شد عصب للكاتبة المبجلة سعاد محمد
الرهاب الواضح على وجهها قائلا
على فكره الأقصر من فوق غير وبالذات فى الوقت ده من السنه الخريف له مذاق خاص هنا فى الاقصر الجو بدأ يلطف بعد حر الصيف كمان هتشوفى معبد الكرنك من فوق بمنظر تانى غير لو شوفتيه من عالارض هتقولى شوية أعمده خرسانيه صحيح مرسومه ومتنفذه بدقه وإبداع بس الابداع الحقيقى هتشوفيه من فوق مع الصوت والضوء اللى هيبدأوا دلوقتى هتسمعى حكاية المكان بطريقه تحسسك إنك جوه قصه خياليه
والله أنا اللى حاسه إنى جوه قصه خياليه لو حد بيحكيها لى كنت قولت عليه ساذج
كذالك جاويد نظر لإنعكاس تلك الشعله
على وجه سلوان رأى عينيها التى تشبه لون الحناء التى تشبه لون اوراق الشجر الخريف التى تميل الى درجات اللون البني الغامق تذكر قول العرافه له قبل أيام كم لام وذم نفسه سابقا على سمعه وتصديقه لحديثها لو أخبره أحدا بهذا سابقا كان قال عليه أبله أو مغفل كيف يصدق بأقوال المنجمون
بعد وقت
زالت الرهبه عن سلوان وبدأت تخبر جاويد عن جمال حكايات المعابد هنا لكن فجأه شعرت بنغزه قويه فى قلبها وهى تتذكر والداتها التى ترقد بين الثرى بأحد البقاع هنا لمعت عينيها بدمعه لاحظها جاويد وهى تضع يديها تمسد على عينيها ظن أن ذالك بسبب قوة الهواء المتدافع طرف عينيها الهواء الذي بسببه كاد يتطاير وشاح رأسها أكثر من مره لولا إمساكها له بيديها حتى أن بعض خصلات من شعرها التى تشبه لون عينيها تطايرت خارج ذالك الوشاح سار بداخله رغبه فى إمساك تلك الخصلات المتمرده يتنعم بملمسها الغجري بين آنامله لكن سلوان
________________________________________
كانت تحاول السيطره على تمردها بزجها أسفل وشاح رأسها الذى هو الآخر يتمرد لولا أن قامت بربط أطرافه ببعضها بإحكام حول رأسها
مر الوقت سريعا ووجب الهبوط بالمنتطاد بعد رحله إنتهت ب سلام كما تنهدت سلوان براحه حين شعرت بعوده رسو المنتطاد على الأرض مره أخرى لكن التسرع عيب فيها إكتشفه جاويد حين فتحت باب المنتطاد وخرجت منه قبل أن يتوقف وكادت تفقد توازنها مره أخرى لولا تشبثها بطرف باب المنتطاد فى البدايه شعر جاويد باللهفه خشية أن يصيبها مكروه لكن تنهد براحه حين وقفت على الارض لكن مازالت تشعر بترنح وهى تغمض عينيها تضع يديها حول رأسها إبتسم قائلا
فتحت عينيها رغم شعورها بالدوخه قائله
وعرفت منين بقى إنى متسرعه
رد جاويد ببساطه
المره الأولى ليلة ما كنت هتقعي على محطة القطر ودي تانى مره برضوا نزلتي قبل المنتطاد ما يوقف عالأرض مش معنى أنه رسي عالأرض تنزلى فورا منه
عادي جدا ده مش تسرع منى انا ليلة القطر إتأخرت فى النزول ولما نزلت كان القطر بدأ يتحرك ودلوقتي فكرت طالما وصل المنتطاد الأرض يبقى عادي أنزل منه
إبتسم جاويد يعلم انه تكابر كي تظهر غير متسرعه لكن سلوان نظرت بغيظ من بسمته التى تعلم مغزاها قائله
بتضحك على أيه أنا فعلا مش متسرعه دى صدف
تمام فى مطعم كويس قريب من المكان لو معندكيش مانع ممكن تقبلي عزومتي عالعشا
ترددت سلوان كثيرا قائله
لاء مش هقدر أقبل عزومتك عالعشا لان الوقت خلاص قربنا عالساعه تسعه ونص ولازم أرجع للاوتيل
إبتسم جاويد قائلا
تمام إتفضلي خلينى أوصلك للاوتيل
أومأت له برأسها وسارت أمامه الى ان وصلا الى مكان ركن السياره صعدت خلفه وجلست جواره لكن حل الصمت لوقت قبل أن تتنحنح سلوان متسأله
بصراحه أنا نسيت أسألك على إسمك أنا أسمي سلوان
نظر جاويد لها قائلا
عارف إسمك من قبل كده
للحظه تعجبت متسأله
وعرفته منين بقى!
