أنت حياتي بقلم سارة مجدي
سلطان قائلا
اخبارك يا حسن
نظر ليه حسن بغموض وقال
بخير يا سلطان .
وبطه
ظل حسن صامت لبعض الوقت ثم قال
متقلقش يا سلطان انا عارف انا بعمل ايه .
هز سلطان رأسه بنعم وعاد الصمت مره اخرى ولكن قطعه هذه المره حسن و هو يخرج من جيب قميصه ورقه مطويه ويعطيها لسلطان
ظل سلطان ينظر الى الورقه ثم قال
ده شيك بنصيب رحاب . كنت عايز انا الى ادهولها بس بجد يا سلطان انا مكسوف منها جدا وياريت تطلب منها تسامح ابويا .
ظل سلطان على صمته ثم قال
مهما كان لازم انت الى تدهولها ... بس انا مقدر الظروف الى انت فيها يا حسن . ومتقلقش هى فعلا مسمحاه .
والموضوع ده خلاص اتقفل ومفيش فيه كلام تانى ... وصل رحمك يا حسن وعوضه .
كانت جالسه فى مكانها تحاول الاستيعاب .. من كلمات الطبيب لكلمات حسن .
تشعر بالضياع بالخۏف كلام الطبيب
اراحها قليلا لكن حسن لم يأخذ ذلك الموقف
ظلت تتذكر كلمات الطبيب بعد ان اخذوا له نتائج التحاليل
كانت جالسه فى توتر وقلق والطبيب يتفحص الاوراق بتركيز شديد
وحين رفع عينيه عن الاوراق قال
ثم اخذ نفس طويل وقال
بالنسبه لحضرتك يا استاذ حسن كل تحاليلك سليمه بس فى مشكله ... حضرتك عندك نسبه تشوه فى الحيوان المنوى ... وممكن يكون هو ده سبب تأخر الانجاب
شهق بطه بصوت عالى وهى تنظر لحسن الصامت الجامد فى مكانه دون ان يحيد بنظره بعيد عن الطبيب قائلا
خلع الطبيب نظارته ومسح عينيه ثم اعادها من جديد واكمل قائلا
النسبه دى مش مقلقه بالعلاج ان شاء الله نقدر نعدل النسبه بإذن الله ... معانا فتره سنه .. وبعد السنه دى لو محصل الحمل طبعيى ... هنلجئ للحقن المجهري ... وده نتجته ان شاء الله مضمونه .ومفيش منه خطۏرة .
ظل حسن
على صمته والطبيب يكتب الوصفات الطبيه ...
ظل طول الطريق صامت وقف امام احدى الصيدليات و اشترى الدواء وعاد الى السياره واكمل طريقه صامت
و حين اقترب من البيت امسك هاتفه واتصل على امه وطلب منها ان تنزل الى شقته
حين صعد السلم كانت امه تقف امام الباب على وشك قرع الجرس ... انتبهت لهم والى الوجوم الذى يكسى وجههم
ايه يا ولاد ملكم ... وبعدين كنتوا فين كده .
اقترب حسن ليفتح الباب وهو يقول
هتعرفى كل حاجه دلوقتى .. اتفضلوا
دخلت امه خلفه ومن بعدها بطه واغلقت الباب خلفها
جلس حسن على الكرسى فى صاله منزله ... وجلست امه على الكنبه المجاوره .وجلست بطه على الكرسى المواجه له
ظل حسن صامت لبعض الوقت ثم قال
اتهمتى بطه يا امى انها مبتخلفش بالباطل فربنا ردهالك فى ابنك ... وابنك هو الى مبيخلفش .
تكلمت ام حسن اخيرا قائله
انت بتقول ايه يا حسن .. انت بتكذب صح .. بتقول كده علشان أعمالها كويس ... هعمل كده بس يا ابنى ماتقولش على نفسك كده
وقف على قدميه بعصبيه وهو يضرب الكرسى بقدمه وهو يقول
انا مابكدبش ... انا عندى مشاكل ومحتاج علاج . .. يلا اقوليلها تسبنى وتروح تتجوز واحد سليم علشان تخلف يلااااااا
وقفت امه امامه وهى تقول
ليه يا ابنى انت بتحبها وهى بتحبك ... اكيد بطه مش هتسيبك. .. وهتعيش معاك
نظر لها باندهاش وهو يقول بعصبيه واضحه
ليه شرينها من سوق الجواري لو مخلفتش ارميها واتجوز عليها ولو انا الى مابخلفش ڠصب عنها تعيش وتسكت وتتحرم من الامومه عادى مش كده .. ليه مش هى كمان ليها حق انها تكون ام ولا هو حقى انا بس ... من حقها تتطلق وتتجوز واحد سليم وتخلف .
