رواية بنت الفصول من 1-4
وجنتيها خجلا واحراجا من ذلك الوقح التي يتعمد احيانا إحراجها .. إن اتينا للحق فهو يتعمد دائما .. تنحنحت وهي تتقدم من المكتب وتقف بجواره وتضع الملفات علي مكتبه قائلة خلصت الملفات دي ووو لم تكمل حديثها وهي تستشعر يديه تسير صعودا وهبوطا علي قدميها المكشوفتين بوقاحة لتبتلع غصتها وهي تنظر له قائلة بصوت متقطع م مستر تيي..م نظر لها ببراءة وكأنه لم يفعل شيئا قائلا كملي كلامك يا طيف .. واي كمان هزت رأسها لتكمل حديثها قائلة و وراجعتها كويس وملقتش فيها ولا غلطة .. بب بس كدا كان صوتها مهزوزا من لمساته الوقحة لها ولكن ما باليد حيلة ماذا ستفعل غير انها ستظل صامتة .. ابتلعت تلك الإهانة في جوفها .. ونظرت له مرة اخري بنظرة مکسورة .. حزينة ... غير قادرة علي فعل شئ .. استشعر نظرتها ليغضب داخليا من تلك النظرة فظهر في عينيه الڠضب بتاخدي علي كل الي بتعمليه دا حقه .. هدومك وعربيتك وبيتك دول بفلوسي ... متبصييش كدا تاني ودمعت عينيها بحړقة .. توجد غصة في قلبها تحترق كلما قال تلك الكلمات .. . وهي لولا الظروف لما كانت هكذا .. هزت رأسها پألم وهي تقول بصوت مخټنق حح ححاضر يا مممستر تيم وقف من علي كرسيه رأسها .. ولكن لا حياة لمن ينادي .. هو الرياح وهي السفينة وتسير حيثما يريد .... القاها علي الاريكة الموجودة في مكتبه وهو يميل عليها ليسرق ما لم يكن له حق به .. وهي لا تفعل شئ سوى انها تبكي بحړقة عما يحدث بها .. إنها مجرد فتاة لم تعش طفولتها او مراهقتها كما فعل الآخرون وهي في سنهم .. حتي عندما كبرت وتحملت مسئولية كانت تلك هي النتيجة
وها هي مرة اخري تدلف لذلك البيت بقدميها .. توقع نفسها بنفس الموقف الذي هربت منه المرة الماضية بأعجوبة .. ها هي تدخل عشهم .. عش زواجهم الغير مكتمل .. ويا ليتها تستطيع هذه المرة أيضا ..
نظرت حولها في المنزل تبحث عنه بعينيها ليلفحها هواء ساخن علي رقبتها .. الټفت سريعا بفزع لتجده يقف امامها مبتسما بخبث ازيك يا ست الحسن والجمال تقدم منها وهو يطرقع اصابعه لتتلبك هي في وقفتها وتعود للخلف الحمدلله.. يا ادهم .. مالك كدا في اي وقف مكانه وهو يرفع حاجبه قائلا مالي .. ماليش واحد ومراته عايزين يتمموا زواجهم اي في اي ابتلعت غصتها في جوفها وهي تقول ادهم .. احنا قولنا اننا مش هيحصل بينا حاجة زي كدا غير لما نتجوز رسمي قدام الكل حاولت تصنع القوة في حديثها ولكنها فشلت .. ليتطلع لها بسخرية ثم پغضب جاذبا اياها من شعرها وحياةة امكك يابت .. احنا اتجوزنا علشان كدا ياروح امك .. عشان نعمل كدا .. منتي مكنتيش عايزاني المسک واحنا مع بعض قولنا نتجوز برضو مش عايزة انتي حكايتك اي بقا .. متعمليش فيها الشريفة اخت الظابط شهقت پخوف وهي تبكي من شدته لشعرها قائلة انت استحالةة .. انا بجد اتخدعت فيكك .. يارتني سمعت كلام اخويا يارتني .. انا عايزة اطلق مش عاييزة اعرفك والا .. قائلا والا اي ياروح امك انطقي .. هتروحي ترفعي خلع مثلا .. واخوكي يعرف .. واخوكي لما يعرف ممكن يدبحك فيها تعرفي كدا صړخت پعنف وهي تدفعه سيبنييي بقاا سيبني ارجوكك لتتطلع إليه پصدمة وهي تعود للخلف ل لا يا ادهم .
