رواية بقلم ولاء رفعت
والدته متعجبا فعقبت حماته بإيضاح له
_ مامتك قصدها يابني ما ينفعش تشوف فستان فرحها دلوقت غير لما تطلع لك وهي عروسة من الكوافير وإلا يبقي فال وحش.
ضحكت إسراء قائلة
_ فال أي يا طنط دي كلها تخاريف ما تصدقيش الكلام ده هو بس بيبقي مش مستحب لأن لما تكون مفاجأة بيبقي إحساس أحلي.
_ بقولكم أي ولا فال ولا مفاجأة أنا هاروح وأختاره معاها زي ما أختارنا كل حاجة مع بعض ولا إيه يا شمس
_ اللي تشوفه.
أثني ذراعه لتضع كفها الرقيق علي ساعده وقال
_ يلا بينا.
كادت إسراء تذهب معهما لكن والدتها أوقفتها من ثيابها قائلة
_ تعالي هنا يا عزول ما تسبيهم مع بعض يمكن عايز يقولها حاجة.
زفرت بحنق وقالت لها السيدة زينب
وفي متجر تأجير أثواب الزفاف تخرج من حجرة القياس مرتدية ثوبا في منتهي الرقي والجمال وكأنها حورية فكان أحمد مشغولا في هاتفه وعندما طلت بمظهرها الباهي رفع بصره إليها أتسعت حدقتيه وغر فاهه ثم أطلق صفيرا كدليل علي إعجابه بأميرته الساحرة ما زاد خجلها وتوردت وجنتيها أكثر همست له وهي تمسك بجانبي الثوب
أقترب منها وهمس أمام وجهها
_ ده الفستان بقي أجمل و أنتي جواه تبارك الله في جمالك يا شمسي.
وضعت كفها علي فمها من الخجل الذي لا يفارقها لتأتي الفتاة التي تعمل بالمتجر قاطعة لأجوائهم الوردية قائلة
_ خلاص استقريتي يا عروسة علي الفستان ده
أومأت لها الأخرى وقالت
_ اه إن شاء الله.
و هكذا انتهت من حجز ثوب الزفاف ثم ذهب كليهما إلي الأستوديو ويليه مركز التجميل الشهير في تلك البلدة و ذلك في أجواء فرح وسعادة غمرت كل منهما لكن ما زال قلب شمس لم يبرحه القلق والخۏف من شيء مجهول يترقبها وربما تلك العيون التي تتبعهما علي بعد عدة أمتار تندلع بشرار نيران حقد وكراهية واڼتقام ظالم بدون وجه حق!
كانت في طريقها إلي خارج مبني المركز التعليمي نظرت إلي شاشة هاتفها حيث كانت قد تركته علي الوضع الصامت كما آمرهم المعلم وجدت الكثير من الاتصال من أحمد و والدتها فأجرت الاتصال بوالدتها لتطمأنها إنها قادمة ولكن سوف تذهب إلي أقرب مكتب تصوير المستندات حتي تقوم بتصوير أوراق المراجعة لصديقتها إسراء ثم تذهب لحماها و تتركها لديه.
كانت سريعة الخطي حتي تلحق بمكتب التصوير قبل إغلاقه وصلت إليه وهي تلتقط أنفاسها قائلة بتهدج
_ السلام عليكم يا عم سامح معلش صور لي الملزمة دي نسخة.
أجاب الرجل وهو يرمقها باعتذار
_ أنا آسف يا شمس يا بنتي والله الحبر بتاع الماكينة لسه خلصان زي ما أنتي عارفه ده موسم تصوير ملازم وأوراق مراجعة الامتحانات وكان النهاردة عندي ضغط كبير علي المكن لحد ما كل مخزون الحبر الي عندي كله خلص تعالي لي بكرة بعد الضهر إن شاء الرحمن.
أومأت له وقالت
_ إن شاء الله.
وذهبت إلي طريق العودة إلي منزلها لكن أستوقفها انقطاع التيار من أعمدة الإنارة في الطريق الرئيسي تأففت لأنها ستضطر أن تسلك الطريق الآخر الذي تمقته بسبب انتشار المنازل المهجورة القديمة وهيئتها المرعبة في الليل.
أخذت تردد آيات الله لاسيما آية الكرسي و تتحاشي النظر إلي تلك المباني المخيفة مهلا هل سمعت للتو صوت خطوات تتبعها!
ألتفتت خلفها لم تري شيئا تردد الصوت مرة أخري فوقفت لتلتفت مرة ثانية فانتفضت بفزع عندما قفزت قطة سوداء من إحدى النوافذ المفتوحة