الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم الكاتبه شيماء نعمان

انت في الصفحة 18 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

وأنا وأنتى مش هنفهم في شغل الديكور زيها يبقى خليكى أنتى في شغلك وهى في شغلها ومتنسيش أنى أنا المسئول عن الشركة واللى فيها مش حضرتك
نظرت لتويا بغيظ ثم عادت إليه معتذرة لا يا ليث بلاش تفهمنى غلط أنا مقصدش طبعا أنت صاحب الشركة وكل حاجة بس الهانم دى مش عاجبها حد وعاوزة تمشى كلمتها عليا
صړخ ليث وهو يضرب المكتب بيده بقوة نهال
اقفلى على الموضوع ده محدش هنا بيمشى كلمته غيرى وأنا أدرى منك ومنها بمصلحة الشركة
قامت نهال من مكانها غاضبة من تصرفه والذى تراه إهانة لها أمام تلك الفتاة المتعجرفة أنا رايحة مكتبى ولما تحتاجنى ابقى كلمنى
اتجهت نحو الباب لتغادر وقامت تويا هي الأخرى مستأذنة عن إذنك ورايا شغل
استنى يا تويا
خير في حاجة تانية
استاذنت أمانى وهى تحمل بيدها كيس بلاستيكي
الأكل وصل يا باشمهندس
أشار لمنضدة صغيرة حطيه هنا لو سمحتى ومش عاوز إزعاج
تحت أمرك
حاولت تويا أن تغادر خلف أمانى لكنه كان أسرع ليقبض على معصمها استنى يا تويا عاوزك
نظرت لقبضته بتوتر لو سمحت سيب إيدى ورايا شغل كتير في المكتب
تجاهل طلبها وهو يجذبها نحو الأريكة متجاهلا اعتراضها أنا عازمك على الغداء بدل الساندوتش بتاعك اللى أكلته
وانا مش جعانة ومليش نفس ولو على الساندوتش عادى أنا مكنتش جعانة أصلا بألف هنا
بس أنا جعان ومش هأكل من غيرك
معلش مش هينفع صدقنى
تويا هنأكل مع بعض ومفيش اعتراض
ورغم المسافة بينهم ولكنها تشعر بتوتر قاټل تفرك كفيها بقلق وهى تراه يفتح الكيس ليخرج منه الطعام لتقوم مسرعة وهى تعتذر أنا ماشية أنا مش جعانة
قام بسرعة ليلحق بها ليقف أمامها مانعا إياها من الخروج مفيش خروج يا تويا واسمعى الكلام قلت هنتغدى سوا يبقى هنتغدى سوا بطلى عند بقى
ابتعدت لتسمح بمسافة بينهم وتحاول إخفاء توترها صدقنى مش عاوزة سيبنى أخرج
لا مفيش خروج غير لما تأكلى ولا تحبى آكلك أنا
اتسعت عيناها من وقاحته لتصرخ به تأكلنى يعنى إيه بقولك ايه كل حاجة وليها حدود
ابتسم معاندا وأنا حدودى إيه بالظبط
استعادت ثقتها قليلا واعتدلت في وقفتها قائلة بحزم حدودك تنتهى عندى يا باشمهندس احنا هنا مجرد صاحب الشركة وأنا مهندسة بتشتغل هنا وبس اكتر من كده مفيش
اقتراب منه يعقبه تراجعها للخلف متأكدة 
رفت عيناها بحركة لا إرادية تعبر عن خۏفها من قربه ونظرة عيناه المسلطة عليها نظرة تشعرها بالخۏف والرهبة
نظرة ټقتل بداخلها رغبة عناد لمجرد العناد لتصبح آسيرة وهى باتت تكره الآسر والطاوعية
أيوه متأكدة
تعجبه قوتها الظاهرية ولكن مناغشة القطة المشاكسة تثيره تستهويه
شايف أن خۏفك منى مبقاش موجود ......حسك قوية
رفعت رأسها بثقة وده يزعلك
بالعكس يعجبنى جدا ........من يوم ما شفتك وكل حاجة فيكى عجبانى
واهتزت الثقة وارتعشت شفتيها والرعشة التقطتها عيناه ليشرد وهو يتأملها وتأمله يزداد لعيناها العسلية اللامعة
وجنتيها بلون الكرز المثير يشتهيه ويرغبه
نسمة هواء هبت لتطير خصلات شعرها تغطى وجهها ليجد أصابعه لا إراديا تمتد

