رواية كاملة بقلم فاطيما يوسف
انتباهها فوجدت حالها ترد بخجل
في منزل مجدي زوج مها حيث تجلس مها
مع أبنائها تحاول فك اللغز الذي أعطاه لها ابنها وهي مستمتعة باللعب معهم فحقا الأوقات التى تقضيها مع ولداها التوأم من أحب الأوقات إلى قلبها فالجلوس معهم له لذة تجعلها في قمة سعادتها فهي تعشقهم وتهتم بهم وبأمورهم وتشاركهم كل يومهم فبعد محاولات عدة استطاعت تجميع اللغز ببراعة فصفق الصغير بسعادة نظرا لنجاح والدته وهتف
قرصته من وجنته بخفة ولطف وهي تردد بفرحة لسعادته
وه كانك مفكر أمك مفهماشي حاجة إياك
وتابعت كلماتها وهي تشير على حالها بفخر
أني شاطرة قوووي وعلشان مش داكتورة ولا صحفية شكل خالاتك يوبقي مش بفهم أني لو كنت غويت العلام كان زماني محاسبة قد الدنيا بس أني مرضيتش وعلشان إكده واخده بالي منيكم وعايزاكم تعملوا اللي معملتهوش واصل ها اتفقنا
اتفقنا ياماما هنبقي شطار وحلوين علشان تحبينا وتلعبي ويانا علطول
احتضنتهم بسعادة وأردفت وهي تربت على ظهرهم بحنو
وه أني بحبكم يانن عيوني من غير أي حاجة ده انتو النفس اللي بتنفسه وانتو الحتة الحلوة في قلبي وكلي
وأثناء احتضانها استمعوا الى جرس الباب يعلن عن وصول ضيف ارتدت حجابها وذهبت لتفتح ولكن وجدت الباب ينفتح ويدخل زوجها مجدي وهو يردد بابتسامة
ثم نظر إلى الخارج مرددا وهو يفسح المجال للضيف أن يدخل
اتفضل ياعامر ياأخوي بيتك ومطرحك
ثم وجه كلامه الي أبنائه مرددا
تعالوا سلموا على عمكم ياولاد اتوحشتوه قوي
أما هي منذ أن رأته أمامها تشنج جسدها وبهتت ملامحها وطار الكلام من على لسانها
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله وحده لاشريك له يحي ويميت له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
البارت الخامس
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
نظر إلى الخارج مرددا وهو يفسح المجال للضيف أن يدخل
اتفضل ياعامر ياأخوي بيتك ومطرحك
تعالوا سلموا على عمكم ياولاد اتوحشتوه قوي
أما هي منذ أن رأته أمامها تشنج جسدها وبهتت ملامحها وطار الكلام من على لسانها
وأصبحت واقفة بمشاعر شتى ولكن يغلبها ويسيطر عليها فقدان الراحة من الآن
لاحظ مجدي شحوب وجهها فقوس فاهه وهو يردد باستغراب
مالك يامها إكده واقفه متنحة مش تسلمي على عامر صديقك الصدوق قبل ما يسافر
وفاقت من شرودها عقب استماعها لكلام زوجها هاتفة بترحاب وهي تنظر داخل عيناي عامر وتبتلع أنفاسها بصعوبة
حمد لله على السلامة ياعامر رجعت مېتي من السفر
ابتلع الآخر أنفاسه بصعوبة أمامها فهو قد عاد من السفر منذ يومان ولم يأتي إليهم كعادته كي يسلم عليهم لحاجة ما في نفسه ولم تكن إلا ضعفه أمامها حينما يراها ولكن احتقر حاله في ذاك الوقت وتذكر كلام صديقه وعاد إلى رشده ورد سلامها وهو يؤكد على أنها امرأة أخيه
الله يسلمك يامرت أخوى كيفك إن شاء الله تكوني زينة
وتابع كلماته وهو يملس على شعر الصغيرين بحنان بكلتا يداه
رجعت من يومين إكده بس كنت بظبط اموري بعت للي بتاجي تنضف الشقة فوق لما أخدت منك المفتاح يا أم الزين بس قلت لها متقولش إني جيت
تحدث مجدي وهو يفسح المجال بيده كي يدلف أخيه إلي الداخل
وه ماتدخل عاد هنتكلموا واحنا واقفين على الباب ادخل ياخوي بيتك ومطرحك
واسترسل حديثه وهو ينظر إلي زوجته آمرا اياها
بقول لك ايه يا مها عامر هيتعشى ويانا همي جهزي الوكل واحنا مستنينك عقبال ما تخلصي
كأنه أعطاها إشارة الإنقاذ كي تنأى بحالها وتهرب من أمامهم كي تستطيع لملمة شتاتها في وجودهم الاثنين وفرت من أمامهم وهي تردد
حاضر هجهزه حالا دلوك
دلفت إلى مطبخها وهي تضع يدها على صدرها تهدئ من ضر باته حينما رأته
نعم لن ولم تستطيع لملمة حالها في وجوده ولم تنساه بل مجرد أن رأته أمامها دقات قلبها تمردت عصيانا عليها فهي في حضرته تنسى قوانين الفراق
حدثت حالها بړعب
ماذا بكي ياامرأة اهدئي كي لاتنكشفي وحينها حتما سيسطر وفاتك وستصبحين في عداد المۏتى !
