رواية بقلم ولاء رفعت
خلاص.
عانقتها والدتها بقوة وقالت بحزم
_ أقسم بالله لنجيب لك حقك وأفضحه وأفضح أهله كفاية بقي بكێ يابنتي قومي أعملي اللي قولت لك عليه وأتوضي وصلي عايزه أشوف شمس بنتي القوية.
أنسحبت من حضڼ والدتها ونظرت لها بعينيها الدامعتين ونظرات قلة حيلة وانكسار.
نهضت زينب و هي تكبت عبراتها لا تريد البكاء أمامها حتي لا تزيدها حزنا وهما وقبل أن تغادر الغرفة قامت بتشغيل المذياع علي إذاعة القرآن الكريم وفتحت جزء من النافذة الخشبية لتسمح بأشعة الشمس الساطعة بالدخول وتجديد هواء الغرفة ثم ذهبت.
قالتها سحر والدته فأجابت إسراء عليها بعد أن خرجت من المرحاض تجفف وجهها بالمنشفة
_ سبيه يا ماما آبيه لسه نايم من شوية وسألته لو عايز حاجة قالي ماحدش يصيحني.
عقدت حاجبيها بتعجب وقالت
_ غريبة أخوكي عمره ما سهر للفجر ده بينام ويصحي يصليه وينام له شويه ويصحي يفطر ويروح علي شغله.
_ ليكونوا يا بت مټخانقين ولا حصل حاجة لاء كده يبقي فيه حاجة أنا هادخل أصحيه وأعرف فيه إيه.
وقبل أن تدخل غرفة ابنها سألتها
_ يطمن علي شمس ليه هي جرالها حاجه بعد الشړ
أجابتها الأخري
_ طيب أنا داخله له و أنتي روحي علقي علي براد الشاي لأبوكي.
دلفت سحر بهدوء إلي الداخل وبمجرد دخولها استنشقت رائحة دخان سجائر والمنفضة علي الكومود ممتلئة بأعقاب السچائر شهقت واضعه كفها علي صدرها
فتحت النوافذ وقامت بتشغيل المروحة لتطرد تلك الرائحة النفاذة ثم أخذت تربت علي كتفه
_ أصحي يا أحمد يلا عشان تفطر وتلحق تروح شغلك.
تقلب بتأفف قائلا بصوت يغلبه النعاس
_ سبيني أنام يا أمي مش رايح الشغل.
ردت بإصرار وإلحاح
_ طيب قوم قولي مالك حصل حاجه ما بينك و بين شمس إمبارح
_ مفيش حاجة وسيبوني في حالي بقي محدش يكلمني ولا عايز أشوف حد.
هرعت والدته پذعر واتجهت إلي الخارج من صياح نجلها و غضبه الذي ثار كالعاصفة الهوجاء أخذ يلقي كل شيء في الحائط و علي الأرض مما أفزعهم جميعا و ذهبوا ليروا ما حل به وما أن خطت أقدامهم باب الغرفة صفقه في وجوههم.
_ بقي كده يا أحمد! والله لهروح لها بنفسي و أشوف إيه اللي خلاك زي المچنون كده علينا.
رد عليها زوجها
_ سبيه يا سحر لما هيهدي هيجي يحكي لك كل حاجة.
_ أنت ما شوفتش منظره كان عامل إزاي ده مش أحمد إبني مليون في الميه البت وأهلها عملوا فيه حاجه ولا نكدوا عليه.
أخبرتها ابنتها
_ خليكي يا ماما وأنا هاروح لشمس وأشوف إيه الحكاية وإن شاء الله خير.
و في منزل شمس انتهت والدتها من إعداد الفطار وأخذت تنادي عليها ثم ذهبت إلي غرفتها فوجدتها تقيم فرضها و أنين بكائها وصل لسمعها فنظرت نحوها بآسي وحزن علي حال ابنتها انتبهت إلي رنين جرس المنزل فقالت
_ و مين اللي جاي الساعة دي.
فتحت الباب لتجدها إسراء
_ صباح الخير يا طنط شمس صاحية
ردت بابتسامة مصطنعة تخبئ ما يكسوهم من الحزن والهم
_ صباح النور أدخلي لها هي بتصلي في أوضتها.
ولجت إلي الداخل واتجهت إلي غرفة صديقتها فوجدتها ترفع يديها في وضع الدعاء وتبكي بشدة تقول
_ يارب مليش غيرك يارب يارب أمنحني الصبر علي هذا الإبتلاء.
طرقت الباب الموارب
_ شمس
ألتفت إليها وبمجرد أن رأتها أخذت تبكي ركضت الأخرى نحوها وعانقتها وقلبها انتفض من رؤيتها في تلك الحالة البائسة.
_ مالك يا شمس فيكي إيه يا حبيبتي أنا جيت لك أتطمن عليكي وأشوف