عودة للحاضر
هبطت الطائرة ارض مصر الحبيبة وصلا الي المنزل وهي ممسكة بيديه بقوة .. تتذكر كل انش في هذا المنزل .. فقبل ان تصبح سيدته وزوجة سليم كانت تعمل لديهم .. لتصرف علي والدتها الحبيبة واخوتها .. ولكن شاء الله ان يتركا هذا المنزل ليتجهوا خارج البلاد .. تاركين كل شئ خلفهم .. تاركين تلك المصائب التي حدثت فأطفئت حياتهم .. غادورا ..ولكنهم لم يستطيعا الصمود طويلا خارج البلاد .. ها هما يعودان مرة
أخري علي طلبها ان يعودوا لمصر ... تعلم انها تعود لماضيها المؤلم ولكن ستحاول جاهدة .. ستحاول باقصي ما لديها لتتعايش .. نظرت للذي جوارها ويبدو انه يسترجع أيضا ذلك الماضي المؤلم .. تنهدت بحرارة ووقفت امامه بعينين دامعتين وصوت مخټنق قائلة ممكن ننسي كل حاجة ونبدأ من جديد .
فلاش باك
وصل بها الي منزله ... عرفها علي والدته واحبا بعضهم .. كانوا يجلسون يتحدثون ووالدته تخبرها عن أحوال المنزل وعما يجي فعله وما لا يجب فعله .. بينما هو جالس يتطلع إليها .. لتعابير وجهها وحركاتها البريئة .. لتلك الرموش التي ترمش فتختفي لون البن في عينيها .. لون يستحق المشاهدة فتشعر وكأنك اصبحت بمزاج رائع كشراب كوب من القهوة شعرها الطويل المنسدل علي ظهرها اسفل ذلك الوشاح الذي ترتديه فوق الفستان .. تنسدل علي عينيها غرة سارحة .. تنزل علي عينيها بمشاكسة فترفعها هي خلف اذنها .. افاق من ذلك علي صوت والدته وهي تناديه .. هز رأسه بتأنيب ضمير عما يفعله وهو ينظر لوالدته نعم يا ماما قوصت والدته حاجبيها وهي تنظر اليه باستغراب اي يابني .. روحت فين بقولك اي رأيك في المواعيد الي فرح هتيجي فيها .. يعني من الضهر كدا لحد ما انت تيجي تبقي تاخدها توصلها البيت قولت اي تنحنح وهو يعتدل في جلسته قائلا طبعا طبعا .. انا موافق هزت فرح رأسها بابتسامة قائلة ماشي يباشا ... شكرا اوي علي كل حاجة عملتها معانا هز رأسه بابتسامة ثم وقف مكانه وهو يقول مافيش شكر علي واحد يا فرح .. يلا بقا انا همشي دلوقتي عشان عندي شغل .. اشوفكم اخر النهار تطلع لفرح للمرة الأخيرة ثم رحل .. بينما هي ووالدته اكملا الحديث بعدها قامت فرح بالواجب الخاص بها في المنزل من عمل وخدمة .. وتتعلم من والدة سليم كيفية اعداد بعض
وجبات الطعام ....