اهدأ قلبي ولا تخنقني برجفتك حينما رأيته واستمعت إلى صوته وتجسدت صورته لحما ودما أمام محياك
كانت تحدث حالها وتفكر وهي تطهي طعام العشاء بعدم تركيز فتركيزها كله مع ذاك المفاجئ بعودته بل ورأته أمامها على حين غرة
دخل عليها زوجها وجدها مرتبكة فسألها بتعجب
مالك في ايه عاد عماله تلفي حوالين نفسك وبكلمك مش دريانة مالك
أجابته بتوتر
انت ازاي تعزم اخوك من غير ما تعرفني علشان اعمل حسابي واجهز نفسي
افرض ما عنديش امكانيات وانت داخل بيه فجأة إكده ولا دي عادتك الاهمال مش هتبطلها يا مجدي
تأفف مجدي من ثرثرتها واجابها بضيق
هو انتي بقى مش هتسيبك من الحجج الفارغة داي عمال على بطال !
ولا انتي بټموتي في الخناق اخلصي جهزي العشا والموجود هاتيه مش قصة هي
القى كلماته وتركها وغادر المطبخ وذهب الى اخيه ووجده يلعب مع اطفاله بحب وحنان ظاهران على وجهه فهو ابيهم ولم يلهو مع ابنائه كمثل ذاك العامر الذي انتبه الاطفال اليه فهم محرومون من حنان الأب الذي افتقدوه في ابيهم والذي لم يروه الا صدفه
فمجدي كل حياته يقضيها في العمل ولم يشغل باله بزوجته ولا أطفاله
فتحدثه الى عامر قائلا
والله ما انا عارف كيف بيبقى ليك طول بال تلعب مع الاطفال إكده لساتك عقلك اصغير يا عامر مع ان اللي يشوف شكلك المتغير من السفر يقول نضوجك اكتمل وما بقاش ليك في الحوارات الفارغه داي
اندهش عامر من حديث اخيه الذي يخلو من الرحمة بأطفاله وهتف منزعجا
واه لساتك على حالك يا اخوي وما تغيرتش وما تعرفش ان الدنيا منفاتة ومش هناخد منيها غير ضحكة حلوة في وش اطفال او دعوة من زوجة علشان رافقين بحالتها وبيت دافي يلمنا وقت الۏجع والشدة !
العواطف عمرها ما كانت ليها نضوج والحنية ما بتتشحتش يا ولد أبوي
العب مع ولادك واستمتع بكل لحظه معاهم علشان ما تندمش بعد اكده وسيبك من العملية البحتة اللي انت عايش فيها داي عاد
وكأن اذناه صماء فلم يشغل باله بأي حرف مما قاله له اخيه وسأله عن حاله
سيبك انت من الحوارات التافهة داي وقول لي نويت على ايه هترجع السفر تاني ولا هتشوف شغلانه هنا وتستقر بقى ونجوزك
كانت في المطبخ تطهي الطعام واذناها معهم في الخارج كي تستمع الى كل حرف يتفوهانه لم يحزن قلبها من كلام زوجها القاسې فهي اعتادت على بروده ولم تتفاجئ ولكن الذي جعلها تنتبه اكثر أسئلة زوجها لأخيه وبالتحديد عندما سأله عن زواجه
القت اذنيها ناحية المكان الذي يمكثان فيه كي تستمع الى رد ذاك العامر
اما في الخارج اجابه عامر بإبانة
لا مش هسافر تاني تعبت
يا اخوي من السفر والغربه نويت استقر وكمان ادور لي على عروسه علشان خلاص دخلت على ال 30 وما ينفعش اتاخر اكتر من اكده
حينما استمعت الى اجابته دقات قلبها اعلنت العصيان ونسيت كل اتفاقاتها معه وهربت الډماء من وجهها وحدثت حالها
احقا سيتزوج ويعرف امرأة اخرى غيري !
