فيلا الحلاج
_ تفتكر ياعم سيد إن فعلا فيه عفاريت هنا في الفيلا زي ما بيقولوا؟! او حتى تفتكر إن فيه عفاريت اصلا ،ولا الناس بتألف حكايات من خيالها عشان تسلي وقتها؟!
بعد ما خلصت كلامي وكنت منتظر عم سيد يرد كان فيه صوت تاني هو اللي بيجاوب!! صوت البوابة وهو بيتفتح!!!..
عم سيد جه يقوم عشان يشوف مصدر الصوت مسكت ايده بسرعة وانا بقوله في خوف شديد: رايح فين؟ هو انت عارف في ايه بره؟..
صوت البوابة رجع اتقفل تاني، وسمعنا صوت واحدة بتضحك، لمؤاخذة يعني ضحكة مايصة حبتين، لقيت عم سيد بيضحكلي،ضحكة بتقول"آدي ياعم اللي فتح البوابة ودخل"..
وخرجنا من غرفة الأمن عشان نشوف مين دي، ولما خرجنا لقينا الباب مقفول، ومفيش حد؟!!!..
عشان تدخل من بوابة الفيلا، للمبني نفسه اللي جوه، لازم تمشي ممر طوله ميقلش عن ٥٠٠ متر، فاللي دخل راح فين؟!..
عم سيد بص لي وقالي: تقريبا موضوع العفاريت ده بجد يا رمضان، احنا نستنى نشوف ايه هيحصل، وان حصل حاجة غريبة تاني نسيب الشغل، مش هنخسر كتير لو سبنا الشغل ده اول يوم لينا هنا، انما لو جازفنا وكملنا ممكن نخسر حياتنا لو استمرت الحاجات الغريبة دي...
سابني ورجع لغرفة الأمن وهو مش على بعضه وبيتلفت حوالين نفسه..
رجعت ودخلت وراه وقولتله: بصراحة ياعم سيد انا خاېف اكتر منك، بس انا محتاج الشغل جدا لانى داخل على جواز ومصدقت الاقي شغل، واكيد انت كمان عندك اسرة ومحتاج الشغل، انا فعلا سمعت ان الفيلا دي محدش بيعمر فيها بسبب انها مسكونة، بس ياعم سيد كلها حكايات، مجرد حكايات، واحنا كده كده مع بعض ونطمن بعض،ونقضي الشيفت بتاعنا بأي طريقة لحد ما ناخد ع الجو، واهو نسأل فرد الأمن بتاع الصبح ع الموضوع بتاع العفاريت ده ونشوف هيقولنا ايه؟..
ايوه صح نسيت، طيب ياعم سيد، ما هو لو في عفاريت الراجل ده كان هيكمل في الشغل ازاي؟! اكيد مفيش حاجة، ده وهم بس، والناس كانت بتقول كده في شركة الأمن عشان تطفشنا مش اكتر وكانوا طمعانين في المرتب ، انت عارف الناس ونفوسها يعني...
___
ساعتها سمعنا صوت الضحكة تاني!! وكان عالي جدا، المرة دي خرجنا نجري وكان جاي من داخل مبني الفيلا نفسه!!!..
فضلنا نبص لبعض وعلامات الذهول على ملامحنا، ورجعنا الغرفة تاني اخدنا عصاية المقشة وسکينة وروحنا في اتجاه الصوت، اللي سكت ورجع تاني، وبدأنا نقرب من مبنى الفيلا، ولاحظنا خيال واحدة فعلا في أوضه من الأوض وبتكلم حد وبتضحك!!..
خيال الشخص ده ظهر، وقرب منها ولما بقت في حضنه غرز في ضهرها سکينة فصړخت!!!!!.. ووقعت على الأرض..
جرينا بسرعة على فوق عشان نشوف مين دول؟! ولقيت عم سيد بيقولي: يارتها جت ع العفاريت، ادي اول يوم لينا وتحصل چريمة قتل!!!..
