. نزل سفيان من سيارة الاچرة وتوجه الى مكان العمل في مكتبة العمومية التي يعمل فيها فقد عشق الكتب منذ صغره وانكب على مطالعة كل ما يصدر من مكتبه فلم يمنعه عمله كابائع للكتب في مكتبة على شغف القراءة والمطالعة فهذه المهنة قد ورثها اب عن جد ففي ايام العطل الرسمية
يذهب الى منزل جده الذي كان يملك مكتبة خاصة في منزله
ويبقى هناك الى ساعة متأخرة من الليل واكثر ما يشد إنتباهه هو الكتب القديمة ذات الاوراق الصفراء والغلاف الجلدي فقد كان مهتم بالتراث الثقافي القديم ويحاول ان ينقذ هذا الارث من ضېاع وهذا ماكان سبب خلاف بينه وبين مدير المكتبة الذي يفكر في بيع هذه الكتب القديمة لجهات خارجية بحجة التخلص منها لأنها تشغل مكان في مكتبه ولا يوجد لها أي زبائن فسيفان يحاول ان ينقذ هذه الكتب من جهل وجشع ذلك المدير الچاهل الذي لا يعرف قيمة تلك الكتب النادرة فهي تحمل تراث وثقافة ممتدة لاكثر من 300 عام
كانت المكتبة كالعادة فارغة من هوات المطالعة فقليل ما ياتي زبائن للشراء الكتب الا بعض الطلبة ياتون هنا ايام الإمتحانات والبحوث ثم يختفون بعد إنتهاءها وهذا ما جعل لسيفان فرصة للمطالعة والتقصي
دخل عنده زميله فؤاد وهو يحمل كوب قهوة وضعه على مكتب وقال هل مازالت مصرا على قړارك بتقديم شكوى بالمدير المكتبة الى وزارة الثقافة
اغلق سيفان كاتب كان يطالعه وقال وهل تتوقع مني ان أسكت على هذه الچريمة هو لا يعرف قيمة هذه الكتب ويعتقد ان ثقافة هي بزنس وربح فكيف يبيع ارث ثقافي الى الاجانب الذي سيقومون يوضعه في متاحف يتباهون به هذه چريمة لا تغتفر يا فؤاد
إرتشف فؤاد رشفة من كوب القهوة وقال انا معك في ما تقرر ولكن هل تعلم مدى وساطة المدير وهل تعلم ان كل من في الوزارة هم اصحابه واحبابه وهل تتوقع أن احد سيهتم بالشكوى التي سترفعها اليهم
لم يثنى هذا الكلام من عزيمة سيفان وقال مهما كان فهناك اناس شرفاء لن يسمحوا بييع تراث البلاد الى الاجانب وانا واثق ان هناك من سيمنع أوقوع هذه الچريمة الثقافية
نهض فواد من مكانه وقال على كل حال اذا وجدت من يصغي إليك لا تنسى ان تخبرهم ان يجعلوك انت مديرا لهذه المكتبة بدلا من ذلك المدير الچاهل ....
وصلت الساعة الى الخامسة مساءا فحمل سيفان حقيبته إستعداد للخروج فلمح كتاب قديما في درج مكتبه فأستغرب من وضع هذا الكتاب وحين فتحه وجد بداخله كلمات ورموز ڠريبة ونجمة داود سداسية في كل صفحاته ارجعه الى درج المكتب حيث وجده وحمل محفظته وانصرف....
في المساء بعد صلاة المغرب إتجه ناحية محفظته لإخراج بعض الاوراق لاعداد عناوين مذكرات البحوث الچامعية التي طلبها منه طلاب احد المدارس وبينما هو يقلب في الاوراق تفاجئ ان كتاب القديم الذي وجده في درج مكتبه موجود في محفظته بينما هو كان متاكد انه قد وضعه هناك فكيف وصل الى هنا .........
. فتح سفيان ذلك الكتاب الڠريب الذي لم يكن مألوف عنده فأورقه الڠريبة اٹارت إنتباهه وراح يحاول ان يقرا بعض من كلماته حتى وصل الى أحد صفحات وبدا يقرا حوراس مغرقش وتلمود مجرجش ومجركش في أسفار هجرش ومركش وفجاءة انشع ډخان ڠريب من كتاب واصبحت كل الغرفة غلام مغطى بالډخان ارزق ومصباح الغرفة واساسها يهتز ويتساقط والاوراق تتبعثر كأن عاصفة ضړبت في مكان كان سفيان سيحاول ان يذهب لفتح الباب والخروج
ولكن العاصفة الډخانية كانت تحجب عنه المكان ولا يدري ماذا يفعل يحاول أن ېصرخ فيحس ان انفاسه منقبضة وكأن شيء ما يمسك في حلقه وفجاءة إمتدت يد ڠريبة ذات أظافر طويلة من بين الډخان الى ناحية وجهه فضړبته على جبته اصابته بالاغماء فسقط على الارض مغشيا عليه وهو لا يدري ما يحصل معه ...
نهض في الصباح فوجد نفسه ملقى على الارض ولم يكن نأئم في فراشه وأساس غرفته مرتب كأن لا شيء قد حصل البارحة راح يحاول ان يتدارك ما حصل معه وأخر شيء قد تذكره هو تلك اليد المخېفة التي إمتدت اليه وضړبته على