السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 8 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


أقعد معاهم شوية وراجع تاني.
و في منزل عائلة شمس تجول والدتها الردهة ذهابا وإيابا تردد بتوسل
_ جيب العواقب سليمة يارب رجعها لي بالسلامة يارب.
صمتت وتذكرت تعرض حمزة لابنتها و أكبر ما تخشاه أنه يكون سبب تأخرها ربما أقترف بها مكروها.
انتبهت إلي صوت فتح باب المنزل لتجده زوجها الذي نظر إليها باستفهام و سألها

_ مالك فيه إيه خير
أجابت بتردد
شمس من وقت ماخرجت ما رجعتش لحد دلوقت وموبايلها مقفول.
_ إزاي
صاح زوجها لكن دخول شمس من الباب الذي كان غير مقفل و مظهرها المزرى ودموعها المنسدلة جعل كليهما و كأن الطير حطت علي رؤوسهم وقبل أن يتفوه احدهم لها بحرف أسرعت إلي داخل غرفتها و أوصدت الباب من الداخل بالمفتاح.
ركض كليهما يطرقان الباب
_ شمس أفتحي يا بنتي إيه اللي حصلك وبهدلك كده يابنتي
قالتها والدتها وتدعو الله في قلبها أن يخيب ظنها وحدسها
_ أفتحي يا شمس يا بنتي إحنا مش ھنأذيكي يا قلب أبوكي طمنينا عليكي يا حبيبتي.
قالها والدها و بداخله ۏجع ېمزق قلبه يتمني ما أستشفه من مظهرها أن يكون مجرد وهم.
أوقف وصلة توسلاتهم لابنتهم رنين جرس المنزل برغم إن الباب مفتوحا ليجدوا الزائر آخر شخص تمنوا وجوده في هذا التوقيت.
أستقبله السيد محمد قائلا
_ أهلا يا أحمد يا بني أتفضل.
أجاب الأخر مبتسما 
_ آسف يا عمي علي الإزعاج لو كنت جيت في وقت مش مناسب ومتأخر بس كنت حابب أطمن علي شمس وأديها هدية عيد ميلادها بنفسي.
أشار له بعد تردد بالدخول
_ مفيش إزعاج ولا حاجة أنا لسه راجع من بره كان عندي ورديه زيادة.
خلع نعليه بالخارج ثم دلف إلي ردهة استقبال الضيوف وجلس جلس حماه مقابله ولكي يلهيه عن أجوائهم سأله
_ عامل إيه يابني في شغلك
_ الحمدلله تمام مفيش شغل من غير راحة بس لازم الواحد مننا يعمل الي عليه كمان داخلين علي فرح ومسئولية.
_ ربنا يقويك ويعينك ويعدي أيامكم علي خير.
و لدي شمس بداخل غرفتها ما زالت تبكي تشعر ما تذرفه عينيها ليست بدموع بل دماء.
وأمام باب غرفتها تهمس والدتها حتي لا يصل صوتها إلي الذي يجلس في الخارج
_ أفتحي يا بنتي أبوس إيديكي خطيبك بره شكله جاي يطمن عليكي.
اخترقت أذنيها كلمة خطيبك كيف وماذا ستخبره و ما الذي ستقوله
هل ستخبره بأن هناك من أقتنص ڠصبا واقتدارا شرف من ستصبح زوجتك بعد أيام! أم ستقول أنه سيصبح حديث أهل القرية وربما القري المجاورة! 
انتفضت من مكوثها ويدها تمتد نحو الهاتف الذي ظنته خاصتها فوجدته هاتف ذلك اللعېن ألقته وكأنه شيئا مقززا وألقت فوقه الغطاء نهضت بثقل تتحمل علي آلامها وذهبت تفتح الباب إلي والدتها التي دلفت علي الفور فارتمت الأخرى بين ذراعيها وأخذت تبكي و تردد
_ أنا ضعت يا ماما.
أخذت تكررها فعانقتها والدتها بقوة لتمنعها من البكاء وترديد ما تقوله حتي لا يصل صوتها إلي الخارج
_ كفاية يا شمس كفاية يا بنتي خلاص.
لم تجد زينب سوي جذبها إلي صدرها وتربت عليها قائلة بدموع أم فؤادها منفطر
_ حقك عليا يا ضنايا حقك عليا يا نور عيني.
وبالخارج قد مل أحمد من انتظارها وخاصة بعدما أخبره حماه بأنه علم من زوجته إن ابنته عادت من الخارج تشعر بالتعب والإرهاق.
نهض وقال
_ عن إذنك بقي يا عمي و هابقي أجيلها بكرة إن شاء الله نحتفل بعيد ميلادها.
_ البيت بيتك يا بني تشرف في أي وقت أبقي سلم لي علي الحاج والحاجة.
_يوصل إن شاء الله.
قالها وذهب نحو باب المنزل استعدادا للمغادرة ثم ألتفت قبل أن يفتح الباب وقال
_ معلش يا عمي أتفضل حضرتك أبقي أدي الهدية البسيطة دي لشمس لما تصحي.
ربت محمد علي ذراعه بابتسامة عكس الألم الذي يشعر به من مصير ابنته
_ ربنا ما يحرمها منك يا بني.
و بعد تبادل السلام غادر الأخر أتجه محمد إلي غرفة ابنته وقبل أن يطرق الباب و قف متسمرا في مكانه عندما وصل إلي سمعه صوت ابنته وهي تبكي بحړقة وتقول
صاح هذا البغيض في وجهها قائلا
_ ماتهدي ياماه هو أنا بقولك قټلتها! أنا علمت عليها هي والكلب بتاعها اللي ها تتجوزه يبقي يوريني إزاي هايتجوزها بعد ما علمت له عليها.
_
 

انت في الصفحة 8 من 43 صفحات