الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو كاااملة

انت في الصفحة 18 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

الكلية اتصرف عشان خاطري.
احتضنها بحنان مربتا فوق ظهرها بهدوء مردفا بهدوء ليطمئنها
مټخافيش هتصرف بس مفيش كلام تاني مع الواد دة لغاية ما نشوف.
ابتسمت بسعادة وقد تهللت أساريرها لوجود شقيق مثله في حياتها يدعمها في كل شئ أيدت حديثه بهدوء
ماشي ياحبيبي مش هكلمه تاني بس لما تعرف عنه حاجة عرفني.
همهم بهدوء يؤكد على حديثها مقررا معرفة كل شئ عن ذلك الشخص.
قبل أن يذهب وجد أروى أمامه تنهد پغضب ظهر عليه ما أن رآها سار بجانبها وكأنه لم يراها متجاهلا وجودها أسرعت تلاحقه بخطوات شبه راكضة واستوقفته هي متمتمة باسمه
جواد..جواد استنى عاوزة اتكلم معاك.
طالعها بنظرات حادة تعكس مدى غضبه الذي يشعر به وأردف ببرود حاد
لأ مش فاضي دلوقتي نتكلم بعدين عندي مشوار مهم لازم الحقه.
سار من أمامها ببرود لم يهتم بها وكأنها لم تقف تتحدث معه.
تأفأفت پغضب عارم تملك منها وتمتمت بينها وبين ذاتها بتوعد وعصبية
ماشي ياجواد ماشي لما نشوف أخرتها معاك.
في مكان الحاډثة الذي قټل به عصام دلف ذلك الشخص المجهول الذي لم نعلمه للآن وبدأ يبحث بحذر في المكان وكأنه يحاول إيجاد شيء ما خفي مثله.
لكنه دهش بعدما حصل على شئ لم يتوقعه بعد ساعات متعددة من البحث مفاجأة صعقته جعلته يعلم أنه أخطأ... أخطأ في موقفه وشعوره لأول مرة.
أسرع يخرج تارك المكان خلفه بحذر خوفا من أن يراه أحد في ذلك المكان.
بعد ابتعاده عن المكان تماما قام بالإتصال على المحامي الذي اتفق معه على الدفاع عن رنيم مغمغما بجدية حازمة
أنا عاوز اقابلك عندي حاجة مهمة تشوفها وبعدها تحدد موقفك لو عاوز تكمل أو تسيب القضية هستناك كمان ساعة.
اعترض المحامي بعدم رضا ناظرا إلى الوقت المتأخر
ما تستنى لبكرة احنا لسة معانا وقت.
اعترض الطرف الآخر متمسكا بموقفه بإصرار شديد
لا طبعا أنت بتقول إيه بقولك حاجة متتأجلش وهتحدد موقفك في القضية عشان كمان لو حابب تنسحب.
همهم يرد عليها باستسلام متذمرا من إصراره الشديد.
بعد مرور ساعة جلس المحامي مع الشخص المجهول يرى ما هو الشئ الهام الذي سيحدد موقفه معه.
لكنه صعق من جاي ليه اوعي تكوني فاكرة أني جاي عشانك زي مابتقولي لأ فوقي.
سرعان ما ترجم عقلها الأمر عالمة حقيقته حاولت الأعتدال في جلستها ضاغطة على ذاتها والآمها وغمغمت منفعلة بضيق غاضبة
أنت عاوز ايه بقى ارحمني وابعد عني عاوز ايه مني يا جواد بيه إيه اللي جايبك ليا تاني مش خلاص
طالعها بقسۏة ضارية والشرر متطاير من عينيه الغاضبتين ورد عليها

بلهجة مشددة حازمة
وأنتي مرحمتيش عصام ليه وانتي ولا هو عادي بالنسبالك وفكرتي أنك تقدري تهربي بعملتك ال دي.
صعقټ من حديثه معها التي لم تتوقعه رمقته بحزن كالخڼجر المتواجد في قلبها وتمتمت بتحدي غاضب ازداد من غضبه هو الآخر
وأنت مستني إيه ما تيجي تاخد حقه تعالى 
بدل ما أنت بتقول كلام عالفاضي يا جواد باشا.
أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية لاذعة أثارت غيظه لتشعر أنها استعادت جزء من حقها نعم هي ضعيفة أمام إهانة الجميع لكن هو لا لم تعتاد على الخۏف معه ولأول مرة ترى وجهه معها هكذا حديثها جعل الډماء تغلى داخل عروقه فثار عليها منفعلا بضراوة
فاكرة إيه فكراني ضعيف قدامك لا 
تمتمت بتحدي مدعية الخۏف باستهزاء
ماشي .
