كاليندا ـ رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
يعلم ربنا معزتك وغلاوتك في قلوبنا مش مجرد عم بنتي بالعكس أنت غلاوتك من غلاوتها كفاية وقوفك جمب محمد لما تعبت وفضلت تلف معاه في المستشفيات بيا وترجع تقعد مع شمس وتراعيها.
ابتسم بامتنان وقال
_ ماتقوليش كده يا أم شمس إحنا أهل ولو أنا ماوقفتش مع أخويا في وقت الشدة مين اللي هيوقف معاه الغريب مثلا.
رفعت جانب فمها بتهكم وقالت
أستدار محمد برأسه إليها موبخا إياها
_ ما خلاص بقي يا أم شمس وفضيها سيرة ربنا يسهلهم ويبعد عننا آذاهم.
رد كريم
_ أحسن دعاء ليهم ربنا يديلهم علي قد نيتهم وحسبي الله ونعم الوكيل.
نظرت زينب نحوه وكأنها تذكرت أمرا ما وقالت
_ ألا قولي أنت عرفت إزاي اللي حصل إحنا لولا البت رحاب اللي خسارة في أهلها أتصلت علي أخوك مكناش نعرف أي حاجة.
_ رشا أتصلت بيا وحكتلي علي كل حاجة بس اللي فهمته إنها عند أهلها حجازي كالعادة عشان يراضي محمود أتخانق معاها ومد أيده عليها كل ده عشان اعترضت علي اللي بيعملوه.
زفر شقيقه بضيق وقال
_ لا حول ولاقوه إلا بالله طول عمرها حقانية ما بتحبش الظلم ولا الحال المايل وبرغم كده استحملت حجازي سنين كفاية بعد ما عرفت إن تأخير الحمل من عنده كملت وصبرت معاه وياريت بيقدر ده بالعكس بيجي عليها و ممكن يبيعها في ثانية لو محمود قاله يعمل كده.
و بعد ساعة وصلوا أمام المنزل فقامت بإيقاظ ابنتها تربت عليها
_ أصحي يا حبيبتي خلاص وصلنا.
لا رد منها وضعت يدها تتحسس وجنتها لتجد حرارتها منخفضة صاحت پخوف
_ شمس يا شمس ألحقني يا محمد بنتك ما بتصحاش وجسمها متلج.
وبعد أن ترجل كريم من السيارة دلف إليها مرة أخري وصاح مسرعا
وأنطلق بالسيارة علي أقصي سرعة بينما والدتها تحاول أيقظها والأخرى كأنها كالمۏتى لم تستيقظ بعد.
و في المشفى التابع لمركز المحافظة خرج الطبيب من غرفة الفحص بعدما قام بمنع دخول أي منهم حتي يتثنى له الفحص بدون إزعاج وكان معه ممرضة.
أسرع ثلاثتهم نحوه فسأله كريم بلهفة و قلق
أجاب الطبيب بجدية
_ أطمنوا هي بخير الحمدلله الإغماء اللي عندها طبيعي جدا وعملنلها فحص كامل زي ما حضرتك طلبت وهاكتب لكم تقرير بكده.
قالت زينب بحزن وآسي علي ابنتها
_ طبعا لازم يا عين أمها يغمي عليها من اللي حصلها والظلم اللي شفته ومكنتش بتاكل منهم لله.
أجاب الطبيب
_ هي فعلا شكلها مكنتش بتاكل و ده واضح عليها وممكن كمان عندها إنيميا أنا علقتلها محاليل لكن السبب الرئيسي للإغماء إنها حامل.
_ محمد!
ولج حمزة إلي المنزل يجر حقيبة سفر صغيرة خلفه فوجد والدته وشقيقته يجلسان أمام التلفاز فقالت والدته بعدما تفاجأت
_ أنت إيه اللي جابك
لم يجب عليها وأكمل سيره إلي غرفته ذهبت خلفه والڠضب ينبعث من عينيها قامت باستدارته عنوة عنه لينظر لها مباشرة وصاحت به
_ في إيه يالاه أنت خلاص مابقاش يهمك حد لما أكلمك ترد عليا.
نفض يديها بغلظة من علي عضديه وصاح بها
_ ملكيش دعوة بيا وأحسن لك تتجنبيني خالص ولا أقولك اعتبرني هوا.
أنتفضت وتراجعت إلي الخلف لكن لم تظهر له خۏفها من ما أدركته من مغزي كلماته وتهديده الصريح لها فقالت
_ مش أبوك محذرك إنك تيجي هنا لحد ما هايشوف عملتك الهباب دي هترسي علي إيه.
حمل الحقيبة وألقاها أعلي التخت پعنف وقام بفتح السحاب قائلا
_ والله مش المفروض أنا اللي أسيب بيتي هم اللي يسيبوا بيتهم ده لو أبوها راجل عنده كرامة و ذرة رجولة كان خد بنته و مراته وعزلوا من البلد.
رمقته بإزدراء وقالت
_ يا بجاحتك يا أخي! أنا لو مكان أمها وجه حتة عيل صايع شمام زيك وعمل في بنتي كده ما كان يهمني حد وكلته بسناني حتت.
فتح الخزانة خاصته وقام بإلقاء ثيابه بداخلها
نظر إليها من أعلي إلي أسفل بازدراء وقال
_ وكنتي فين لما سبتيني لعمي يعذب فيا بعد ما...
أسكتته بكتم فمه بكفها و قالت بصوت منخفض
_ أخرس يا حيوان أقسم بالله لولا إنك ابني كان زماني...
صمتت وهي تزجره بعينيها نظرة مرعبة لكن لم تأثر به بل دفع يدها وقال
_ كنتي زمانك قټلتيني زي ما قټلتي جدي!
عم الصمت بينهما وكل منهما يرمق الآخر بنظرة عدائية قاطعها دخول حماد الذي جاء للتو من الخارج
_ بتعمل إيه عندك ياض مش قولتلك تغور علي إسكندرية و ماشوفش