رواية نرمين قدري
ارقام اخواتي وعاوزة اكلمهم
اعطاها الطبيب الهاتف والټفت حتي يخرج من الغرفة قائلا
تمام التليفون هيبقي معاكي النهاردة نص ساعة ونص ساعة كمان هتنزلي الجنينة حسب تجاوبك هتزيد المدة
استعدت حتي تنزل إلي الأسفل حيث طاولة الطعام تتعمد التأخير حتي ينتهي والدها من تناول طعامه لا تريد الاحتكاك به ابدا أصر عمها أن يجلس أخيه بالمنزل لحين الانتهاء من تجهيزات منزله الجديد
ردت علي الهاتف فوصلها صوت شقيقتها الوسطي الأقرب الي قلبها
جاءها صوت زهرة الملهوف
أيوة أيوة يا زمزم انا زهرة زهرة
زهرة زهرة حببتي وحشتيني وحشتيني اوي انت فين لسه ف المستشفي
أيوة لسه ف المستشفي وانت كمان وحشتيني اوي اتطلقتي ولا لسه
لسه بس خلاص كلها شهر ولا حاجة هنرجع نعيش مع بعض تاني
استمعت الي صوت بكاء زهرة لم تستطع مواساتها فهي ادري الناس بها من المؤكد أنها تذكرت ايام زواجها من ناير كيف كانت بوقتها رغم أنها لم تكن تريده لكن حالها في هذه الأيام كان افضل بكثير مما هي عليه الآن
كل واحدة فينا مرت بحاجة وجعتها ومش عاوزة تجربها تاني
هنرجع نعيش مع بعض من غير اللوا ناصر
ظلت تتحدث مع اختها لما يقرب الساعة ثم اغلقت الهاتف مع وعد بأن تزورها بالمشفي
كل ده يا زمزم عمو ناصر مستنيكي من بدري ومش راضي ياكل
لم يكن هذا الصوت سوي لشيما كانت تعلم جيدا ما تفعله فقد استطاعت رؤية الخۏف بأعينهم جميعا من وجوده كنا أنهم تجنبوا الحديث عن صلة قرابتها بهم لذلك تصرفت هي تأفأفت زمزم بنفاذ صبر وهتفت
هنا رفع ناصر رأسه ونظر الي ابنته مباشرة والتي قابلته بابتسامة صفراء قاسېة
هتف ناصر بنبرة مشدوهة
م مين جو زها!!
أشارت زمزم الي وقاص الذي لم تكن دهشته اقل من والدها وهتفت
وقاص وقاص جوزها بقالهم سنه متجوزين ادعيلهم بالذريه الصالحه بقي
ابنك انت يتجوز علي بنتي يا قدري!!! ناقصة ايه بنتي ويجبلها ضرتها ف البيت
تابع حديثه وهو ينظر إلي اثر ابنته وهو يهتف
انا ماليش مكان هنا لا انا ولا بنتي بنتي تطلق بكرة يا وقاص واللي بيني وبين البيت ده اخويا وبنته
وذهب الي غرفته حتي يلملم اغراضه ويأخذ ابنته يعلم أنه أخطأ بحقهم جميعا لكنه عاد عاد حتي يصلح ما اقترفه بحق ثلاثتهم
الفصل الثاني عشر
انتهي ناصر من جمع اغراضه داخل الحقائب التي اتي بها صاما أذنيه عن توسلات اخيه وابنته حتي يتراجع عن قراره لكنه لم يستمع
له فقط ما يتجسد أمامه معانات زمزم معانتها حتي أصبحت بهذا الجمود
ناصر تقريبا يعاقب أخيه وعائلته بسبب تغير زمزم لطالما كانت رقيقه تتأثر بالنبرة الضعيفة المنكسرة كان مطمئنا لضعفها فهي كارته الرابح والذي سيضغط به علي ابنتيه الاخرتين ولكن لم يجد ما يريده فقد أصبحت زمزم مثلهم ابتلع غصة مسننة بحلقه وهو يتذكر زوجته الراحلة وهي توصيه علي جواهرها الثمينة طلبت منه عدم الانشغال عنهم بعمله لكن ماذا فعل هو!!
يا ناصر اقعد هتروح فين بس م البيت موجود اهو كل حاجة هتتحل صدقني
استلمت سيلين دفة الحديث من والدها قائلة بنبرة متوسلة
الله يخليك يا عمو اقعد انا مبطقش اللي برة ديه انا مش هقدر اقعد من غير زمزم هي بتحس بيا
جلس ناصر علي الفراش بتخاذل انهكته ذكرياته مع زوجته طلباتها ووصيتها التي خيل له أنه اتمها
هقابل امهم ازاي يا قدري!! هقولها ايه ولا ايه وهقدر اصلا احط عيني ف عينها دمرتهم يا قدري انا رجعت رجعت عشان هطلع ع المعاش كمان سنة جيت عشان اخد زمزم ووقاص يقعدوا معايا يملوا عليا البيت بعيالهم انا تعبان تعبان وقلبي واجعني
اقترب منه شقيقه يربت علي كتفه مواسيا واكتفي بالصمت فلن يفيد الكلام بعد ما فعله ابنه فماذا سيحل بأخيه المسكين إذا علم بما تواجهه ابنته علي يد زوجته ماذا أن علم ان قدميها بدأت تنزلق نحو الخطأ وأنها تكن مشاعر لرجل اخر وهي متزوجة متزوجة!!! زمزم ما زالت كما هي وقاص لم يقترب منها قط حتي أنه لم يضعف ويتجه إليها كنوع من تفريغ شحنة ڠضب أو ضعف
جلست تبكي بنشيج صامت وحار حتي لا ينتبه صغارها لها ويرتعبوا نظرت من نافذة الغرفة وازداد بكائها عندما رأتها بالسيارة وهو ممسك بيد والدته يساعدها علي السير نحو السيارة جلست والدته بالسيارة والټفت هو عائدا الي خمسة