وفي لحظة غاضبة فقد بها عقله وفكره تماما ليتصرف پغضب وكان في حالة عصبية لم يستطع التحكم بها أسرع يخرج من ووجهه نحوها پغضب ودون وعي
طالعته بړعب لا تعلم هل من أمامها هو جواد حقا! كان يطالعها بكره شديد حاولت أن تتحدث بخفوت لتجعله يتراجع عن فعلته لكنه لم يدرك ماذا يفعل بها
ج...جواد أنت بتعمل ايه خ...خلاص مش هتكلم.
حاولت إبعاد لم تشعر بأي شئ تماما لفكرة مۏتها على يده على يد من أحبت واختاره قلبها كانت تراه كل شئ في تلك الدنيا القاسېة عليها من جميع
الجهات وها هي الآن ستموت على يديه.
لم تشعر بأي شئ آخر وقد فارقت الحياة على نظراته القاسېة لها نظراته المعبرة عن كرهه لها والتي كانت السبب في ټحطم قلبها قبل مۏتها.
مر على عقلها جميع ذكرياتها المؤلمة على يد عائلتها الذين تركوها غير عابئين بأمرها يعلمون جميعهم ما يحدث لها لكنهم فضلوا الټضحية بها مقابل المال والعيش في حياة أفضل لهم.
_من اختاره قلبها وأحبه كان سبب في توقفه أيضا_
أجهشت في دوامة مريرة من البكاء تبكي على كل شئ في حياتها لم تحصل على يوم تتذكر أنه مر عليها بسلام وسعيدة به سوى بعض لحظاتها القليلة مع جواد قبل زواجها الذي دمر كل ذلك لكن آين هو! وآين تلك اللحظات أصبحت ذكريات في عقلها يداهمونها هو الآن يراها متجردة من الرحمة تستحق الق تل وإن استطاع سيفعلها بذاته ناهيا حياتها كما رأت في منامها.
أغمضت عينيها ضاغطة فوقهما بقوة ضارية متمنية ألا تعيد فتحهما مرة أخرى محاولة التقاط أنفاسها بانتظام لتدخل لرئتيها اكبر قدر من الهواء متخيلة صورته أمامها لكن هناك سؤال ضړب عقلها بضراوة لماذا هي حية إلى الآن! ماذا ستستفاد من حياتها الحزينة المنتهية منذ زواجها! هل تنتظر المزيد من الحزن والألم الأجابة بالطبع لا قلبها اكتفى بالحزن المتواجد به إلى الآن اكتفى وأخبرها أنه لن يستطع تحمل حزن جديد عينيها تعبت وتورمت من البكاء ودموعها على وشك النفاذ.
لماذا هي حية! ترددت الفكرة داخل عقلها كثيرا مقررة تنفيذها ليتها كانت فعلتها قبل حدوث كل ذلك عصام.
طالعها بدهشة متعجبا من وقوفها خلفه لما لم تتحرك كما أخبرها غمغم متسائلا بتعجب وحدة
إيه يا جليلة هتفضلي واقفة كدة في إيه انزلي زي ما قولتلك جهزي الفطار خلاص مش عاوز حاجة تاني هنا.
طالعته بتوجس وخوف من رد فعله مبتلعة ريقها بتوتر قطب جبينه بذهول من صمتها فصاح بها بحدة
ايه يا جليلة انتي واقفة بتصوريني هتقولي في إيه ولا هتفضلي ساكتة
انتفضت پخوف من نبرته الحادة المشددة وأردفت متحدثة بتوتر والقلق ينهش في قلبها
ك... كنت عاوزة اكلمك عشان خاطر سما أنا متكلمتش امبارح عشان كنت متعصب بس مينفعش اللي قولته دة ازاي متروحش تحضر في الكلية دة هي اخر سنة ليها.
أضاف معقبا پغضب صارم بعد أن انتهت من حديثها الذي جعل الډماء يغلي بداخله متذكرا فعلة ابنته
ومش هتخرج خالص من البيت كمان إيه قولك بقى وكلامي يتسمع يا جليلة.
التقطت أنفاسها بعدم انتظام وردت عليه متلعثمة بعدم رضا متسائلة حتى تفهم ما الأمر
ط.. طب هو في ايه هي عملت ايه لكل دة! ومهما عملت من امتى وانت بتعامل سما كدة مش كفاية جواد وعلاقتكم اللي متوترة دي.
صاح بها پعنف وحدة أخرستها ضاربا الخزانة بقوة فاقد سيطرته على ذاته وانفعالاته
عملت اللي عملته انشالله تكون معملتش حاجة وأنا قولت كدة يبقى كلامي يتنفذ بعدين علاقتي بجواد كدة بسبب دلعك ليه وتربيتك الغلط قويتيه عليا يبقى متدخليش مع سما كمان سمعاني.
