اولاد غانم
وماله الدبلوم ما أنا كمان معايا دبلوم ولا إكمنك كملتي تعليمك هتتكبري على أهلك وتكسري كلمة أبوك
وإلى هنا لم يستطع غانم الصمت أكثر بعدما أثار حفيظته حديث نجله البكري ليقول بنبرة صارمة
وأبوها لسة عايش وحسه في الدنيا ومداش كلمة لخالك علشان أختك تكسرها يا سي عزيز ولا أنت خلاص إعتبرتني مېت وبتتحكم في أختك قدامي
بعد الشړ عنك يا أخويا عزيز عاوز المصلحة لأخته البت مهما اتعلمت وراحت وجت أخرتها الجواز
حرام عليك يا ماما بطلي تيجي
عليا علشان خاطر ترضي عزيز نطقتها بعينين
لائمتين لامعتين تأثرا بملئهما بالدموع التي أبت النزول إمتثالا لكرامتها لتهتف الأخرى باقتناع
بدا الامتعاض على وجهها ليقول وجدي بهدوء
إهدي يا إيثار وفكري بعقلك شوية وبصراحة بقى عزيز معاه حق في اللي قاله
اتسعت عينيها بذهول لتهمس پصدمة
حتى أنت كمان يا وجدي!
أجابها بالمنطق محاولا إقناعها
يا حبيبتي إفهمي إنت خلاص داخلة على واحد وعشرين سنة وده سن حلو قوي للجواز بعد كدة فرصك كل يوم هتقل ويا ستي لو على السنة الباقية أنا هبقى اشرط على سليم يخليكي تكملي
كملي أكلك يا بنتي وبعدين نبقى نتكلم
ابتسمت بخفوت ليباغتها صوت والدتها الحاد
والله ماحد مقوي قلبها على أخوها الكبير ومخليها تكسر كلمته غيرك يا غانم أخوها بيختار لها الصالح ده غير إني اديت كلمة ل عزت أخويا إن أول ما إيثار تخلص السنة دي هنقرا الفاتحة ونجيب الشبكة والفرح في شهر تسعة
رايحة فين يا بنتي تعالي كلي نايبك
شبعت يا بابا بالكاد خرجت كلماتها بصوت مخټنق وبتخاذل واضح وانكسار ظهر بوضوح فوق ملامحها فرقت نظراتها على الجميع قبل أن تهرول لغرفتها ليهتف والدها معنفا الجميع
استند بكفيه المشققتين من أفعال الزمن على طرفي المنضدة ليقوم بظهر محڼي لتسأله منيرة باستغراب
رايح فين يا غانم إقعد يا راجل كمل
أكلتك
سديتوا نفسي إنت وعيالك قالها لينسحب للخارج ليقول عزيز بنبرة حاقدة
ماخلاص بقى يا عزيز كمل أكلك وإنت ساكت قالها وجدي ليرمقه الاخر بنظرة حاقدة أما أيهم فنهض بحدة لتسأله والدته متعجبة
رايح فين إنت كمان
طالع أشم شوية هوا قدام الباب قاعدتكم تخنق قال جملته الاخيرة وهو يرمقهم باشمئزاز وانطلق للخارج خزنا على شقيقته زفرت منيرة لتهتف بسخط وهي تنظر للطعام
يا ستار يارب اللقمة اټسممت علينا زي ما تكون مبصوص لها
اكفهرت ملامح عزيز ليهتف پحقد
البركة في بنتك كل ما تيجي تولع البيت حريقة
قطب وجدي جبينه ليتساءل مستفسرا بتعجب
وإيثار ذنبها إيه في اللي حصل!
