السبت 23 نوفمبر 2024

رواية راائعة للكاتبة مني لطفي مكتملة لجميع فصول...( جوازة نت )

انت في الصفحة 6 من 117 صفحات

موقع أيام نيوز

ستي انا عندي عمر يشوفها ويقول لي ملاحظاته كدا احسن 
سحر وهى تهز كتفيها بلامبالاة
خلاص براحتك 
انصرفت منه متجهة لمكتب احمد وعمر لتعرض لوحتها على الاخير بينما لم يكن احمد متواجد فقد اخبرها صباحا انه سيذهب الى موقع من مواقع البناء لمباشرة العمال والاطلاع على كيفية سير العمل 
طرقت منة الباب بخفة فسمعت صوتا مرحبا يدعو الطارق للدخول فتحت منة الباب وما ان ابصرها عمر حتى انفرجت اساريره واشار اليها بالتقدم قائلا ببشاشته المعهودة
اهلا اتفضلي يا منة تعالي 
لاحظت منة ان الجميع يستخدمون أسمائهم المجردة بدون ألقاب فحذت حذوهم مرحبة بهذا الاسلوب
الذي أشعرها انها بين أسرتها واصدقائها 
دخلت منة تاركة الباب مفتوح جزئيا خلفها وتقدمت راسمة ابتسامة صغيرة على شفتيها النديتين وهى تقول
معلهش لو هاخد من وقتك شوية بس انا خلصت الشغل اللي انت كلفتني بيه وجيت اعرضه عليك 
قام عمر متجها اليها قائلا بحماس وهو يمد يده ليتناول منها لوحتها الاسطوانية الشكل
والله اتجه عمر الى الحامل الهندسي ليضع عليها اللوح وهو يهنئها بصدق
هايل يا منة برافو 
اقتربت منة من عمر لتستطيع مشاهدة اللوح والاستماع الى ملاحظاته قال عمر بإشادة
جميلة يا منة فعلا تستحقي تنجحي بامتياز مع مرتبة الشرف دا غير انك فنانة بجد ودا باين في اختيارك للألوان 
اصطبغ وجه منة بحمرة خجل طبيعية لاستماعها مديح غير مديح اساتذتها وأخيها أو أبيها فمديح عمر يدل على نجاحها في مضمار العمل سألت بابتسامة متلهفة تشق وجهها الملائكي
بجد يا عمر رفع عمر رأسه ناظرا اليها بابتسامة
وأبو الجد كمان شوفي هو فيه طبعا كم ملاحظة كدا لكن مبدئيا انت موهوبة وفنانة بجد شكلي كدا هخليكي انت الديزاينير بتاعتي المسؤولة عن ديكورات المشاريع اللي ماسكها ايه رأيك نبقى فريق ها موافقة 
ما ان همت منة بالكلام حتى قاطع حوارهما صوت يتحدث بجدية ممزوجة بسخرية طفيفة لم ينتبه اليها عمر ولكن منة التقطت رنتها الواضحة قال الصوت
موافقة على ايه بالظبط يا عمر مش ممكن نعرف ولا دا سر 
نظر عمر خلفها في حين تسمرت هي مكانها وأصبح جسدها بأكمله مشدودا كالوتر في حين تحدث عمر بمرحه المعهود غير منتبه للشرارات التى تطاير من حوله
سيف تعالى يا سيف شوف فنانتنا الجديدة مبدعة ازاي 
اقترب سيف بخطوات بطيئة كالصياد الذي يقترب من فريسته على مهل خشية هروبها وقف بجوار منة ونظر الى اللوح المعروض امامه ثم نقل نظره الى منة التي لم تلتفت اليه وبدلا من ذلك سلطت نظاراتها على نقطة وهمية امامها زامة شفتيها بغير شعور قال سيف بلامبالاة 
اممم كويس مش بطال 
تحدث عمر بدهشة بينما طالعته منة بنصف عين
ايه مش بطال ايه يا بني تكسير المجاديف بتاعك دا بالنسبة لمنة وانها لسه مبتدئة فدا يعتبر فوق الممتاز 
حرك سيف كتفيه بلامبالاة مجيبا وهو يلقى الى منة بنظرة غامضة بادلتها اياه بأخرى غاضبة من عينيها اللتين أطلقتا شرارات ڼارية باتجاهه قال سيف ببرود
والله انا بقول رأيي لو من دلوقتي سقفنا وهللنا وقولنا واو وتحفة وجميل يبقى هتفضل على كدا ومش هتحاول تطلع احسن من كدا 
هم عمر بالكلام فقاطعته منة رافعة راحتها الصغيرة بصوت حاولت اخراجه ثابت وبصعوبة ولكنها نجحت في ابرازه واضحا وواثق
معلهش يا عمر انا مش متضايقه بالعكس من حق كل واحد انه يقول رأيه بحرية مطلقة ثم وجهت حديثها الى سيف الواقف امامها يطالعها بنظرة حملت اعجاب بثقتها الواضحة في نفسها سرعان ما اخفاه مستبدلا اياه بأخرى متحدية وهو يسمعها تتابع بثقة وتحد
أوعدك يا باش مهندس سيف ان المرة الجاية هتكون احسن ثم حملت اللوح معيدة ربطه ثانية وقالت وهى تهم بالانصراف
عن اذنكم وغادرت من غير ان تعير هذا الواقف يراقبها بنظرات كالصقر أي اهتمام 
ألقت منة ما بيدها بنزق على مكتبها وهى تتأفف بحنق تبادلت كلا من ايناس وسحر نظرات الحيرة والتساؤل قبل ان تقترب منها ايناس مستفسرة بدهشة
مالك يا منون حد زعلك لتنضم اليها سحر في استفسارها باهتمام صادق
عمر قالك حاجه على الرسم معقولة يكون معجبوش 
اجابت منة وهى تنفخ غيظا وكمدا
بالعكس الشغل عجب عمر اووي وكان طاير بيه كمان 
قطبت سحر وتوجهت اليها بالسؤال
اومال ايه اللي مضايقك اوي كدا
منة بغيظ وقهر
اللي مضايقني وحارق دمي انه حد يتدخل في شغلك ويسفهه في الوقت اللي غيره بيحييكي عليه يبقى دا قصده ايه غير انه يحسسك انك فاشلة ويحبطك وخلاص 
ايناس في محاولة لتهدئة منة فهما قد علما طبعها جيدا فمع انها مرحة وعطوفة ولكن عصبيتها مفرطة وكالأطفال تماما حين تغضب حيث يغلب انفعالها على تفكيرها العقلاني وتحتاج للمداهنة كالصغير المشاغب تماما 
قالت ايناس
قصدك مين يا منة وبعدين يا ستي مهما كان اللي قال كدا لازم تكوني واثقة
في نفسك وشغلك اكتر من كدا انت يا ما هتقابلي ناس هيحاولوا يحبطوكي

انت في الصفحة 6 من 117 صفحات