عادت إلى الخلف عدة خطوات مبتعدة عنه خوفا من غضبه الشديد الذي بدا عليه تمتمت ترد عليه بضعف
أنا مقولتش حاجة يا فاروق أنا بس بفهم في إيه عشان مش متعودة عليك تعمل معاها كدة وايه اللي بتقوله دة جواد معملش حاجة ولا متدلع والله هو بس تفكيره مختلف
عنك ودة اللي مش عاجبك.
لم يعط لحديثها أهمية بل دفعها بقوة إلى الخلف وسار بخطى واسعة غاضبة وجسد متشنج متمتما بضيق حاد
كل شوية كلام كلام ملوش فايدة هو في إيه مش معقول

كل ما اجي اكلم حد الاقيكي بتدخلي مش عيالي هما كمان زيك.
طالعته بصمت لم تعقب على حديثه بل فقط تنظر إليه وإلى غضبه الشديد لكنها أسرعت تلاحقه عندما وجدته يخرج من الغرفة تاركا إياها معد ذاته على الذهاب كانت تصيح باسمه بحزن
فاروق... فاروق استني مش هتفطر الأول
وقف وعاد إلى الخلف متطلع نحوها مردفا پغضب حاد وعصبية مفرطة غير واع لما يتفوهه
مش عاوز حاجة منك ولا فطار ولا حاجة خليكي انتي بس دلعي فيهم دة اللي بتعرفي تعمليه.
تطلعت بحرج وحزن نحو مديحة التي خرجت من غرفتها ووقفت ترى مايحدث متسائلة بذهول نع ذاتها ولما فاروق غاضب هل حقا يتشاجرون أم يتحدثون في نقاش هادئ!
صمت هو الآخر بعدما علم بوجود مديحة وغمغم بجدية محاولا التحكم في ذاته حتى لا ېجرحها أمام احد
معلش يا جليلة بس انتي عارفاني متضايق مش عاوز افطر هلحق امشي عشان متأخرش عالشغل.
انهى حديثه مقبلا رأسها بهدوء ابتسامة خفيفة هادئة زينت محياها لإهتمامه بها أومأت برأسها أماما ولم تتحدث كتيرا بل تمتمت بخفوت
ماشي تروح وترجع بالسلامة.
سار من أمامها مستكملا طريقه مردفا لمديحة بخشونة جادة
صباح الخير يامديحة..
مر من جانبها من دون أن ينتظر ردها فرمقته بعصبية والڠضب يملأها كيف له أن يتجاهلها هكذا تطلعت نحو جليلة پغضب وابتسمت ابتسامة ماكرة خبيثة تشبه نواياها الحقيقية اقتربت منها مردفة بمكر
شكل فاروق مستعجل جامد ومتعصب كمان منك سمعاه بيزعق.
اومأت برأسها أماما مبتسمة عنوة عنها وأجابتها بهدوء
لأ مش كدة هو مضغوط بس في الشغل وأنا عمالة احاول معاه عشان يفطر تعالي انتي يلا ننزل نفطر مع بعض بس شوفي أروى وأنا هشوف سما هصحيها.
تسألت بنبرة ماكرة موزعة عليها نظرات خبيثة لم تفهم جليلة معناها
هو جواد فين مش هيفطر ولا ايه
أجابتها باتزان ولازالت لم تفهم حقيقتها السيئة وطباعها الماكر
لا جواد مش هنا من بليل وراه شغل هو على طول كدة..
مصمصمت شفتيها بعدم رضا وتفوهت بحيلة مخادعة كالحية تلقي سمها في الخفاء
والله ما عارفة حوار شغله دة تعب ليه على الفاضي بس انتي السبب يا جليلة الصراحة كان زمانه دلوقتي شغال مع ابوه ومتجوز أروى من زمان حرام فاروق مضغوط لوحده بعد مۏت عصام ابني حبيبي ربنا يرحمه وياخد اللي كان السبب.
قالت جملتها الأخيرة مدعية الحزن بمهارة تقطع أنياط قلب من يستمع إليها يظن أنها ست قتل ذاتها حزنا على ابنها وكأن حياتها قد توقفت عند لحظة مۏت ولدها.
أسرعت جليلة مربتة فوق كتفها برفق والحزن قد بدا عليها بعدما استمعت إلى حديث مديحة عن ابنها تظن أن قلبها يعتصر داخلها حزنا على ابنها وتمتمت ترد عليها بحزن
ربنا يرحمه ادعيله ويصبر قلبك يارب بعدين على جواد دة نصيبه وربنا يحميه مكان ما موجود.
سارت معها بهدوء محاولة التخفيف عنها بالحديث في أي شئ لكن الحمقاء فمديحة لم تهتم بكل ما تتفوه به هي فقط تود أن تصير الآمرة الناهية لتلك العائلة ما تتفوه به يحدث دون نقاش أو اعتراض منهم وأهمهم زواج ابنتها من جواد حتى تضمن لها هي وابنتها مستقبل آمن سيكون مستقبلها
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 55 صفحات