السبت 23 نوفمبر 2024

رواية بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 7 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


إلي الفزع عندما كاد يضغط علي زر الإضاءة ووجد والدته تجلس علي الكرسي ترمقه پحده قائلة
_ داخل تتسحب زي الحراميه كده ليه طبعا زي عادتك تلاقيك عامل مصېبة وخاېف أبوك يقفشك.
رد عليها بحنق وحده
_ هي دي حمدالله علي سلامتك يا بني!
نهضت واقتربت منه ثم ضغطت علي زر الإضاءة كادت تتحدث لكن شهقت عندما رأت چرح رأسه وثيابه الملطخة بالتراب

_ مين اللي عمل فيك كده
ولي لها ظهره يتهرب من النظر في عينيها مجيبا
_ دي خناقة ما بين أصحابي وبين شوية عيال كده مالهمش لازمة.
وضعت يديها في خصرها و بتهكم قالت
_ وطبعا عملت لي فيها عبده مۏتة وصاحب صاحبه ودخلت الخناقة بص بقي عشان أنا جبت أخري منك أقسم بالله يا حمزة لو ما بطلتش القرف اللي عايش فيه ده لهقول لأبوك علي كل مصايبك وبلاويك اللي صهينت عليها وأبقي ساعتها يا حيلتها أبقي أنزل زي الرجالة وأشتغل.
صاح بتمرد وهو يشيح بيديه في وجهها
_ يوه هو أنا مش هاخلص من أم الأسطوانة بتاعتك دي قولت لك أنا حر و راجل أعمل اللي أنا عايزه.
_ لاء يا روح أبوك مش حر طالما بتضر نفسك وهتضرنا معاك يعني تسوي إيه لما الولية اللي أسمها زينب ديك النهار تيجي تهددني وتدعي علينا في قلب بيتي بسببك تبقي عايزني أعملك إيه!
انبلجت ابتسامة وقحة علي ملامحه فقال
_ أطمني عمرها ما هتعمل كده تاني ده يمكن تلاقيها جايه لك الصبح تبوس رجلك عشان تسامحيها.
نهض متجها نحو المرحاض المجاور لغرفته فأوقفته والدته تجذبه من ذراعه
_ قصدك إيه باللي قولته ده يا ولاه
مازالت الابتسامة علي وجهه القبيح فأجاب
_ هاتعرفي كل حاجة بس عايزك تعرفي إن إبنك مفيش قوة في الدنيا تقدر تمنعه لو عايز يعمل الي في دماغه و أدي أخرة الي يتحداني.
الظلام دامس في الأرجاء لكن هناك بصيص من شعاع القمر يتسلل فتحة سقف المنزل الآيل للسقوط في أي وقت و هنا في نقطة تلاقي الشعاع علي الأرض يتمدد جسدها بوهن بدأت في الاستيقاظ والألم يسري في كل أنحاء جسدها لاسيما ألم رأسها تشعر بخدر وجنتيها من كثرة ما تلقته من الصڤعات رفعت يدها بصعوبة تتحسس وجهها ثم إلي خصلاتها المبعثرة لتعود إليها الذاكرة وكأن صعقتها الكهرباء 
نهضت بصعوبة والدموع لم تفارقها وصوت أنين يذبح القلوب من الألم تبحث مرة أخري عن شيء ما حتي وقعت عينيها علي هاتف ظنت إنه خاصتها فانحنت بوهن والتقطته وقبل أن تغادر لفت أنتباهها بريقا لتجد مصدره السلسلة التي أهداها إياها شقيقها الصغير أخذتها و غادرت وهي تجر سيلا من الأوجاع والآلام تسير بترنح من شدة الألم تدعو بداخلها أن ما حدث لن يكن سوي كابوسا أو أضغاث أحلام مزعجة 
غادرت هذا المنزل المشؤم و سارت نحو الطريق تتمني أن لا تري أي مخلوق حتي لا يفتضح أمرها من هيئتها المزرية مع كل خطوة تمزق في القلب و عبرات تذرفها عيون يملأها الانكسار والهزيمة.
يفتح باب المنزل وفي يده هاتفه ينظر إلي الشاشة منتظرا إجابتها و بيده الأخرى يحمل حقيبة هدايا.
و قبل أن يدخل في غرفته وجد شقيقته تخرج من غرفتها تقول
_ حمدالله علي السلامة يا آبيه.
وضع هاتفه في جيبه بسأم وأجاب عليها
_ الله يسلمك هي شمس كانت معاكي النهاردة
أجابت والتردد ينبلج علي ملامحها خاصة نظرات عينيها
_ كنا مع بعض بعد الامتحان وقالت لي إنها هاتروح المراجعة وأنا ماقدرتش أروح معاها عشان كنت مطبقه ومنمتش و...
صمتت عندما استشعرت من نظراته وحواسه إنه ينتظر إجابة أخري فقال لها
_ شمس ما بتردش من الصبح علي موبايلها لحد ما قفلته بقي لها يجي ساعه أو أكتر هي زعلانة مني أو فيه حاجه حصلت
_ أنا معرفش حاجة بس طنط زينب لسه مكلماني و بتسألني عنها.
قطب حاجبيه وسألها
_ هو المفروض المراجعة تخلص الساعة كام
_ الساعة سابعة أصلي طلبت منها تصور لي الملزمة بعد ما تخلص فممكن ده أخرها لحد دلوقت.
زفر بضيق ونظر إلي ساعة يده ثم قال
_ يارب مايكونوش ناموا.
أوقفته شقيقته و سألته
_ أنت رايح لها
أجاب ويهم بالمغادرة
_ اه لو ماما صحيت وسألت عليا قولي لها رايح
 

انت في الصفحة 7 من 43 صفحات