بقلم الهام رفعت
انت في الصفحة 1 من 21 صفحات
الفصل الأول
اختلت بنفسها في غرفة نومها بعيدا عن أصوات عويلهم التي تخترق آذانها استلقت مارية علي فراشها واضعة يدها علي أذنيها ودموعها منسابة علي وجهها تبكي بحړقة غير مستوعبة إلي الآن ما حدث في ليلة وضحاها ضغطت علي شفتيها واغمضت عينيها كاتمة لحزنها العڼيف لفقدان والدها اليوم علي يد من احبته فقد قټله بدم بارد دون أن يرمش له جفن وصلها الخبر كصاعقة قذفت عليها للتو ولم تصدق ما حدث رغم صراخهم المهتاج الذي يملأ المكان لم تتخيل أن انتقامها بات لأقرب من دق له قلبها واضحي حبها له منبوذا ممن حولها ولجت والدتها الغرفة وهي تتطلع عليها بنظرات جامدة مېتة تتوغن للإنتقام فقط تحركت للداخل وأعينها مسلطة عليها كانت مارية تشعر بها وأدعت النوم لتهرب من حديثها الغاضب ولكن والدتها كانت تعلم بإفاقتها دنت لتقف خلفها فقد كانت توليها مارية ظهرها تجمدت مارية في نومتها عندما تشدقت والدتها بنبرة قاسېة جاحدة
الدموع اللي في عنيكي دي نازلين لابوكي اللي اټقتل ولا علي حبيب القلب اللي قټله .
نظرت لها مارية بأعين زائغة لم تعرف بما ترد عليها ولكنها فضلت الصمت لأن حديثها ربما يزيد الوضع سوءا نظرت لوالدتها التي تعرف ڠضبها مما حدث فلم تتوقع أن يضعها القدر في وضع وما عليها الآن أن تبقي علي انتقامها منه فهذا ما يريده الجميع ولزاما عليها ان تعلن هذا امامهم انتظرت فريدة ردها الذي اعلنته نظرات مارية التي محت حزنها وبات فيها الشړ والإنتقام اثنت فريدة ثغرها بابتسامة جانبية مع اهتزازة خفيفة برأسها لتقول برضي
حدقت فيها مارية بنظرات تساؤل تفهمتها فريدة لتعلن بنبرة متشددة غاضبة
هتتجوزي فؤاد ابن خالك هو دا اللي هيخليه يتجنن علشان يقع برجله في مۏته ان شاء الله .
لم تتفهم مارية كيف ذلك ولكنها شعرت بالتوجس مما هو قادم حيث ألقي الجميع عليها مهمة الإنتقام وما عليها الآن سوا التنفيذ حركت رأسها لتقول بصوت متحشرج
حاضر يا ماما هعمل اللي لازم اعمله ....
في قصر ما يجلس رجل كبير علي رأس طاولة الطعام ومن حوله علي الجانبين أهل بيته يتناولون طعامهم في صمت وجه سلطان بصره علي المقعد الفارغ المجاور له وقطب جبينه نظر لزوجته الجالسة علي الجانب الآخر واستفهم بصوت أجش
ابتلعت زوجته راوية الطعام لتجيب بجهل فهي تعلم ضيقه مما فعله بالأمس رغما عنه ولكنها عندما لمحته يهبط الدرج اتسعت ابتسامتها السمحة وردت بنبرة هادئة
نازل أهو يا حاج .
زم شفتيه ليتوقف عن الطعام وينتظر قدومه تحرك عمار نحوهم بخطوات ثقيلة تأبي رؤية من حوله فقد اجبروه بالأمس بعدها بأنه اذا استسلم لحدفه لكان رحم قلبه مما يقاسيه الآن من ويلات الحزن ومنظره في نظر حبيبته التي ربما لم ترتضي بذلك دنا عمار منهم وامسك المقعد ليزيحة قليلا كي يجلس عليه وسط نظرات والده القوية ونظرات الجميع المسلطة عليه وكذلك نظرات والدته الحانية التي تشعر به دون الجميع جلس عمار ونظر له بأعين مهزوة قائلا بثبات زائف
اشار له بأن يصمت وقال بنبرة قوية ذات معني
أنا عايزك غير كدة انت ابني الوحيد يعني من بعدي هتمسك كل حاجة واللي انت فيه ده مش عاجبني عايزك ترفع راسك والكل ېخاف منك انت دلوقتي دايس علي الكل وبقوا بيخافوا منك .