اتسعت عيني نسرين لتقول بوقاحة
وده سؤال بردو يا وجدي ما كل اللي حصل ده بسبب كلامها ورفضها لجوازها من سليم إبن خالك
وبفم ملتوي استرسلت باستنكار وحقد ظهر بعينيها
قال وإيه عايزة تكمل علام تاني بعد الكلية ده بدل ما تحمد ربنا إن عزيز رضي يخليها تكمل بعد الثانوية ومقعدهاش
هزت نوارة رأسها بيأس لبجاحة تلك التي تتدخل في شؤون الجميع دون حياء وتألم داخلها لما تحمله في قلبها من معزة لتلك الهادئة إيثار لتتحول عيني وجدي لمشټعلة وهو يقول معترضا
اللي يسمع كلامك يفتكر إن عزيز هو اللي بيصرف عليها يا ستنسرين ربنا يخلي أبوها ويديه طولت العمر
وانت إيه اللي مزعلك يا عم وجدي وبعدين مراتي مغلطتش في حاجة أنا أخوها الكبير وكلمتي تمشي سيف
كفياكم مناقرة هي اللقمة دي مش مكتوب لها تتبلع من سكات النهاردة ولا إيه
نظرا كل منهما للاخر بحدة بالغة وكأنهما ثوران يتصارعان داخل حلبة ليسحب كل منهما بصره عن الاخر ويستكملا تناول طعامهما پغضب شديد
بعد الشړ عنك يا بابا متقولش كدة
المۏت مش شړ يا بنتي المۏت علينا حق نطقها بيقين ليسترسل بعد أن أخذ نفسا عميقا
المهم أنا مش عايزك تزعلي ولا تشيلي هم لأي حاجة طول ما أنا عايش
يعني هترفض سليم إبن خالي يا بابا سألته بترقب ليجيبها بتأكيد قوي
من ساعة ما اتولدتي وأنا عمري ما غصبتك على حاجة هاجي على جوازك وأغصبك!
تنفست براحة وابتسم وجهها لتقول بانتشاء
ربنا يخليك ليا يا بابا وتفضل طول عمرك سندي
ابتسم لها ليتحدث وهو يربت على كفها بلين
يلا علشان تكملي غداكي
مليش نفس نطقتها بعينين منكسرتين ليقول بتعطف كي يحثها على النهوض معه
من صباحية ربنا وانا مدقتش الأكل ۏجعان ولو مقومتيش كلتي معايا مش هدوقه وذنبي هيبقى في رقبتك
ابتسامة حنون ارتسمت فوق ثغرها لتميل سريعا
زفر عزيز وهب واقفا ليقترب من شقيقته ويرمقها بحدة قبل ان ينسحب للخارج كالإعصار
جاورت والدها الجلوس لتكمل طعامها دون تذوق بعدما فقدت شهيتها وبعد قليل كانت تقف أمام حوض المطبخ تجلي الصحون وبجوارها نوارة تتبادلتان الحديث فيما بينهما لتسألها نوارة بفضول
إلا قولي لي يا إيثار هو عمي غانم جاب الإسم اللي سماكي بيه ده منين
ابتسمت إيثار بشدة لتسترسل الاخرى موضحة
أصل إسمك غريب قوي على بلدنا ومتزعليش مني عمي غانم راجل بسيط زي أبويا منين عرف الإسم ده!
لو تعرفي
كام
حد سألني السؤال ده هتستغربي قالتها بهدوء لتسترسل بانتشاء
بصي يا ستي لما ماما كانت حامل فيا حصل لها ڼزيف وبابا اضطر يوديها المستشفى اللي في المركز علشان يكشف عليها الدكتورة اللي كشفت على ماما كانت من اليمن ومتجوزة دكتور
مصري بابا وقتها عجبه إسمها قوي ولما عملت لماما سونار وقالت له إني بنت بابا قرر يسميني على إسمها وكان نفسه قوي أطلع دكتورة زيها
لتسترسل بملامح متأثرة
بس أنا خزلته ومجبتش مجموع في الثانوية علشان كدة أنا بجتهد ومصممة أجيب تقدير عالي كل سنة علشان أتعين معيدة في الجامعة وكدة ابقى حققت لأبويا حلمه وفي نفس الوقت عملت كرير محترم لنفسي
دي حكاية ولا الحواديت قالتها بانبهار لتسترسل بانتشاء
تعرفي يا إيثار أنا بحبك قوي وببقى مبسوطة وأنا شيفاكي بتنجحي وراسمة لنفسك مستقبل حلو
واستطردت بحسرة ظهرت فوق ملامحها
انا كان نفسي أكمل تعليمي قوي زي باقي أصحابي بس الله يسامحه أبويا طلعني من تالتة ثانوي أول ما وجدي اتقدم لي اترجيته يسيبني اكمل ساعتها قال لي نفس كلمة أمك اللي قالتها لك البت مهما اتعلمت وراحت وجت اخرتها الجواز
ابتسمت إيثار وقالت لتخفف عنها وطأة حزنها
بس وجدي طيب وبيحبك يا نوارة وممكن لما ظروفكم تتعدل تستأذنيه في إنك تكملي تعليمك
ضحكت نوارة لتقول برضا
والنبي إنت رايقة يا إيثار هو بعد العيد يتفتل الكحك
ضحكتا من قلبيهما ليقطع اندماجهما دخول تلك ال نسرين حيث قالت بنبرة ساخرة وهي تتطلع إلى ضحكة إيثار الواسعة
ده أنت غريبة قوي يا إيثار ولعتي الدنيا في بعضيها ونكدتي على أبوك وأخواتك وقاعدة هنا تضحكي ولا على بالك
أنا اللي ولعت الدنيا في بعضها ولا جوزك قالتها بملامح وجه مكفهرة لترد الأخرى بخبث
جوزي ده يبقى أخوك اللي خاېف على مصلحتك يعني الحق عليه اللي عاوز يسترك قبل ما تعنسي
أعنس! نطقتها بازدراء لتقول نوارة بعد أن قررت التدخل لفض تلك المناوشة قبل أن تتطور
عيب الكلام ده يا نسرين
رفعت شفتها العلوى بتهكم لتقول متعجبة
وإيه العيب في اللي أنا قولته يا نوارة بقيت غلطانة علشان خاېفة على أخت جوزي!
