أحببت العاصي بقلم أية ناصر
انت في الصفحة 1 من 141 صفحات
رواية آحببت العاصي
آيه ناصر
ما تطلبه المرأة الآن ليس فارسا كما نعتقد نحن ولا رجلا يوفر لها كل شيء كما يقول شكسبير ولا جدارا تتكئ عليه كما تقول أمثالنا هي قادرة على كل شيء بنفسها بلا فارس وبلا رجل لكنها غير قادرة على أن تحب وحدها الحب قانون يربطها مع هذا الرجل فارسا كان أو طفلا غذاء المرأة هو الحب وليس المال ولا الفرسان ولا الرجال هذا ما تريده المرأة لا أكثر و ما دام الفراق هو الوجه الآخر للحب والخيبة هي الوجه الآخر للعشق لماذا لا يكون هناك عيد للنسيان و للحياة دمعتان دمعة لقاء ودمعة فراق فإن لم تجمعنا الأيام فسوف تجمعنا الأحلام فإن لم تجمعنا الأحلام فسوف تجمعنا الذكريات وروعتها بالأمل واللقاء فإذا رست سفينتك على شاطئ الذكريات فاجعلني أحد ركابها وعذرا لم أعد أحتمل البقاء
المطر يأتي دائما بالخير ذهب يهبط من السماء محمل برسالة فرحة لجميع المخلوقات ويستقبله الجميع باشتياق ويكون المشهد كالآتي تعانق محمل بين حبات المطر وفتات الحصي ويتراقص النبات
و من بين كل هذا نري فرحة العاصي نعم هي عاصي تضحك وتتراقص وتستقبل المطر بضحكات عالية لا تستطيع أن تفرق بينها و بين غزير المطر و كأنه لحن متكامل والجميع في هذا المكان يعلم فرحة العاصي بالمطر فرحة لا يستطيع أحد تخيلها ولا تتعجب من هذا فإن العاصي اليوم تودع فصل المطر لتستقبل فصل آخر فرحة اخرى يسعد بها قلبها وشعارها كأن هو كل ما يخص الأرض يفرحها
و الأرض عند العاصي يا سادة لها مفهوم آخر الأرض عندها تعني عرضها الأرض عندها تعني شغفها الأرض عندها تعني حياة
وفي وسط الدلتا حيث البيئة الزراعية وجمال الطبيعة وسحرها كانت تدور تلك الفتاة بفرحة وتتراقص تحت حبات المطر تبتسم وهي تغني بصوتها العذب الذي يعشقه الجميع في هذا المكان وعلي بعد أمتار تشعر بالاضطراب كلما تتقدم إلي ذلك القصر الكبير ولكنه قديم تشعر وكأنك تري متحف آثري فتصميم القصر كان ساحر وكيف لا وهو قصر آل مهران وعندم تخطوا قدميك إلي الداخل أول خطوة تستنبط أن القصر بلا حياة وكأنه هجره سكانه كل شيئا ساكن مكانه بلا روح فالقصر مغلق منذ زمن بعيد واليوم يهرول الجميع حتي يقوموا بتنظيفه فالجد سيعود
من كلية الزراعة حديثا و ها هي تعمل في نفس المكان التي كانت تعمل فيه عبر مراحل دراستها فهي تحب العمل بالأرض حيث الطبيعة و الجمال كما أنها تهتم بكل شيء في هذا المكان لعلها توفى للجد مصطفي حقه فهو من رباها هي وأخويها بعد مۏت أهلها فالجد مصطفي كان صديق مقرب لجد عاصي كما كانت تجمعهم شراكة أيضا فقد كانت بدايتهما معا في التجارة وبعد فترة من الزمن أصبح لديهم تلك المزرعة الكبيرة و بعض الشركات والمصانع في العاصمة تولي العمل بالمزرعة سالم غنيم وولده منصور وتولي العمل في المصانع والشركات
مصطفي مهران وولده كامل إلي
أن أخذ الله أمانته فقد ټوفي سالم وولده في حاډث كان الخبر محزنا للجميع و لقد فقد مصطفي أحب الناس إلي قلبة و أخذ عهد أمام الله أن يرعي أحفاد صديقة وزوجة ابنة الراحل و لكن توفت زوجة ابنه هي الأخرى أثناء وضعها لطفلتها الصغرى هند وتركت الأطفال الثلاثة بدون رعاية ولكن وفر لهم مصطفي كل شيء ليعيشوا حياة هنيئة ودائما كان يراعيهم إلي أن ترك العمل في العاصمة و جاء إلي المزرعة ليسكن بها تاركا أعماله لولده كامل وليرعي هو الصغار اليتامى وعاصي هي التي تربعت علي قلب مصطفي مهران و علي الرغم ان لديه أحفادا من صلبه ولكن تبقي للعاصي مكانة مخصصة داخل قلبة فهي مزيج مشترك بين طيبة قلب سالم غنيم وذكاء عقلية مصطفي مهران وهكذا هي العاصي حقا
