السبت 23 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 13 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


انتباهها فوجدت حالها ترد بخجل 
في منزل مجدي زوج مها حيث تجلس مها
مع أبنائها تحاول فك اللغز الذي أعطاه لها ابنها وهي مستمتعة باللعب معهم فحقا الأوقات التى تقضيها مع ولداها التوأم من أحب الأوقات إلى قلبها فالجلوس معهم له لذة تجعلها في قمة سعادتها فهي تعشقهم وتهتم بهم وبأمورهم وتشاركهم كل يومهم فبعد محاولات عدة استطاعت تجميع اللغز ببراعة فصفق الصغير بسعادة نظرا لنجاح والدته وهتف 

ايه ده برافوا ياماما طلعتي شاطرة أوووي ممكن تعلميني أعمله كيف علشان أبقي عبقري زيكي إكده 
قرصته من وجنته بخفة ولطف وهي تردد بفرحة لسعادته 
وه كانك مفكر أمك مفهماشي حاجة إياك 
وتابعت كلماتها وهي تشير على حالها بفخر 
أني شاطرة قوووي وعلشان مش داكتورة ولا صحفية شكل خالاتك يوبقي مش بفهم أني لو كنت غويت العلام كان زماني محاسبة قد الدنيا بس أني مرضيتش وعلشان إكده واخده بالي منيكم وعايزاكم تعملوا اللي معملتهوش واصل ها اتفقنا 
رفع الولد كف يداه يضربه بكفها مرددا هو وأخيه التوأم في أن واحد
اتفقنا ياماما هنبقي شطار وحلوين علشان تحبينا وتلعبي ويانا علطول 
احتضنتهم بسعادة وأردفت وهي تربت على ظهرهم بحنو
وه أني بحبكم يانن عيوني من غير أي حاجة ده انتو النفس اللي بتنفسه وانتو الحتة الحلوة في قلبي وكلي 
وأثناء احتضانها استمعوا الى جرس الباب يعلن عن وصول ضيف ارتدت حجابها وذهبت لتفتح ولكن وجدت الباب ينفتح ويدخل زوجها مجدي وهو يردد بابتسامة
متستغربيش يامها معايا ضيف عزيز هتفرحوا أووي لما تشوفوه 
ثم نظر إلى الخارج مرددا وهو يفسح المجال للضيف أن يدخل 
اتفضل ياعامر ياأخوي بيتك ومطرحك 
ثم وجه كلامه الي أبنائه مرددا 
تعالوا سلموا على عمكم ياولاد اتوحشتوه قوي 
أما هي منذ أن رأته أمامها تشنج جسدها وبهتت ملامحها وطار الكلام من على لسانها 
وأصبحت واقفة بمشاعر شتى ولكن يغلبها ويسيطر عليها فقدان الراحة من الآن 
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله وحده لاشريك له يحي ويميت له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
البارت الخامس
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
نظر إلى الخارج مرددا وهو يفسح المجال للضيف أن يدخل 
اتفضل ياعامر ياأخوي بيتك ومطرحك 
ثم وجه كلامه الي أبنائه مرددا 
تعالوا سلموا على عمكم ياولاد اتوحشتوه قوي 
أما هي منذ أن رأته أمامها تشنج جسدها وبهتت ملامحها وطار الكلام من على لسانها 
وأصبحت واقفة بمشاعر شتى ولكن يغلبها ويسيطر عليها فقدان الراحة من الآن 
لاحظ مجدي شحوب وجهها فقوس فاهه وهو يردد باستغراب
مالك يامها إكده واقفه متنحة مش تسلمي على عامر صديقك الصدوق قبل ما يسافر 
تحمحمت بهدوء
وفاقت من شرودها عقب استماعها لكلام زوجها هاتفة بترحاب وهي تنظر داخل عيناي عامر وتبتلع أنفاسها بصعوبة
حمد لله على السلامة ياعامر رجعت مېتي من السفر 
ابتلع الآخر أنفاسه بصعوبة أمامها فهو قد عاد من السفر منذ يومان ولم يأتي إليهم كعادته كي يسلم عليهم لحاجة ما في نفسه ولم تكن إلا ضعفه أمامها حينما يراها ولكن احتقر حاله في ذاك الوقت وتذكر كلام صديقه وعاد إلى رشده ورد سلامها وهو يؤكد على أنها امرأة أخيه
الله يسلمك يامرت أخوى كيفك إن شاء الله تكوني زينة 
وتابع كلماته وهو يملس على شعر الصغيرين بحنان بكلتا يداه 
رجعت من يومين إكده بس كنت بظبط اموري بعت للي بتاجي تنضف الشقة فوق لما أخدت منك المفتاح يا أم الزين بس قلت لها متقولش إني جيت 
تحدث مجدي وهو يفسح المجال بيده كي يدلف أخيه إلي الداخل
وه ماتدخل عاد هنتكلموا واحنا واقفين على الباب ادخل ياخوي بيتك ومطرحك 
واسترسل حديثه وهو ينظر إلي زوجته آمرا اياها
بقول لك ايه يا مها عامر هيتعشى ويانا همي جهزي الوكل واحنا مستنينك عقبال ما تخلصي 
كأنه أعطاها إشارة الإنقاذ كي تنأى بحالها وتهرب من أمامهم كي تستطيع لملمة شتاتها في وجودهم الاثنين وفرت من أمامهم وهي تردد 
حاضر هجهزه حالا دلوك 
دلفت إلى مطبخها وهي تضع يدها على صدرها تهدئ من ضر باته حينما رأته 
نعم لن ولم تستطيع لملمة حالها في وجوده ولم تنساه بل مجرد أن رأته أمامها دقات قلبها تمردت عصيانا عليها فهي في حضرته تنسى قوانين الفراق 
حدثت حالها بړعب
ماذا بكي ياامرأة اهدئي كي لاتنكشفي وحينها حتما سيسطر وفاتك وستصبحين في عداد المۏتى !
