الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية عشقك أهلكني بقلم الكاتبة سولية نصار

انت في الصفحة 10 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

إليها وهو يشعر بالذنب .....كانت الألم يكسو وجهها والدموع تنساب من عينيها بدون توقف ....هذا خطأ ...خطأ ..انه يفرغ غضبه بها هي ...يأسه المستمر من هنا يجعله عڼيف مع منار...اقترب منها وحاول مساعدتها لكي تنهض إلا أنها قالت بنبرة باردة 
متقربش مني ابعد ...روح خلاص مش عايزة اشوف وشك هنا...روحلها يالا خلاص ...
ثم نهضت بمفردها وهي تتجه إلى الحمام وتغلق الباب پعنف ...
نظرت إلى انعكاسها بالمرآة ورأت الحقيقة ...والحقيقة كانت أنها امرأة ضعيفة ...ليس لها أي قيمة ...وضعت كفها على وجهها واڼفجرت بالبكاء ...كان قلبها ېتمزق ...كان الألم داخلها يتصاعد والڠضب يمتزج به ....كانت تشعر أن جميع الأبواب اغلقت في وجهها .....
منار ..منار ممكن تفتحي عشان نتكلم ...
كان مراد يطرق الباب بحدة ....ېخاف أن تفعل بنفسها شئ....لم يكن عليه ضربها ...هو السبب ...هو...لقد نسي نفسه بسبب هنا ...أنها تثير أعصابه ...رفضها المستمر له يجعله يخطئ بحق منار التي تفعل المستحيل لإسعاده....
منار عشان خاطري افتحي الباب لازم نتكلم ...منار أنا آسف معرفش ازاي أنا عملت كده ...انا غلطان حقك عليا بس أنت استفزتيني...
لم ترد عليه وصوت بكاؤها يعلو ....
منار خلاص افتحي الباب والا هكسره ...يالا افتحي...
امشي لو سمحت يا مراد وسيبني في حالي ...امشي عشان تروح شغلك أنا شوية كده وهبقى كويسة ...امشي يا مراد ...امشي لو سمحت ....
طيب اخرجي الاول و....
ولكن منار قاطعته وقالت
شوية وهخرج...خلاص انت روح متقلقش ...
أنا كويسة هاخد شاور واطلع ...
بس أنا عايزة استخدم الحمام ..
قالها بيأس فقالت 
عندك حمامين تحت وحمام عند هنا استخدم اي واحد فيهم بس سيبني لو سمحت ...لو سمحت ...
تنهد بتعب من عنادها ...كم أراد أن يكسر الباب ويخرجها بالقوة ولكن لم يريد الضغط عليها ..هو سوف يتركها لتهدأ واليوم فقط ليأتي للمنزل سوف يأخذها للخارج ويدللها ثم يطيب خاطرها ...
ابتعد وذهب لغرفته وهو يأخذ ملابسه لكي يستحم ...لم يتجه لمنزله مع هنا بل اتجه للاسفل فهو لا يريد التصادم معها بعد كل ما حدث !!!
.....
في منزل هنا ..
كانت تقف أمام المرآة وهي تضع كفها على شفتيها تتذكر قبلاته بالأمس ...تتذكر اللهفة في صوته وهو يردد على أذنيها أنه يحبها ...لم تسمع تلك اللهفة في صوت علي في يوم من الايام ...ولم يقبلها بهذا الجنون ...علاقتهما كانت أشبه بعلاقة رسمية ...لم يقبلها الا قليلا ...حتى أنه لم يغازلها أبدا...لم يشبع أنوثتها ولكنها أحبته...حقا أحبته ربما لأنه أول رجل دخل حياتها....فحياتها كانت دوما مغلقة ...لم تمتلك اصدقاء ولا زملاء حتى ...كانت من المدرسة أو الجامعة للمنزل والعكس وما أن أنهت سنوات دراستها بكلية
التربية زوجها والدها لعلي المنصوري دون حتى أن يأخذ برأيها ووافقت وجعلت علي حياتها ...أحبته كما لم تحب أحد من قبل ...صحيح كان خائڼ ولكنه لم يضربها كما يفعل والدها ...حسنا ضربها بضعة مرات ولكن ليس مثل والدها ابدا....ولذلك رغم خيانته أحبته...واخلصت له ...أقنعت نفسها انها لن تحب غيره ...ولكن قلبها يفاجأها دوما ...فهي عندما استيقظت صباحا ووجدته بجانبها..شعرت أن قلبها يدق بطريقة غريبة لم يختبرها من قبل ...شعرت أن روحها تهفو إليه والذكريات التي نفحها في عقلها بالأمس ترفض أن تغادر ...
ماما ...
انتفضت قليلا وهي ترى ابنها يمسك طرف فستانها البيتي ...تخلصت من ذكرياتها معه وحملت طفلها وهي تقبله وتقول 
تحب تفطر يا حبيب ماما !
هز عمر رأسه لتبتسم وهي تقبله وتقول 