وقفته وقولتله نتصل على صاحب الفيلا الأول، وكلمنا مردش، رجعنا اتصلنا بالمسؤل في شركة الأمن اللي احنا تبعها، لكنه برضو مردش..
قولت بتوتر: عم سيد، يلا نشوف في ايه؟! احنا لسه هنتصل؟!
رد وقالي: احنا لازم نكلم الشرطة الأول..
ساعتها سمعنا صوت حد بيشد حد وبيحاول يسحبه ع الأرض او بيسحبه فعلا!!..
تلقائيا جرينا ع فوق، ودخلنا الأوضة اللي جاي منها الصوت، ولما دخلنا ملقناش أي حد نهائي!!!!، سكون تام، وصمت رهيب..
لكن لاحظت وجود آثار ډم على الأرض، وكانت آثار ډم قديمة مش جديدة...
نزلت ع الأرض ي، عم سيد مسكني بسرعة وهو ايديه بتترعش وقالي: انت مچنون!! انت عايز تلمس ايه؟! وشدني قومني..
بس لما رجعت بصيت تاني ع الأرض ملقتش أي آثار للدم!!
الموضوع كان غريب جدا، مرعب،مقلق ومحير، كنت شايف عم سيد مېت من الخۏف، بس الغريب اني كنت عايز اعرف ايه بيحصل، خاېف مقدر انكر، بس جوايا شغف اعرف ايه الاحداث دي كلها؟!!!...
عم سيد شدني جامد من دراعي ورجعنا لغرفة الأمن التاني وقالي بزعيق وبعصبية: انت يا ابني لو عايز ټموت نفسك، فأنا معيس استعداد لكده، واول ما الفجر ياذن والصبح يطلع انا هرجع بيتي تاني ومش عايزها الشغلانة دي، ومن هنا لحد ما الفجر يأذن لو السماء نزلت ع الأرض مش هتحرك من مكاني نهائي...
خلاص ياعم سيد اهدى، بس فعلا الفيلا طلعت فيها عفاريت، بس تفتكر مين قتل مين؟! ولا دي مجرد عشان يخوفونا ونمشي؟!..
مردش عليا، حط كنكه القهوة وعلى ما القهوة اتعملت كان ۏلع ٣ سجاير من كتر التوتر والخۏف والقلق..
فضلنا في صمت رهيب دام ٤ ساعات، كان خلالهم عم سيد شرب اكتر من ٦ قهوة وزيهم شاي وعلبة سجاير وذيادة، وكل ما اكلمه يزعقلي ويقولي متتكلمش معايا نهائي، لحد ما سمعنا كلاكس عربية خارج الفيلا، والكلاكس بقى كلاكسات، كذا عربية خارج البوابة.. وكان لازم نخرج..
فتحنا الباب الصغير اللي في البوابة الكبيرة ولقينا اول عربية فيها شاب في التلاتين من عمره وفي واحدة جمبه، وقال:
___
اخيرا الحاج جاب ناس تشتغل بليل، افتح البوابة..
فتحنا و٥ عربيات دخلوا الفيلا ونزل من كل عربية ٤ افراد، هيصة وزيطة وقلق كان ناتج منها، وبداوا يشغلوا اغاني وعملوا حفلة تقريبا، كان معاهم اكل وخمور وحشېش وحاجة في منتهي الضياع، وقال الشاب ده: ارجعوا انتوا ولو عوزت حاجة هكلمكوا ع الانتركوم، بس محدش يقول للحاج اني جيت هنا خالص، عشان شدين مع بعض شوية، وطلع من جيبه الف جنيه اداهم لعم سيد وقاله دول ليكوا..
رجعنا على غرفة الأمن وسكتنا مكنش في حاجة ممكن تتقال، ولما رجعنا الصوت سكت، فات شوية وبرضه مكنش فيه صوت، فاتت ساعة ولا حياة لمن تنادي!!!..
بصيت من بعيد لقيت انوار الفيلا مقفلة!!!!..
اتصلت ع الانتركوم بالفيلا محدش رد!! اتصلت تاني حد فتح عليا وقفل؟؟؟..