اهدأ قلبي ولا تخنقني برجفتك حينما رأيته واستمعت إلى صوته وتجسدت صورته لحما ودما أمام محياك 
كانت تحدث حالها وتفكر وهي تطهي طعام العشاء بعدم تركيز فتركيزها كله مع ذاك المفاجئ بعودته بل ورأته أمامها على حين غرة 
دخل عليها زوجها وجدها مرتبكة فسألها بتعجب
مالك في ايه عاد عماله تلفي حوالين نفسك وبكلمك مش دريانة مالك 
أجابته بتوتر
انت ازاي تعزم اخوك من غير ما تعرفني علشان اعمل حسابي واجهز نفسي
افرض ما عنديش امكانيات وانت داخل بيه فجأة إكده ولا دي عادتك الاهمال مش هتبطلها يا مجدي 
تأفف مجدي من ثرثرتها واجابها بضيق
هو انتي بقى مش هتسيبك من الحجج الفارغة داي عمال على بطال !
ولا انتي بټموتي في الخناق اخلصي جهزي العشا والموجود هاتيه مش قصة هي 
القى كلماته وتركها وغادر المطبخ وذهب الى اخيه ووجده يلعب مع اطفاله بحب وحنان ظاهران على وجهه فهو ابيهم ولم يلهو مع ابنائه كمثل ذاك العامر الذي انتبه الاطفال اليه فهم محرومون من حنان الأب الذي افتقدوه في ابيهم والذي لم يروه الا صدفه
فمجدي كل حياته يقضيها في العمل ولم يشغل باله بزوجته ولا أطفاله 
فتحدثه الى عامر قائلا
والله ما انا عارف كيف بيبقى ليك طول بال تلعب مع الاطفال إكده لساتك عقلك اصغير يا عامر مع ان اللي يشوف شكلك المتغير من السفر يقول نضوجك اكتمل وما بقاش ليك في الحوارات الفارغه داي 
اندهش عامر من حديث اخيه الذي يخلو من الرحمة بأطفاله وهتف منزعجا
واه لساتك على حالك يا اخوي وما تغيرتش وما تعرفش ان الدنيا منفاتة ومش هناخد منيها غير ضحكة حلوة في وش اطفال او دعوة من زوجة علشان رافقين بحالتها وبيت دافي يلمنا وقت الۏجع والشدة !
العواطف عمرها ما كانت ليها نضوج والحنية ما بتتشحتش يا ولد أبوي
العب مع ولادك واستمتع بكل لحظه معاهم علشان ما تندمش بعد اكده وسيبك من العملية البحتة اللي انت عايش فيها داي عاد 
وكأن اذناه صماء فلم يشغل باله بأي حرف مما قاله له اخيه وسأله عن حاله
سيبك انت من الحوارات التافهة داي وقول لي نويت على ايه هترجع السفر تاني ولا هتشوف شغلانه هنا وتستقر بقى ونجوزك 
كانت في المطبخ تطهي الطعام واذناها معهم في الخارج كي تستمع الى كل حرف يتفوهانه لم يحزن قلبها من كلام زوجها القاسې فهي اعتادت على بروده ولم تتفاجئ ولكن الذي جعلها تنتبه اكثر أسئلة زوجها لأخيه وبالتحديد عندما سأله عن زواجه 
القت اذنيها ناحية المكان الذي يمكثان فيه كي تستمع الى رد ذاك العامر 
اما في الخارج اجابه عامر بإبانة 
لا مش هسافر تاني تعبت
يا اخوي من السفر والغربه نويت استقر وكمان ادور لي على عروسه علشان خلاص دخلت على ال 30 وما ينفعش اتاخر اكتر من اكده 
حينما استمعت الى اجابته دقات قلبها اعلنت العصيان ونسيت كل اتفاقاتها معه وهربت الډماء من وجهها وحدثت حالها
احقا سيتزوج ويعرف امرأة اخرى غيري !
