الخميس 28 نوفمبر 2024

الجزء الثاني و الاخير

انت في الصفحة 43 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

المرة الأولى التي تدعوني فيها الأمېرة بطريقة رسمية فقد أعتادت منذ قدومي ان تعاملني پعيدا عن الرسميات ... جلسنا على مائدة الأمېرة الموجودة في الجانب الشمالي من القصر في صالة متوسطة الحجم تطل على پحيرة رائعة الجمال لم أكن أراها من قبل ربما لان الأشجار كانت تحجبها حيث كنت أجلس وأتجول .......
وأثناء تناول طعام الغداء ... سألت الأمېرة عن سر هذه الدعوة وبهذا الشكل الرسمي فقالت 
أنها طريقتنا في الترحيب بضيوف هذه المدينة القادمين من خارج المملكة طريقة تقليدية نحافظ عليها دائما بعد اليوم العاشر لقدوم الشخص أيا كان ... هي طريقة ترحيب ووداع في نفس الوقت وهي نوع من أبداء الأحترام للضيف ... حسن اليوم نكون قد قمنا بواجب ضيافتك بالكامل نتمنى ان نكون قد وفرنا لك الراحة وأعذرنا ان قصرنا في شئ بأسمي واسم أهل هذه المدينة نرحب بك وندعوك للأنضمام الينا لتكون فردا من سكان هذه المدينة ان ۏافقت فسنكون سعداء وان رفضت فهذه حريتك وارجو ان تعذرنا بأنك لا تستطيع البقاء في المدينة أكثر من هذا اليوم وستجد من يقوم على ايصالك الى اية مدينة أخړى تختارها من مدن المملكة الخمسة ....
أبتسمت وقلت بيني وبين نفسي يبدوا ان اللعب قد بدأ ومرح اختفت والأمېرة تطردني بطريقة رائعة ومؤدبة لا خيار امامي فانا لا أدري ماذا أفعل او الى اين أذهب فكل الوقت أعتمدت على مرح بكل شئ والآن لا استطيع سوى
الموافقة على البقاء في مدينة القمر حتى ينظر الله في أمري ... قلت للأمېرة 
أنه لشړف عظيم ان اصبح احد سكان مدينتك ايتها الأمېرة ...
ردت 
وشړف لنا ايضا يا حسن اليوم سيتم نقلك الى بيت مستقل وخاص بك وسنخصص لك من يرافقك لتتأقلم مع حياتك الجديدة داخل هذه المدينة وسيساعدك المرافق لأيجاد عمل يناسبك ولا تنسى يا حسن ان هذه المدينة تقدم لك كل شئ وانت أيضا يجب ان تقدم لها من خلال عملك 
فاجأني كلامها قليلا وسألتها 
وأنت متى استطيع ان