وعلي بعد أمتار من قصر مصطفي مهران يوجد قصر أخر بنفس تصميم قصر مهران ولكن ذلك القصر مختلف يوجد به ضحكات وهتافات و أصوات توجد به حياة وفتاتان تجلسنا في صالة المنزل الواسعة حيث في المنتصف منضدة دائرية الشكل و علي الجانب أنتريه مدهب كلاسيكي و في الطرف الأخر صالون كلاسيكي بجانب الحائط شاشة عرض كبيرة وفي أخر الصالة سلم متفرع إلي اتجاهين تجلس الفتاتان تتابعين أحد المسلسلات التركية علي اللاب توب ويضحكان بشدة وعندما ننظر إليهم نجد أنهما يشبهان الأطفال الصغار فكانت أحداهما ترتدي منامة قطنية باللون الوردي وعليها رسومات كرتونية مضحكة و جمعت شعرها إلي أعلي بطريقة مضحكة أيضا و ترتدي نظارة طبية علي عينيها العسلية أما عن بشرتها فهي شديدة البياض و تلك هي هند و الأخرى ترتدي منامة بلون كحلي و خالية من أي رسوم و شعرها منسدل علي ظهرها و بعض خصلاته تهبط علي جانب وجهها انها ذات العين البنية و البشر الخمرية إنها عائشة أخت في الرضاعة فلقد توفت والدة هند أثناء ولادتها فأحضر الجد مصطفي الخالة حنان والدة عائشة لترضع الصغيرة و تسكن مع الأطفال لترعاهم فحنان وزوجها العم علي يعملان في المزرعة منذ زمن وهما من قاموا بتربية اليتامى بمساعدة الجد مصطفي و يقال ما من بذرة صالحة تنبت في أرض صالح إلا وكان طرحها صالح ولقد صدقوا فالخير لا يجازى إلا بالخير و عائشة بهيام هو البطل ده حقيقي ولا هزار
هند بتسبيل ما قدامك آه حقيقي وبعدين تركي عوزه يعمل إيه عائشة بتنهيده هما الفرعنة ليه بس ما أنتجوش النوعية دي
هند بنظرات حالمة يا ريت علي الأقل كانت نسبة الطلاق والعنوسة تخف وتبقي الحياة كلها تفاؤل علي الآخر
وعلي بعد خطوتان كان كانت تقف تلك السيدة التي من مظهرها نعرف أنها سيدة في العقد الخامس من عمرها ترتدي جلباب فضفاض من اللون الأسود و تضع علي رأسها وشاحا يغطي نصف جسدها و أما عن ملامحها فهي ذات ملامح محببة بداية من عينية الكحيلة شديدة السواد و بشرتها القمحية و أنفها الصغير المدبب إنها السيدة حنان من قامت بتربية الصغار منذ ۏفاة والدتهم كانت حنان تنظرت إلي الفتاتان بنظرات محتقنه ثم تقدمت ووقفت أمامهم مباشرتا فانتبهت عائشة لوالدتها فنظرت إلي هند
عائشة پذعر أأ أنا بقول يله نقوم نذاكر يا هند
هند بمرح ومازالت تنظر لشاشة الحاسوب نذاكر مين والناس نائمين لما نخلص المسلسل عائشة بترقب و أخذت تحرك هند بعشوائية لا لا نذاكر عشان الامتحانات علي الأبواب
هند وهي تهتف ثم توقفت عندما وجدت حنان تنظر لها
پغضب امتحانات إيه و ماما حنان منورة يا غالية خليك شاهدة من الصبح بقولها يله يا عائشة نذاكر مش راضيه
عائشة وهي تفتح ثغرها متفاجئة أنا والله أبدا يا ماما دي هي اللي قعدة تقولي بصي البطل ده بصي الموز ده بصي
صاحت حنان بهما پغضب قدامي علي المطبخ بدام مفيش مذاكرة تتعلموا حاجة تنفعكم عشان لما يجي البطل اللي بجد تشرفونا قدامه و بلاها مضيعة للوقت
هند بخفوت مضيعة وقت إيه ده حب للإيجار هو ده في مضيعة وقت ثم رفعت من نبرة صوتها و طيب سماح المرة دي يا ماما حنان
عائشة بتوسل آه يا ماما سماح المرة دي
حنان بتصميم قدامي منك ليها
وقاطع حديثهم دخول فتاة آخر من باب القصر ولكن الشيء الغريب أن ملابسها وحجابها يتساقط منهما الماء كأنها كانت تسبح أو ما شابة نظرت السيدة حنان لها بتدقيق ومن ثم الفتاتان و
حنان پغضب ربي يصبرني عليكم اجده يا عاصي مش ناوية تغيري عادتك دي إلا لما تمرضي صح
هند بمرح أنت بتكلمي عاصي يا حنون يعني ولا حياة لمن تنادي
عائشة بضحكة عالية عاصي و عادتها في موسم المطر
عاصي وهي تنظر لهم بتحذير ثم نظرت إلي السيدة حنان التي
أسرعت إليها بالمنشفة خلاص يا خالة أنا هغير هدومي