ودعة واخواتها
مضى عشرة سنوات على مغادرتهم البيت
قبلتهم واحد واحدا والدموع تنهمر من عينيها فلقد كانت تخشى أن ټموت ولا تراهم قصوا عليها ما جرى لهم وحكاية العبد الذي خدعهم وكاد أن يفعل ذلك مرة أخرى عندما قابلهم قرب الغابة
لما ذكروا لها أمر المملكة الضائعة دهشت وقالت روت لي جدتي مرة أن کاړثة أصابت مدينتهم ولم ينج إلا القليل وأنها مليئة بالذهب لكن الآن يسكنها الجن ومن إقترب من طريقها قتلوه وعلقوا جمجمته على بابها
في الغد وقفت مع إخوتها وسط الناس الذين سمعوا برجوعها مع إخوتها وحكت لهم قصة الأمير الذي جاء إلى القرية وقالت لقد حان الوقت لنرجع إلى مملكتنا
صاح الناس كلنا سنذهب معك ولن يتخلف منا أحد وبدأ القوم في بيع ممتلكاتهم وجمع أموالهم وبعد أسبوع خرجوا بأنعامهم وأطفالهم وعجائزهم وفي المقدمة الساحر إبن عبد البار يدلهمم على الطريق
وعندما وصلوا بدأوا بقطع الأغصان وإزالة النباتات والأتربة وبعد أيام بدأت المدينة تظهر وكانت كبيرة وذات طرقات واسعة وفي النهاية رجعت كما كانت وعاد إليها جمالها
لما رجع الأمراء الأربعة إلى أبيهم السلطان محمد بن منصور حكوا له عن المملكة الضائعة ورغبة ودعة في أن تكون ملكتها قال لهم لا مانع عندي ليكن ذلك مكافأة لها على إنقاذكم من الساحر لكن ابنته الصغيرة حدثته عن السرداب المليء بالكنوز فإشتد طمعه وقال في نفسه سأستولي على كل ذلك الذهب والمال فالمدينة دون حماية
أجاب الوزير أقترح أن نتخذهم حلفاء لنا ونستفيد من مكتباتهم وعلومهم
قال السلطان لقد إتخذت قراري ولن أتراجع فيه هيا أعط الأمر للجيش بالإستعداد سنتحرك خلال سبعة أيام
سمعت القرى المجاورة بخبر المدينة الضائعة فجائوا بأموالهم وأبنائهم ورحبت بهم ودعة فهي محتاجة إلى الصناع والعمال فما زال هناك الكثير لفعله فالخشب داخل البيوت تآكل والأسوار بحاجة إلى ترميم وكذلك الأبراج وكل ما فعلوه لحد الآن هو إزالة الأشجار وتنظيف الأزقة من الأوراق والحصى والأغصان الجافة
ذات يوم جاء رجل وإمرأته وطفل صغير وطلب مقابلة الملكة على عجل فالأمر لا يحتمل الإنتظار عندما رأته ودعة أشفقت عليه فقد كان يعلوه الغبار وكأنه يريد ان يخبرها بسر
قبل أن يخبر الرجل ودعة الخبر قال لها أريد أن أشرب الأول فأمرت له بقلة ماء وبعد أن شرب مسح شفتيه وقال جيش السلطان محمد بن منصور في طريقه إليكم ولا يبعد عنكم سوى مسافة ثلاثة أيام أو أربعة على أقصى تقدير
سألت ودعة هل الجيش كبير
أجاب لقد صعدت فوق هضبة مرتفعة لأتأكد مما تراه عيناي لقد أتى إليك في جمع عظيم ومعه آلات الحصار أمامك وقت قصير لتحزمي أمرك و سأساعدك فأنا بناء ولقد رأيت الأسوار وهي لن تصمد إذا لم نجدد ما انهدم منها .
نادت ودعة إخوتها
فقالوا ليس لنا وقت للتأكد من صدق الرجل لكننا سنستعد للحرب إن كڈب نكون قد أنشئنا نواة جيشنا وإن صدق كنا جاهزين للدفاع عن المدينة لكن يلزمنا الأسلحة
قالت ودعة انزلوا إلى السرداب مع الساحر هناك غرف لم نفتحها أما أنت يا أخي الأصغر فأكلفك بدفاعات المدينة خذ هذا البناء معك فإني عينته رئيس البنائين وإجمع العمال وأصلح السور والأبراج هيا بسرعة لا وقت لدينا
نزل بقية إخوتها إلى السرداب واتبعوا إشارة المنجل السحري وتعجبوا لكثرة الممرات لكن هناك إتجاه واحد صحيح أما الأخرى فهي تأدي إلى طرق مسدودة وكل من يغامر بالنزول دون المنجل يضيع ولا يخرج من هناك أبدا .
بعد قليل وصلوا إلى مكان الكنز ومازالت الأكياس أمام الغرفة كما تركها الساحر تقدموا قليلا كان هناك غرف أخرى فتحوا واحدة كانت مليئة بجرارالقمح والزيت والخمر
فتحوا الثانية فوجدوا أكواما من المخطوطات القديمة التي ترجع إلى أقدم الأزمان قالوا لم يبق سوى غرفة واحدة وعندما فتحوها أصابتهم الدهشة فلقد فيها من الدروع والرماح والسيوف ما يكفي لتجهيز جيش بأكمله
في آخر الممر شاهدوا نورا خاڤتا وعندما ذهبوا لرؤيته عرفوا أنها حفرة تقود إلى خارج المدينة بعد