كل ذلك الحوار وبطه جالسه مكانها تبكى فى صمت فهمت الان معنى كلماته ولكن هل هو جاد كاد قلبها ان يتوقف خوفا ... ولم تكن تشعر بقدميها ظلت جالسه فى مكانها تشاهد ما يحدث وقلبها يتقطع
اكمل حسن كلماته الموجعه لامه
دلوقتى انا المعيوب يا امى مش بطه ... انا الى مبخلفش
وامسك الحقيبه التى بها الوصافات الطبيه ورفعها اما عينيها وهو يقول
محتاج اتعالج .. وكمان مش مضمون .
وتركها واقفه وجلس على كرسيه مره اخرى بعد ان عدله ووضع رأسه بين يديه المستنده على ركبتيه .
ظلت ام حسن واقفه تنظر لرأس ابنها المنكس بحزن ... كانت تلوم نفسها
كم من مره اهانت بطه ... كم اتهمتها بانها ارض بور وانها ستزوج حسن الافضل منها .. والان ان تركت بطه حسن ماذا ستفعل .. هل سيعيش عمره كله وحيد .. ام يتزوجه امراة مطلقه او ارمله ..ولديها اولاد ليربى اطفال غيره
رفعت عيونها تنظر لبطه التى تجلس تنظر لحسن ودموعها تغطى كامل وجهها .
واقتربت منها وانحت تقبل رأس بطه وهى تقول
حقك عليا يا فاطنه ... انا غلطت فيكى كتير .. بس ابوس ايدك يا بنتى ... متتخليش عن ابنى .
نظر حسن اليها ووقف امامها وقال
دلوقتى بتترجيها عيزاها تعيش معايا شفقه ارجوكى يا امى ده قرارها هى
ثم نظر الى بطه وقال بجمود
انا نازل مشوار لما ارجع هخدك لاخوكى ... فكرى برحتك وخليه يبلغنى قرارك
وخرج دون كلمه اخرى ... ظلت ام حسن واقفه فى مكانها لم تتحرك ولم تقل شيء وبعد القليل من الدقائق قالت لها وهى تربت على كتفها
احلفك يا بنتى بكل غالى عليكى متجوعيش ابنى .
وخرجت دون كلمه اخرى ومن وقتها وبطه جالسه فى مكانها لم تتحرك مر اكثر من ثلاث ساعات وحسن لم يعود بعد قلبها يؤلمها بشده اراد ان يرد لها كرامتها امام امه ... ولكن كلماته الاخيره هل كان يقصدها حقا عقلها لم
يعد يتحمل
بعد نصف ساعه اخرى استمعت لصوت المفتاح ورأت حسن يقف امامها بهدوئه المعهود ظلت تنظر اليه فى صمت ثم وققت على قدميها ودخلت الى الغرفه الصغيره صافقه الباب خلفها تعبيرا عن ڠضبها
كان يفكر و هو على نفس وقفته حين تقابلت عينيه مع عيونها الباكيه
كانت على نفس جلستها وخذه قلبه والمه كثيرا على حالها كان سيقترب منها يراضيها ويفهمها ما حدث ولكنها لم تعطه فرصه وتركته ودخلت غرفه الڠضب الخاصه بها .
ظل على وقفته بعض الوقت ثم تحرك واغلق الباب ودخل الى المطبخ ليشرب بعض الماء كان المطبخ مرتب بشكل يدل على انه لم يستخدم اليوم عاد احساسه بالالم فى قلبه مره اخرى
لم تأكل شيء ودموع عينيها لم تتوقف هل اخطاء هذه المره ايضا ... تحرك بتجاه غرفتها ليجدها تفتح الباب وهى تضع الهاتف على أذنها وتقول
لا خلاص هجيلك يا بنتى انت حامل ومينفش المجهود عليكى هاجى اسعدك فى كل حاجه ...
ونظرت لحسن نظره ذات معنى وهى تقول
اساسا انا كده كده كنت جايلكوا اقعد معاكوا كام يوم حسن لا خالص متقلقيش هيعرف يقعد من غيرى .