بقولك اي .. إيه رأيك نروح نزور بيت خالو .. واهو تسلمي عليهم وتغيري جو قالها فارس وهو يجلس بجوار اخته حنين علي الأريكة .. بينما هي كانت مشغولة بمشاهدة التلفاز فنظرت إليه قاطعه احدي لحظاتها من الاندماج ثم عادت تتطلع للتلفاز مرة اخري نسلم عليهم ولا انت تشوف قمر همهم فهو يعلم انها اكثر شخص علي وجه الارض يعرفها جيدا ليستند بظهره علي الأريكة وهو ينظر للتلفاز قائلا رايح اشوف قمر فعلا غمزته بمشاكسة لتقول ايوه ياعم دانت واقع وحدش سمى عليك قهقه ثم طرق مؤخرة رأسها وهو يقول طب ياختي .. هنروح اخر النهار حتي يكون الحج سليم خلص شغله يعني هزت رأسها موافقة وهي تنظر للتلفاز غير عابئة لأي وقت سيذهبون فقط تريد مشاهدة مسلسلها المفضل ولكن قاطعها صوته مرة اخري ها هتروحي تشتغلي انتي في مشتل الورد يابنتي ولا اي تنهدت وحولت نظرها للارض تفكر ثم نظرت له مرة اخري وهي تهز رأسها باستجابة اه هروح يا فارس هز رأسه بابتسامة وهو يمسك هاتفه قائلا تمام ياختي .. انا هكلمهم اقولهم ان اختي جاية وهيبقي معاكي بنت تساعدك اكتفت بالايماء وهي تعاود المشاهدة مرة اخري
وصل الي المنزل وهو ېموت شوقا لرؤيتها .. لرؤية الفرحة التي دخلت حياته .... تلك الفتاة التي تجعل مشاعره التي لم تتحرك سابقآ ها هي تتحرك من اجلها ومن اجل رؤيتها .. لم يهتم بما يتهموها .. ولكن ما يهتم به الآن هي ووجودها معه ...دلف المنزل وهو يبحث عنها بعينيه لتقع عينيه علي فارس وحنين اولاد عمته .. قوص حاجبيه استغرابا لوجود حنين وتقدم منهم وهو يمد يديه يصافح فارس ثم صافح حنين قائلا حنين .. اي دا انتو جيتو مصر ولا اي نظرت لفارس ثم له وهي تهز رأسها لا انا بس الي جيت حكاية طويلة شوية يعني .. نبقي نحكي فيها بعدين همهم بتفهم ثم نظر لفارس مداعبا اياه وانت يادكتور .. اي مبتجيش خالص غير في الاعياد يالاا قهقه فارس قائلا ياعم والله بقوم الصبح اشوف مشتل الورد وبعدين اروح المستشفى وبرجع يادوب اكل وانام مهدود ابتسم
سليم قائلا ماشي يادكتور ربنا يوفقك ثم نظر لوالدته قائلا اومال فين قمر لتجيب وهي مستغربة معرفش يابني جت من برا العصر كدا مضايقة وطلعت اوضتها ومن ساعتها وهي فيها ومش راضية تكلم حد مد شفتيه مستغربا ليقول خير يعني ثم نظر لحنين ووقف مكانه ابقي شوفي ياختي قريبتك دي مالها لف نظره في المكان ثم نظر لوالدته وهو يرفع حاجبه اومال فين فرح سمع صوتها من الخلف وهي تقول بصوت منخفض هادئ انا هنا ياباشا الټفت لها ينظر لوجهها البشوش ذلك ليبتسم تلقائيا من رؤية ذلك الوجه الجميل .. الذي ابدع في خلقه .. فسبحان من اعطاها تلك الملامح وذلك الوجه الجميل .... اقترب وقف امامها يتحدث بحنو غير مقصود منه خلصتي شغلك ولا لسه هزت رأسها بابتسامة لتقول اه خلصت ويادوب بقا امشي عشان متأخرش اكتر من كدا اومئ لها والټفت لوالدته انا هوصل فرح واجيلكو ..فارس البيت بيتك متمشيش غير لما اجيلك ماشي نظر مرة اخري لها وهو يشير لها لتمشي ليوصلها
صعدت حنين ل قمر .. بر اسرارها وصديقتها الصدوقة .. طرقت الباب وهي تقول بترقب قمريي .. انا حنين افتحي لم تلبث ثواني حتي فتحت قمر الباب مصدومه وهي تنظر لحنين لتقهقه حنين علي مظهرها ولكن لم تلبث لحظات قهقه حتي عبست لوجه قمر الباكي وعينيها الحمراوتين .. لاحظت قمر شردوها بوجهها لتمسح دموعها سريعا لتقول وحشتيني اوي ياقمر .. عاملة اي ياقلبي ابتعدت قمر وهي تبتسم بخفة كويسة الحمدلله .. تعالي دلفا سويا للغرفة وجلسا لتبادر حنين تلك المرة قائلة مالك يا قمر فيكي حاجة احكيلي سكتت قمر وهي تراجع احداث اليوم في رأسها لتتذكر
فلاش باك
كانت قمر تتراجع للخلف وهي تبكي خوفا منه ومن جنونه قائلة برجفة ا..ادهم ارجوك ابعد عني .. سيبني ..مافيش حاجه هتم بالاجبار يا ادهم لم يعيرها اي اهتمام ولكن لا حياة لمن تنادي .... نظرت حولها لتجد فازة موجوده فوق رأسها امسكتها و طرقتها في رأسه ..
شهقت قمر بعدما تذكرت ما حدث لتقول انا خبطته ... وو وهو هيموتت
الجزء الرابع
منذ أن جمعتني الأيام بك وأنا أدرك تماما كيف يستطيع الإنسان أن يكون دواء للروح.
