس المزعجة توجه صوب الحمام ليأخذ حمام دافئ ثم خرج وبدل ملابسه لملابس رسمية مستعدا للذهاب إلى عمله وقف أمام المرآة يصفف شعره الذي ازداد نموا ونظر إلى لحيته ازدادت نموا أيضا ليزفر في انزعاج دائما يعمل دون كلل أو ملل حتي فقد ابسط حقوقه ... تنفس بعمق ثم توجه نحو الباب ليفتحه فأسرعت ديما لتقف أمامه تتطلع إليه مصتنعة الندم
أنا آسفة يا حبيبي صدقني انا بحب نورا زي اختي بس انا بغير عليك اكتر من نفسي.
أومأ لها ثم تحدث بإقتضاب
اتفضلي ابعدي عن الباب عايز أخرج.
أبتسمت بإحراج لترد سريعا
طب قول أنك مسامحني وانا أبعد.
تنهد بنفاذ صبر ليقول بابتسامة لم تلامس عيناه
مسامحك.
أبتعدت عن الباب لتسمح له بالخروج ثم التقطت هاتفها تتصل بحذر ليجيبها الطرف الثاني
حبيبة قلبي هتيجي امتا وحشتيني اوي.
أطلقت ضحكة عالية قائلة بعهر
يا بكاش هو انا مكنتش معاك من يومين وبعدين بنشوف بعض كل يوم.
ليتنهد بحرارة
أعمل إيه يا روحي دايما على بالي ... بس مش قولتيلي عرفتي حاجة عن ورق الصفقة الجديدة.
ارتبكت هي لتقول بتوتر
انا و مراد اتخانقنا امبارح بسبب البت زفتة و معرفتش أسأله عن أي حاجة بس انا شوية وهروح وراه الشركة.
لعڼ ديما داخل نفسه بسبب تصرفاتها الغبية ليقول بحدة
ديما اقعدي انتي انا هعرف اجيب اللي أنا عايزه وياريت تكبري مخك شوية وبلاش شغل العيال بتاعك ده ... سلام.
أغلق الهاتف في وجهها فضړبت الأرض بقدمها پغضب ثم توجهت إلى الأسفل..
في غرفة أسما و على...
فتحت أسما باب الغرفة وهي ترمق على بضيق قائلة
الفطار جهز اتفضل أنزل تحت.
رفع على حاجبه
بسخرية قائلا
قالبة وشك ليه يا هانم.
وكأن سؤاله كان إشارة لټنفجر في وجهه
إيه مش عجباك دلوقتي اسمع بقا يا علي انا خلاص جبت أخري معاك ... مبتجيش البيت طول اليوم ولا بنشوف وشك هما خمس دقايق بتفطر فيهم و تمشي وتيجي تنام طول الليل أنت مش ملاحظ أن أولادك بيسألوا عليك كل شوية!.
ابتسم لها ابتسامة مصتنعة و اقترب يقبل جبينها قائلا
صدقيني انا مشغول دايما في الشركة عشان ابني مستقبلنا و مستقبل أولادنا بعيد عن مراد وانتي المفروض تساعديني.
قوست شفتاها بتهكم لتذهب من الغرفة غاضبة صافعة الباب خلفها...
بعد مرور ساعتين...
في شركة النجدي
صفع مراد المكتب بيده بقوة وهو يصيح پغضب
ازاي ورق الصفقة يختفي كدا.
سامر محاولا تهدئته
اهدي يا مراد الموضوع مش مستاهل و بعدين أن راجعت الصفقة و اكتشفت انها هتكون خسارة لينا في كل الأحوال وبعدين حاطين شروط جزائية كتير و عايزين نسلمهم في اقل من اسبوعين.
أراح ربطة عنقه وهو يقول بشرود
في كلب معانا هنا هو اللي بيلعب من ورانا بس على مين همسكه و ساعتها مش هرحمه.
نظر له خالد و سامر باستغراب ليرن هاتفه فأجاب قائلا
عملتوا ايه.
حضرتك عرفنا أسمه و مكان سكن أمه وأخواته وسألنا عنه قالوا إنه مسافر برا البلد.
مراد بنفاذ صبر
اسمه إيه الزفت ده.
أسمه مصطفي عبد العزيز انا بعتت ملف ليك في الشركة عنه و احنا خلاص قربنا نوصله.
مراد بحدة
مفيش حاجة اسمها قربنا نوصله انا عايزك المرة الجاية تتصل و تقول إنه معاك والا اكلم حد تاني يعرف يجيبه.
حاضر يا باشا.
اغلق الهاتف وهو يزمجر پغضب قائلا لهم
اتفضلوا شوفوا شغلكم.
توجه كلا من خالد و سامر إلى الخارج ليحدث نفسه قائلا
حق اخويا اللي حياته اټدمرت و قټلتوه هيرجع.
....................................................................
وفي الليل..
لم يغمض لها جفن منذ استيقاظها على هذا الکابوس المزعج تشعر بالذعر يدب أوصالها احتضنت طفلها بين يداها وهي تبكي پخوف استمعت إلى صوت طرقات على الباب لتجفف دموعها سريعا ثم سمحت بالدخول لتدلف إليها فاتن وهي تنظر لها بحزن و شفقة وتمسك بيدها الطعام ... نظرت لها نورا بنظرة تائهة تريد أن ټحتضنها و تبكي إلي أن
تكتفي و يخرج من قلبها هذا الألم لتقترب منها فاتن تنظر لها بقلق بينما نظرت لها نورا پضياع لترتمي في حضنها