للحظه كاد يخبرها جاويد أنه يعرف إسمها من قبل أن يتقابل معها لكن قال
من بطاقتك الشخصيه وكمان الكريديت
شعرت سلوان بإحراج قائله
آه آسفه نسيت وكمان نسيت أشكرك على إنقاذك ليا ليلة القطر ولو مش مسكتنى يمكن كان محدش قدر يتعرفلى على ملامح
نظر لها جاويد مبتسما وهمس لنفسهبعيد الشړ
لكن قال لها بتواضع
العفو أى حد كان ممكن يكون مكاني وجودي كان سبب مش أكتر
إبتسمت سلوان له قائله
على فكره نسيت تقولى إسمك وكمان عندي سؤال تاني تقدر تعتبره فضول مني إنت بتشتغل فى السياحه مرشد سياحي مثلا
إبتسم جاويد قائلا
فعلا بشتغل فى السياحه بس مش مرشد سياحي
تعجبت سلوان قائله
غريبه مع إن
عندك معلومات كتير عن الاقصر
إبتسم جاويد قائلا
عادي أعرف المعلومات دى أنا عشت هنا معظم حياتى
إبتسمت سلوان قائله
نسيت تقولى إسمك أيه
إبتسم جاويد قائلا
إسميجلال صلاح
إبتسمت سلوان قائله
يعنى الاسم اللى محفور فى الأسوره هو إسمك
غص قلب جاويد صامتا للحظات ثم أومأ برأسه
تنهدت سلوان حين توقف جاويد بالسياره قائله
وصلنا للفندق مره تانيه بشكرك كانت رحلة المنتطاد فعلا ممتعه بس متمناش أعيدها تاني
إبتسم جاويد قائلا
عالعموم إنت شوفتي الأقصر من فوق لسه مشوفتهاش من تحت لما تشوفي الاتنين وقتها هتقررى الأفضل وأعتقد هتختاري تشوفيها مره تانيه من فوق
إبتسمت سلوان قائله
ممكن ليه لاؤ عالعموم مره تانيه شكرا تصبح على خير
إبتسم جاويد وهو يقف أمام سيارته ينظر لدخول سلوان التى إستدارت تنظر له قبل دخولها من باب الفندق الداخلى وأشارت له باصابع يدها ب سلام
أشار لها هو الأخر بشعر بخواء يتمنى ان تعود مره أخرى ظل واقفا على أمل واهى وتذكر حين تعمد النظر ليديها سابقا
يديها الأثنين كانتا خاليتين من أى مصوغات تثبت أنها مرتبطه لكن حتى هذا ليس دليل قاطع فبعض الفتيات تكون مرتبطه لا ترتدين المصوغات حرصا أو لأسباب خاصه لديها شعر بغصه وتسأل هل هى مرتبطه أم لا عليه معرفة ذالك
بالمشفى
بعد وقت طويل
خرج جواد من غرفة العمليات وأستقبل لهفة والدا ذالك الطفل ببسمه قائلا
إطمنوا يا جماعه الحمد لله العمليه مرت بخير وزرعنا الدعامه ومحصلش أى مضاعفات أثناء العمليه واضح أن إبنكم بطل
إبتسمت والدة الطفل قائله
كتر خيرك يا دكتور
________________________________________
جوزي جالي إنك اللى إتبرعت بمصاريف العمليه كلها ربنا يعمر بيتك ويزيدك من فضله لولاك كان زمان ولدي منتظر دور فى كشف العمليات
إبتسم لها جواد قائلا
الشكر لله يا ست وربنا يكمل شفاه على خير ويجوم يرمح كيف الخيل هو دلوك هيطلع عالعنايه المركزه مالوش لازمه وجوفكم إهنه هو شخص واحد اللى هيبجى مرافج له
فى نفس الوقت كانت تخرج إيلاف من غرفة العمليات وسمعت حديث والدة الطفل ل جواد شعرت بشعور خاص فسرته على أنه إعجاب بإنسانية جواد وسارت بعيدا لم ترى عيني جواد التى ذهبت خلفها إستأذن من أهل الطفل وذهب خلفها بخطوات سريعه حتى توقفت حين سمعت نداؤه بإسمها