شهقت حنين پصدمة قائلة خبطتي مين يا قمر .. مين دا
الي هيموتتت انطقي لتقل قمر بصوت خائڤ يرتجف ج جوزي لم تتحمل حنين تلك الكلمات ووقفت امام قمر پصدمة .. هاهي تتلقي صدمة وراء الأخري من بائسة المنظر قمر امامها .. نظرت لها قمر بنظرات مؤلمة .. خائڤة .. تائهه .. بينما حنين تبادلها بنظرات مصدمة .. متسألة .. وأيضا خائڤة علي حال صديقتها .. ابعدت قمر نظرها لباب الغرفة واتجهت إليه تغلقه وجلست تنظر لحنين التي جلست امامها قائلة بصوت مخټنق نادم فاكرة ادهم .. انا قولتلكو اني سيبتو ومعنتش هكلمه .. بس انا انا رجعت كلمته .. وهو قالي نتجوز عرفي ابعدت نظرها عن حنين التي خرجت منها شهقة مصډومة لتكمل قمر بصوت خاڤت وانا بصراحة شوفت انها طريقة مناسبة عشان سليم وماما يوافقوا اني اتجوزه ارتجف جسدها پخوف واغمضت عينيها پألم قائلة بس ... بس هو طلع شھواني .. كان .... كان من البداية حنين .. انا واقعه في مصېبة كبيرة لم يكن هنا اي ردة فعل من حنين سوى انها تتلقي صعقة وراء الأخري وتحاول تحمل وموازنة ما تقوله قمر .. كانت عينيها مفتوحتين پصدمة وفمها مفتوح قليلا هو الاخر .. بينما ملامح وجهها ثابتة .. لا يظهر عليها اي انفعال سوى ملامح هادئة من الصدمة .. تحاول إخراج الكلام لمواساة صديقتها او حتي لتجد حلا لتلك المصېبة التي وقعت بها قمر .. ولكن عقلها وقف عن التفكير .. حتي انه وقف عن الاستيعاب !!!
كان يقود الي المنزل الذي تسكن به .. وهو يفكر في اختراع اي حديث بينهم حتي قال قاطعا ذلك الصمت بينهم انا عايز اعرف قصتك كلها يافرح واي الي حصل معاكم نظرت له بملامح هادئة ثم خرجت منها تنهيدة قائلة دي قصة طويلة اوي يابيه ..
بس حاضر في الوقت الي تحبه هحكيلك عليها وضع يديه علي ذقنه بتفكير بذلك الوقت المناسب ليقول أخيرا تمام بكرا يافرح تحكيلي هزت رأسها موافقة علي كلامه حاضر حاضر ياباشا اكمل قيادته دون كلمة اخري ووصل بها الي البناية التي تسكن بها .. ترجل من سيارته معها واخرج حقيبة سفر ووضعها بجانب فرح فرح .. دي شوية هدوم لحد ما تقبضي وتقدري تجيبي هدوم ليكي ولعيلتك ابتسم بحنو في آخر كلامه لتهز رأسها نافية لا يابيه مقدرش اقبلها دا كتير اوي .. وانت عملت معانا كتير كفاية انك مقعدنا في يديها ووضعها علي مقبض الحقيبة قائلا خدي الهدوم واطلعي يا فرح يلا .. كان يوجد في كلامه نبرة الأمر لتهز رأسها في حرج مخفضة بصرها للأرض ممسكة الحقيبة لتقول بصوت خاڤت حاضر يابيه .. كتر خيرك حملت الحقيبة واتجهت الي المنزل بينما هو ظل يراقبها حتي شعر انها وصلت الشقة ليذهب هو أيضا لمنزله .. يزيل ذلك الهم من رأسه ويرتاح قليلا
كانت تربت بحنان علي شعر قمر النائمة .. ورأسها علي قدميها .. تشهق قمر كل ثانتين من الۏجع والخۏف .... بينما حنين تفكر فيما سيحدث وكيف سيحلان تلك المصېبة .. شاردة .. مازالت غير مستوعبة .. اخاها المسكين الذي يهوى تلك الفتاة .. بل يعشق التراب الذي تمشي عليه .. ويتمني ان تكون له في يوم من الايام .. هي لم تكن تحبه يوما .... تنهدت بحزن وامسكت هاتفها تراسل اخاها انا هبات النهاردة