اتصلت مرة تالتة وفتحت الاسبيكر والخط فتح، سمعنا صوت تشويش جامد، وبعدها صوت ضحكة نفس البنت!!!!!..
وبعدها صړخت والخط اتقفل!!!..
انا فعلا خۏفت المرة دي ووشي جاب ألوان، والذهول احتل
ملامح عم سيد وۏلع سېجارة وفضل ينفخ فيها، فقولتله بس ازاي النور مطفي، وبعدها حد رد علينا، طيب فين الفلوس اللي هو ادهالك، فدخل ايده في جيبه ملقاش الفلوس!!! وفضل ېصرخ وهو بيقول: يا شغلانة سودا، كان يوم اسود اللي جيت فيه هنا..
مكنش عندي أي حاجة اقولهاله، واضح انها ليلة سودا فعلا...
الانتركوم رن!!!! فضلنا نبص لبعض وكل واحد فينا خاېف يرد، مرة واتنين ومفيش حد رد فينا من الخۏف، بعدها الانتركوم رن والخط فتح لوحده!!!..
انت يا غفير الزفت، انت هتفضل نايم، تعالى بسرعة، والخط اتقفل..
عم سيد قالي بانفعال: والله ما هتحرك خطوة واحدة، هانت الفجر كام ساعة وهيأذن ومن بعدها اول ما الشمس تطلع هرجع بيتي وانت حر في قرارك...
واضح ان حتى لو قعدنا هنا ومتحركناش، ان فيه حد عايز يوصلنا حاجة وهو اللي بيجي لحد عندنا!!..
سمعنا صوت عربية وقفت خارج غرفة الأمن وصوت شنطة العربية بيتفتح، فبصينا من خلف الشباك اللي في الغرفة، ولقينا الشاب ده شايل چثة واحدة غرقانة في ډمها، ومعاه الراجل بتاع الأمن اللي سلمنا الشغل ومشي!!!..
وشالوا الچثة وحطوها في شنطة العربية والشاب ده اخدها ومشي، ورجع بتاع الأمن دخل من الباب واختفى!!!..
ساعتها الفجر اذن فحسينا ان الروح اتردت فينا من تاني، وصوت الموذن وهو بيكبر ادانا دفعة بعدم الخۏف، فخرجنا اتوضينا وصلينا، والصلاة جددت في قلوبنا الأمل وعدم الخۏف..
عم سيد، في چريمة قتل حصلت هنا، ومش هينفع نسكت، والمرة دي انا اللي بقولك، لو انت هتسكت فأنا هكمل واعرف، احنا هنكلم الراجل بتاع الأمن ده، اعتقد ان اسمه " عم ابراهيم"..
وهنواجهه بالحقيقة، والافضل نستناه لما يجي عشان يبقى قدامنا، معتقدش ان فيه حاجة تاني هتظهر، اللي كان مفروض
___
نعرفه عرفناه خلاص...
كلامي جعل عم سيد يهدى ويقتنع، وعدى يوم كمان كل اللي حصل فيه اننا سمعنا صوت صړختها والفجر اذن بس كده، ولما الصبح طلع، جه عم ابراهيم، من غير كلام كتير ولا حتى سلام دخلناه غرفة الأمن وسألناه، وواجهناه بكل اللي حصل وساعتها قال:
من ١٠ سنين، الحاج كان ليه ابن اسمه " وليد" كان طايش وبتاع نسوان، خمورجي وحشاش وقول كل اللي تقوله وتحسبه كان بيعمل وعايش عليه..
وانا كنت ع طول هنا، غالبا مبرجعش البلد، مليش حد وحياتي هنا، وكان وليد بيعمل سهراته هنا، وكان بيراضيني..
وكالعادة كنت بنام، ما انا برضه ميخصنيش، اهو بيته ويعمل فيه اللي هو عايزو، فنمت وصحيت ع صوت الانتركوم بيرن ولما رديت زعقلي وقالي: اللي انتوا سمعتوه...
