السبت 30 نوفمبر 2024

رواية دراما للكاتبة/ سلمي نصر

انت في الصفحة 28 من 82 صفحات

موقع أيام نيوز


ثم توجه بها نحو المرآة يتأملها لمعت عيناه بحب ليأخذ تلك الفرشاة ثم بدأ بتمشيط خصلاتها الحريرية وهي تبدو كالطفلة أمامه لم تعترض أو تتفوه بأي كلمة فشعورها الآن يجعلها كالمغيبة تماما عن الواقع ازدردت في ارتباك عندما لفحت أنفاسه الساخنة بمؤخرة عنقها وبحركة لا إرادية تشبثت بقميصه حتي لا تسقط أرضا من هول تلك اللحظة !

انتهي من تصفيف شعرها ليهمس بجانب أذنها ببحته الرجولية_
لفي يا نوري أنا خلصت
التفتت إليه وتعالت خفقات قلبها ليمرر إبهامه على شفتيها قائلا بنبرة آمرة لينة_
يالا نامي ساعتين انتي تعبتي انهارده
حك ذقنه بكف يده عندما وجدها بهذا السكون وبدون سابق إنذار حملها متجها بها نحو الفراش لتقول بإعتراض_
سيبني أنا عايزة عمر
نظر لها رافعا أحدي حاجباه بسخرية_
وهتعملى ايه بعمر وهو نايم! أسمعي الكلام يالا وبلاش عند
دثرها بالغطاء جيدا ثم انثني بجذعه نحوها مقبلا جبينها بعذوبة وترك الأنوار مضاءة فهو يعلم أنها تهاب الظلام وخرج من الغرفة لتذهب هي في سبات عميق
بعد مرور بعض الوقت
استقل بسيارته أمام ذلك المبني المتواجد به مصطفي ليتوجه إلى الداخل بخطوات رزينة رافعا أنفه بغرور بينما وقف يحييه رجاله المسلحين ليتوجه نحوه إبراهيم مهرولا_
حضرتك اللي أمرت بيه نفذته ودي المعلومات عن جاسر رشاد زي ما أنت طلبت
أعطاه أحدي الملفات ليومأ له ببرود ولم يلق لأحاديث إبراهيم بالا إنما كان هدفه هو رؤية مصطفي الذي لا يزال رافضا أن يعترف!
دلف إلي تلك الغرفة واضعا يده في جيبه وهو يسلط نظره على مصطفي ببرود فجلس أمامه على أحدي الكراسي الكبيرة قائلا ببرود_
يعني أنت مش ناوي ترحم نفسك وتقول مين اللي أمرك تعمل كدا
ظل مصطفي يبكي بوهن وهو يهز رأسه قائلا بيأس_
انا لو اتكلمت أمي وأخواتي هينقتلوا أرجوك بلاش تضغط عليا اكتر من كدا ! انا بعترف قدامك إني كنت قاصد أديه جرعة كبيرة عشان أخلص منه
برزت عروقه بوضوح من شدة غضبه لېصرخ قائلا وهو يقبض على عنقه_
أنا لو صبري نفذ مش هيكفيني فيك روحك احسنلك تنطق و تقول
هز مصطفي رأسه بالإيماء وهو ېصرخ من ألم قبضته_
حاضر والله هقول بس شيل ايدك
ترك عنقه ليبدأ مصطفي في السعال ويحاول استنشاق الهواء مرة ثانية فأردف مراد بملل_
هستني لبكرة لحد ما تتكلم ولا ايه يا قذر!
هتف مصطفي سريعا_
هقول والله العظيم اللي اتفق معايا على مۏته بينه وبين حازم تار قديم ومعه شريكه التاني وهو قاصد أنه يدمرك أنت وياخد أملاكك
قطب مراد حاجباه قائلا پغضب_
أنطق وقول اسمهم ايه هو أنت هتحكي قصة حياتهم
ثوان وقبل أن ينطق مصطفي بأسمائهم اخترق الړصاص الزجاج صوب جسد مصطفي بعدة طلقات ڼارية ليغرق في دمائه بينما شعر مراد بالذهول مما حدث ليجد رجاله يقتحموا المكان يحاولوا حمايته شل جسده وشعر پصدمة احتلت كيانه ليخرج من ذلك المبني بخطوات جامدة خالية من الحياة لتوه كان من الممكن أن يصاب بإحدي الرصاصات بالتأكيد ذلك الرجل الذي كان سيعترف عليه مصطفي هو وراء هذا الأمر لا محالة !
إذا الموضوع يبدو أنه خطېر جدا ومن الممكن أن يكون هو المستهدف في الآونة الأخيرة
حاول رجال مراد العثور على من أطلق هذا الړصاص ولكنه اختفي كالرياح ! ليتوجه مراد إلى سيارته عازما على أن يندم ذلك الأبلة الذي يحاول أن يعبث معه أو مع عائلته