ودخلت غرفتها واخرجت حقيقبه صغيره ووضعت بها ملابس بيتيه كثيره كان حسن يقف على الباب ينظر الى ما تفعله وغصه فى حلقه ټخنقه اغلقت الهاتف ووضعته جانبا واكملت للملمه اغراضها دون نظره واحده لحسن اقترب منها ووقف خلفها مباشره وقال بصوت هادئ
انت رايحه فى يا بطه
اجابته ببرود
عند اخويا .
من غير أستاذان
ظلت هى صامته لبعض الوقت ثم قالت بصوت اكثر بروده
إذن انت نسيت ان انت تطرتنى ... عايزنى استاذن ليه بقا ... انا اصلا مبقاش ليا وجود هنا .
تصلب كل جسده وهو يكرر كلمتها
طردتك ...انا لعشت ولا كنت يا بطه ... انا كنت بقول كده لامى علشان احساسها بغلطها ... لكن انت
... انت مراتى وحبيبتى واختى ... وكل حاجه ليا فى الدنيا ... انا مقدرش اعيش من غيرك .
ظلت على صمتها دون حراك والقلق ينهش قلبه
التفتت اليه وعينيها تغشاها الدموع قائله
يمكن ... بس فى جميع الأحوال انا رايحه بيت اخويا مراتوا محتجانى وده كمان علشان كلمتك متنزلش الارض
ومدت يدها وأخرجت العبائه السوداء وخرجت من الغرفه متوجه الى الحمام وبعد ثوانى قليله خرجت ولفت حجابها واخذت حقيبه ملابسها ونظرت اليه نظره جعلت قلبه يسقط تحت قدميه من الالم الموجود فى عينيها .وتحركت الى الخارج وهى تلقى سلام سريع .
ظل هو على وقفته دون حراك ينظر فى اثرها وقلبه يبكى جرحها
الخاتمة
كان الكل يعمل بهمه وبنشاط ... لقد مر أسبوعان والكل يستعد لعقد قران سهير ويوسف
كانت رحاب تجمل طاوله الطعام فى صاله منزلها فسلطان كان قراره ان يتم عقد القران فى منزله قائلا
سهير زى اختى بطه بالمظبوط وزى ما بطه خرجت عروسه من البيت ده سهير كمان هتخرج من البيت ده
وكل انصاع لقراره كانت بطه تعمل بنشاط فى المطبخ وبحرفيه
مع نغمات هاتفها واتصالات حسن المستمره
تذكرت اليوم الذى تركت فيه بيتها وحين جلست مع سلطان قصت عليه كل ما حدث
ظل يسمعها بتركيز حاول ان يفهم كل الأمور وبعد انتهائها سألها قائلا
كان ممكن تيجى لرحاب كل يوم وترجعى مع جوزك ... و خصوصا انه وضحلك انه قال كده علشان خاطر امه مكنش يقصد حاجه وحشه .
ابتسمت وهى تجيبه قائله .
عارفه بس كمان انا حبيت اخلى امه تعرف قيمتى وتعرف انى فعلا سبت البيت . وانى ممكن اسيب ابنها زى ما كانت ديما تهددنى انها هتجوزه ... وكمان علشان اشوف غلوتى عنده .
رفع سلطان حاجبيه فى اندهاش من تلك التى كان يتخيلها طفله وقال بسعاده
طلعتى مش قوليله وانا مش هريحه لو جالى .
وغمذ لها ووقف عل قدميه وغادر الغرفه .
ابتسمت وهى تتذكر كل ذلك ويدها تعمل بمهاره فى تجهيز الطعام .
ورنين الهاتف لا يتوقف .
كان حسن يقطع صاله منزله ذهاب واياب فى ڠضب انها لا تجيب على الهاتف ... لقد مر أسبوعين الى الان لم يراها ولم تجيب على كل اتصالته ... وحين يذهب الى سلطان بالورشه لا يطمئنه
دئما يستفذه قائلا
هى زى الفل وبعدين انت قلقان ليه دى فى بيتها .
ويتكلم بعدها فى اى شيء غير ذلك
وقف فى منتصف الصاله ينظر الى كل ركن فيها ... قطب بين حاجبيه وهو ينظر الى كل تلك الفوضه هل ضړب البيت اعصار ما جلس على الكرسى الوحيد الذى لا يوجد عليه اغراض وملابس وهو ينظر حوله بزهول الملابس ملقيه على ظهر الكنبه مجموعه من الاكواب والاطباق على الطاوله
حذائه ملقى فرده عند الباب والثانيه لا يعلم اين هى وقف على قدميه ليدخل الغرفه التى كانت غاضبه فيها السرير يبدو انه كان هناك دب ينام عليه وليس انسان