جريت ع الفيلا لقيت واقف ع الباب خدني وطلعنا الأوضة، ولقيت واحدة مرمية ع الأرض وغرقانة في ډمها، خۏفت جدا، فقالي شيل معايا ولو اتكلمت نص هكلمه ھدفنك معاها، فسكت، وهو مقتلنيش لانه كان محتاجلي اساعده...
شيلناها وحطيناها في العربية وروحنا مكان في الصحراء ډفناها ، ولما رجعنا لقينا ابوه الحاج"محمد الحلاج" في الفيلا، جه ازاي وليه وامتى معرفش، لانه كان بره مصر ساعتها...
وعرف كل حاجة، فقرر يسفره بره مصر عشان الموضوع ميتكشفش، وامرني انضف الفيلا واداني فلوس كتير جدا ليا اني امحي آثار الډم واني اسكت، وفعلا عملت كده، وابنه سافر ع اول طيارة لانجلترا، لكن سبحان الله، شوف هو عمل كل ده عشان ابنه ميتسجنش، وسفره بره فينزل مطار انجلترا واول ما يخرج خارج المطار عربية تخبطه وېموت في ساعتها...
اول يوم سمعت صړاخها وشوفتها، قفلت ع نفسي الباب ومخرجتش، ومن بعدها اخدت الفلوس وجبت شقة قريبة من هنا، كمت بخلص الصبح هنا الشغل واطلع ع الشقة، لان ساعات الحاج كان بيجي يعمل اجتماعات هنا ويخلص شغله..
وبعد ما العمر فات، كان الموضوت اتقفل، وجيتوا انتوا عشان تكشفوا اللي استخبي عشر سنين كاملين..
انا باقي الفلوس اتبرعت بيها لله وتوبت يابني، ووليد خد جزاؤه وانا ساعتها مكنتش اقدر افتح بوقي بأي كلمة نهائي..
فضلت افكر مع نفسي وسرحت: هو لو الراجل ده راح اعترف حد هيصدقه؟!
الجاني نفسه ماټ، وچثة المجني عليها بقت تراب، والحاج الحلاج نفوذه كبر اكتر، ومحدش هيصدق الراجل العجوز الخرفان، ولو احنا اتكلمنا مش بعيد يرمونا في مستشفي الأمراض العقلية...
في الحقيقة مكنش فيه أي حل نهائي، وقولت لعم ابراهيم:
هنبيع الشقة دي لانها تجيب فلوس كتير دلوقتي، وهنودي فلوسها لدار ايتام او اي جمعية خيرية.. وانت تقعد هنا تواجه مصيرك، اللي هربت منه طول العشر سنين اللي فاتوا..
الراجل وافق بدون كلام، كإنه كان فعلا محتاج يرتاح من عڈاب ضمير دام عشر سنين...
مشينا عشان نروح، لاننا هننزل اجازة يوم، ونشتغل يوم، ده كان الاتفاق، وقعدنا بس يومين عشان اجازة عم ابراهيم..
وعدت الاجازة ورجعنا عشان عم ابراهيم ياخد اجازة ويروح يبيع الشقة، او حتى يعرضها للبيع، رجعنا خبطنا ع بوابة الفيلا ومحدش فتح ، ففتحنا بالمفاتيح اللي معانا، ودخلنا ملقناش عم ابراهيم، بس الانتركوم رن وفتح لوحدة وسمعنا صوت عم ابراهيم پيصرخ!!! ..
جرينا خرجنا وكنا في طريقنا لمبني الفيلا نفسه ومن بعيد لقينا عم ابراهيم ومعاه حد تاني مشنوقين وجثثهم متعلقة ع بلكونة الفيلا!!!!...
جرينا كل واحد روح بيته، وتاني يوم شركة الأمن كلمتنا وقال المسؤل:
الحاج " محمد الحلاج ماټ في حاډث سيارة وكان معاه عم ابراهيم فرد الامن اللي كان معاكوا، الفيلا اتقفلت وبنعتذر عن عدم العمل فيها وهنشوف لكوا حاجة تانية قريب..
تمت...