الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار (كامله جميع الفصول) بقلم نورهان ال عشري

انت في الصفحة 26 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

! و قد اړتعب قلبها حين وجدته يمسكها بتلك الطريقه فامتدت يدها لتنتزعها من بين يديه و خلفها حسان السائق التي تناست وجوده و قالت صاړخه 
انت عملت فيها ايه 
بدا كما لو أن حديثها لم يكن موجه إليه و أخذت عيناه تتابع يدها و هي تحاول أفاقتها الي أن استجابت لها أخيرا و بدأت بفتح عيناها و كانت كمن تجاهد للإستيقاظ من غفوتها وفجأة أطلق تنهيده قويه خشنه لم يكن يعلم بأنها يحبسها داخل صدره . و استدار علي هقبيه ينوي المغادرة ليأتيه صوت فرح الغاضب حين قالت
لو شفتك بتقرب منها تاني مش هتعرف هعمل فيك ايه 
لم يلتفت إليها و لكنه أبطأ خطواته قليلا حين سمع صوتها المتعب و هي تقول برجاء 
سبيه يا فرح هو معمليش حاجه و لا يقدر اصلا !
ود لو يرجع و يوجه إليها صفعه مؤلمھ علي حماقتها و لكن مهلا سيأتي ذلك اليوم الذي ستدفع ثمن كل أخطاءها دفعه واحده و حينها لن يستطع أحد إيقافه ..
أخيرا وصلت السيارة أمام باب بوابه المزرعه الضخمه والتي انفتحت بمجرد أن أطلق السائق صوت الزامور لتندفع السيارة الي الداخل و قد كانت كجنه صنعت علي الأرض من شدة روعتها و لكن كان الخوفزو الترقب يمنع الجميع من الاستمتاع بمظهرها و خاصة عندما وصلوا الي الباب الداخلي للقصر فوجدوا سالم و بجانبه سيده تبدو في العقد السادس من عمرها و قد فطنت فرح أنها والدته و هنا امتدت يد جنة لا إراديا تقبض علي يد شقيقتها التي ربتت يلطف علي كفها المرتعشة في محاوله لبثها الامان الذي تحتاجه .
توقفت السيارة أمامهم و ترجلت الفتاتان منها فوقعت عيناه علي تلك التي عادت مظهرها القديم الي حالته و قد اغضبه هذا بشدة و لكنه لم يعلق بل مد يده يصافحها برسميه لم تخلو من ضغطه بسيطه علي كفها و قام بتعريفها علي والدته التي حيتها بتحفظ 
اهلا بيكي يا فرح 
ثم توجهت الأنظار لجنة التي كان مظهرهم يرهبهها كثيرا و لكنها حاولت البقاء صامدة و هي تتوجه إليهم لتمتد يد تلك السيدة تصافحها بكفوف باردة و ملامح جامدة و التي لم تقل عنها لهجتها حين حيتها قائله 
حمد لله على سلامتك يا جنة !
لم تسنح الفرصه لجنة أن تجيبها فحأة صدح صوت زامور سيارة من خلفهم فالتفتوا جميعا لتتجمد جنة پصدمه حين شاهدت ذلك الشخص الذي ترجل من السيارة ووو
يتبع ..
رجل مغرور مثلك و امرأة عنيدة مثلي هل يجمعهما الحب يوما و حتي إن تحكم سلطانه بالقلوب و أجبرها علي الخضوع لطغيانه فهل سيستطيع الصمود أمام طوفان الكبرياء المدمر لكلينا !
نورهان العشري 
يد الله تعمل في الخفاء فلا تستعجلوها. 
إن اعطينا مطلق الثقه لتلك الجمله فلن يخيفنا شئ في هذه الحياة ابدا . فكل الإبتلاءات و الصعوبات التي تقف في طريق سعادتنا ليست جميعها تأتي لعرقله الحياة فبعضها يأتي لتنظيف الطريق و جميعها ترتيبات من القدر لتمهيد سبيل الإنسان في الوصول إلي مبتغاه . 
نورهان العشري 
تسمرت جنة في مكانها لدي رؤيتها لكلا من مؤمن و عدى أصدقاء حازم الذين شهدوا علي ذلك العقد اللعېن التي كم تمنت لو انها لم توقع عليه أبدا و لكنه قدرها المظلم أجبرها علي هذه الچريمه النكراء و التي تدفع ثمنها الآن .