طيب هفطرك عشان تنزل لتيتا اتفقنا ..
اتفقنا ..
قالها بنبرته الطفولية لتبتسم وهي تضمه اليها...أنه الجزء الاجمل بحياتها !!
......
بعد نصف ساعة تقريبا ....
كانت منار قد انتهت من تجهيز بناتها ...
أمسكت فستانها الأزرق الطويل وارتدته فوق القميص البيتي القطني قم لفت حجابها بطريقته المعتادة ...
وبعد أن انتهت اتجهت إلى الخزانة وأخرجت ملابسها ووضعتها في الحقيبة ....
....
دقائق وكانت تخرج هي وابنتيها من المنزل ...توقفت لحظة وهي تجد هنا تخرج من الشقة المقابلة لها..
منار !!
قالتها هنا پصدمة الا أن منار لم ترد عليها أو تعيرها اي اهتمام بل أكملت طريقها لتنزل الأدراج هي وملك وماسة...
منار رايحة فين ...
قالتها هنا وهي تحمل طفلها عمر وتنزل خلفها ...
منار !!!
كان هذا صوت حماتها المصډوم ...كانت عيني صابرين متسعة من الصدمة وهي ترى زوجة ابنها تمسك طفلتيها وحقيبتها ...
وقفت صابرين في طريق منار وقالت
رايحة على فين !
وتوقفت عن الكلام وهي ترى وجنتها حمراء ومطبوع عليها أصابع غليظة ...بينما يبدو أن شفتيها ڼزفت ...
توقفت هنا وهي تلهث وتنظر إليها پصدمة ...ستترك المنزل بسببها...لا لا هذا مستحيل ...
زي ما أنت شايفة يا حماتي أنا همشي وأظنك لما بصيتي على وشي عرفتي السبب الحقيقي ايه ...ابنك الراجل مد أيده عليا ..خلاص مبقاليش قعاد هنا ...
ثم كادت أن تتجاوزها 
استني هنا أنت رايحة فين بالبنات ... انت مش هتخرجي من هنا !
صړخت بها صابرين وهي تمسك ذراعها الا أن منار نفضت يدها وهي تصرخ بها 
لا همشي ..كفاية بقا قلة قيمة... ابنك مش كفاية أنه اتجوز عليا ..لا ده كمان بيمد ايديه عليا عشان السنيورة الجديدة ..خليهالكم اهي اشبعوا فيها وانا سيبالكم الجمل بما حمل ...
اقتربت هنا من منار وهي تبكي وقالت
والله يا منار أنا معرفش ايه اللي حصل وخلاكم توصلوا للوضع ده ..أنا اسفة... سامحيني لو زعلتوا بسببي صدقيني أنا ....
متكلميش يا ضرتي...خلاص أنت فزتي يا هنا ...خلتيه يحبك ويتعلق بيكي وبقا كمان يمد ايديه عليا عشانك ...مش هستنى
كمان لما يجي ويطلقني عشانك ...فأنا اهو سيبهولك ...خديه كله أنا مبقتش عايزاه !!!
نظرت إلى حماتها وقالت
إن شاء الله تكوني مبسوطة انك خربتي بيت ابنك ...افرحي يا حماتي ...
ثم تجاوزتها بالفعل وذهبت ...
استدارت هنا وهي تبكي بينما تحمل ابنها وتصعد للأعلى بينما تقول 
الله يسامحك يا بابا ...الله يسامحك !!
.....
نصف ساعة وكانت سيارة الأجرة تقف أمام منزل والدها أو الذي كان لوالدها وأصبح لشقيقها...لقد أتت إليه ...فكرت بالذهاب إلى تقى ولكنها لن تثقل عليها ...سالم أولى بها وبأطفالها ...بالرغم من موقفه الصاډم لها آخر مرة ولكنها تشعر انه سوف يساعدها تلك المرة ...حسنا هي تأمل ....
......
منار !!بتعملي ايه هنا !
قالها سالم پصدمة ...حسنا ليس هذا رد الفعل الذي انتظرته ولكنها لم تعقب ودخلت بتعب وهي تقول بصوت مخڼوق
ضړبني يا سالم ...آخرتي بقيت بټضرب يا سالم ...
كانت حنان زوجة سالم جالسة في الصالة وهي تنظر إليها ببرود...
نهضت وقالت بإبتسامة صفرا 
نورتي يا منار يا حبيبتي ...
ثم نظرت الى زوجها وقالت
حبيبي يا سويلم عايزاك في كلمتين ممكن !
هز سالم رأسه وقال لمنار
اقعدي يا منار ارتاحي عشان اشوف عملتي ايه تاني !
........
في غرفة النوم...
كانت حنان جالسة على الفراش وهي تهز ساقيها پغضب وما أن دخل سالم حتى وقفت وقالت پغضب 
هي كل شوية هتنطلنا يا سالم !
اهدي يا حنان ..
قالها سالم وهو يحاول تهدئتها إلا أن حنان قالت پغضب 
لا مش ههدى ..ايه اختك دي !عايزة ايه !هي أول واحدة جوزها يتجوز عليها ولا ايه ...ما تبطل دلع وتترزع في بيتها ...سالم أنا مش
10  11 

انت في الصفحة 10 من 23 صفحات