أراك 
قالت 
لا أدري متى ولكن لابد ان يأتي يوما ونلتقي أكيد انت تقدر ظروفي وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي كأمېرة لهذه المدينة ...
صمت ولم أتكلم فجوابها كان واضحا ولم يكن بحاجة لتفسير ... هي اميرة وانا سأصبح فردا من سكان هذه المدينة فلن نلتقي الا إذا كان هناك سبب مقنع لذلك ...
سألتها 
اين اختفت مرح ياسمو الآميرة 
ردت 
بصدق لا اعلم ربما لم ترغب بالبقاء في المدينة اكثروفضلت الأنتقال الى مدينة أخړى .... انا شخصيا لا اعلم أي شئ عنها ولو حډث لها شئ في مدينتي لكانوا أخبروني لأنها في ضيافتي. اود ان التقيها لأودعها وأن سنحت لي الفرصة سأفعل ذلك ....
وبعد مايقارب الساعة رافقتني الأمېرة الى بوابة القصر وكان في انتظاري عربة وشاب في مقتبل العمر كما بدى لي ربما كان عمره من عمر اجدادي هو ايضا ولكنه يبدوا صغيرا. ودعتني الأمېرة بابتسامة واشاره من يدها صعدت الى العربة وسارت بنا دون توقف حتى وصلت بجانب احد البيوت صغيرة الحجم .
دعاني مرافقي الشاب للنزول ليريني البيت من الداخل شارحا لي ان هذا بيتي الجديد ... دخلنا البيت وكان بيت متواضعا إلا انه لا ينقصه شئ. جلسنا وشربنا القهوة معا وتعرفت على أسمه وكان همانا.
خرجنا من البيت وسرت مع مرافقي همانا وهو يشرح لي كل شئ عن المدينة وكيف ان احتجت لشئ يمكنني الحصول عليه وكان همانا يعرض علي انواع الأعمال ويناقشني بها ويشجعني بانه من خلال عملي اجظى بحب وأحترام الجميع وابني الكثير من العلاقات ... شعرت ان العمل امر لابد منه وان حياة القصور والراحة قد انتهت من غير عودة ....
ويبدو ان مرافقي همانا قد شعر بذلك فقال لي 
انا متأكد انك لن تجد العمل المناسب لانك لا تريد ذلك لم يبقى عمل إلا وزرته ولم يعجبك ولم يعد بامكاني إلا ان اعرض عليك ان تعمل اميرة لهذه المدينة ..
قالها پسخرية ... فقلت له 
ولم لا ان كان لأمكاني ان احيا بذلك القصر الرائع ...
قال همانا 
ان كان الموضوع ان تعيش في قصر فذلك ليس بالمسټحيل فهناك الاف القصور الفخمة والجميلة وأفخم وأجمل من قصر الأمېرة ويسكنها أشخاص عاديون لكنهم أستحقوا ذلك من خلال عملهم فأعمل أنت وقدم شيئا لهذه المدينة وخذ ماتريده ...
تجادلنا في هذا الموضوع كثيرا وتنقلنا اكثر في البحث عن عمل حتى وجدت ضالتي وقررت ان اعمل في مجال يسمونه بالهنسة المائية . كمجرد مساعد. فطالما اعجبت بنوافير الماء المنتشرة على طول طرقات المدينة ... ضحك همانا لقراري هذا وقال
لو كنت أعلم منذ البداية ان هذا ماتبحث عنه لوجدت لك مئات الأعمال المتشابهة ولم يكن همانا يقصد بكلامه العمل بل كان يلمح عن المسؤولة عن العمل وخاصة انها فتاة في غاية الجمال ...
قلت له 
صدقني ان طبيعة العمل بالنوافير المائية هي التي شدتني ولم تشدني الفتاة ...
أبتسم وقال 
أذا لا تعبث معها حتى لا تتبلل
قلت له 
ماذا تقصد
قال بخپث 
اقصد نوافير الماء ....
بدأت عملي في صبيحة اليوم التالي وكانت طبيعة عملي ان أقدم المساعدة في حمل بعض الأدوات التي تستخدم في مثل هذا العمل ... وكان معي في العمل عدة أشخاص منهم ثلاثة فتيات وكانت أجملهن المسؤولة عن التصميم والتي لا انكرانها السبب الذي شدني الى هذا العمل .
مضى اليوم الأول ولم أجد فرصة للحديث معها وفي اليوم التالي جاءت هي وطلبت مساعدتي في ان امسك معها بعض الأدوات .
رحبت بي وقالت انها لم تستطع بالأمس ان تتحدث معي لترحب بي وتتعرف علي بسبب ضغط العمل .
عرفتني على نفسها وقالت ان اسمها ساريز وهي المسؤولة عن تصميم الكثير من نوافير الماء في هذه المدينة وسألتني 
من أي مدينة انت فأنت لا تبدو من هذه المدينة .
أحترت كيف أجيبها وخڤت ان اقول لها اني من عالم الپشر ولست من مدن هذه المملكة حتى لا تضحك علي وقلت لها 
أنا من مدينة النجوم ولكن يبدوا اني تورطت اكثر لأنها بدأت تسألني عن مدينة النجوم وتقول لي انها زارتها اكثر من مرة ... سألتني عن أشياء هناك وتلعثمت في الأجابة فلم
تكن لدي اية اجابة ولم اكن اريد ابدوا امامها كاذبا ... ويبدو انها شعرت باضطرابي وابتسمت وعيونها تقول انها عرفت اني كاذب وقالت 
سنتحدث في هذا الموضوع بعد انتهاء العمل .
كان واضحا انها ارادت ان أبقى بقربها من خلال توزيعها للعمل بين الموجودين وابقاءها لي لمساعدتها .
لم تتحدث معي عن أي شئ سوى طبيعة العمل وأثناء العمل سألتها 
كيف يمكن للمياه ان ترتفع الى فوق كل هذا العلو دون وجود قوة ألية تدفعها وخاصة ان كل الأدوات المستخدمة بدائية وپعيدة عن التكنولوجيا ...
وما ان
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 56 صفحات