السبت 23 نوفمبر 2024

بقلم شهد البابلي

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

به 
_ ممكن أفهم حضرتك عايز تقول أيه 
نظر لها بضيق و بعصبية رسمت على وجهه وقال
_ ده أنا اللي عايز أفهم وأعرف ايه المميز في اللي متقدم بعدي عني 
أجابته ببرود شديد
_ يمكن يطلع متمسك بيا و مايتخلاش عني من أول محاولة يفضل جنبي مش يسيبني كإنه كان متلكك! 
مسح على وجهه وقال بإنكار وقهر
_ أنا اتخليت عنك يا ربوة 
أنا اللي فضلت أصرخ وأقول طلقني 
أنا اللي استخدمت الصمت العقاپي و حرمان نفسي من الأكل علشان رغبتي تتنفذ 
أنا اللي نمت في المستشفى اسبوعين و مانع نفسي من الأدوية علشان أتطلق 
ربوة إنت حسستيني إنك كنت عايشة
مع حيوان مش بني آدم! 
نظرت له بأعين دامعة و استكملت نيابة عنه
_ لأ مش أنت. 
بس أنت ماقدرتش تفهمني كنا پنتخانق و بنراكم جوانا و مابنصفاش لبعض! 
بنتعامل كإن مافيش حاجة حصلت و ده كان سبب في التراكمات والحواجز.
كنت بتخبي عني الحاجات التافهة قبل المهمة و ماراعيتش فضولي! 
ماسألتنيش أنا بقيت عدوانية ليه الفترة الآخيرة 
علشان الخلفة اللي كانت متأخرة بسببي وبسبب لخبطة هرموناتي و كنت خاېفة لأحسن تمل وتزهق وتسيبني. 
إحنا الاتنين غلطنا كتير في حق بعض يا ياسين وللأسف مابقاش فيه ضمادة تقدر تداوي الغلط ده! 
ابتلع ريقه ثم قال بصوت هادئ ودافئ في آن واحد
_ اسمحي لي بأن أكون لك ضمادتك الخاصة ربوتي! 
شتتت نظرها في أرجاء المكان وقالت بخجل 
_ ياسين! 
ماينفعش طريقة كلامك دي! 
استكمل بذات النبرة
_ معترف إننا غلطنا لما اعتبرنا الطلاق وسيلة هينة و إن الحياة وردي و مبنية على تخيلات كل واحد مننا في فترة الخطوبة و إن المشاكل كان لازم تتحل أول بأول مش نتعامل معاها كإنها لم تكن و كانت أغلب حياتنا في الفترة الآخيرة مبنية على العند بس سنتين كتير يا ربوة سنتين فراق كانوا قادرين يفهموني قيمتك! 
تنفس بعمق وقال بجدية ووضوح
_ أنا مش هسيبك لغيري يا ربوة! 
نظرت له بتحدي قائلة
_ وأنا مش متاحة للطلب في أي وقت يا أستاذ ياسين! 
سألها بغموض
_ يعني أيه 
أجابته بإستفزاز ممتزج بلا مبالاه مزيفة
_ يعني اسمحلي أقوم دلوقتي لأن أنا حاليا في حكم المخطوبة وماتصحش قعدتنا دي! 
_ إنت بتقولي إيه يا ماما! 
_ يعني هتطلعي للراجل من غير نقاب يا ربوة المرة اللي فاتت عديتلهالك علشان ياسين و علشان ماحبيتش أحطك في موقف وحش لكن المرة دي الراجل جاي برغبة وموافقة منك ولما كلمني واتفقت معاه ده كان بعلمك فأظن أنها هتبقى حاجة سخيفة لو طلعتيله وإنت مخبية وشك ده حقه! 
تذمرت بشدة وشعرت بأنها أوقعت نفسها في فخ.
فلماذا أصرت على هذا الرجل وهي تعلم بوضوح عن الشيء الذي تريده بالفعل! 
أحيانا يصبح عناد عقلنا عدو لدود لنا 
فإن لم نكن واضحين مع فؤادنا
فإنه يقودنا إلي ظلام لا ملامح له. 
نظرت للمرآة آخر نظرة وهي ترى وجنتيها متزينة بإحمرار الخجل والخنق وقالت لنفسها بتوتر 
_لما نشوف آخرتها ايه مع قراراتك يا ست ربوة! 
من شدة الخجل لم تقم برفع رأسها من على سجاد الأرض فأتاها صوت هادئ وجميل يقول
_ ماذا بفتاتي وبحالها 
ألا تدري بأن شوقي يزداد لها 
رفعت بصرها پصدمة ونظرت له بدهشة وقالت بهمس
_ ياسين! 
غمز وقال بسخرية طفيفة
_ أيوة ياسين اللي كنت عايزة تغفليه وتروحي توري لغيره العيون والخدود الحلوة دي! 
شعرت بإنصهار وجنتيها من شدة الخجل أما قلبها فكان يعزف لحن قوي الشدة بواسطة ضربات قلبها. 
فابتسمت رغما عنها وقالت بجدية لا تناسب تلك الابتسامة
_ هو ايه ده! 
ابتسم هو الآخر وقام بأخذ قطعة من تلك النقانق التي يعشقها فهي بالتأكيد من صنع

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات