الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية نرمين قدري

انت في الصفحة 20 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


ارقام اخواتي وعاوزة اكلمهم 
اعطاها الطبيب الهاتف والټفت حتي يخرج من الغرفة قائلا 
تمام التليفون هيبقي معاكي النهاردة نص ساعة ونص ساعة كمان هتنزلي الجنينة حسب تجاوبك هتزيد المدة 
استعدت حتي تنزل إلي الأسفل حيث طاولة الطعام تتعمد التأخير حتي ينتهي والدها من تناول طعامه لا تريد الاحتكاك به ابدا أصر عمها أن يجلس أخيه بالمنزل لحين الانتهاء من تجهيزات منزله الجديد 

رن هاتفها فالتقطته بسرعة ظنا منها انه ياسر فاليوم موعد قدومه كما قال لها نظرت باستغراب الي الهاتف وهي تتطلع الي هذا الرقم الغريب 
ردت علي الهاتف فوصلها صوت شقيقتها الوسطي الأقرب الي قلبها 
جاءها صوت زهرة الملهوف 
أيوة أيوة يا زمزم انا زهرة زهرة 
ادمعت عيني زمزم وجلست على الفراش مرة أخري لم تقوي قدماها علي حملها 
زهرة زهرة حببتي وحشتيني وحشتيني اوي انت فين لسه ف المستشفي 
أيوة لسه ف المستشفي وانت كمان وحشتيني اوي اتطلقتي ولا لسه 
لسه بس خلاص كلها شهر ولا حاجة هنرجع نعيش مع بعض تاني 
استمعت الي صوت بكاء زهرة لم تستطع مواساتها فهي ادري الناس بها من المؤكد أنها تذكرت ايام زواجها من ناير كيف كانت بوقتها رغم أنها لم تكن تريده لكن حالها في هذه الأيام كان افضل بكثير مما هي عليه الآن 
كل حاجة هترجع زي م كانت واحسن يا زهرة صدقيني انا بعمل علاج طبيعي عشان رجلي وجاب نتيجة تمارا بدأت تخس وترجع زي الاول وانت اهو شدي حيلك وخفي 
كل واحدة فينا مرت بحاجة وجعتها ومش عاوزة تجربها تاني 
هنرجع نعيش مع بعض من غير اللوا ناصر 
ظلت تتحدث مع اختها لما يقرب الساعة ثم اغلقت الهاتف مع وعد بأن تزورها بالمشفي 
نزلت الي الاسفل عندما اتصلت بها سيلين تطلب منها المجئ فلبت طلبها 
كل ده يا زمزم عمو ناصر مستنيكي من بدري ومش راضي ياكل 
لم يكن هذا الصوت سوي لشيما كانت تعلم جيدا ما تفعله فقد استطاعت رؤية الخۏف بأعينهم جميعا من وجوده كنا أنهم تجنبوا الحديث عن صلة قرابتها بهم لذلك تصرفت هي تأفأفت زمزم بنفاذ صبر وهتفت 
مطلبتش من حد يستناني يا شيما تقدري تاكلي جوزك جنبك اهو هو وعيلته كلها 
هنا رفع ناصر رأسه ونظر الي ابنته مباشرة والتي قابلته بابتسامة صفراء قاسېة 
هتف ناصر بنبرة مشدوهة 
م مين جو زها!! 
أشارت زمزم الي وقاص الذي لم تكن دهشته اقل من والدها وهتفت 
وقاص وقاص جوزها بقالهم سنه متجوزين ادعيلهم بالذريه الصالحه بقي 
تركت والدها في دهشته وسارت نحو الحديقة وهي تضع يدها في جيب سترتها الطويلة حتي بعد ركبتيها وكان صوت والدها الجهوري اخر ما سمعته قبل أن تضع سماعات الهاتف بأذنيها 
ابنك انت يتجوز علي بنتي يا قدري!!! ناقصة ايه بنتي ويجبلها ضرتها ف البيت 
تابع حديثه وهو ينظر إلي اثر ابنته وهو يهتف 
انا ماليش مكان هنا لا انا ولا بنتي بنتي تطلق بكرة يا وقاص واللي بيني وبين البيت ده اخويا وبنته 
وذهب الي غرفته حتي يلملم اغراضه ويأخذ ابنته يعلم أنه أخطأ بحقهم جميعا لكنه عاد عاد حتي يصلح ما اقترفه بحق ثلاثتهم 
الفصل الثاني عشر 
انتهي ناصر من جمع اغراضه داخل الحقائب التي اتي بها صاما أذنيه عن توسلات اخيه وابنته حتي يتراجع عن قراره لكنه لم يستمع
له فقط ما يتجسد أمامه معانات زمزم معانتها حتي أصبحت بهذا الجمود 
ناصر تقريبا يعاقب أخيه وعائلته بسبب تغير زمزم لطالما كانت رقيقه تتأثر بالنبرة الضعيفة المنكسرة كان مطمئنا لضعفها فهي كارته الرابح والذي سيضغط به علي ابنتيه الاخرتين ولكن لم يجد ما يريده فقد أصبحت زمزم مثلهم ابتلع غصة مسننة بحلقه وهو يتذكر زوجته الراحلة وهي توصيه علي جواهرها الثمينة طلبت منه عدم الانشغال عنهم بعمله لكن ماذا فعل هو!! 
يا ناصر اقعد هتروح فين بس م البيت موجود اهو كل حاجة هتتحل صدقني 
استلمت سيلين دفة الحديث من والدها قائلة بنبرة متوسلة 
الله يخليك يا عمو اقعد انا مبطقش اللي برة ديه انا مش هقدر اقعد من غير زمزم هي بتحس بيا 
جلس ناصر علي الفراش بتخاذل انهكته ذكرياته مع زوجته طلباتها ووصيتها التي خيل له أنه اتمها 
هقابل امهم ازاي يا قدري!! هقولها ايه ولا ايه وهقدر اصلا احط عيني ف عينها دمرتهم يا قدري انا رجعت رجعت عشان هطلع ع المعاش كمان سنة جيت عشان اخد زمزم ووقاص يقعدوا معايا يملوا عليا البيت بعيالهم انا تعبان تعبان وقلبي واجعني 
اقترب منه شقيقه يربت علي كتفه مواسيا واكتفي بالصمت فلن يفيد الكلام بعد ما فعله ابنه فماذا سيحل بأخيه المسكين إذا علم بما تواجهه ابنته علي يد زوجته ماذا أن علم ان قدميها بدأت تنزلق نحو الخطأ وأنها تكن مشاعر لرجل اخر وهي متزوجة متزوجة!!! زمزم ما زالت كما هي وقاص لم يقترب منها قط حتي أنه لم يضعف ويتجه إليها كنوع من تفريغ شحنة ڠضب أو ضعف 
جلست تبكي بنشيج صامت وحار حتي لا ينتبه صغارها لها ويرتعبوا نظرت من نافذة الغرفة وازداد بكائها عندما رأتها بالسيارة وهو ممسك بيد والدته يساعدها علي السير نحو السيارة جلست والدته بالسيارة والټفت هو عائدا الي خمسة
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 54 صفحات