إبتسم حين اصبح امامها قائلا
بشكرك يا دكتوره بصراحه ساعدتيني كتير وإحنا فى أوضة العمليات واضح إنك هتبقى دكتوره جراحة قلب شاطره
إبتسمت إيلاف قائله
بالعكس أنا كنت بتعلم من حضرتك واضح إنك دكتور متمرس فى جراحة القلب
إبتسم جواد قائلا
بصراحه أنا شاركت مع الدكتورمجدي يعقوب قبل كده فى كذا عمليه واتعلمت منه وأهو بحاول اساهم فى نزع الالم على قد ما أقدر
إبتسمت له إيلاف لكن قبل أن تتحدث صدح رنين هاتفها أخرجته من جيب معطفها قائله
يا دوب فتحت الموبايل ورن أكيد دى ماما اللى بتتصل عن إذنك هروح أكلمها من أوضتي
إبتسم جواد له يومئ برأسه تنهد بعد ان ذهبت وضع يده على قلبه قائلا واضح إن دكتور القلب هيحتاج إستشاره خاصه قريب من الدكتوره
إيلاف حامد التقي
منزل مؤنس
فتح ضلفة الدولاب وأخرج ذالك الصندوق الصغير
وضعه على الفراش أمامه بقلب منفطر تردد كثيرا قبل أن يفتحه
لكن حسم أمره وفتحه
ليرى كم كبير من الرسائل مطويه
شعر بآسى ودموع فرت هاربه من بين أهدابه
دموع حسره وندم وهو يضع يديه بين تلك الرسائل المطويه التى لم تفتح من قبل
مد يده وأخذ إحدى الرسائل قربها من أنفه يستنشق عبق ماضي أليم يديه قامت بنزع جزء صغير من المظروف وأخرج الرساله التى كانت بداخله فتح طياتها وبدأ بقرائتها بدموع
أبوي أنا مبسوطه جوي معهاشم هاشم حنين جوي يا أبوي مش كيف ما جولتلى عليه مع الوجت هيزهج منيك بالعكس يا أبوي ده مع الوقت حبي فى جلبه عيزيد فى خبر يا أبوي كنت عاوزه أجوله له وعارفه إنك هتفرح جوي أناحبله وهاشم لما عرف مش عاوزنى اشيل الياسمينه من عالأرض أنا حاسه إنى حبله فى بنت وإن شاء الله هسميه اسلوان كيف ما كنت رايد تسميني يا أبوي بس چدتي هى اللى سمتن يمسك انا سعيده يا أبوي
مش ناجصني غير رضاك عني
وضع الرساله وجذب رساله أخري
يقرأها بقلب موجوع
النهارده يا أبوي سلوان كملت سنه دى شجيه شقيه جوي يا أبوي وعنيده فيها شبه كتير مني ومن چدتى حتى ورثت الشامه اللى كانت على خد جدتى الله يرحمه وخدودها حمره شبه توت
خد الچميل انا بعت لك صوره ليها فى الجواب
ورساله أخرى وأخرى وأخرى بدأ يقرأها كانت ترسل له رسائل كل شهر الكبر والڠضب أعمى قلبه عن قراءة تلك الرسائل بوقتها كانت تخبره كم هى سعيده لكن عدم رده على رسائلها يغص قلبها ينقص من سعادتها وقعت عيناه يقرأ هذا السطر بقلب باك
أنا عارفه يا أبوي إنك مش هتقرى رسالتى زى بجية الرسايل اللى بعتها جبل إكده بس انا مش هيأس يا ابوي وهفضل أبعتلك رسايل لحد آخر يوم فى عمري آه نسيت اجولك إن سلوان دخلت المدرسه وشافت صورتك وأنت فى المعبد وجالتلى ان نفسها تزور الأقصر وتشوفك أنا بحكي ليها عنك كتير يا أبوي
ورساله أخري تبدوا مثل رسالة قرأ أسطرها كأنها كانت رسالة وداع منها قرأ آخر سطر باكيا بشده
سلوان بت يا أبوي لو چرالي حاجه إبجى أسأل عليها من بعدي