لتحول بصرها للأخرى وهي تقول بلؤم
إنت داخلة على اتنين وعشرين سنة يا حبيبتي وده سن محدش وصل له قبل كدة من غير جواز في بلدنا حتى بنات العائلات الكبيرة بيتجوزوا ويكملوا تعليمهم في بيوت إجوازهم
دي حاجة تخصني لوحدي ومسمحلكيش تتكلمي فيها قالت جملتها بصرامة لتستطرد ساخرة وهي تشملها بتهكم كي ترد لها الصاع صاعين
وبعدين هما اللي اتجوزوا كانوا خدوا إيه واديكي اكبر مثال قدامي أهو
اشټعل قلبها وبلحظة احتدت عينيها لتهتف وهي ترمقها ببغض شديد
خدت كتير يا حبيبتي لقيت راجل يحبني ويتمنى لي الرضا وستتني في بيته وجبت له ولد زي القمر وحامل في شهرين وكلها سبع شهور واجيب الولد الثاني
هي دي إنجازاتك! نطقتها ساخرة لتقطع تلك المناوشة الكلامية الحادة ولوج منيرة لتقول بملامح وجه صارمة
إعملي شاي للرجالة وطلعيه يا نسرين
استدارت إيثار لتولي ظهرها لوالدتها دون عناء النظر لوجهها متعللة باستكمال جلي الاواني زفرت منيرة
ياريت ياماما تبطلي تدخلي عليا من غير ما تخبطي
قطبت جبينها لتجيبها بحدة
مبقاش ناقص إلا إني اخد الإذن منك يا ست إيثار
زفرت لتجيبها بإبانة
مش قصة إستئذان بس افرضي إني بغير هدومي
أنا عارفة إنك بتغيري في الحمام وبعدين سيبك من الرغي الكتير وخلينا في المهم قالتها باهتمام لتنتبه الأخرى لها اتجهت وجاورتها الجلوس لتسترسل
جهزي نفسك وإلبسي فستان حلو عشان تروحي معايا حنة أمل بنت حليمة بنت عمي حسين
لم تتمالك حالها لتهتف متذمرة
وأنا مالي بحنة أمل دي كمان أنا عندي مذاكرة ومش فاضية للكلام ده
واسترسلت متعجبة
وبعدين أمل دي أنا مشفتهاش مرتين تلاتة على بعض والكلام ده كان من سنين عند جدي الكبير الله يرحمه
اجابت لاقناعها
يا بنتي عيب اللي بتقوليه ده حليمة تبقى بنت عمي وطول عمرها صاحبة واجب معايا دي منقطاني في فرح إخواتك الإتنين
ردت مفسرة
أنا مطلبتش منك متروحيش بس كمان متجبرنيش أسيب مذاكرتي وأروح اضيع وقتي في مجاملات شكلية
وصلت منيرة لذروة ڠضبها من
تلك المتمردة صعبة المراس والتي ستهدم لها مخطتها فبرغم ان نجل شقيقها قد طلب إيثار للزواج بها إلا أنها تطمع دائما للأعلى حيث فكرت بأن تصطحب إبنتها الجميلة لحفل إبنة عائلة عريقة كعائلة البنهاوي وهي أكبر عائلة بالبلدة بل بالمركز بأكمله لذا خططت بأن تجعلها ترتدي أفضل ما عندها من ثياب لربما تعجب بها إحدى سيدات العائلة وتختارها زوجة لنجل
________________________________________
لها حاولت تهدأة حالها لتقول بنبرة مصطنعة علها تستطيع تليين عقل تلك العنيدة بتلك الكلمات المفخمة للذات
طب وإن قولت لك إني عايزة اخدك معايا اتباهى