جلس أمام مكتبه يحك مؤخرة عنقه بتفكير و شرود تام ثم أخذ ملف ذلك الجاسر وهو يتفحصه بدقة يبدو رجل أعمال ناجح لا يوجد شيء مميز في ملفه حتي يتطلع عليه ولكن وراء شخصيته هذه هناك شىء قوي و مريب سيكتشفه عاجلا أم آجلا دلف إليه خالد ليقول بمرح_
إيه يا عريس جاي من أول يوم ليه هي بدأت تنكد عليك ولا إيه
نظر له مراد بتهكم ليحمحم خالد ثم قال_
كويس أنك هنا في أوراق كتير محتاجة موافقتك عليها
أخذ من يده تلك الأوراق وأخذ يقرأ ما بها و يوقع عليها ليرن هاتفه فأجاب قائلا_
ايوا يا ست الكل
أجابته جدته بنبرة باكية_
أمك رجعت هنا تاني يا مراد و رايحة على القصر دلوقتي
انتفض مراد من جلسته ليقول سريعا_
طب اقفلي دلوقتي وانا هتصرف
اغلق الهاتف ثم أخذ مفاتيح سيارته متوجها إلي الخارج بسرعة كبيرة
استيقظت من نومها وهي تفرك عيناها بتثاقل فوجدت هاتفها يرن لتجيب بعناس_
ايوا مين
أجابها جاسر بنبرة شيطانية_
جاسر يا حبيبتي سجلى رقمي بقا عشان هعملك اتصالات كتير في الفترة الجاية
صړخت هي بإنفعال_
أنت حيوان !! أنت عايز مني ايه قولتلك أبعد عني
ليهتف هو ببرود_
تعرفي لولا أني بحبك كنت ندمتك عشان تتجرئي و تكلميني بالطريقة دي بس يالا الأيام ما بينا كتير
أغمضت عيناها وهو تشعر بالصداع يفتك برأسها لتقول بنفاذ صبر_
أنت بتتصل عايز إيه يعني!
أجابها ببروده المستفز_
عايزك
ثم أكمل قائلا_
بصي بقا يا حلوة واسمعي الكلام اللي هقوله كويس و هتنفذيه بمزاجك أو ڠصب عنك
استمعت إلى صوت صړاخ في الأسفل ليسقط الهاتف من يدها ثم هبطت إلي الأسفل بخطوات راكضة
الفصل الرابع عشر
براءة
وقفت على الدرج تتابع ما يحدث بعينان مندهشة وجدت سيدة جالسة أرضا تبكي و تصرخ بحرقه بينما يقف أمامها رأفت يرمقها بجمود كانت تشبه مراد بحد كبير نفس الملامح ونفس العين!
قاطع تأملها صوت رأفت الصارم_
كفاية تمثيل بقا أنا زهقت لو كان مۏت حازم فارق معاكي كدا مكنتيش سيبتي أولادك وهربتي مع حبيب القلب
صړخت هدي وهي تنتحب_
هو أنا هربت من فراغ مهو من عمايلك فيا و تملكك كأني لعبة في أيدك وبعدين متلومنيش على الأقل حبيب القلب اللي بتعايرني بيه كان بيقدرني و بيحبني بجد
هدي! ألزمى حدودك وأنتي بتتكلمي مع أبويا!
صړخ بها مراد بصوته الجهوري بعد أن آتي يرسل إليها نظرات ڼارية مشټعلة بينما قابلتها هدي بنظرة تحمل معني الاشتياق والندم فيبدو أنه أصبح يكرهها كثيرا بالرغم من أنه كان متعلق بها بشكل كبير
كان الصمت سيد الموقف الجميع ينظرون إلي بعضهم بحيرة و ڠضب و اشتياق و خوف ولامبالاة قاطع هذا الصمت الذي طال لدقائق
مراد بحدة_
لو سمحتي يا مدام هدي وجودك مش مرغوب فيه هنا و معرفش حتي إيه سبب وجودك ياريت تتفضلي بهدوء وحازم اللي انتي بتتكلمي عنه و زعلانة عليه دلوقتي أنسيه و أنسي أنك خلفتي أصلا
اجهشت هدي بالبكاء المرير من معاملة أبنها القاسېة بينما كان يتابعها بملامح باردة بالرغم من شعوره بالحزن بسبب حالتها تلك ولكنها أخطأت ويجب أن تتحمل نتيجة أخطائها هي من تركت أبنائها و زوجها حتي تهرب إلى الخارج مع رجلا آخر! كانت أسما في موقف لا تحسد عليه اشتاقت إلي والدتها كثيرا رغم سوء ما فعلته ولكنها كانت تحتاج إليها و تحتاج حنانها تقدمت نحوها و أكتسي الحزن وجهها ليرمقها رأفت بتحذير فتوقفت من تلقاء نفسها
أخذت هدي عدة خطوات متجهة للخارج منكسة رأسها و تذرف الدموع بغزارة وكالعادة ظلت نورا تبكي بشفقة على تلك السيدة صعد مراد للأعلى سريعا وهو ينظر لها نظرات مبهمة
حدثت نورا نفسها بضيق_
اكيد زعلان من اللي حصل ومخڼوق هطلع أشوفه أحسن ايه اللي انا بقوله
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 82 صفحات