قصة قصيرة جبر خواطر
انت في الصفحة 1 من صفحتين
جالسا على المقهى المقابل للمستشفى الجامعي الذى دخلت إليه والدتي برفقة اخي الأكبر قبل قليل حيث لا يسمح سوى بدخول مرافق واحد بصحبة المړيض.
أخبرت النادل أن يقوم بأحضار قدح من القهوة حيث أننى لم أتذوق طعم النوم طوال الليل قلقا مما يخفيه لي اليوم.
أدرت عيناي يمينا ويسارا متفقدا الشارع الذى أزدحم عن بكرة أبيه بالسيارات التى لا تكف أبواقها عن الصړاخ الذى أصابني بالكثير من التوتر لتضيف لما أعانيه معاناة جديدا.
نظرت أمامي نحو سور المستشفى الذى لا يفصلني عنه سوى طريق يتسع بالكاد لمرور سيارتين متجاورتين.
هناك الكثير من الرجال والنساء متفاوتي الأعمار متبايني الملابس أفترشوا الأرض مسندين ظهورهم لسور المستشفى الخرساني ممسكين بالورق المقوى واضعينه أعلى رؤوسهم ليقيهم حر شمس أغسطس من كثرة عدد الحاضرين خيل إلي أن الجميع يعانوا من الأمراض وإنه ليس هناك بيت خال من شخص يتألم
أحضر النادل قدح القهوة تناولت رشفة منه وما أن أعدته لموضعه على الطاولة حتى رأيت فتى يقترب مني حاملا لوحا خشبيا صغير الحجم بطول ذراعه تعلوه مجموعة من الخواتم ذات فصوص الزرقاء والحمراء رديئة الصنع
أعلم تلك الحيلة التى عفى عليها الزمن جيدا و التى يقوم بها هؤلاء الباعة الجائلين لكسب التعاطف خاصة الأطفال منهم.
لاحظت أن لهجته تتميز بلكنة صعيدية محببة للنفس قمت بسؤاله عن بلده.
صدق حدثي حينما أخبرني إنه بالفعل ينتمي لأحد محافظات الوجه القبلي.
أجابني بأنه يأتي برفقة خاله وأخيه الذى يكبره بسنتين للعمل فى الأجازة الصيفيه.
أثار الصغير أعجابى ألقيت باللوم على نفسي لسوء ظني به حيث كنت أظنه يتسول كأغلب من أراهم بكثرة فى الشوارع.
عدت لسؤاله مرة أخري عن الصف الذى يدرس به فأخبرني إنه فى العام المقبل سوف ينهى المرحلة الابتدائية.
إنه أخي ابراهيم
كيف حالك
مد يده لمصافحتي وهو يخبرني إنه بخير أكتشفت إننى بالرغم من حديثى مع الطفل الأول إلا إنني لا أعرف أسمه.
بادرته بالسؤال فأجابني بأنه يدعى مصطفى.
أبتسمت لهما وأنا أخرج حافظة النقود من جيب سروالي الخلفي أمسكت ورقة نقدية من فئة المئة جنيه وقمت بإعطائها لمصطفى.
تعجبت إنه لم يلتقطها بسرعة كما