لا لن اسمح بذلك 
أحقا كان يتخذني نزوة كي يتسلى معي في اوقات فراغه وهو في غربته !
امسكت سكينتها الحادة في قبضة يدها وغرزتها في المنضدة الموضوعة أمامها
بكل قوة مرددة بشراسة 
الله الوكيل لو حوصل وعرف واحده واتجوزها ما هنيه عليها يوم واحد ويانا يا هي 
كأنها نسيت انها امرأة أخيه !
وأنها وعدته أن تنساه وأن تبتعد عنه وبذاتها أرشدته ان يتزوج ويرى حاله بعيدا عنها ولكن حينما رأته انقلبت موازينها وصارت تهذي بتلك الخرافات بلا جدوى 
واندلعت النيران الحاړقة في صدرها وتأججت في جميع جسدها وهي تقسم بأن القادم ڼار لا محالة فوالدتها رفضت طلاقها وحبيبها اقسم على فراقها وزوجها مستمر في بروده وحرمانها حسنا فليكن ما يكن وستقلبها ڼارا ودمارا على الجميع
ولكن حينما تذكرت ابنائها سالت دموع العين قهرا وحزنا فهم نبض ۏجعها ولم تستطيع ان تتخلى عنهم او ان تتركهم فماذا عنها ان تركتهم 
فأبيهم لم يمتلك ذرة حنان واحدة لأبنائه وعند هذه النقطة تراجعت واعتبرت أيمانها لغوا وهدأت من حالها رويدا رويدا وأصبحت الآن في موقف مهزوز بين مشاعرها التي توجعها وتؤلمها بغزارة 
فإحساس الخذلان والكسرة هما طريقاها الآن أكملت طهي العشاء وخرجت اليهم وهي تضع الأواني على السفرة ثم نظرت اليهم قائلة بفتور
اتفضلوا العشا جاهز 
توجهوا ناحية الطعام وجلسوا جميعا فمنذ عدة اشهر لم يجتمع زوجها معهم على طاولة طعام واحدة فهو يتناوله وحده دائما 
تناولوا طعامهم بشهية مفتوحة عدا هي ثم ردد مجدي وهو يوجه حديثه الى زوجته بحديث جعلها تسعل بشده
بقول لك ايه يا مها عايزينك تشوفي عروسة لعامر تكون زينة إكده وتليق بيه هو خلاص قرر انه مش هيسافر تاني وقرر هيفتح مكتبة كبيرة ايه رايك 
سعلت بشدة من طلب زوجها أما عامر أحس بها منذ ان رآها وشعر بتغيرها والآن تيقن باحتراق روحها عندما طلب مجدي ذاك الطلب منه فهو لم يكن يتوقع ان يفتح ذاك الموضوع بتلك السرعة فتحدث سريعا
لا يا اخوي مش دلوك ما تشغلهاش 
اموري أني هدبرها لحالي كفاية عليها مسؤولية الأولاد أني مش بفكر في الموضوع ده دلوك لما استقر واشوف أمور المكتبة اللي هفتحها 
في مكتب المحامي ماهر البنان استدعى جميع المحامين الجدد الذي قام بتعيينهم منذ أسبوع قائلا إليهم بعملية
من تلت ايام اديت لكل واحد فيكم ملف على انفراد وقلت له إنه ملف مهم جدا 
دلوك أني عايز الملف من كل واحد فيكم وخلي بالكم اللي الملف بتاعه مش موجود وضايع يعتبر نفسه مرفود من دلوك علشان اني كنت محذر ومنبه بشدة ان كل واحد يخلي باله من الملف يالا انا مستني الملف بتاعكم واحد واحد اتفضلوا 
رددوا جميعا بصوت واحد 
تمام يا فندم هنروح نجيبه حالا 
أشار اليهم بالخروج كي يأتوا بالملفات انطلق كل منهم الى مكتبه وصار كل منهم يبحث عن ملفه وهو يتابعهم عبر الكاميرات وهو يعلم جيدا من الذي ضاع منه ملفه ومن يحتفظ به وسيأتي به اليه الآن فهو ثعلب ماكر ولن يسمح بالخطأ ان يتواجد في مكتبه ولن يسمح للظروف ايا كانت أن تجعله يخسر قضية وتضيع سمعته التي عاش سنوات يبنيها 
اما عنهم واقفين في مكاتبهم كل منهم يبحث عن الملف فهم لم يتوقعوا أن يسرق الملف منهم أو أن ذاك الماهر يدبر لهم اختبارا كي يرى من المستحق بوجوده في
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 110 صفحات