السبت 30 نوفمبر 2024

رواية للكاتبة ولاء رفعت

انت في الصفحة 39 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


أتى رجال أمن الملهي من الخارج ليلحقوا بهما.
أنت اللي جبته لنفسك.
قالها جاسر بعد أن تمكن من إيقاع الشاب على الأرض وهو غير مدرك لما يفعله لأنه يقع تحت تأثير الخمر رفع يده لأعلى بنصف الزجاجة المدبب والحاد ثم وغزه بقوة في عنقه فأصابها بچرح قاطع وغائر أدى إلى قطع العرق النابض أخذ ينتفض جسد هذا الشاب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

الفصل السابع عشر
يتجمع العمال حول يوسف الذي وصل للتو ما بين الترحاب وبين من يلقون عليه شكواهم من عدم أخذ رواتبهم منذ شهور نظير وعود شقيقه الواهية.
نورت محلك يا أستاذ يوسف.
قالها أحدهم فأجاب ترحيبهم الحار بنبرة مليئة بالأمل والتفاؤل
ده منور بيكم يا رجالة والمحل دا مش محلي ولا محل إخواتي دا محلنا كلنا هو وباقي السلسلة كل جدار شاهد على تعب وشقى سنين اتبنى بعرقكم ومجهودكم مش عايزكم تقلقوا خالص أنا دفعت كل الضرايب بالغرامات اللي علينا كلها الحمد لله مش ناقص غير حاجة واحدة وهي إنكم تاخدوا رواتبكم المتأخرة وأنا بوعدكم هتاخدوها بعد ما أطلع على أساميكم واحد واحد ومين اللي اشتغل طول الشهر ومين اللي غاب عشان كل واحد ياخد حقه بما يرضي الله اتفقنا
تعالت الهمهمات وصاح من بينها
ربنا يبارك لك يا أستاذ يوسف وإحنا معاك ومش محتاجة سؤال طبعا اتفقنا.
ردد الآخرون أخر كلمة في صوت واحد فأومأ إليهم قائلا
تمام يا رجالة يلا كل واحد يروح على شغله وعايز اتنين يشيلوا اليافطة اللي برة ويعلقوا اليافطة القديمة.
أجاب أحدهم أيضا وكان رجلا في منتصف العقد السابع
اعتبره حصل يا ابن الغاليين.
دخل عم عرفة من مدخل المتجر مهللا
الله الله هو دا الشغل ولا بلاش نورت المحل يا ابن الغالي.
تسلم يا عم عرفة ألا قولي طنط أم محمود عاملة إيه دلوقتي
تنهد عرفة ثم أجاب
الحمد لله عل كل حال بدأت جلسات الكيماوي ونسأل الله الشفا.
بإذن الله ربنا يشفيها.
قالها وأخذ ظرف من درج المكتب وضعه أمام العم عرفة الذي سأله
إيه دا يا بني
أخبره يوسف قائلا
أنا عارف مصاريف العلاج غالية والدنيا مزنقة معاك خد المبلغ دا و لو احتجت تاني أنا تحت أمرك أنا برضو زي محمود ابنك.
لم يصدق حاله وشعر بالحرج
بس يا بني...
قاطعه بإصرار
مفيش بس أنا لسه بقولك أنا زي ابنك وهو فيه أب بيتحرج من ابنه!
وقبل أن يرد عرفة بكلمة كان نداء وصياح السيدة راوية قد أفزع كليهما.
إلحق أخوك يا يوسف ابني ضاع خلاص.
وقف يوسف ثم ذهب إليها وسألها
فيه إيه يا ماما راوية استهدي بالله وقولي لينا حصل إيه
توقفت عن البكاء والعويل لتجيب على حيرته
قبضوا على أخوك جاسر في چريمة قتل.
ردد يوسف پصدمة
قتل!
أطفأت الموقد بعدما انتهت من إعداد الطعام ولم تتحمل رائحته فما هي إلا أعراض الوحم خرجت وكادت تعود إلى غرفتها حتى لا تجلس برفقته فهي تتقبل المعيشة معه على مضض وخاصة بعد خبر حملها والذي كان شفيعا لها حتى لا يعتدي عليها بالضړب مرة أخرى.
توقفت قبل أن تدلف إلى الداخل بعد أن وصل إلى سمعها صوت زوجها وهو يتحدث في الهاتف بصوت خاڤت أخبرها حدسها إنه يتحدث مع امرأة لكن عندما اقتربت كانت الصاعقة!
يضع الهاتف على أذنه ويتحدث
انت متأكد إنه دفع كل فلوس الضرايب
أجاب أحدهم
والله زي ما بقولك يا باشا وكمان هيقبض العمال أنا أطقست وعرفت إنه صاحب أو شريك في شركة مشهورة الناس بتشتري منها حاجات عن طريق الأنترنت.
زفر بضيق وحنق فقال
هو الواد دا مش كنت خلصت منه إيه اللي رجعه تاني شكله مش هيجبها للبر وناوي على نهايته.
انتبه إلى تكرار نداء الرجل لاسمه
يا حمزة بيه حمزة بيه
صاح بعد أن نفذ صبره
ما خلاص انت كمان ارجع شغلك عشان ماحدش يشك فيك ولو أي جديد حصل بلغني على طول.
أمرك يا باشا.
أنهى المكالمة وقام بالاتصال على الفور وقال
ألو يا عشماوي أنا حمزة الحلاج عايزك في مصلحة.
أجاب الأخر بصوته المخيف
أؤمر يا بيه عايزني أقتلك مين المرة دي
أخبره بلا تردد وبقلب بارد
فيه واحد عايز أخلص منه هو وكل إخواته بأمهم.
سأله بتعجب
ياه يا باشا للدرجة دي محروق منهم
أجاب حمزة بإصرار وحقد دفين
وأكتر وحياتك أنا هبعت لك كل التفاصيل عنه في رسالة هو اسمه يوسف يعقوب الراوي.
لم تتحمل سماع أكثر من ذلك وقفت أمامه صاړخة
الله ېخرب بيتك انت عايز أخويا!
رمقها زوجها بتحذير ثم قال للذي يتحدث معه
طيب اقفل انت دلوقتي يا عشماوي وهكلمك بعدين مع السلامة.
أنهى المكالمة سريعا وفي غضون لحظات نهض وقبض على خصلاتها قائلا
انتي إيه اللي موقفك وبيخليكي تتصنتي علي يا بت
حدقت إليه بعدائية وأخبرته
إيه خۏفت عشان كشفت حقيقتك القڈرة انت عايز مننا إيه أنا وإخواتي عمال ټأذي فينا ليه
ترك خصلاتها وأجاب
أيوة أنا بكرهكم من زمان وزمان قوي
كمان من وقت ما أبوكي أكل حق أمي وأبويا أبويا اللي كان صاحبه وسابنا وفضل معلق أمي لا منها متجوزة ولا منها متطلقة نفسي أفهم انتم أحسن
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 42 صفحات