نحوها ليبعدهم عن عيناها
لتنتفض من لمسته محاولة الابتعاد أنا لازم امشى
وقبل أن تمر بجواره أمسك بذراعها لتتوقف وتلتف إليه وقبل أن تتحدث اوقفها قائلا أنا قلت انك مش هتخرجى قبل ما نتغدى سوا
اعتبريه عيش وملح يا تويا ممكن
ظلت تنظر إليه بحيرة لا تعرف أترفض وتبتعد قبل أن ټخونها عيناها وېغدر بها قلبها
أم تستسلم لهما لتعيش لحظات ........فقط لحظات تشعر فيها بالرغبة في الحياة
والحب الذى لم تجربه قبلا
حتى زواجها وعلاقتها بخالد لم تكن بتلك الرهبة والشغف
لم يرتعش قلبها بجواره
لم ينادى عليه إن كان غائبا
اشتياقها إليه كان خدعة تخدع بها حالها لتشعر بحب مزيف ......كاذب
الآن تعترف أنه لم يكن حبا
لا تعرف متى جذبها للأريكة لتجلس بجواره بمسافة كافية لكليهما والتوتر انتقل منها إليه
منذ زمن وهو أقسم على قلبه بالقسۏة بنسيان ما يعرف بالحب ذاق مرارته التي أنسته حلاوة شهده ولكن ما باله يشعر برجفة تهز كيانه كلما رأها
كلما اقتربا ........لا تفسير آخر
الحب وحده من يفعل هذا
الحب وحده قادر على تحويل قسوته إلى فيض مشاعر لذيذة لا تنتهى
وحقا هو يحتاجه
يحتاجها هي لتكون عالمه الجديد البرئ
نظر إليها مبتسما بتوتر وهو يمد يده بشطيرة ساخنة ملفوفة ليفتحها بهدوء مشيرا إليها كلى معايا وافتحى نفسى وبطلى عند ممكن
أمسكتها بتردد ولكن عليها أن تهدأ لتمر تلك اللحظات بهدوء لتأكل وحاول أن ينجلى الصمت بينهما ليتراجع في جلسته تصدقى أنى معرفش عنك حاجة
نظرت إليه بحيرة وانت عاوز تعرف عنى ايه
مش فاكر لما قولتلى أنك عارف عنى كل حاجة حتى صاحبتى بس مكنتش اعرف بقى انك صاحب الشركة وطبيعى عارف شغلى وصاحبتى
ضحك قائلا قلبك ابيض بقى
بادلته الابتسامة بصمت وتعود لتأكل من جديد وهى تشعر بالتوتر يصل لمعدتها لتترك الشطيرة معتذرة أنا أكلت الحمدلله ممكن امشى بقى
قامت سريعا قبل أن يوقفها ولكنه ناداها استنى في حاجة
الټفت إليه بتساؤل حاجة إيه 
ترك ما بيده واقترب منها ينظر إلى جانب شفتيها ليرفع أنامله يمسح بهم شيء لا تراه ليرفع أصابعه أمامها مبتسما كاتشب .........كان في كاتشب على شفايفك
مسحت وجهها پعنف تحاول أن تخفى توترها لتصبح پعنف لا تفهم له سببا كان ممكن تقولى وأنا امسحه
رفع حاجبيها مستنكرا بشغب يعنى أنا غلطان صحيح خيرا تعمل شړا تلقى
صحيح يا ليث خيرا تعمل شړا تلقى
والصوت اجفلهم ليجدا نهال تقف أمامهم عاقدة ذراعيها وصوت طرقات حذائها على الأرض يرتفع وتيرته
نظرة من ليث لتويا قطعتها وهى تخرج مسرعة بعد اذنك
قالتها وتركتهم تهرب من عينا نهال ومنه هو
الهروب منه هو ما تتطلبه الآن
اتجه نحو مكتبه ونهال خلفه تنتظر أن تفهم ما يحدث تتطلب تفسير الأمر لا يخصها تعلم ولكن لو يعلم فقط لو يعلم
مالك يا نهال واقفة كده ليه
اقتربت منه تحاول استجماع شجاعتها تعض على شفتيها بتوتر ليث تسمحلى بكلمة
عاد بظهره للخلف يراقب انفعالها حركة شفتيها وعيناها الزائغة ضيق عيناه وهو يسألها بريبة في إيه يا نهال عاوزة تقولى إيه ومتوترة كده
مش توتر بس ......بس عندى كلام ولازم تسمعه
اتفضلي قولى
اقتربت أكثر بداخلها رفض لما ستقوله ولكن قلبها يحثها على الاعتراف تخبره بكل شيء ولكنها تخشى لا تعلم رد فعله هو لم يشعرها يوما باهتمامه ولكن علاقته بتويا غريبة .......علاقة ليست مفهومة
ليث انت مش شايف علاقتك بالبنت دى غريبة شوية مش كده
ابتلعت ريقها والتوتر يستشرى في جسدها من نظرته الثاقبة يراقب خجلاتها حركة يداها وعيناها لا يعرف ماذا حدث لها منذ عاد وهى تحيطه باهتمام بالغ لا يكرهه ولكن لا يفهمه
لا يعلم ماذا تريد 
هي لم تكن بالنسبة إليه إلا نهال الصديقة والأخت لم تكن أكثر من ذلك يوما فما بالها متغيرة وكأنه يراها من جديد لأول مرة
نهال مش شايفة أنك بتتكلمى في حاجة تخصنى وأنتى عارفانى .......أنا لا بحب حد يقولى اعمل ايه او متعملش إيه علاقتى بتويا تخصنى ومحدش له علاقة بحياتى أو بتصرفاتى بس عشان انتى عمرك أختى أنا مش هزعل منك وهعديها المرة دى بس ياريت متتكررش تانى
اقتربت منه مستنفرة غاضبة لا بقى احنا مش أخوات يا ليث مش أخوات
قطب حاجبيه أكثر محاولا
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 26 صفحات