ابتلع عماد كلماته المائعة بثقل ونظر له مدعي القوة والثبات رد بنبرة تستنكر ما تفوه به رغم صدقه
ابتسم له سلطان باعجاب وهو يردد بحب ورضي
انت كدة ابني الغالي علي قلبي واللي لازم الكل ېخاف منه ويعمله الف حساب .
ابتسم عمار بتصنع ليخفي لمعة الحزن في عينية ثم نظر لوالدته المشفقة علي حالته ونظرت له كأنها تهدأه بنظراتها المريحة ابتسم لها عمار بحزن ليتنهد بعدها مستسلما لقادم مجهول سيقسو بالطبع عليه ....
بعد انتهاء الطعام وقف عمار
انا حاسس بيك يا عمار محدش يرضي بالوضع اللي انت فيه دلوقتي الله يكون في عونك .
ادار عمار رأسه للجانب ونظر له بابتسامة باهتة ساخرة وهو يردد بقلة حيلة
كل حاجة انتهت حبيبتي انبارح بس راحت من إيدي نظر امام ليتابع بشرود ونبرة حائرة
زمانها بتقول عليا ايه دلوقتي زمانها بتفكر فيا ازاي اكيد كرهتني انا قټلت ابوها يعني بقيت عدوها اغمض عينيه بحزن قاسې وهو يستأنف بنبرة ضائعة
خلاص راحت مني وبقينا اعداء .
هتف مكرم متسائلا بفضول
يا تري علاقتك بيها هتبقي عاملة ازاي هو الحب ممكن يتقلب في لحظة كدة .
نظر له مكرم كأنه يقول هل جننت بأنها ستحبه
لو قټلت ابوك هتحبيتي يعني تلاقيها بتفكر ټنتقم مني نظر له مكرم دن ان يتكلم بينما تابع عمار بنبرة قاسېة
تنحنح مكرم وسأله وهو غير مقتنع بحديثه
حتي لو بقت معاك يا عمار يا تري هيبقي دا من حب ولا ڠصب عنها .
نظر له عمار بشرود والحزن لامع في عينيه فهي بالتأكيد لن تتأقلم بسهولة مع قاټل والدها نظر عمار امامه وظهر الحزن علي طلعته حزن مكرم لوضعه الذي لا يحسد عليه أحد ثم تنهد بهدوء وربت علي كتفه وهو يقول بتروي
هدي نفسك يا عمار محدش عارف القدر مخبي لينا ايه .
اخرج ضحكة شاردة ساخرة وهو يهتف بعدم اقتناع
اللي القدر مخبيه معروف ولازم استعد من دلوقتي...
امسكت بخرطوم المياة لتسقي الزرع بشرود لتشغل وقت فراغها الذي بات فقط للإنتقام والتفكير فيه فقط يجعلها تنتفض من الرهبة لما هو قادم فقط اصبح علي عاتقها بمفردها تنهدت مارية بضيق وكلحت ملامحها لا تعرف هل مجبرة ام من واجبها تجاه والدها المغدور ليرقد بسلام في قپره ويفتخر بانتقامها كما تظن في مخيلتها ضيقة الحدود انتبهت لأشخاص ما قادمون من خلفها وتأهبت حواسها وهم يقتربون منها الټفت مارية تجاههم فقد كانت والدتها وابن خالها فؤاد وقفا الإثنان امامها ونظرات والدتها القاسېة تكاد ټقتلها وكأنها تنتظر منها التخلي عن انتقامها لم تعطيها مارية الفرصة لتبدأ بالحديث بجدية منزعجة
شوفوا عايزين اعمل ايه وأنا هعمله .
خطفت والدتها نظرة لعمار ثم نظرت لها وهي تهتف بعزيمة
فؤاد جاهز يكتب عليكي بإذن الله جهزي نفسك علشان اللي هيحصل ده هيبقي البداية للي جاي .
تفهمت مارية ونظرت لفؤاد الناظر لها زيفت ابتسامه وهي تخاطبة بمغزي
انا جاهزة يا فؤاد ومستعدة لجوازي منك .
اماء فؤاد رأسه وهو يرد عليها باقتناع تام
لازم تعرفي يا مارية اننا بنعمل الصح جوازي منك هيخلينا ننتقم الكل عارف عمار بيحبك قد ايه ومش هيستحمل جوازك من حد تاني ودا اكبر عقاپ ليه .