لم تحبهم أبدا و خاصة عدى و لا تعلم لما شعرت بالړعب لرؤيتهم هنا تحديدا في ذلك المكان الذي لم تختر أبدا المجئ إليه بإرادتها و إنما كان جزء من عقابها الذي فرضته علي نفسها و للأسف طال شقيقتها التي لاحظت امتقاع وجهها و ذلك الخۏف الممزوج پصدمه قويه و تجلي بوضوح في عيناها و لم تقتصر الصدمه عليها فقط فما أن رآها الشابان حتي تسمرا في مكانهما و أخذا يتبادلان النظرات دون حديث و علي الرغم من أن الأمر استغرق ثوان وجيزة إلا إن تلك العيون الصقريه كانت تتابع كل شيء يحدث بصمت تام و ترقب !
قطع ذلك الصمت المخيم علي الأجواء صوت أمينه الذي تحول للحنان و ربما الضعف يتنافي مع جمود و برود نبرتها في إستقبال الفتاتين حيث قالت بود 
مؤمن . عدى إيه المفاجأة الحلوة دي 
استيقظ الإثنان من غفوتهم و كلا يعتريه مشاعر مختلفه منها الندم و تأنيب الضمير و الكره أيضا ! و توجها اليها لتمتد يدها تعانق كلا منهما بود بادلوها إياه بصدق و إن كان مؤمن الذي زاد من عناقها طويلا حبا و ألما و اعتذار صامت لا يقدر علي التفوه به ! 
حاولت جنة إبتلاع الغصه بداخل قلبها حين سمعت صوت أمينه و هي تدعو الجميع للدخول فأمسكت يد شقيقتها التي ضغطت عليها بلطف في محاوله منها لبثها أمان كانت في أمس الحاجه إليه !
بعد مرور أكثر من عشرين دقيقه كان الجميع في غرفه الجلوس يحتسون القهوة بصمت تام قطعه سالم حين قال موجها حديثه الي فرح التي كانت تتجاهله كليا 
يالا عشان ترتاحوا . اكيد تعبتوا من السفر !
برقت الأعين و ملأها إستفسار صريح لم يفشل في فهمه و لم يستطع عدى تجاوزه فقال پصدمه 
يرتاحوا ! هما هيقعدوا هنا و لا ايه 
ارتعشت كفوف جنة التي كانت تحارب الإغماء من فرط توترها و رغما عنها رفعت رأسها تطالعه بنظرات بدت محتقرة و أوشكت أن تجيبه لولا تدخل سالم الذي قال ساخرا 
انت شايف ايه 
من فرط صډمته لم يلحظ تلك الحقائب التي انزلها السائق من السيارة و لكن بعد أن استعاد بعضا من هدوءه مرت الأحداث علي عقله لينتبه لما يحدث حولهم فسقط قلبه ړعبا بين ضلوعه و لكنه حاول تجاهل خوفه و قال بنبرة بها ټهديد مبطن و هو ينظر إلي جنه التي كانت تمثل القوة و هي تناظره 
غريبه ! معقول دا يا جنة! 
لم يعطها الوقت للرد انما جاء صوته باردا و نظراته غامضه حين قال 
و ايه الغريب في كدا 
كان تركيزه منصب كليا علي جنة التي لم تستطع أن تبقي عيناها المحتقره أمامه أكثر من ذلك فتجاهلته و نظرت أمامها ففسر تصرفها هذا علي أنه خوف اشعره بالراحه قليلا ليجيب سالم و هو يضغط علي كل كلمه يتفوه بها 
يعني بصفتها ايه هتقعد هنا 
لاحت ابتسامه ساخرة علي جانب شفتيه و قد وصل إلي مبتغاه فقال بقوة و بنبرة خشنه 
جنة مرات حازم الله يرحمه و أم ابنه و طبيعي يكون مكانها هنا بعد مۏته .
الټفت الأعناق تناظره پصدمه و تسارعت الأنفاس تحت نظراته الثاقبه المسلطه عليهم بقوة و خاصة حين أضاف بتهكم
معقول يا عدى تكون نسيت ! دانتا الشاهد الأول علي جوازهم !
و كأن أحدهم سقط بمطرقه قويه فوق
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 115 صفحات