لا لن اسمح بذلك
أحقا كان يتخذني نزوة كي يتسلى معي في اوقات فراغه وهو في غربته !
امسكت سكينتها الحادة في قبضة يدها وغرزتها في المنضدة الموضوعة أمامها
بكل قوة مرددة بشراسة
الله الوكيل لو حوصل وعرف واحده واتجوزها ما هنيه عليها يوم واحد ويانا يا هي
كأنها نسيت انها امرأة أخيه !
وأنها وعدته أن تنساه وأن تبتعد عنه وبذاتها أرشدته ان يتزوج ويرى حاله بعيدا عنها ولكن حينما رأته انقلبت موازينها وصارت تهذي بتلك الخرافات بلا جدوى
واندلعت النيران الحاړقة في صدرها وتأججت في جميع جسدها وهي تقسم بأن القادم ڼار لا محالة فوالدتها رفضت طلاقها وحبيبها اقسم على فراقها وزوجها مستمر في بروده وحرمانها حسنا فليكن ما يكن وستقلبها ڼارا ودمارا على الجميع
ولكن حينما تذكرت ابنائها سالت دموع العين قهرا وحزنا فهم نبض ۏجعها ولم تستطيع ان تتخلى عنهم او ان تتركهم فماذا عنها ان تركتهم
فأبيهم لم يمتلك ذرة حنان واحدة لأبنائه وعند هذه النقطة تراجعت واعتبرت أيمانها لغوا وهدأت من حالها رويدا رويدا وأصبحت الآن في موقف مهزوز بين مشاعرها التي توجعها وتؤلمها بغزارة
فإحساس الخذلان والكسرة هما طريقاها الآن أكملت طهي العشاء وخرجت اليهم وهي تضع الأواني على السفرة ثم نظرت اليهم قائلة بفتور
اتفضلوا العشا جاهز
توجهوا ناحية الطعام وجلسوا جميعا فمنذ عدة اشهر لم يجتمع زوجها معهم على طاولة طعام واحدة فهو يتناوله وحده دائما
تناولوا طعامهم بشهية مفتوحة عدا هي ثم ردد مجدي وهو يوجه حديثه الى زوجته بحديث جعلها تسعل بشده
بقول لك ايه يا مها عايزينك تشوفي عروسة لعامر تكون زينة إكده وتليق بيه هو خلاص قرر انه مش هيسافر تاني وقرر هيفتح مكتبة كبيرة ايه رايك
سعلت بشدة من طلب زوجها أما عامر أحس بها منذ ان رآها وشعر بتغيرها والآن تيقن باحتراق روحها عندما طلب مجدي ذاك الطلب منه فهو لم يكن يتوقع ان يفتح ذاك الموضوع بتلك السرعة فتحدث سريعا
لا يا اخوي مش دلوك ما تشغلهاش
اموري أني هدبرها لحالي كفاية عليها مسؤولية الأولاد أني مش بفكر في الموضوع ده دلوك لما استقر واشوف أمور المكتبة اللي هفتحها
في مكتب المحامي ماهر البنان استدعى جميع المحامين الجدد الذي قام بتعيينهم منذ أسبوع قائلا إليهم بعملية
من تلت ايام اديت لكل واحد فيكم ملف على انفراد وقلت له إنه ملف مهم جدا
دلوك أني عايز الملف من كل واحد فيكم وخلي بالكم اللي الملف بتاعه مش موجود وضايع يعتبر نفسه مرفود من دلوك علشان اني كنت محذر ومنبه بشدة ان كل واحد يخلي باله من الملف يالا انا مستني الملف بتاعكم واحد واحد اتفضلوا
رددوا جميعا بصوت واحد
تمام يا فندم هنروح نجيبه حالا
أشار اليهم بالخروج كي يأتوا بالملفات انطلق كل منهم الى مكتبه وصار كل منهم يبحث عن ملفه وهو يتابعهم عبر الكاميرات وهو يعلم جيدا من الذي ضاع منه ملفه ومن يحتفظ به وسيأتي به اليه الآن فهو ثعلب ماكر ولن يسمح بالخطأ ان يتواجد في مكتبه ولن يسمح للظروف ايا كانت أن تجعله يخسر قضية وتضيع سمعته التي عاش سنوات يبنيها
اما عنهم واقفين في مكاتبهم كل منهم يبحث عن الملف فهم لم يتوقعوا أن يسرق الملف منهم أو أن ذاك الماهر يدبر لهم اختبارا كي يرى من المستحق بوجوده في