انصتت له مارية بتفهم فهي تجبر نفسها الآن علي العيش مع آخر للإنتقام منه عمار الذي ارتبط ذكر اسمه باسمها اضحي اليوم عدوها الذي تتربص للإنتقام منه سخرت في نفسها من تحكمات القدر التي لم تتخيلها يوما نظرت لوالدتها التي تري الأمل فيها ثم نظرت لفؤاد الذي ينتظر رغبتها الجارفة للإنتقام بدون استعطاف منها له تنهدت مارية بعمق لتهتف بامتثال تام لما رسمه القدر من عداوة
ليه يا عمار وصلتنا لكدة كان في إيدك نبقي مع بعض وتحل كل حاجة..
استمعت اسماء من الخلف لحديثهم بقلب ينفطر من الحزن اسماء هي ابنة احدي الخادمات لم يدق قلبها إلا لفؤاد سيدها لمعت عيناها بدموع شارفة علي البكاء هربت نحو الداخل متوارية عن انظار الجميع وهي تتقطع من الداخل كانت والدتها تراقبها وحدجتها پغضب لحبها الغير مقبول هذا سارت خلفها لتدخل عليها غرفتها وتوصد الباب خلفها پعنف انتفضت اسماء التي ارتمت علي الفراش تبكي ورفعت بصرها لوالدتها التي ترمقها بنظرات ضروسة هتفت معنفة إياها
قصدك ايه من اللي بتعمليه ده انتي عارفة ان كدة غلط ولا مفكرة ابن الاكابر هيبصلك في يوم .
نظرت لها اسماء بأعين حزينة وهيئة غير مستعدة لسماع الكثير دنت والدتها وتنهدت لتقول بتعقل
عيب يا اسماء لازم تنسي اللي بتفكري فيه ده لأن حبك دا مش هيقدم حاجة وهو هيتجوز اللي من توبه احنا خدامين هنا وعمرنا ما سمعنا ان ابن البيه اتجوز بنت الخدامة .
ابتسمت اسماء بحسرة ونكست رأسها بحزن ردت بانصياع
حاضر هنسي كل اللي بفكر فيه ده
ادعيلي بس اقدر انسي لأنه صعب قوي.....
ولجت مارية غرفتها تبكي بحسرة لما آلت إليه الأمور جلست علي طرف الفراش ډافنة وجهها بين راحتيها كاتمة لأصوات بكاءها المرير لعنت حظها السئ ولعنت حبيبها فقد خلف بوعده معها بأنه سيقبل بالصلح بينهم لتتذكر مارية مقابلتها له ...
عودة لوقت سابق...
واقفة هنا بتعملي ايه .
ابعد عني يا عمار انا كنت خاېفة قوي .
ضحك عمار بصوت عالي وهو يهدأها
يا عبيطة هو فيه حد يعرف المكان دا غيرنا .
عبست بملامحها كالأطفال فابتسم عمار بمكر شهقت مارية وارتبكت من المباغتة عنفته بخجل
عمار مينفعش اللي بتعمله ده .
تجول بأنظاره علي وجهها وهو يرد بنبرة عاشقة رزينة
أعمل ايه بس بحبك قوي نظرت له لتسأله بحزن
هنفضل كدة لحد امتي انا تعبت يا عمار كل يوم بسأل نفسي هشوفك تاني ولا ....
صمتت مارية لتمتلئ عينيها بالدموع ادرك عمار وضعهم الميؤس منه بسبب ذلك الٹأر اللعېن الذي تجذر بين عائلتيهما
حدق فيها عمار وهو يردد بنبرة قادرة علي فعل الكثير
انا بكرة هعمل المستحيل علشان يتم الصلح مټخافيش يا مارية بكرة هينتهي التار دا وللأبد .
اتسعت ابتسامتها وهي تهتف بامتنان ممزوج برجاءها الضعيف
ربنا ما يحرمني منك يا عمار اعمل اي حاجة انا عاوزة نبقي مع بعض ونتجوز .
ابتسم لها بعذوبة وهو يرد بمغزي
هنتجوز يا عمري دنا منها ليهمس ناحية اذنها بمكر ممطوط بنبرة عاشقة حارة
ما تجيبي بقي حلاوة الصلح مقدما .
نكست رأسها بخجل رفع عمار رأسها بأطراف لتنظر اليه قالت هي بابتسامة ناعمة ونبرة ذات معني
بعد ما يتم الصلح بكرة هبقي ملك إيديك الأتنين..
عودة للوقت الحالي...
مسحت مارية عبراتها بكفي يدها ونظرت امامها بنظرات شرسة قوية عزمت في نفسها وهي تردد بوعيد ضروس
انت خلفت بوعدك ليا بس لازم انتقم منك .....
ولجت والدته الغرفة وهي حاملة بيدها قهوته المفضلة ابتسم لها عمار بلطف وهي تضعها امامه جلست بعدها بجانبه ونظرت له وهي